ميلت رأسي دون أن أرفعه وقابلت نظراتي الشاب الواقف أمامي.
لاأدري أي قسوة يتحدث عنها الجميع ، كثير ما سمعت عن البرودة في عينيه وأنه ينظر للآخرين كأنه يفككهم إلى أجزاء ويعيد تركيبهم بنظرة.
لا أدري كيف اكتسب تلك السمعه السيئه انه جيرود، كان النقيض لأخيه اركيان فبشعر أشقر بلون السنابل التي هذبتها شمس الصيف وبعينيه الرماديتان
بالكاد أرى شبها بينه وبين أخيه فقط بنيتهم الجسديه، وجيرود أصلب عودا بحكم كونه الأكبر.
ولمن يراه للمرة الأولى يجب أن تكون هناك لحظة استيعاب لتلك القوة المكبوحة والوسامة اللامبالية،
مذ كنت أصغر عمرًا أدركت الهالة المحيطة به والتي تترك تأثيرها القوي في الاخرين.
" سترى بعينيك كيف سأسحق بقدمي تلك العشبة الحقيره آه أتمنى لو أني أغمض عيني وأفتحهما لأجد ستون عاما مرت على ليلتي هذه"
"وبذلك ..؟"
"وبذلك أكون أكيده بأني تمكنت من نسيان بؤس هذا المساء"
"صدقيني بعد ستون عام لن يكون نسيان هذه الليلة هو المشكلة بل محاولة تذكر لمن يعود الوجه الناقم الذي يقابلك في المرآه"
"لا أظنني سأعيش لأبلغ الخامسة والسبعين، فقد تمنيت في العام الماضي أن أموت قبل أن أبلغ الخامسة والعشرون لا أريد أن أبلغ الشيخوخة"
" ومن أين أتيت بتلك النظرية المخيفة فتبعا لقولك ساكون شيخا خرفا بعد ثلاث أعوام"
"لا لا..إن الأمر يحدث للنساء فقط نحن النساء نشيخ أسرع منكم، لا تعلم كم هو الحظ حليفك كونك ولدت ذكرًا"
"أي حوار غريب هو هذا"
عندها تنبهت للنظرة المتساهلة في عينيه وأدركت بأنه يساير بلاهتي المتواصلة مما جعلني أقول بفظاظة
"إياك أن تعاملني بتنازل جيرود"
"وإلا؟"
"والا أمرتك بأن تسلمني هديتك على الفور دون أن أعطيك الفرصة لاستعراضها أمام الآخرين"
أنت تقرأ
ادونيا تولين
Romance. . "أبقي الباب مغلقا على هذا القط اللعين وإلا سوف يُلقى به في النهر هكذا تقول أمي ، لأنك تعلمين بأني أحب كامونيه" "قد أكون انانيا ولكني لست وغدا" "أوسعت الفرجة بين أصابعي التي غطت وجهي لأجده جالسا قبالتي بكل هدوء مسندا ذقنه على إحدى ركبتيه ويضغط بع...