البارت السادس عشر

302 13 22
                                    

..في القصر مع متسلط..
من كتابة بارك هان سي ~❤️
زفرت سونغ اوه وهي تسند ظهرها على الكرسي وهي تتأفأف.....مع انتهاء كل شيء وحلول منتصف الليل عاد توب الى غرفته ليجد سونغ اوه تجلس على الكرسي وهي تمدد ساقيها على حافة النافذة المظلمة..ترتشف بهدوء وطفولية كوباً من الحليب المخفوق..تقدم اليها بخطوات متلفهة حتى بلغ كرسيها..اسند ذراعه على حافة الكرسي..وتحدث بتساؤل..
توب : هل قمتي بتحريك هذا الكرسي بجسدك المتهالك؟!
لم تهتم سونغ اوه لسؤاله وردت بعدم اهتمام : هل يمكنني ان افتح الستارة الآن؟
بسرعة خاطفة اخذ منها كوبها وتحدث بجمود جاد : إن رآك شخص ما لقطعت رأسكما..
هزت سونغ اوه رأسها بعدم تصديق وهي ترمش محاولة ان تفهم..بنبرة متسألة تحدثت :انا لا افهم..لما كل هذا؟
مباشرة بالحائط المقابل لها..رمى الكوب ليحطم ويتفتت وسط صرخة سونغ اوه المفزوعة..امسك فكها بعنف ووجه انظارها بأنظاره الحادة وتحدث بنبرة جعلت منها تقشعر قائلاً : ستشكريني يوماً ما..
إنسابت دموعها بعد ان ابتعد عنها ورفعت رأسها بتنهد..انه يقودها للجنون..تصرفاته التي لاتفسير لها تربك عقلها..كل ماتفكر به هو كيفية امضاءها لبقية حياتها..تتسأل دائماً لما يحدث معها هذا..ما السيء في كونها وحيدة ليحصل لها هذا..ألا تكفي طفولتها المدمَرة..أستتدمر حياتها وهي في شبابها الآن؟!..لا تعرف ما العمل..أتستلم وتجاريه؟!..ام تقاوم لتغير مجرى حياتها؟!..حتى وإن قاومت فهذا لن يعني سوى هلاكها..لم تمضي فترة طويلة على بقاءها وهاهي تشعر كأنها دهر..هناك صوت ضئيل في داخلها يخبرها أن تصبر..لكن صراخ ذاتها يرفض الهدوء والاستماع..اقترحت على نفسها فكرة ان تفهمه وتدرسه....لكن حتى بعد أن مرت سنة على تواجدها معه! لم تستطع..كلما اعتقد انها فهمته كان يفاجئها بجانب جديد وطباع مختلفة..حتى رغم تعرضها للضرب والتهديد والاغتصاب اثناء صبرها ظناً منها انها ستفهم شيئاً عنه! لم تستطع..لا جدوى إنه صعب الارضاء..ما كان يفقدها عقلها هو تودده اليها بعد كل موقف عنيف..ذلك الجانب اللطيف الهادىء الذي يتحول اليه كان اكثر مايخيفها..إنه كالقسمة على صفر..ومع ذلك فإنها تقاوم وتتحدى وتسعى لاثبات نفسها..مايزيده رغبة بها اكثر واكثر..اصبح مجنوناً بها وبتصرفتها تروقه كيف تقاوم ..فخور برؤيتها تحاربه بتقنياتها..كانت ضالته المنتظرة..لطالما احبها لكنه عجز عن اظهار حبه..ليس ضعفاً منه ولكنه لم يعتد ان يعبر عن مشاعره لمن افقدته صوابه..لعنته الابدية كما أسماها..بالرغم من حبها له لم تتقبله حتى الآن..لا تزال غير معترفة به..قلبها يمقته يكرهه لابعد الحدود..يحبها كلما يؤذيها وتكرهه كلما آلمها..انهما خطّان متوازيان لا يلتقيان بتاتاً..
مع غروب الشمس وخيوطها الحمراء المتشبثة بالسماء..تدخل سونغ اوه لمكتب توب بكل هدوء وبخطوات كالهمس..تقترب منه وهو جالس يراقب الغروب عبر النافذة معطياً ظهره للباب..كان المكتب في حالة يرثى لها من الاوراق المبعثرة..يبدو انه كان منهمكاً وقرر الاستراحة ..لم يقطع شريط الصمت سوى سونغ اوه بنبرتها المتألمة ببحة..
سونغ اوه : لقد مرّت سنة على تواجدي هنا..
انتبه توب لذلك..فعلاً لقد مرت سنة كاملة منذ ان خطت سونغ اوه هذا القصر الكئيب..لكنه لم يكن كئيباً سوى في انظارها...رفع رأس وهو مغمض العينين وتحدث بفضول : كيف كانت؟
انه بالتاكيد يمازحها..أيسألها كيف كانت مدتها؟!..بحقه!! إنه ردت فلن يعجبه ماستقوله..هي بذاتها تحاول كبح غضبها الثائر وتهدىء نفسها لكي لا تهجم على وجهه وتخرمشه!!..لكن استطاع ان يعرف من زفيرها الغاضب انها لم تكن سنة جيدة!..استجمعت قواها لكي تقول ما أتت لاجله..اخدت نفساً عميقاً وزفرت بهدوء مجمعةً شتات افكارها لتفاتحه..
سونغ اوه : توب!..هناك شيء اود اخبارك به..اعلم انه لن يروقك لكني فكرت به من وقت طويل جداً ولقد فكرت بعمق..لكنه لمصلحة كلينا..انت ستستغربه لكن..
قاطعها توب بنبرة جادة وغير صبورة : تحدثي دون مقدمات!..
اخدت نفساً عميقاً مغمضة عينيها وتحدثت بعد زفير مطول : اريد طفلاً!
انتفض باستعجال ونظر اليها بملامح استغراب لم ترتسم عليه طوال حياته..اربكته ولاول مرة جعلته يتشوش..يهز رأس بعدم استيعاب وهو ينظر للواقفة امامه..انها تتحدث بجدية! انها لا تلعب! انها حقا جادة في كلامها!!..وقف امامها وهو يشير باصبعه لها..
توب : تريدين طفلاً؟! انتي؟
سونغ اوه : اعلم انه غريب ولكن..انا سئمت البقاء وحدي اريد شيئاً لاتسلى عليه..
مسح توب على وجهه بغُل : طفل!!؟..قصر بهذا الحجم واللعنة تريدين ان تتسلي بطفل؟!
اخذ نفساً عميقاً ثم تحدث بهدوء وهو يهز رأسه بالنفي قائلاً : لالا ليس وقته ليست في هذه الفترة سونغ اوه..اشغلي نفسكي بشيء آخر صادقي الخادمات وتحدثي معهم او افعلي شيئاً آخر ولكن ليس لدي وقت لهذا..
بعينين مليئتين بالدموع نظرت اليه بشفقة وتحدثت بنبرة باكية : لديك وقت للمضاجعة وللضرب والاستفزاز والعمل وليس لديك وقت لهذا؟!..
تغيرت نبرتها لتصبح مترجية وتتحدث وسط بكاءها :انت لا تحتاج لان تبقى معه انا سافعل انا ساهتم به..انا سأكفيه..ارجوك توب..سئمت هذا الوضع
مرر اصابعه على رأسه بعنف وهو يحاول تمالك الوضع واجابها : قلت لا سونغ اوه!..اسمعي اتفهم هذا ولكني مشغول هذه الايام ماتطلبينه خارج نطاق سيطرتي..اعدك عندما اتفرغ ستحصلين على ما تشاءين..لكن هذه الفترة مستحيلة..فهمتي؟!
نظرت اليه بشدة بعد ان عضت شفاهها وهي تحبس شهقاتها قائلة : لقد فات الأوان..فانا حامل بالفعل..!
صدم لما سمعه لكن سرعان ماتغيرت ملامحه وراح يضحك بسخرية وتحدث وسط قهقهته : كلا كلا انت تتناولين حبوب منع الحمل.......أليس كذلك؟
لم ترد عليه بل اكتفت بإنزال رأسها وشابكت اصابعها لتتضح له الفكرة..توترت اعصابها بعد ان اقترب منها وسألها بصراخ غاضب : أليس كذلك؟!
بدأت تبكي وغطت وجهها وشهقاتها تسبق انفاسها..ووسط كل هذا تكلمت بصوت عالٍ وهي تقول : كبيرة الخدم اقترحت علي الفكرة..حتى انا لم اتقبلها لكنها قالت ان كل شيء سيكون بخير..
بركان الغضب داخل توب ازداد ثوراناً حتى حمل كرسيه ورماه..ضرب بقبضته على الطاولة ونظر باتجاه سونغ اوه..انتفض بعدم صبر قائلاً : تلك اللعينة...اجهضيه!
برتجي تطلب منه سونغ اوه : ارجوك توب..
توب : قلت اجهضيه!..
استجمعت قواها لترد بعنف بين دموعها واردفت تشد على اسنانها : انت وغد أناني ولا يهمك سوى نفسك!
زفر توب بعمق وفرد يديه على الطاولة وقال بعد ان مسح على وجهه : سونغ اوه..صدقيني مسألة الطفل هذه ليست في الوقت المناسب بتاتاً انا اريد ان اشاركك عناية الطفل ولكن لدي اعمال مهمة واعتقد انكي تلاحظين عودتي المتأخرة بالاضافة الى انني في وضع حساس..بما انني لا ازال لطيفاً معك فلتستمعي لكلامي وأجهضيه..
صمت كلٌ منهما ليعم جو من الهدوء القاتل والمريب..اشاحت سونغ اوه ناظرها عن توب وكتفت يديها..اقترب منها وضمها بين احضانه بينما هي تقاوم لكي لا تبكي..لكنها انهارت بعد ان شد ذراعيه حولها وأغرقت ملابسه بالدموع..حاول تهدئتها ولم يستطع اكتفى بحبسها بين ذراعيه ويلصقها بصدره..يتمنى ان يجلسها مكان قلبه..كان مستعداً لأن يفعل اي شيء لتكون سعيدة معه لكن كل مايحصل عليه هو الدموع واليأس وهذا ماكان يؤلمه..ما يؤلمه هو عدم قدرته على اسعادها ورؤية ابتسامة حقيقة ترتسم على وجهها ونابعة من قلبها..لطالما كان سبب شقاءها ولطالما كانت هي سبب عيشه..لكن لا احد منهما يتفهم الآخر..كلاهما بتفكير مختلف..نادراً ما يتفقان وكانت تلك اللحظات النادرة بالنسبة لتوب هي نعيم او معجزة..هدئت قليلاً بعد ان اخرجت همّاً على شكل دموع..حمل وجهها بين يديه ومسح دموعها بابهاميه..قبل جبهتها قبلة مطولة يتمنى ان لا تنقطع..هي بذاتها تتمنى لو كان مايحدث الآن يحدث كل يوم!..غمرها بحضنه مرة اخرى وهو يهدئها...بعد تمالك كل منهما الوضع حان وقت بعض الكلمات..بهدوء وروية تامة تحدث توب موجهاً كلامه لصغيرته الدامعة..
توب : الآن ستجهضيه..ثم ترتاحين..وبعد ان انهي اعمالي واتفرغ نحصل على 10 اطفال!..حسناً؟!
ضحكت سونغ اوه ضحكة طفولية بسيطة جعلت من قلبه يهتز..تململت قليلاً ثم قالت : هذا كثير..
لحظة مرت وبسرعة خاطفة خطف توب شفتيها بين شفتيه بقبلة عميقة مطولة..لم تبادله بل كان هو يتولى زمام الامور..افلتها وتركها وطلب منها الخروج ليكمل باقي اعماله المتراكمة..كان لديه الكثير لينجزه..استثمارات عقارته واعمال المافيا ومقابلات مع اجانب ورؤساء شركات ومفاوضات للعديد من الملفات وعمليات تصفية..كلها كانت تنتظر توب..حتى رغم تكدس اعماله كان ينجزها ليعود الى سونغ اوه..لكن حتى الآن سونغ اوه لا تعلم ماهي طبيعة عمل توب..كل ماتعرفه انه يعمل..تمضي كل وقتها في القصر وحيدة او تتسكع مع الكتب في المكتبة..باية حال ممنوع عليها مغادرة القصر لذا هي لا تزور احداً ولا احد يزورها..
....
في اليوم التالي كانت سونغ اوه واقفة امام النافذة تضم نفسها بخوف ونبضات قلبها متضاربة..كانت التوتر واضحاً على ملامحها..دقائق حتى احست بذراعين تحاوطها ورأس مسند على كتفها..كانت انفاسه الساخنة تلفخ رقبة سونغ اوه وذراعيه تحكمان حبسها في حضنه..تسارعت انفاس سونغ اوه وباتت دقات قلبها واضحة الاضطراب..اكثر ماجعل دموع سونغ اوه تتراكم في حدقتيها هو نبرته المتسائلة قائلاً : هل اجهضتيه؟
استطاع الشعور برعشة جسدها وتلبك ملامحها لذا لم يرتح لها وارخاها قليلاً..كرر سؤاله بجدية واضحة : هل اجهضتيه!؟
في تلك اللحظة انسابت دموع سونغ اوه كالمطر وشفتاها ترتعاشان..زفرت بخوف وتحدثت بتردد بارز : ل ل لا
تبدلت تراسيم وجه توب واصبح فارغ الملامح..تركها وابتعد عنها مسافة خطوات..اما هي فكان تعض شفتيها قلقاً وتحكم غلق عينيها مجهزة نفسها لعقابه المجهول..وصدقاً كانت تسمع صوت حزامه يفتح لم تلتف ولم تتجرأ ابداً..بعد عدة ثواني التفت ببطء وحذر وتسابقت دموعها لرؤية توب يحمل حزامه بيده ورأسه للاسفل..تحدث بتوتر وتردد واضح بصوته المهتز قائلاً : اخبرتك ان تفعلي ذلك..كنت لا أزال لطيفاً معك..لكنكي دائماً تفضلين الطريقة الصعبة..ساضطر لان افعل هذا..
وضعت يدها على فمها وهي تهز رأسها يميناً ويساراً وتحدثت وسط اهتزاز صوتها الباكي : ارجوك توب..لا تفعلها..ارجوك..توب..لا
هز رأسه بالنفي غضباً ويده تحكم القبض على حزامه ولأول مرة تتلألأ عينيه بالدموع التي حُبست في محجريهما.. صر على اسنانه متكلماً بغُل : ما كان يجب ان تعارضيني..
ماهي الا رمشة عين حتى انهال عليها ضرباً بالحزام في مختلف انحاء جسدها وهي تصرخ بترجي ان لا يفعل هذا..كانت شهقاتها تتحول لصرخات بعد ان رمى حزامه وبدأ يلكم بطنها بقبضتيه..لم يتوقف الا بعدما صرخت سونغ اوه صرخة عاتية قائلة (لا)...جمد في مكانه وارخى جبهته على جبهة سونغ اوه.. يهز رأسه يميناً ويساراً وبكاءها العالي يتسامع في اذنيه..شعرت سونغ اوه كما لو ان احدهم مزق رحمها بخنجر حاد..دماءها التي تنزل بغزارة من بين فخديها معلنة خسارة الجنين كانت تحرقها..كانت تبكي بألم شديد لخسارة طفلها وايذاءه لها..ضمها توب بحضنه وهمس في اذنيها بنبرة مهتزة متحسرة..
توب : ارغمتني على فعل ذلك..انتي ارغمتني سونغ اوه..لم ارد هذا ولكنك ارغمتني
كانت تضربه على ظهره بقبضتها الخائرة والتي بالكاد استطاعت حملها وبكاءها يتعالى حتى شهقاتها منعت تنفسها..افلتها توب بعد ان حضنها معتذراً ولم ينطق بحرف..اكتفى بمسح عينيه بعنف واخذ حزامه ومعطفه وخرج..وقبل ان يغادر صرخت به سونغ اوه قائلة : اللعنة عليك!!
....
استيقظت وكانت منهارة بشدة كان نظرها مشوش لكنها استطاعت لمح بعض الخادمات حولها وهن يعتنين بها..رمشت عدة مرات وهي تشعر برأسها يدور ويدور حاولت النهوض لكنها لم تستطع لم تقوى على الحراك..بعد دقائق اتضحت رؤيتها نظرت بجانبها فوجدت خادمة جالسة بجانبها وتقرأ كتاباً واخرى كانت تطوي ملابسها التي كانت ترتديها..نظرت لنفسها بصعوبة فوجدت انهن قد غيرن ملابسها....تركت الخادمة كتابها وقامت بتجديد كمادة سونغ اوه الموضوعة على جبهتها..
الخادمة : اوه! سيدتي استيقظتي!
تحدثت بثقل وصوتها مبحوح ونبرتها اصبحت شبيهة بالهمس : كم مضى على غيابي عن الوعي
الخادمة : هذا ليس مهماً سيدتي المهم انكي استيقظتي!..كيف تشعرين الآن؟!
سونغ اوه : بألم..جميع انواع الألم النفسي والجسدي
الخادمة : اتى الطبيب واعطاكي حقنة مهدئة للآلام ستكونين على مايرام سيدتي..تماسكي
ابتسمت سونغ اوه وسط قهرها للطافة الخادمة معها كانت على عكس كل الخدم الموجودين..كانت بشوشة ومهتمة بها كثيراً وكانت تتعامل معها بحذر..نظرت لها قليلاً ثم تحدثت سونغ اوه بتساؤل..
سونغ اوه : ما اسمك؟
خجلت الخادمة كثيراً كانت تلك اول مرة يتحدث معها مالك او مالكة لطالما تعرضت لسوء المعاملة من قبل الزوجات السابقات منذ مجيئها..تلبكت قليلاً وتحدثت بعد ان فركت يديها بتوتر..
الخادمة : انا؟..اسمي هو لوتيان..سيدتي لا يجب ان تتحدثي كثيراً
ابتسمت سونغ اوه بدفء ونطقت : اسم جميل!..هل اني صينية؟
لوتيان : اجل سيدتي..سيدتي! ارجوك لا داعي لأن تتحدثي فصوتكِ متأذٍ
ضحكت سونغ اوه بسخرية واضحة : تشه كل شيء بي متأذٍ..لم يعد هناك ما اقلق بشأنه ذلك الوحش دمرني بالفعل..اطفأ كل بصيص الامل الذي جاهدت لابقاءه ساطعاً..
قاطعها دخول الاجوما حاملة الطعام لسونغ اوه وملامحها تبدو جدية..ما إن وصلت بجانب سونغ اوه حتى بدأت تحدثها بعد ان وضعت الطعام بحجرها وجلست جانبها..
الاجوما : اشربي هذا الحساء عليكي ان تتعافي..
سونغ اوه : هل سيكون لدي نية في وضع الطعام داخل حلقي بعد كل ما حدث؟!
اجوما : هاااه سونغ اوه عزيزتي..انتي لا تفهمين! فعل هذا لمصلحتك..
غضبت سونغ اوه كثيراً حتى بدأت تصرخ : في أي لعنة تصب مصلحتي بإيذائي بهذا الشكل واخذ طفلي؟!!!
اجوما : اعلم انه كان صعباً لكن لديه اسبابه..اراد حمايتكي
سونغ اوه بسخرية متذمرة : تشه بحقك..حمايتي من ماذا؟ الولادة؟! لا اظن
اجوما : لا يجب علي اخبارك لكن..انتي تعلمين ان توب شخصية مرموقة مثل هذا الشخص لديه اعداء لكونه يملك مافيا مع عائلته وشركات كثيرة تحمل اعماله
سونغ اوه : لا افهم مادخل اعماله بي؟ انا حتى لا اعرف احداً..
اجوما : اذا علم احد انكي تحملين طفلاً لتوب من يدري قد يغتالونك! لربما يحدث شيء لك..لطالما احبكي سونغ اوه لم يرد ان يخسركي..لذا خسارة طفل لم يلد بعد افضل من خسارة كليكما..انه يحاول حمايتك من اي مكروه قد يحدث!..ماذا لو حدث وان اصبحتي مستهدفة من قبل اشخاص ينتظرون ضعفه؟!
احست سونغ اوه بغصة غريبة داخل قلبها..عقلها ارتاب واصبح كل شيء حولها بطيئاً..حاول عقلها ان يستوعب ذلك لكن جانباً من ذاتها يخبرها ألا تصدق هذا..قد لايبدو منطقياً لكن؟..ماذا اذا كانت على حق!؟..ولكن من قد يحاول قتل سونغ اوه وطفل توب ولماذا؟..هي لا تعرف شيئاً وما اخبرته بها الآن رماها في دوامة من الفراغ و التّيهْ..باتت تحدق في اللاشيء وقالت دون وعي بصوت باهت : لماذا..لماذا لم يخبرني بذلك منذ البداية؟!..لما لم يشاركني بالاسباب؟!
وضعت الاجوما يدها على كتف سونغ اوه وبنبرة ناصحة اخبرتها : ربما لانه لم يحن الوقت بعد..
اقتربت منها ومسحت دموعها الرقيقة التي رسمت خطاً على وجنتيها..مسحت على رأسها بدفء واخبرتها ان تتناول طعامها..بينما هي كانت شاردة في اللاوعي داخل عقلها الباطني لم تشعر بنفسها إلا بكمادة باردة وضعتها لوتيان على وجهها..
لوتيان : سيدتي حرارتكِ مرتفعة!..
سونغ اوه : حقاً؟! لكنني اشعر ببعض البرد..
لوتيان : اوه سيدتي ستمرضين!..لحظة وضعت دواءاً هنا....هاهو ارجوكي سيدتي تناوليه
كانت سونغ اوه على وشك فعل ذلك بالفعل لكن استوقفها مشهد الغروب..الشمس البرتقالية وخيوط ضوئها الحمراء التي تخترق غيوم السماء القطنية..جعلها تبتسم بارتياح وتتنهد بأمان..لطالما كان مشهد غروب الشمس هو افضل ما تلجأ إليه في حالة التفكير العميق فبمجرد ان تشاهده حتى تنسى كل شيء وتراقب بهدوء..قاطعها صوت لوتيان المتوتر
لوتيان : سيدتي انتي بخير؟!
سونغ اوه : انظري لوتيان!..إنه الغروب
إلتفتت لوتيان بهدوء ونظرت بدهشة..هي لا تتذكر اخر مرة رأت هذا المشهد من كثرة انشغالها وهاهي الآن تحصل على فرصة مشاهدتها بجانب سونغ اوه..دون ان تدرك الخادمة نفسها قالت : عندما كنت صغيرة اخبرتني جدتي "(إن الحياة تدمرك لكن الطبيعة تشفيك)"
سونغ اوه : جدتكِ كانت على حق..ساعدني الغروب كثيراً في كل مرةٍ بصقت فيها الحياة في وجهي..
عادت الخادمة لوعييها ولم تدرك انها كانت تحدث سونغ اوه بكل جرأة!..كانت خائفة لانها لم يسبق ان تحدثت مع شخص غير خادمات الأخريات!..لكن مالاحظته في سونغ اوه انها لم تهتم ولم تلقي بالاً لكيفية تصرفها معها فقد كانت تبتسم لها وتتبادل معها اطراف الحديث!..
لوتيان : سيدتي دواءك!
سونغ اوه : ااه اجل سأخده..
لوتيان : سيدتي؟!.....شكراً لانكي لم تصرخي بوجهي وتتنمري علي..انتي حقاً لطيفة
سونغ اوه : ياااا عمّا تتحدثين..لوتيان! انا ايضا كنت فتاة بسيطة مثلك..أتعلمين البسطاء هم اكثر الناس فهماً للحياة..كلانا نفهم ان الحياة الجميلة هي بتجربة حلوها ومرها في آن واحد..إذ يجب علينا ان نبتسم وسط دموعنا..إن من يتنمر على البسطاء هو شخص فاقد لنعمة البصيرة التي نملكها إتجاه الحياة لذا يظن ان بتصرفه هذا سينتزعها منّا لكنه لم يعلم انه يطوّرها لنا لنفهم اكثر ويبين لنا حمق النماذج التي تشاركنا الحياة!..
لوتيان : ااه سيدتي انتي حكيمة جداً!..عليكي ان ترتاحي الآن هيا
سونغ اوه : ااه معكي حق انا متعبة ولا طاقة لي بالمقاومة..
مرت ثلاثة ايام لم ترى فيها سونغ اوه اي اثر لتوب..هي شاكرة لذلك فهي ليست بمزاج لتفكر كيف ستقابله وكيف ستتحدث معه..تطورت علاقتها بلوتيان اكثر واصبحت مقربة منها!..بدأت تشفى تدريجياً وتعود لصحتها..

في القصر مع متسلط (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن