ألقى مايحدث بظلال الكئآبة على المحيط
وأثناء عودتنا رَحَلَت أنظاري لمنزل آل إليتيري الذي بات أحد مقارّ قيادة القوات الجاستونية في المنطقة
ورغم إعتقال سانتون إلا أن أسرته تشبثت بالبقاء حتى تم إطلاق سبيل ابنها بفضل وساطة أسرة زوجته المستقبلية ذوي العلاقات مع حتى كبار الشخصيات الجاستونية ، ولكن البيت الكبير تم تقسيمه لقسمين أحدهم لساكنيه والآخر مقر قيادة
كنت خلال عودتنا أتأمل ما حولي وشعور يراودني بأني أسير في حلم غريب فكل شي يبدوا على طبيعته لكن أجواء من الشؤم تنبعث من الأراضي القريبة
عند وصولنا كان سانتون اليتيري يوشك على المغادرة ومازال قلبي يخسر بضع نبضات لرؤياه
إقترب منّا محييًا ثم ذهب في طريقه لقد خسر الكثير من وزنه ويبدو أكثر جدية إثر فترة قصيرة من الإعتقال
جلستُ بجانب جدتي في الصالون فيما انصرف الآخرون كل لشأنه وبعد فترة سألتها عما أتى بسانتون
"لقد جاء يخبرني بأن القائد الأعلى للجيش يريد استعمال أرضنا واسطبلاتنا دون البيت لفائدة الجيش"
"جدتي سترفضين أليس كذلك أفضل الموت على تقديم المساعدة لهم لن نكون خَوَنَة"
"أدونيا .. الكل يعلم بأننا مجبرين ولسنا خونة لقد قَدّم السيد اليتيري معروفا لنا بأن أتى بنفسه ليعرض الأمر علينا، فلو لم يفعل لكان الجنود بأنفسهم من قدموا دون إستئذان وفرضوا الأمر الواقع ، وكنا سنخسر المزيد من وقارنا في ذلك"
"أخشى ما سيحدث إذا قدِموا جدتي إنني فعلا خائفة مما سيحدث"
تأملتني جدتي صامتة كالتائهة في أفكارها ثم ارتسم الحزن داخل تلك العينين الغائرتين
"أدونيا لقد ظننت دوما بأني أملك شيئًا من الحكمة والعقل ولكن .. أَسَتَغفرون لي"
سأَلَت طلبها الأخير بألمٍ دفعني للقول
"جدتي نغفر ماذا "
تنهدت وأكملت كأنها تجر الكلمات جرّا
"قبل الإجتياح بليلتين قَدِم جيرود إلينا على غير إنتظار"
نَظرَت إليّ تذكرني بوقوفي على الدرج عند خروجهم من المكتب
"في تلك الليلة أخبرني بأنه يعلم بأمر سفينتين ستغادر ظهرًا لفرنسا وهو موقن بأنها آخر ما سيغادر وهي الفرصة الوحيدة لمن أراد اللجوء للخارج، لا أدري كيف علم ولكنه كان متأكدًا من مصادره وألحّ إلحاحًا شديدًا علي لكي نغادر"
سكَتُّ أنتظر أن تكمل ما كان واضحًا لي
"ولكنّي رفضتُ رامية فرصتكم للعدم كان المسكين دوريان مترددًا ولكنه أيدني في النهاية"
أنت تقرأ
ادونيا تولين
Romance. . "أبقي الباب مغلقا على هذا القط اللعين وإلا سوف يُلقى به في النهر هكذا تقول أمي ، لأنك تعلمين بأني أحب كامونيه" "قد أكون انانيا ولكني لست وغدا" "أوسعت الفرجة بين أصابعي التي غطت وجهي لأجده جالسا قبالتي بكل هدوء مسندا ذقنه على إحدى ركبتيه ويضغط بع...