كانَ جالسًا أمامَها في المطعم، يتأملُها وهي تغرفُ من صحنِها بابتسامةٍ صغيرة، وذلكَ بعد أنّ ادَّعَت بأنّ ركوبَ الدراجاتِ حولَ الحيّ أمسى أمرًا روتينيًا مُمِلاً، وأنّها تريدُ شيئًا مخالِفًا، وبما أنّه باتَ يعلمُ أن الطعامَ هو منبعُ السعادةِ لَها، قررَ اصطحابَها إلى مطعمِه المُفضل." هل الطعام لذيذ؟ "
همهمت وهي تمضغُ الطعام وقد انتفخ خداها. حاولَ أنّ يكبتَ التعبيرَ على وجهه، ولكن صوتَ ضحكةٍ خفيضٍ هوى من فمِه.
" ما الخَطب؟ " سألته بعد ابتلاعِ ما كانَ بفمِها." تبدينَ كالسنجابِ بعضَ الشيءِ حينَ تأكلين. "
بحلقَت بِه بتفاجؤ، تمثلُ الإستياءِ وهي تهددِه بأنّ ترميه بإحدى شرائحِ الطماطمِ في طبقِها.
" كاذِب! "
" لا تصدقينني؟ "حدقتَ بِه لوهلةٍ، حتى ظنَ أنّ الوضعَ أمسى مريبًا، ولكنها أردفت بعدها: ألديكَ طريقةٌ لإثباتِ ذلك؟
تلفتَ جونغكوك حولَه بحثًا عن أي شيء، ثمَ استقرَ نظرُه على هاتفِه فوقَ الطاولة، وسرعانَ ما استباحت ابتسامةٌ محياه.
" كُلي شيئًا. "
بمجردِ أن أدخلت الطعامَ في فمِها، ضحكَ جونغكوك وهو يفتحُ الكاميرا كي يلتقطَ لها صورَة.
حدقت تشي يونغ للكاميرا مباشرةً بابتسامةٍ وخدين متتفخين، ثم أحسَّ الفتى بشيءٍ يهتزُ بداخلِه في ثوانٍ، إلا أن الأثرَ دامَ لوقتٍ أطول.
نظرَ إليها عبرَ هاتفِه، وتلاشت ضحكاتُه، وبقيَ اصبعُه مخدرًا على الشاشة." انتهيت؟ " سألتُه حاجبةً فمها بيدها حينَ كادَ الطعامُ يخرجُ من شفتيها.
" كلا.. " تمتمَ بندمٍ وخِدر.
كانَ على وشكِ أن يضغطَ على الزر، ولكن التوقيتَ لم يكن صحيحًا، وعندما أبعدت يدها عن فمِها، لم يعد هناك فيه أي شيء.
" افعلي ذلكَ مجددًا.. " قالَ ضاحكًا.
" كلا! لن أعطيكَ فرصةً ثانية، واحدةٌ تكفي. "
" ولكنني لم أستطِع أن أريكِ إثباتي.. " قالَ عابسًا.
" لقد تعلمتَ درسك، " مالت إليه مبتسمة، " كُن سريعًا في المرةِ القامةِ وإلا لن يكون لديكَ إثبات. في الوقت الراهن، لا يوجدُ في يدكَ دليلٌ يثبتُ أنني أبدو كالسنجاب! "
أرادَ أن يستمرَ بالتجادلِ معها، وأنّ يطلبَ منها أن تحشوَ الطعامَ في فمِها، وإن أرادت، يمكنها أن تأخذَ من طعامِه، ثم ارتأى أنّ كلّ هذه الأشياء لم تكن مُهمة في الواقِع..
استندَ على ظهرِه متظاهِرًا بأن يلهو بهاتفِه، ريثما كان في الأصلِ يلتقطُ لها صورًا كثيرة، وكلّها صورٌ لم يكن الطعامُ ومظهرُ السنجابِ محورُها!
صورةٌ وهي تحادِثِه، أخرى وهي تهيمُ في المنظرِ خارجَ النافذة، وأخرى وهي تبتسمُ لهاتفها، وأخيرةٌ وهي تبتسمُ لَه.
لَم يستطع الإتيانَ بسببٍ مقنعٍ وراءَ كلِّ تلكَ اللقطاتِ لحظتَها، ولو أنّهما يومًا أصبحا في مرحلةٍ يحرجانِ فيها بعضهما على سبيلِ المزاح، لن تكون أيٌّ من هذه صالحةً للإبتزاز!
ولكنه كانَ متيّقنًا حقَّ اليقين بأنّه لا ينوي حذفَها على الإطلاق!
***
ملحوظة: رفعتُ فصلين في يومٍ واحِد.. كي لا تفوتوا الفصل السادس سَهوًا.
أنت تقرأ
عَقَبَات
Teen Fictionوثمَ أنّي كنتُ دائمًا أقفُ في الخطِ الفاصلِ بين اقترابٍ وابتعادٍ، على وَشكٍ وما بعَدَ الوَشكِ غَيبٌ..! ثَمَ أنّي كنتُ دائمًا.. على بُعدِ عَقَبَة! #هذه القصة مُترجَمة من قَبَلي والكاتبة الأصليّة لها هي @cookiewine # لستُ سوى مُترجِمَة