CH16

95 19 0
                                    







جلس بقربي وسحب الوسادة بقوة عن وجهي فاستعضت بذراعي لأغطي وجهي المحتقِن

أكمل إسبيان

"بعد خروجِك أخبَرَتْ جدتي عمتي بأنّها لم تعهد بِكِ الكذِب ولا تظُنك ستبدئين به الآن
وتمنّت منها أن تفكر بكلامها ولا تجعل ظُنونها حقائق"


أبعدتُ ذراعي ونظرتُ إليه متشككة بالَغَ في فتح عينيه ورَفَع حاجبيه لإظهار صدقه

لقد كان صادقا على كل حال

لم يعلم بأنّ كلماته أزاحت حِملًا ثقيلا عن صدري

ضايقني سوء ظنّ عمتي لكنه لم يكن شيئا جديدًا لكن أن تصدق جدتي ذلك كان همًّا لايطاق

نهض إسبيان مقتربا من المرآه ثم حَمَل فرشاة شعري عن المنضدة وراح يسرّح مقدمة شعره وقال بمرح

"إنهضي واعتني بهندامك فلدينا زائرون سيسُرُكِ حضورهم"

"مَن؟"

"الكولونيل البرتادو والسيدة البرتادو"

خاب أملي فقلت له

"أظنّك وحدك من سيسرّ بوجودهم"

"لم أكمل ، وايفانجولي والسيدة دي استاليا"

"آه جيد يسعدني حضورهم"

"لم تدعيني أكمل ، وإيفانجولي والسيدة دي استاليا تقيمان في مزرعة دي استاليا"

أدركتُ بأنه يتسلى بتلاعبه في الكلمات التقت نظرتي الساخطة بعينيه الضاحكتين في المرآه فأكمل ضاحكًا

" كل ما قُلتُه صحيح فهما تقيمان هناك وستأتيان لزيارتنا الليلة"

سمعت في الخارج صوت العم دوريان يحث الرجال على الإسراع فتوجّه إسبيان للباب قائلًا

"سأذهب للبحث معهم أترين هو الآخر يصدقك"

أغلق الباب خلفه ليلحق بهم بعد فترة سمعت صوته يصيح بالعم دوريان لينتظره

عادت الدموع تترقرق في عيني وهذه المرة من شعور رقيق مَلَأ قلبي بمحبة أخي

موقنة بأن وجوده قد خفف كثيرًا من جفاف هذه الحياة.












بعد عدّة أشهر وفي منتصف كانون الأول أدرك الجميع بأن الأوضاع قد تدهورت كثيرًا

وكثرت الأقوال حول إنهيار قواتنا على جبهات القتال وقد فُرِض التطوع الإجباري على كل رجل قادر يفوق عمره السادسة عشر

وشكّل ذلك خيبة أمل لإسبيان المتحمس للقتال خاصة وهو يرى الشباب والفتية هنا وقد بات اللّباس العسكري زيهم الرسمي


كان الجميع قد تطوع وصار من الطبيعي تغيّب الرجال في معسكرات التدريب وفقط قلة قليلة التي لم تتطوع وغالبيتهم ممن تدور حول ولائهم علامات الإستفهام وهم ذوي الأصول الجاستونية

ادونيا تولينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن