لَطالما عاشَ جونغكوك بدونِ جيرانٍ على مقربِةٍ من بيتِه، وطوالَ ستةَ عشرةَ سنةٍ من حياتِه، لم يتغيرُ الحَال عن ذلكَ، إلا حينَ انتقلت عائلةٌ جديدةٌ إلى الحَيّ..
عائلةٌ من أربعةِ أفرَاد، تمامًا كعددِ أفرادِ عائِلَتِه.على خلافِ أخيه، الَذي استَحَال إلى شَخصٍ مغايرٍ كليًا عن المعتادِ عندَ رؤيتِه للفتاتين أمامَ بابِ البيتِ المُجاوِر، لم ينَتبهُ أي شعورٍ حيالَ الأمر.
ولئن شَعر، فلم يكن إلا شعورَ فُضولٍ يجولُ في رأسِه عن شكلِ حياتِه الجديدِة بإضافةِ جيرانٍ بجاورِ بيتِه إلى مسارِ الأيام.كانَ يقفُ عندَ نافذةِ غرفتِه حينَ لمحَ أخاه يقتربُ من السياجِ الفاصلِ بين المنزلينِ على سبيلِ التحدثِ مع إحدى الفتاتين، والتي كانت بدورِها تقفُ على الجانبِ الآخرِ من السياج. ضحكَ ساخِرًا، ولاحَت له جَدتُه وهي تقولُ لَه بأنّ أخاهُ وُلِدَ جريئًا كأُمِه.
كانَ على وشكِ أنّ يعودَ أدراجَه مكملاً يومَه كالعَادة، حينَ استقرَ نظرُه على الفتاةِ الأخرى تجولُ في الغرفةِ المقابلةِ تمامًا لغرفَتِه.
رآها تقفُ حائرةً في منتصفُ الغرفة، تلتفتُ يمنةً ويُسرةً وهي تحملُ إطاراتٍ لصورٍ في يديها، وكأنّها تبحثُ عن حائطٍ مناسبٍ لَها.تمنَى بملءِ قلبِه لحظتَها أنّ تغيرَ رأيها، وأنّ تحملَ أغراضَها وتنتقلَ لغرفةٍ أخرى، نافذتُها في بُعدٍ آخرَ لا يُطلُ على غرفَتِه، مسترجِعًا بضعَ ذكرياتٍ عن أصدقائِه وهَم يحكون له عن جاراتِهم وهُنّ يصرخُن حينَ يلتفتون بالصُدفةِ للنافذة.
وبينَما يفكرُ ويحدقُ بها، لم يُدركَ كَم من الوقتِ مضى وهو واقفٌ هناكَ يبحلقُ فيها إلا حينَ التقت نظراتُهُما.كانَ الأمرُ في رأسِه مُلِحًا، وهو أنّ يستديرَ فورًا، ولكنّه وقفَ هناك كالأبلِه يرمشُ بعينيهِ بدونِ أنّ يبرحَ مكانَه.
هي أيضًا لم تحرِكَ ساكنًا، وخِلافًا عمَّ سَمِعَ وتوقَع، تبسَّمت الفتاةُ في وجهِه.ولولا دخولُ والدتِها المفاجئِ إلى غرفتِها، وإدارتِها لظهرها له بدونِ سابقٍ إنذار، لكانَ ابتسمَ لها كَذلِك!
****
أنت تقرأ
عَقَبَات
Teen Fictionوثمَ أنّي كنتُ دائمًا أقفُ في الخطِ الفاصلِ بين اقترابٍ وابتعادٍ، على وَشكٍ وما بعَدَ الوَشكِ غَيبٌ..! ثَمَ أنّي كنتُ دائمًا.. على بُعدِ عَقَبَة! #هذه القصة مُترجَمة من قَبَلي والكاتبة الأصليّة لها هي @cookiewine # لستُ سوى مُترجِمَة