17.

334 40 12
                                    


على خلافِ أراءِ واعتقاداتِ جيمين وتايهيونغ، كانَ جونغكوك مُحبًا لفكرةِ الحفلةِ الراقصة، وذلكَ ليسَ لأنها حفلةٌ تجدُ فيها فتاةً تأخذُها معك وتتباهى بها أمامَ الملأ سواءً أهمهم الأمرُ أم لا، بل لأنّ الانضباطات والقواعد بهذه الحفلةِ تصبحُ أهون، ولأنها تفتحُ لكلِّ الطلابِ بابًا للترفيه عن أنفسِهم، أو ربما ليسَ الجميع.. بل من يحدون لأنفسهم شريكةً فقط، وهو - بدونِ أدنى شك - لا يحملُ في بالِه أيّ فتاةٍ على وجه الخصوص.

لم يتفاجأ عندما صَرحَ تايهيونغ بأنه سيدعو تشي يونغ للحفلة، وإن وافقت هي أن تذهبَ معه لن يكونَ ذلكَ مفاجئًا كذلك، ولكن المفاجئ كانَ نظراتِ جيمين التي استطالت لدهرٍ كاملٍ منذُ أن ذهبَ تايهيونغ، ثم سؤاله المباغت الي فجرَ تفكيرَه السويّ كبشريٍ حيّ.

- ألا بأسَ معكَ بأن يدعوها للحفل؟

توقفَ نَفَسُه لثانيةٍ ثم عادَ لطبيعتِه، ولكنه أسفًا لم يستطعِ التحكمِ بلعثمتِه التي جعلتُه يشبُه سمكةً اغتُصِبت من مائها، وعيناه.. هل يجبُ حقًا أن ترمشانِ هكذا وكأن أحدهم رمى رملاً عليها؟!

- طبعًا!

صمتَ جيمين ولكن تحديقَه لم ينتهي حتى أحس جونغكوك بالتهديدِ يحيطُه حدَّ أن نشِفَ حلقُه.

- ربما لم تسمعني جيدًا، ألا تمانعُ أن يدعو تايهيونغ تشي يونغ إلى الحفلةِ الراقصة؟!

غضنَ جونغكوك حاجبيه مرتبكًا.
لماذا يسأله جيمين هكذا سؤال؟ إنه لا أحد، ولا يعني لها شيئًا، ليسَ سوى صديقٍ في نظرِها، مجردُ جَار.. ما شأن مشاعرِه بها؟

- وربما أنتَ أصم. قلتُ لكَ طبعاً.

- هكذا إذًا..

لم يكن جوابُ جيمين سؤالاً، فأشاحَ جونغكوك انتباهه عنه متصنعًا الهدوء. بدت له أصابِعُه مثيرةً للاهتمامِ جدًا، لأنها لا توتِرُه كما توترُه نظراتُ جيمين ونبرتُه. لقد جعلَه يحسُ بأنه مجرمٌ على وشكِ أنّ يُفضَح.

- لماذا تحدقُ بي هكذا بحقِّ الله؟!

رفع قبضتَه أمامَ وجه جيمين مهددًا بأن يهشمَ وجهه.

- هل تريدُ أن تذهبَ معي للحفلةِ أم ماذا؟! 
قالَ بنيةِ تلطيفِ الأجواء والهروبِ من نظراتِ جيمين، ولكن لا محالة، فعلى الرغمِ من ابتسامةِ جيمين المذهولة، إلا أنه لم يلقي دعاباتٍ كما توقعَ جونغكوك بأن يفعلَ فورَ سماعِ ما قالَه.

إنها نظراتٌ تنتظرُ من جونغكوك أن يُفصِحَ عن شيءٍ ما.

- من ستأخذُ معك؟
نبسَ جيمين أخيرًا

تلاشت ابتسامةُ جونغكوك الزائفة، وسرعانَ ما أعادَ النظرَ إلى أصابِعه.

- لا شأنَ لك.

ضحكَ جيمين ونهضَ حاملاً حقيبتَه على كتفِه.

- لم يفُت الأوانُ بعد.

- ماذا تقصد؟

- همممم.. لا شيء. أقولُ لكَ فحسب بأني لم أذهب وأسأل الفتاةَ التي أحسِ بإعجابٍ لها بعد، وعلى الرغمِ من احتمالية أن شخصًا آخر قد دعاها للذهابِ معه، إلا أني سأطلبُ منها الذهابَ معي.

ابتسمَ جيمين ابتسامةً عريضةً حتى اختفت عيناه الصغيرتان، فيما ابتلعَ جونغكوك ريقَه عندما صفعَه ما قالُه جيمين على بغتة.

- لماذا؟ ألن تفعلَ ذلكَ سُدىً؟

- لن تعرفَ ذلكَ مالم تُجرِب.

****

فصلٌ جديد.. هل تظنونَ بأنّه سيُجَرِب؟!

عَقَبَاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن