CH12

80 24 0
                                    




علمت بأن جيرود قد أتى ليصطحب جدتي معه لمعرض الأدوات الزراعية المقام في البلدة بناءً على موعد مسبق

وانتهى الأمر بذهابنا أنا وآرمين والصبيّين معهم فيما لازم العم دوريان غرفة المكتبة وبقيت عمتي في حجرتها متعذرة بالصداع

يبدو بأن الأمور لم تصطلح بين الإثنين بعد .


أما سابين ففضلت البقاء لتكمل قراءة أحد الكتب التي اشترتها بعد أن منعتُها من استعارة كتبي إنها تطمع بإثارة إعجاب قدوتها إيفانجولي التي عادت لفرنسا قبل يومين ولكنها ستعود في زيارة أخرى في نهاية أيلول ومنذ الآن بدأت بافتقاد رفقتها المسلية.


كنت طيلة الطريق مستمتعة بتماوج الألوان على وجه آرمين كلما وجه جيرود الحديث إليها ولابد أن المتابع الجيد سيرى الأمر ذاته على وجهي ونحن نلتقي بأسرة اليتيري وبرفقتهم أماليا راغاتو لم أستطع إلا أن ألاحظ الطريقة التي اسندت بها آماليا يدها على ذراع سانتون خلال تقدمهم

لم أكن مرتاحةً حتى أسقطت يدها حين تقدم سانتون لتحيتنا، وبسرعة بدأت أحس بشرارات الحرب الخفية بين ارمين واماليا

ومع تقدم اليوم علمت بأن الأحداث ستزداد سخونة خصوصا أن كل واحدة كانت تلمز الأخرى عند كل فرصة ويبدو بأني لم أكن المتفرج الوحيد فقد لمحت التسلية مرتسمة في عيني كورديليا اليتيري التي لم يفتها ما يجري بين الغريمتين.

رغم أن المعرض اشتهر بعرضه المنتجات الزراعية لكن كل من لديه بضاعة للبيع استغل ذاك اليوم لعرضها وهذا أضاف تنوعا جميلا فكان لكل متسوق نصيب من ذاك المعرض.


توقفنا نحن الفتيات لدى رجل يبيع الأقنعة الفينيسية فحملت كورديليا قناع أزرق بأطراف ذهبية قربته من وجهها قائلة

"أليس قناعًا جميلًا؟ أوحى لي بفكرة إقامة حفل تنكري ، سآخذه بكم تبيعه؟"


دفعت ثمنه ثم تناولت واحدًا آخر بتصميم وألوان مختلفة ثم قالت وهي تنقل بصرها بين آرمين وآماليا


" لو لم أشتري الآخر لكنت إشتريت هذا إنه يضاهيه جمالًا، أستشتريه إحداكن؟"


كمن يضع القطةَ بين الحمَام .. خطر هذا القول المأثور في بالي وأنا أرى آرمين تتخطفه من يدها وتسأل البائع عن سعره وقبل أن تنقده ماله أخبرت آماليا البائع بأنها ستزيده إذا باعها القناع ذاته


إمتقع لون آرمين لهذا التصريح المعادي ولكنها لم تنسحب وكأننا في مزاد

أاخذت كل واحده تزايد في ثمنه أمام فضولي الذي شابهه الإستهجان وتسلية كورديليا

ربحت آماليا القناع في النهاية حمل البائع المنتشي ببيعته الرابحة قناعين آخرين ومدهما لآرمين لتختار بينهما

ادونيا تولينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن