لم يعرف جونغكوك كيفَ يتصرف حينَ وجدَ تشيَ يونغ تجلسُ بمفردِها عندَ موقفِ الحافلةِ المهجورِ مجددًا.
تجادلَ والداها اليومَ مجددًا.. سمعَ أصواتَ أشياءٍ أكثر ارتطمت بالحائط، وأصواتَ بكاءٍ مريرٍ أعلى، حتى أنه سمعَ أختها وهي تقولُ بأنها ما عادت تطيقُ العيشَ معهما.شعرَ بأنّه انسانٌ سيءٌ جدًا لأنه يتجسسُ على خصوصياتِ غيرِه دونَ قصدٍ منه، تمامًا كما أحسَ في المرةِ الفائتة.
رآها تعصفُ من بيتِها كالمرةِ الفائتة، إلا أنه استغرقَ بعضَ الوقتِ قبلَ أن يخرجَ باحثًا عنها..لم يكن ذلكَ بسببِ غضبِه من علاقتِها الجديدةِ مع تايهيونغ، لا يحقُ له الغضبُ حتى، بل كانَ بسببِ أنه أمسى مدركًا لسببِ كلِّ هذا الاعتلاجِ في مشاعرِه حينَ يتعلقُ الأمرُ بِها، ولهو أمرٌ مؤلمٌ أن الحالَ لا يشبُه القصصَ الرومانسية التي تُروى عن الحُبِ في أيامِ الثانوية.
لم تنبِس الفتاةُ بشيءٍ حينَ رأته مقتربًا، كانت تبكي بحرقةٍ أكثرَ من المرةِ السابقَة، ولكنها لم ترتدي شيئًا على بجامتها تلك، وكم استعصى عليه السكوتُ وكبحُ حنقِه حينَ رآها حافيةَ القدمين.
" والدايّ سيتطلقان! " قالت فجأةً بعد سكوتٍ طويل. " أليسَ من الغريبِ بأني لا أرغبُ بحدوثِ ذلك وأنا التي كنتُ أتمنى حصولَه منذُ سنينٍ طِوال؟! "أحكمَ قبضتَه حولَ سترتِه السوداءَ هذه المرة، والتي التقطها من فوقِ الكرسي على عجلٍ غافلاً عن كونِها ليست نظيفةً كسابقتِها، وجلسَ بجانبِها.
وجدَ نفسَه بعيدًا فاقترَب، ثمَ أحسَ بأنّه اقتربَ كثيرًا فابتعدَ قليلاً تاركًا مسافةً تساوي مسافةَ فخذِه بينهما.
أعطاها السترة، فأخذتها بصمتٍ، فيما حاولَ هو ألا يفكرَ كثيرًا في رغبتِه بمسكِ يدِها حينَ لامسَها بالخطأ.هذه المرةَ لم تحدِق بِه بل لبِستها فورًا بدونِ أن تقولَ شيئًا.
" أهوَ أمرٌ غريب؟ "
كررت عليهِ السُؤال، ولكنه لم يعرِف إن كانَ لهذا السؤالِ أجابةٌ صحيحة، وإن كانَ هناكَ حقًا جواب، ما هو؟!
لم يسبِق لَهُ أن رأى والديه يتجادلانِ على شؤونٍ مهيبَة. بالطبع لم يكونا مثاليان، وبالطبعِ يتجادلان، ولكنها لطالما كان مكنونُها أمورٌ تافِهةٌ كما يظُن.. لم يسبق وأن كانَ الخيانة.حاولَ أن يتصورَ نفسَه في وضعٍ مشابه، وأن يتخيلَ والدَه رجلاً مهووسًا بوهمِ خيانةِ زوجتِه له، وأن يتخيلَ والدتَه وهي تشقى ليلاً نهارًا لترعى عائلتَها ولكنها متهمةٌ دائمًا بالخِيانة، وأن والده يكسِّرُ الأشياءَ ويحطمُها ويتوعدُ بإيذاءِ والدتِه، فيما لا تكفُ أمُه عن الجدالِ دفاعًا عن حقِها وتمردًا على كلِّ ذاكَ الجُور.. حاولَ أن يتخيلَ نفسَه وهو يستمعُ لهما يتقاتلانِ ويصرخان ويحطمانِ ويشتُمانِ بعضَهما.. حتى أحسَ بالإختناق!

أنت تقرأ
عَقَبَات
Teen Fictionوثمَ أنّي كنتُ دائمًا أقفُ في الخطِ الفاصلِ بين اقترابٍ وابتعادٍ، على وَشكٍ وما بعَدَ الوَشكِ غَيبٌ..! ثَمَ أنّي كنتُ دائمًا.. على بُعدِ عَقَبَة! #هذه القصة مُترجَمة من قَبَلي والكاتبة الأصليّة لها هي @cookiewine # لستُ سوى مُترجِمَة