.6

436 44 11
                                    


 
" عليكَ أنّ تسمعَها وهي تُغَني! "
قالَ تايهيونغ من ورائِه، مربتًا على كتفِه مرارًا.

أراحَ جونغكوك ذقنَه على قبضةِ يده، متمنيًا لو تسعفُه طاقتُه كي يخبرَ تايهيونغ أنّه يستمعُ لتشي يُونغ تغني خمسَ مراتٍ في الأسبوعِ على الأقلِ منذُ الأسبوعِ الذي انتقلت بِه إلى الحيّ.

رنّ الجرسُ وأدبرَ الطلبةُ مهرولين، فيما وضعَ تايهيونغ ذراعُه حولَ كتفِ جونغكوك.

" لا مثيلَ لجمالِ صوتِها! "
أطرى تايهيونغ عليها مجددًا بغرورٍ وكأنّه أول جماهيرِها.

لم يكن جونغكوك الأولَ كذلكَ، ذلكَ أمرٌ حتميّ، ولكنه مقتنعٌ اقتناعًا كاملاً بأنّه أولِ شخصٍ في هذه المدَرسة، ولكن حينَ أدركَ بأنّه قضى وقتًا طويلاً يفكرُ بهذا الشأنِ التافهِ وحدَه اكتفى بإطباقِ شفتيه أكثر.
 

" أينَ سمعتَها تغني من الأساس؟ "
سألَ بنبرةٍ متململة، حاجبًا الفضولَ الخافتَ بداخلِه.

" عندَ خزانتِها، " أعربَ تايهيونغ مبتسمًا. " كنتُ أنتظرُ أنّ تغلقَ الخزانةَ كي نتحدثَ وسمعتُها تُغني بصوتٍ ناعمٍ وحُلو.. "

تساءلَ جونغكوك في نفسِه عمَّ أرادَ تايهيونغ التحدثَ بشأنِه معَها.

ضحكَ جيمين على يسارِه وأردف، " يبدو أنّ تاي تاي وقعَ في شباكِ الحُبِّ مُجددًا. "

التفتَ جونغكوك لصديقِه تلقائيًا بنظراتٍ يغزوها الشَك، ثمَ سألَ مترددًا: " حقًا؟ "

ضحكَ تايهيونغ بدورِه ساخرًا وهو يهزُ رأسُه يمنةً ويُسرَة.

" كلا. تحدثتُ معها مَرة، أيُّ حبٍّ هذا؟! "
 
لم يكفَ جيمين عن مضايقتِه وهو يكذبُ كلماتِ تايهيونغ، فيما أومأ جونغكوك برأسِه ساكتًا.
كانَ في سريرتِه يتفقُ مع رأي جيمين، لأنّه يعلمُ أن كلَّ هذا الإنكار لم يكن سوى انكارًا خاويًا، وربما لهذا السببِ عبسَ فورَ ابتداعِه قهقهةً مزيفةً يضمنُ بِها مشاركته فذ هذه المحادثة.

ولِمَّ سيشكون فيهِ من الأساس؟ أليست مجردَ جارَة وزَميلة؟ أليست مجردَ صَدِيقة؟!

*****

عَقَبَاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن