CH26

80 18 0
                                    




صوتي .. كان صوتي هو من جنى على إسبيان وجدتي فلو لم أصرخ لما سمعني اسبيان

لو أني واجهت مصيري لوحدي ذاك المساء ، ربما حينها سأتحمل توابع خطأي إرتعش ذقني فسمعت ارمين تحثّني قائلة


"هيا إبكي ستشعرين بالراحة إذا فعلتي هكذا تقول بيا"


لكني لم أفعل ليس فقط لأني لا أملك الحق بالبكاء عليهما وقد تسببتُ بموتهما

لكن لأني لا أدري أبإمكاني أن أتوقف إذا بكيت فالكون بأكمله سيعجز عن أن يواسيني وسيكون ذاك البكاء الذي لن أستعيد بعده الرُّشد أبدًا

بدل ذلك تركت ارمين حيث هي ودخلت حجرتي لأنطوي على نفسي أبحث عن النوم علّني في الحلم ألقاهم وأمنيتي كل ليلة أن لا أستيقظ من جديد ، لكني إستيقظت على دخول الخادمة التي وضعت على الجارور صينية طعام وخرجت بهدوء


بقيت حيث أنا لفترة أجهل طولها، ثم نهضت غير مبالية بالطعام وخرجت فقط لأني كنت أحس بالجدران تكاد تُطبِق علي

أردت أن أخرج لمكان متسع فحتى النوافذ شعرتها تضيق بي بسواد الليل من ورائها


نزلتُ للصالون الرئيسي وجلست هناك بصمت كمنحوتةً منسية ثم نهضت لأجلس على مقعد يقابل النافذة حيث النهر الذي لم يظهر جليًّا بما أن القمر يكادُ يكون هلالًا إنطويتُ على نفسي أبحث عن الدفئ لأطرد البرد الذي استوطن أعماقي





سمعتُ صوت أحدهم يهبِط الدرج ثم سمعت الهمس  كانت عمتي وإحدى ابنتيها

لقد كانت سابين التي راحت تتحدث عن عدم قدرتها على النوم ويبدو أن عمتي هي الأخرى كذلك

إختفى صوتهما لفترة ثم سمعتهما عائدتين لتجلسا في الصالون خلفي تمامًا أشار الصوت الصادر عن الأواني بأنهما قد أعدّتا الشاي





جلستا تحتسيانه غافِلتين عن وجودي تشعّب بهم الحديث عن مشاعرهما تِجاه ما جرى وحين وصل الحديث لجدّتي ظهر التأثر جليّا في صوت عمتي ، لا أحد يستطيع أن ينكر محبتها لوالدتها كنت أنتبه لهم حينًا وأحيانا أخرى يميل راسي بذلك التبلد الذي يشبه النعاس

سمعتُ سابين وقد شاب نبرتها حماس الفضول

"أمي الآن ببرحيل إسبيان وجدتي للمن ستعود ملكية البيت وأراضيه"


تنهّدت عمتي ثم قالت كمَن يفطن لأول مرة لتلك الحقيقة


"أعتقد بأن كل شيء سيعود حتميًا إلي ، فبِرحيل أمي و إسبيان لتحلّ الراحة على روحيهما و إنِتفاء الذكر من أسرة باراليوني تنتقل الملكية لكبرى النساء بالتأكيد سيختلف الأمر لو أن أمي هي من مات أولا"



"ربما ترَكت جدتي وصية تـتمكن أدونيا تولين من تملّك المكان"


"لا تعترف قوانين الإرث بمثل تلك الوصايا كما أن أمي لم تكن بحاجة لوصية"


ادونيا تولينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن