الحلقة 34: لا أمل

5.1K 199 9
                                    

جلست جيهان داخل شرفة غرفتها المطلة على الحديقة و ملعب التنس الخاص بجدها عادل الخالدي .. كانت الأجواء جميلة جداً .. مع هواء رومنسيا ينبثق و همسات معطرة بين الورود كل هذا جعلها تكره نفسها اكثر وحدتها ما فعلته و حياتها ... الان تاكدت بانها اكثر شخص اناني في الوجود مغرورة و متكبرة لم يكن الأمر هكذا من قبل، او هي كانت تظن هذا .. هي لطالما كانت دائما و ابدا هكذا هم فقط جميعهم خاصة سيف من كانوا يمررون تصرفاتها تلك يفعلون ما تريده هي و ما تحبه يكون كأمر على الجميع ... سيف طبعا سيف حبيبها و رجلها و كل حياتها عشقها و موتها .. حبيبها الذي عاقبته بعقاب اكثر من ذنبه ربما هذا صحيح و لكن اي ذنب و ماهو هذا الذنب ذهابه تركها هجرها الذي أصبحت تشك به الآن، ما هو ذنبه ذاك الذي عاقبته هي بانها حرمته منها وهي تعلم من هي بحياته .. هي طبعاً تعرف بأنها ليست من الأشخاص الذين يسامحون لذلك لم تفكر يوما بذلك و لم تنوي ابدا مسامحته و لا نسيان تركه لها بدون مبرر و بتلك الطريقة و كأنها لم تعني له يوما شيئ، لان الجراح رغم إندمالها فذكرى الالم تظل لهذا الانتقام منه بالنسبة لها كان هو الصفح بحد ذاته .. لكن الان تشعر بأن لا شيء مهم غير وجوده معها لا شيئ له قيمة بدونه .. اضحى كل شيئ بدون اهمية الآن .. و لكنها الان ستسامح و ستنسى و ستطلب الصفح والغفران منه إذا تطلبها الأمر ... ستضمه إليها ستعيش له و لأجله لا شيئ غير هذا له قيمة ابدا .... الان فقط علمت ما كانت تعنيه امها بكلامها، بأنها لن تجد احد تحبه هي كعشقها لسيف، كيف لم تكتشف ابدا أنها لم تغضب لتركه إياها و لكن لخوفها المميت بأن ينساها لم تحاربه دفاعا لكبريائها أو لكرامتها فقط بل ما فعلته كان كردة فعل على جرح قلبها و خوفه من عدم وجوده في حياتها .. من حياة لا يكون هو بها من مستقبل لا تخطه قدمه مع قدمها ... و لكن ستأجل هذا الى حين
اغمضت عيناها بقوة فنزلت دموعها وهي تتذكر لقائهما الاخير حين قدم الى منزل جدها

Flashback

وقق أمامه وهو يقول بنبرة لا تحتمل الجدل

" لن أغادر قبل أن اراها ... رغم احترامي لك جدي عادل الا أنني لن اذهب "

كاد عادل أن يتكلم .. لكنهما سكتا حين إستمعا الى صوت الخطوات القادمة من السلم تقدم سيف خطوتين منها في حين اغمض عادل عينيه بقوة وهو يومئ براسه، حسنا لقد وضعته حفيدته امام الامر الواقع كعادتها .. ربما معها حق فحتى هو عادل الخالدي بكل قوته و هيبته فهو يعطي اهمية لطباع شخصين و يضع لهم الف حساب ألا وهما صقر احمد الزهراني حفيده الذي يكاد يكون كالحجر قاس و لاذع الكلام رغم ذلك حنين و معطاء لاحبائه و التالي هو سيف الجارحي و بالنسبة له هذا الأخير هو كالقنبلة الموقوتة او الحزام الناسف لا يحتاج غير همسة حتى ينفجر بتأثير كقنبلة هيروشيما ... و لكن هذا الأسد الضار المجروح يكاد يكون كقط وديع امام حفيدته وهذا ما يريده هو حتى ينهي تأديبها وهو واثق بانها ستخبره بما يريد ... لذلك وقف و ذهب تاركا لهما مزيدا من الخصوصية

كبرياء الحب( من سلسلسلة عشق متمرد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن