" مَعذرةً إذا سَمحت.. "
استدارَ جونغكوك على إثرِ الصوتِ من خلفِه، فوجدَ الفتاة، تلكَ التي تُدعى بتشَي يونغ، تقفُ هناكَ وراءَه تتململُ من قدمٍ إلى قَدم، فيما يروحُ نظرها جيئةً وذهابًا بينَه وبين سيارتِها.
" ألا بأسَ عندكَ بأنّ تصطَحِبَني معك للمدرسة؟ "
تنهدّت الفتاةُ حينَ رأت والدَها يحاولُ تشغيلِ المحركِ فلا ينتجُ شيءٌ إلا صوتُ طقطقةٍ غريب.
" ثَمّةَ خطبٌ بالسيارةِ ولا أريدُ أن أتأخرَ منذُ يوميَ الأول."
ترددَ الفَتى وهو يقلُّب الفكرةَ في رأسِه، متخيلاً نفسَه وهو يصلُ للمدرسةِ مع فتاةٍ خلفَه على دراجته.
" طبعًا.. "
هزَّ رأسه وهو يتلو صلواتٍ صامتةٍ في قلبّه بألّا يتواجدَ أصدقاؤهَ في أيٍ مكانٍ قريبٍ يشهدُونَ فيهِ هذا المَنظر.
لم يسبِق وأنّ جلَسَت فتاةٌ على دراجتِه، ناهيكَ عن كونِها خلفِه، ولم ينل أحدٌ هذا الشَرف إلا جيمين وتايهيونغ، صديقاه، وذلكَ كان قبلَ سنواتٍ طويلة، قبلَ أنّ يمتلكَ كلٌّ منهما دراجتَه الخَاصة.
حاولَ جونغكوك أن يسكُنَ وكأنّ حرارةَ الفتاةِ التي تهبُ من خلفِه ليست شيئًا، حتى أنّه تظاهرَ بأنّ كلِّ شيءٍ طبيعي حينَ سمعها تشهقُ خلفَه وأحسَ بها تلفُ ذراعيها حولَ خصرِه في لحظةِ صعودِه على مطبٍّ ما." شُكًرا جزيلاً، " قالت بابتسامةٍ تعكسُ امتنانَها وهي تنزلُ عن الدراجَة.
لم يتجرأ ويمشي إلى جانبِها، ولكنّه بقيَ خلفَها تاركًا مسافةً صغيرةً فاصِلةً بينهما، بما أنهما يسيرانِ إلى نفسِ الوجهةِ على أي حَال. كانَ على وشكِ أنّ يعرضَ عليها أنّ يدَّلها الطريقَ في المدرَسة ويعرفها عليها، ولكنَه تناسى الأمرَ فورَ رؤيتِه لصديقيه يُلوحانِ له من مكانٍ قريب.
ولكن الندمَ سرعانَ ما بدأ ينهشُ صدرَه حينَ رآها تتحدثُ مع طالبٍ بكلِّ ذلكَ الوِد.
كانَ أولَ شخصٍ التقاها بينِ دائرةِ هؤلاءِ الأشخاصِ جَمعًا، بل وجارُها على وجهِ التحديد، ومع ذلكَ لم يتحدث معها يومًا بشكلٍّ لائق!
****

أنت تقرأ
عَقَبَات
Novela Juvenilوثمَ أنّي كنتُ دائمًا أقفُ في الخطِ الفاصلِ بين اقترابٍ وابتعادٍ، على وَشكٍ وما بعَدَ الوَشكِ غَيبٌ..! ثَمَ أنّي كنتُ دائمًا.. على بُعدِ عَقَبَة! #هذه القصة مُترجَمة من قَبَلي والكاتبة الأصليّة لها هي @cookiewine # لستُ سوى مُترجِمَة