فيما جونغكوك يلعبُ بالطعامِ بملعقتِه شاردَ الذِهن منذُ أن وصل للمطعمِ الذي يأتيانِ إليهِ دائمًا، أدركَ أنه ما عادَ يصبحُ بالراحةِ حولَها، وذلكَ ربما عندما أدركَ - مجدداً - أنه في نظرِها ليسَ سوى صديقٍ عَزيز.. وما يقصدُه بعدمِ الراحةِ آتٍ من تنامي مشاعرِه الذي لا يُكف ولا يكِل، في حينَ أن المفترضَ هو أن ينهيها كُلها!
ربما.. رُبما هي ابتسامتُها الحلوةُ شبيهةُ الشمسِ التي تنيرُ على مشاعرِه فتكبرُ كما تكبرُ نبتةٌ صغيرةٌ أسفلَ نورِ الشمس، أو ربما عندما تبكي وتنهالُ دموعُها على خديّها، تنسكبُ تلكَ الدموعُ على قلبِه فيكبرُ شعورُ خوفِه عليها، ويكبرُ حبُه معه.- إذًا.. كيف كانَ الفيلم؟
بدأت تشي يونغ بكسرِ صمتٍ لا يعرفُ من أين نبع فورَ وصولِ طلبِهما إلى الطاولة.
- أيُ فيلم؟
- الفيلمُ الذي شاهدتَه مع جيمين، هل كانَ جيدًا؟
لم ترفع نظرَها إليه حتى، وربما لم ترى كيفَ ارتفعَ حاجبُه باستغرابٍ وحيرة، ففي حينِ أنه لا يعرفُ ما قصةُ الفيلمِ أساسًا، وفي حينِ أنه قضى كلَّ الوقتِ شاردًا يفكرُ بما كانَ سيحدثُ لو أنه أحضرَها معه إلى فيلمِ الرعبِ هذا بدلاً من جيمين، وكيفَ سيكونُ تشبثُها بذراعِه في المقاطعِ المخيفةِ أفضلَ من لعنِ جيمين المتواصل، كيفَ يجيبُها على سؤالِها؟
- أجل، ولكن ردةَ فعلِ جيمين مثيرةٌ للاهتمامِ أكثرَ من الفيلمِ نفسِه. ليتكِ كنت ترينَه وهو يحاولُ أن يتظاهرَ بالقوةِ ولكنه ينتفضُ ويخبئُ وجهه خلفَ يدِه كلَّ برهةٍ وأخرى.
وجدَ نفسَه يضحكِ من قلبِه كلما تذكرَ الموقِف، وربما لن يكف عن ابتزازِ جيمين بِه لوقتٍ طويلٍ جدًا، ولكنه عندما نظرَ إليها، لم تعجِبه ابتسامتها.. هي نفسُ الابتسامةِ اللطيفةِ المُشرقة، ولكنها ابتسامةٌ لا تصلُ لعينِها، وكأنها لم تخرج من روحِها العفويةِ التي يألفُها.
- ريتني كنتُ رأيتُه، ولكنني علقتُ مع تايهيونغ في فيلمِ (مع حُبي، روزي) كما تعلم.
للحظةٍ يسيرة، أحس جونغكوك وكأن احتفالاتٍ كبيرةَ تفجرتَ في قلبِه جراءَ ذلكَ العبوسِ الذي اكتسحَ كلِّ ملامحِها، وتلكَ النبرةِ المستاءةِ التي لم تختفي طوالَ سردِها لتفاصيلِ ما حدث.. ولكنه علمَ بأن سببًا آخرًا هو وراءَ ذلكَ لا محالة.
- ظننتُ.. بأنكِ كنتِ تريدينَ مشاهدةَ هذا الفيلم
تنهدت تشي يونغ بحدةٍ وراحت تشربُ من عصيرِها ثم زمت شفتيها بصمتٍ أوصلَ إليه كلَّ انزعاجها من الموقفِ بأكملِه، ولكنه طوالَ الذي حدث ورغمَ بغضِه للفرصةِ التي سلبها تايهيونغ منه، إلا أنه ظنَ بأنها ستسعدُ بما حَدث!
أنت تقرأ
عَقَبَات
Teen Fictionوثمَ أنّي كنتُ دائمًا أقفُ في الخطِ الفاصلِ بين اقترابٍ وابتعادٍ، على وَشكٍ وما بعَدَ الوَشكِ غَيبٌ..! ثَمَ أنّي كنتُ دائمًا.. على بُعدِ عَقَبَة! #هذه القصة مُترجَمة من قَبَلي والكاتبة الأصليّة لها هي @cookiewine # لستُ سوى مُترجِمَة