CH22

76 17 0
                                    




فقط الثلج الأبيض هو ما يُرى وبتقدّم الوقت تسرب اللون القرمزي إلى الأرض عاكسًا صورة جميلة

تنهدتُ أستشعر ذلك الجمال ثم أحسست بأحدهم يجلس على الأريكة بجواري كان العم دوريان، جلس بصمت يراقب معي الأفق ثم قال بصوته الهادئ

"أدونيا تولين .. كانت ارمين هي بكري وفارون الأصغر ولكني طالما أحسست بأن لدي من الأبناء خمسة وكل ما أتمناه أن تكوني مدركة لذلك"


تفاجأت بما قال ولكن كلماته أثرت بي لصدقها

"كنتَ أقرب صورة للأب بالنسبة لي وأظنكَ الأب الوحيد الذي عرفه إسبيان"


ظهر التأثر جليًّا على ملامح العم دوريان فقال


"إذاً طفلتي مالذي يضايقك حتى بِتِّ كروح هائمة صامتة بيننا ، أخبريني لعل بإمكاني أن أساعدك"


"لايمكنني أن أتكلم في الأمر، ولكن تستطيع أن تساعدني بشيئ واحد"


"سأفعله إذا كان الأمر بمقدوري"


"عِدني بأن لا تتغير فكل شي حولي آخذ بالتغير"


"لا يمكنني أن أوقف الصلع من الزحف على شعر رأسي، ولكني أعد بأن أقف بجوارك دائما"


"شكرًا.. ذلك يعني لي الكثير"


أيمكن أن يكون هناك إنسان بمثل ذلك اللطف فما إن رأى الإبتسامة مرسومة على شفتي حتى تركني بسلام

كان ماجرى هو مفتاح اللغز لكراهية عمتي لي، ففي ذات المساء اشتعل جدال جديد بين عمتي وزوجها وقد ارتفع صوتها


نزلت لأشهد مالأمرلأجد جدتي جالسة في الصالون تنظُر لكتاب بين يديها وعدم مبالاتها تدل بأن مايحدث ليس جديدًا عليها

بلغني صوت عمتي واضحًا

"مالذي كنتَ تأمله بالجلوس معها وتأمل المغيب، إستعادة ذكرياتك مع تلك السافلة ؟ باتت تشبهها كثيرا إنها تذكرك بها أليس كذلك ..أليس كذلك"


"أخفضي صوتَكِ ليبي أتسعين للفضائح"


"لن أُخفض صوتي لن أتحمل أن أحيا ذلك ثانيةً"


إنتبهت جدتي لقدومي فيما كانت ارمين وسابين ينزلان السلالم فتغيرت ملامحها شَخِصت بأنظارها مشيرة لي بأن أعود للدور العلوي ثم أشارت بيدها لابنتي عمتي


صعدنا للأعلى وقد صارت الأصوات مجرد همهمة ثم ساد الصمت

سألتني ارمين عما يجري بين والديها أجبتها بأني أجهل ما يحدث ، ليس جهلا تاما فقد تأكدت بأن هناك جذور للكراهية التي تكنّها عمتي لي ومهما حاولت أن أضلل نفسي إلا أن أمي لها الشأن الكبير في ذلك


ادونيا تولينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن