البارت التاسع عشر

261 16 35
                                    

..في القصر مع متسلط..
من كتابة بارك هان سي ~❤️
يتألمان وكل منهما يسبب آلماً للآخر....يمر الليل ببطيء عليهما..لم ينم توب ليلته كانت هذه اول مرة منذ زمنٍ بعيد..ظن انه قد نسي الامر وتغاضى عنه لكنها فتحت له جرحاً قديماً..كان يحدق بالسقف..بعينين باردتين خاليتين مليئتين بالهم..لا يريد التفكير بشيء فقط لا يعلم ماذا ستكون الخطوة التالية..اما سونغ اوه فلقد اعتادت هذه المواقف واصبح النوم مهربها لذا فقد كانت نائمة بهدوء وعينيها لم تجف من دموعها..لكنها سرعان ما افاقت..كان نومها متقطعاً ومتمثلاً كغفوات بسيطة..لم تتغير من جانبها منذ ان دخل توب حتى اللحظة..تسمع صوت انفاسه المتهالكة والهدوء يغيم على المكان بشكل مخيف..لاإرادياً إلتفتت بهمس تقاوم جراحها التي تسلعها..تمعنت في حاله ، كانت لتشفق عليه لكن مازال لديها بعض القوة العقلية لِألّا تفعل..بينما هي تنظر لقميصه الذي تحوّل لما يشبه خرقة ممزقة وعليه بقع دماء بعضها متناثر رفعت ناظريها لترى عينيه الفارغتين..مرت دقيقة وكلاهما يحدق بالآخر دون ان ينبسا بحرف...شعرت سونغ اوه بالحرارة ترتفع داخل جسمها لكن مانطق به توب جعلها تبرد حتى صارت كالجليد..تحديداً عندما نطق بنبرة مترجية محطَمة لم تعدها عليه : ماذا عن فرصةٍ ل..
لم يكد ينهي جملته حتى قاطعته سونغ اوه بجدية ونبرتها كالجماد : اعطتيك ملايين الفرص وسحقتها جميعها..اعطيتك فيك الامل بأن تتغير لاخر لحظة..لكنك لم تفعل..كنت تقتل كل شيءٍ حي كان بي والآن فلتدفع ثمن افعالك..
جملتها كانت واضحة..لا مجال لاي فرص مهما كان..قلبه المحترق لن يطفأه شيء ولو لف العالم آلاف المرات..لكنها صادقة هو بذاته ليس غاضباً مما تقول بل راضٍ كل الرضا..لا يعلم أهو راضٍ ان صغيرته بدأت تتعلم ان هذا العالم لا يمزح ام هو راضٍ لانه يتلقى عقاباً على يد من احبها اكثر من نفسه..ارتسمت بوجهه ابتسامة مؤلمة لكنها تصف حاله..هو سعيد لأن يدفع الثمن غالياً جداً..لطالما احب الآلم ومارسه على سونغ اوه والآن إنه يرتد عليه لكن في قلبه..لا بأس طالما انه آلم فهو لا يرفض..هذه العادة الغريبة التي اكتسبها يتمنى بكل ذرة في قلبه ان يتخلص منها..لكن لم يجد حلّاً في السيطرة على نفسه ، لا يمكنه!..انه كأن تمنع إنساناً من التنفس..حاول مرة مرتين ثلاث ويفشل في كل محاولة وتدفع سونغ اوه المسكينة الثمن!..لا يمكنه، بكل صدق هذه الصفة التي به لا تعجبه هو نفسه يكرهها لكن للنفس غرائز ويصعب التحكم بها وهذه قضية توب العالقة في محكمة الضمير....ضحك بسخرية وابتسامته تزداد اتساعاً : معكي حق!..علي ان ادفع ثمن عدم سيطرتي على افعالي..
كانت سونغ اوه على وشك الإلتفات وتجاهله لكنها تجمدت فور سماعها ينطق بهذه الكلمات حتى أن اذنيها لم تصدق ذلك..
توب : ألم تتساءلي لما أعاملكي هكذا؟..ههه ربما! لأنني أحبكي بطريقةٍ لم يعهدها بشر..
سونغ اوه حرفياً متخبطة..أنطق توب كلمة أحبكي للتو؟!..طوال هذه الفترة التي عاشتها تقسم انها لم تسمعه حتى يهمس بها..ظنت انها تهذي لكنها التفتت لتوب وكانت نظراته صادقة..انه يعنيها حقاً!! حرارتها ارتفعت وشعرت كما لو انها داخل فرن..اطرافها بدأت تتعرق وقلبها ينبض بسرعة..غير مصدقة بأنه يحدث...لكن! مزال عقلها في مكانه..استيقظ جانبها الثاني ليخرجها من ورديات عالمها الآخر..بكل ثقة تحدثت بثبات محاولة قطع هذا الحوار الساذج وتذكيره بأن لديها كرامتها..
سونغ اوه : متأخر جداً أيها العاشق فات الآوان
بسخرية واضحة كان رده : متأخر افضل من منعدم!!
مرت ما يقرب 20 ثانية من الصمت..حتى تنسبت سونغ اوه بقهر ممزوج بحقد لا تترك للمزاح سبيلاً..موضحة كل شيء بجدية..انتفضت تنظر له بلؤلؤتين دامعتين..
سونغ اوه : ليست حجة لعينة حتى..!
نهض توب بهدوء محاولاً كبح نفسه وعدم الانقضاض عاضاً شفاهه السفلى بغُل...يتحدث موجهه ناظريه للحائط
توب : هل اصبح هذا خطأي الآن؟ ألأنني لا استطيع التعبير عن مشاعري؟ ألأنني احمل ذنباً طوال 17 عاماً لخطأ لم اقترفه؟!!
ردت تصر على اسنانها بكل توتر اعصاب..
سونغ اوه : نعم!..خطؤك عندما لا تتحكم بنفسك وتستمر بفعل هذا الهراء الذي لا معنى له ..بحجة انك لا تستطيع السيطرة!!
توب : انتي السبب سونغ اوه!!!
سونغ اوه : إيااك!! إياك!! ولا تجرؤ حتى! إياك ان تتهمني بافعالك توب!..انا لا شأن لي بحماقاتك..إنها ذنوبك انت..وعليك تقبل العقاب...
ضحكة مجنونة اعتلته بموقف غبي..يحاول كتم ضحكته لكنها تتعالى اكثر..يكملها متجهاً الى الكنبة وجلس مقابلها..تحدث وسط ضحكاته..
توب : أتعلمين ماهو العقاب الذي اتلقاه؟؟!...انها انتي!!...ههههه لم اصدق هذا ولكنه بات واقعياً..وجودك بحياتي كان نعمة لكنني حولتها لعقاب!!هههه !
تراجعت سونغ اوه خطوتين للخلف وهي ترمقه بعينها الباكيتين وانفاسها اخطفت من المنظر..
سونغ اوه : أ أه انت..مختل!..انت..ان انت.. تحتاج الى..طبيب! لقد فقدت عقلك!!
كان يقترب منها بخطوات ثمله وابتسامة جانبية مخيفة ترتسم على ملامحه المستفزة..كأنه فقد ارتباكه وصار الخبث يغزوه بينما استسلمت الحسرة وسلمت زمام الامور للجنون...وضع يده في جيبه والأخرى يمسح بها شفته الدامية..مسح دماءه بقميصه الممزق وخطواته تحذو حذوها مكان سابقات خطواتها..خلع قميصه ورماه بعدم اكتراث .. وصلت سونغ اوه للباب بالكاد تلتقط انفاسها لا تكاد تتصور ماقد يحدث...وصل امامها تبعد بينهما مسافة خطوتين..بصوت رجولي : لما لا تكونين طبيبتي؟!
اكمل باقي الخطوات لتصبح لصيقته..اقترب منها يتنفس هواءها وتتنفسه هواءه..كان على وشك خطف شفتيها بين شفاهه لكنها حركت رأسها للجانب معلنة رفضها..متحدثة وسط عبرة بكاءها : ليست هذه المرة..
انزل رأسه متأسفاً لهذا الوضع..فكر قليلاً ثم نطق بلهفة متألمة : انا حقاً اريد ان اتغير!
قهقهت ساخرة من كلامه وكأنه يقول نكتة بالنسبة لها..ابتسامتها الساخرة سمحت لاسنانها بالظهور..محدقة بعينيه مباشرة بكل ثبات..
سونغ اوه : فقط اريد منك ان تجبني على سؤال واحد..واريدك ان تجيب بصدق..
امتلأت عينيها بالدموع حتى بدأت تفيض مكملة : هل..هل يمكنني ان اثق بك؟
اخذ نفساً عميقاً مغمضاً عينيه بعنف..رفع رأسه حائراً يتجنب النظر بعينيها لكنه حسم أمره..كان التبعثر واضحاً في نبرة صوته..
توب : انا..هه لا اعلم
دفعته بيديها الضعيفتين تبعده عن مسارها..خيبة أمل غيمت على تراسيم وجهها..زفراتها المتعبة مع هزة رأسها يمنة ويسرة كانت توضح عتابها..تجاوزته واتجهت لسريرها لتنام..يكفي عبثاً حان وقت الراحة والابتعاد عن هذا الهراء..اقسمت انها لن تذرف دمعة من عينيها وتحاول كبها باقصى طاقتها..روحها خائرة وعقلها هلك من كثرة التفكير..ما إن ارخت رأسها على وسادتها حتى غرقت فيها تهذي في ذهنها انها بخير....أما هو فقد كان يحدق بالجدار او بالاحرى مكانها التي وقفت فيه..لم يعد لديه مايكفي من القوة ليغضب فقط سمح لدموعه بالنزول بكل هدوء..لكن فجاءة خطرت بباله فكرة جعلته يلفت رأسه للمستلقية امامه..اقترب منها باريحية يجذب كرسياً معه جالساً قريباً من مضجعها..
توب : ما رأيك بقصة..؟
زفرت بعنف والغضب يتملكها بينما تحشر رأسها داخل بطانيتها وتصرخ داخلها : اذهب للجحيم ايها المجنون!
توب : اووه سترغبين حقاً بسماعها!!
ابعدت الغطاء منتفضة بغضب شديد موجهة كلامها بحدة : فقط دعني وشأني!!!!
هو بذاته لا يعلم هل جُن ام فقد صوابه او ربما يتوهم لكنه سيفعل ما يملي عليه حدسه لذا سيروي لها قصة واقعية كما قال هو..وضع رجله فوق رجلٍ اخرى ورفع سودوتيه نحوها..يبدو جاداً!!؟..زفرت باستسلام  تنظر اليه بتململ تتمنى الّا يكون هراءاً طويلاً..كان يفكر منذ زمن ات يوضح لها لكنه لم يعلم كيف حتى حانت اللحظة..
توب : اراهن انكي ستطالبين بسماع المزيد لاحقاً!..لكن دعونا نبدأ وبلا مقدمات..كان والدا فتاة تدعى سونغ اوه ذاهبين لمهمة..وهي تسليم اموال لباخرة كانت قد سلمت اشياء سرية..كان كل شيء جيد وكل شيء رائع كانا ذكيين مرحيين كانا افضل مايمكن ان يكون..وكان لديهما فتاة تدعى سونغ اوه!..هل اكمل؟
كان سونغ اوه مصعوقة من الصدمة لا تصدق حتى ان انفاسها تكاد تلتقطها..بصوتها المهتز المتردد : لا تتوقف عن السرد..
ابتسامة خبيثة اعتلته وهو يكمل : حسنا!..في تلك الاثناء كانت سونغ اوه تلعب في حديقة منزلنا!..مرّ فتى يدعى توب يحضر هدية للفتاة الصغيرة التي تلعب ولكنه سمع بأكثر خبر حطمه وهو وفاة الزوجين..انهار الفتى تماماً لخسارة اعز اصدقاءه كان قد وعده بمرافقته للقولف ولكن اكثر ما كان يؤلم هو الفتاة الصغيرة التي لم تعلم بما يجري..الفتاة التي حرصت ان احميها عندما هاجموا منزلنا..لا عليكي من هذا بالتاكيد لا يهمك معرفة انني حصلت على طلقة لاجل الّا يقتلوكي..باية حال اين كنا؟ اااه!..حسب وصية ابيك كان قد وصى بان تذهبي الى اؤلائك الفقراء البائيسين هاييش حتى انا لا اعلم لماذا..على كلٍ ذهبت لمحل الحادثة وعثرت على هذه..لحظة!!
كانت دموعها متجمعة حول عينيها وهي تضع يدها على فمها..لا يهمها طريقته الغبية في اخبارها القصة المهم ان تعرف ماذا يجد وهي تحدق به بكل تركيز وهو يبحث هنا وهناك في جيوبه....اخرج من جيب سرواله قلادة كانت على شكل نصف قلب وكانت ذهبية..اعطاها اياها وبنبرة صوتٍ دافئة : حصرت ان اهتم بها الى ان يحين الوقت..
امسكتها بين راحتيها وقد فاضت دموعها على خديها شهقاتها اختطفت من صدمتها..نظرت لتوب ثم للقلادة..تبعثرت هي الاخرى بينما تبحث هنا وهناك على ضالتها حتى اخرجت من الدرج قلادة اخرى..لقد كانت النصف الآخر الضائع..نبضاتها تتسارع وهي تحدق بالقلادتين تكاد لا تصدق عينها ما إن الصقتهما ببعضهما وتطابقا حتى انهارت باكية..وضعتها بجانب قلبها تبكي بحرقة شديدة..تمعنت النظر بها رغم امتلاء عينيها بالدموع..كانت قد ترتبت الكلمات المبعثرة وكوّنت كلمة LOVE..
لا تعرف بما تشعر الآن لكنها فقط ممتنة..بعد دقائق هدئت قليلاً ونظرت لتوب وعيناها تلمعان قائلة بصوتٍ مبحوح : ماذا وجدت ايضاً؟
تلبك قليلاً وحك مؤخرة رأسه قائلاً بعدم اريحية : لا اعتقد انكي ستتمالكين اعصابكي! لكنه شيء يخصك..
امسكت بيديه مترجية اياه : ارجوك اعطيني اياه مهما كان..
وضع رأسها بين راحتيه يطمئنها : انتظريني هنا ساعود..
اتجه الى مكتبه الشبه مهدم يبحث في اماكن متبعثرة : "تباً نسيت اين وضعتها" كان قد نطق بغل وهو يثير الفوضى..عثر عليها اخيراً كانت رسالة ملفوفة مختومة بشمع وعليها بعض اثار الدماء..حملها برفق وذهب باتجاه غرفته لكن قبل ان يدخل فكر قليلاً محدثاً نفسه : لما اصبحت طيباً؟! لما اصبحت هكذا؟...هل أثرت فيّ حقاً؟!.......هااه قلت انني ساتغير! لكن لا يعني ان اقوم بالاشياء التي اكرهها؟!..هيا توب ثق بنفسك وتوقف عن التصرف بطفولية..انها مجرد اشياء تخصها وساعطيها اياها..
كانت هذه اول مرة يُحدّث فيها توب نفسه منذ زمن..منذ زواجه لم يتواصل مع نفسه ولم يخلق حديثاً مع عقله كان في عقدةٍ ما ويبدو انه حان الوقت للتخلص منها..ما لا تعرفونه في توب انه رغم كونه صلباً من الخارج إلاً انه ارطب مايكون في الداخل لكنه لايظهره خوفاً ان يفقد ثقته بنفسه...لطالما اراد ان يكون انساناً عادياً في وقت فراغه لكنه يمر باشياء صعبة تتطلب شراسة وخاصة منذ موت والدي سونغ اوه قرر ان يصبح قوياً لحمايتها ولكن ما ادركه انه عليه ان يحميها من نفسه لذا..إذا كان يحبها حقاً فسيتغير لاجلها وسحقاً لكل شيء بما انها الطريقة الوحيدة التي يأمل بها ان يدخل قلبها ولو لحظة..
مد لها الملفوفة ووقف باتجاه النافذة ليتركها وشأنها...كانت سونغ اوه تفتحها بارتعاش خصوصاً بعد جملته قائلاً : انا لا اعلم ماذا يكون هذا ولكن ما اعلمه انهما كانا يعلمان ماسيحدث وقررا إعلامك...لم تفتحها وكان قلبها يرتجف وشفاهها تتراقص..اخدت نفساً عميقاً وفتحتها بتردد..كانت رسالة مكتوبة بخط اليد..بدأت بقراءة محتواها بكل تمعن..
                                                      " الى حبيبتي سونغ اوه "
أهلاً! هنا والدتك كيف حالك؟ أتساءل كم تبلغين من العمر الآن؟..بالتاكيدة ناضجة وجميلة لطالما كنتي كذلك..
إن كنتي تقرأين هذه الرسالة فبالتاكيد نحن ميتان لكن لا تحزني علينا..نحن نقوم بعمل خطير وارجو ألا تنخرطي به..
فكرت بكتابة شيء لك لربما لن أراكي بعد الآن..اسفة لاني لم اعد اليكي واسفة انني لم استطع ان اغمركي بالعطف الذي احتجته نحن اسفان فلتسامحينا..اتمنى ان عائلة السيد تشي كانوا جيدين معك؟..هل تعرفتي بعائلة تشوي؟ انهم طيبون!
لقد تركنا لكي كل ثروتنا ستجديها عن السيد تشوي انه يحتفظ بها لاجلنا حتى قدومك..فلتنفقيها بحكمة وساعدي الفقراء والايتام وكل من يحتاج للمساعدة انتي طيبة واعلم انكي ستفعلين..دعي العالم يرى نقاءك ايتها اللؤلؤة سونغي!
اتمنى انكي قد قابلتي توب؟!.. انه فتى جيد ويهتم بكي كثيراً ههه اذكر عندما كنتما صغيرين تلعبان كنتما لطيفين..
ان والدكي يريد منكي ان تتزوجي به فعلى كلامه انه يثق به وسيكون دائماً سندك لطالما كان محل ثقة تزوجي منه وكوني لطيفة معه! (هذا كلام والدك -_-)
لكن حبيبتي لستي مضطرة ابداً لان تتزوجيه بل اختاري من يقدره الرب ان تكون شرارتكِ معه فانا واثقة انكي ستجدين الشخص المناسب تذكري ان كل شخصٍ لديه قصة حب! مثلي انا ووالدك! وبالتاكيد سيختار لكي القدر الشخص المناسب!
اهتمي بصحتك عزيزتي وكوني دائماً مبتسمة حتى لو كنتي تتألمين فالابتسامة دواء الآلم..
وتذكري دائماً ان الامل بِيدنا ونحن من نتحكم في صنعه او تحطيمه..اثق انكي ستكونين صانعة الامل يا املنا الوحيد..
لقد فقدت تركيزي اثناء الكتابة اعتذر ههه..انا احبكي طفلتي الغالية مهما كان ساضل احبك انا ووالدك وروحنا دائماً ستراقبك ولتسامحينا نحن حقاً آسفان...ارجوكي كوني سعيدة في حياتك!
                                                                                                              مع حبي امك ~
                                                                                                             ووالدك يرسل قبلاته ~
كان التخبط داخل قلب سونغ اوه اكبر مايكون..ضمت الرسالة وسط صدرها تبكي بكل ما للمعنى من آلم..صوت بكاءها يتعالى اكثر واكثر..كان توب قد غادر الغرفة منذ وهلة..دموعها تكاد تجف من عينيها حتى انه ليس هناك ما يستطيع وصف آلم قلبها..لا تفهم ولكن رغم ذلك فانها تحترق..لا تعلم لما يحدث هذا معها ولكنها مطمئنة بحب امها..كانت هذه بمثابة ماء يخمد حريق روحها..مرت ساعتان وهي تضم الرسالة وقد تمالكت شهقاتها..الشمس كانت تتسلل في السماء بروية لترسل اشعتها بأريحية..كانت تفكر بعمق شديد..لما قد يطلب والدها ان تتزوج توب؟!..وهل حقاً قدرها سيكون هو؟ هل قصة حبها البائسة والتي لا تمت للحب بأي صلة ستتغير ام انها قُدرت ان تسير على هذا النهج!؟...أسألة كثيرة تحيط بدماغها ولا تعلم ما العمل..حائرة اكثر من اي وقتٍ مضى ..إن كان توب حقاً جيد كما قيل عنه فلما لا ترى جوده؟ ..قطع حبل تفكيرها دخول توب الى الغرفة بتوتر..وقف ينظر لسونغ اوه وهي بدورها تبادله لم يحصل شيء لذا كان على وشك الذهاب للاستحمام ..استوقفته ممسكة بمعصمه ونادمة على ماستقدم بفعله..
سونغ اوه : إن..والداي يثقان بك!.أتساءل لما؟
توب : لااعلم..إسأليهما!
سونغ اوه : توب! هل يمكن ان يحدث واحبَك؟
توب : صدقيني أكاد اتوهم ليحدث هذا..
سونغ اوه : لماذا كنت تعاملني بسوء؟!
توب : ربما لانني كنت خائفاً ان تضيعي مني..
سونغ اوه : تقول امي ان لدى كل شخص قصة حب..ما رأيك؟
توب : انها محقة تماماً..
سونغ اوه : هل يمكنني ان اثق بك؟
صمت توب لفترة وجيزة كان متردداً ولكن قبض على يديه ينهي مهزلة الضعف هذه وحان وقت اجابته..نظر اليها بعفوية ثم قال : نعم..
سونغ اوه : هل تحبني؟
توب : لا.....اتنفسكي عشقاً
سونغ اوه : هل ستتغير من أجلي؟
توب : أ أجل!
سونغ اوه : تشه لا اصدق هذا.. يا لي من مجنونة لا اصدق انني سافعل هذا لقد فقدت عقلي....يبدو انني سأمحنك فرصة..فرصةً اخيرة لتثبت لي..وفقط لارى سبب ثقة والداي العمياء فيك
توب : هاي هاي هل تتحدينني؟ يمكنني ان استشعر الاهانة في كلامك عليكي ان تلتزمي حدودك ،لربما فتحت الطريق لك لكن لا تركضي فيه!!
سونغ اوه : حسناً حسناً!
توب : لقد جننتي!
سونغ اوه : هاي! قد اغير رأيي!
توب : تشه ههه تباً لك لا اصدق..
انفجر كلاهما ضاحكاً بكل عفوية..لا يمكن تصديق ماحدث للتو هل مرّ كل شيء بطيبة!؟ لربما انه قلة النوم والتعب جعلهما يهذيان لكنها كانت لحظة نادرة لكل منهما وبالتاكيد ممتنان كثيراً..حان وقت خطوة جديدة لتغيير ما مضت عليه سنتان دون فائدة..يدعوا كلاهما باقبع قلوبهما ان تكون بداية جيدة لهما..سيريها الحب الذي تريده وستريه العطف الذي يحتاجه وعندها الجميع رابح..هكذا يتوهمان ويصنعان احلامهما لكن أسيقومان بالتنفيذ ام انه مجرد كلامٍ على ورق؟!
إتجه توب الى الحمام باقصى مايمكن مصدوم وملامحه متفاجئة يسأل نفسه هل هم نفس الاشخاص حقاً؟! هل لا يزال عقل سونغ اوه وسونغ هيون في مكانهما؟! لقد جنّا كلاهما فقد صوابه!.......فتح صنبور المياه وبدأت تنساب على كامل جسمه تمر على تفاصيل عضلاته وجروحه بشكل مغري..يسمح للماء بان يخبط وجهه ويخالط شعره لتتبعثر خصلاته المبلولة حول عينيه..جالس بهدوء يفكر، يعتبر هذا الاستحمام كأنه يغسل نفسه من شره ليخرج انساناً بريئاً كما كان..هذا ما يظن نفسه ولكن هل سيفعل هذا حقاً؟ هل سيتخلى عن انتقامه الذي حبسه ل17 عاماً وكان سبباً في تغيره؟ حتى رغم ارتكابه لاجلها؟ انه متيم بحبها ومخدّر تماماً لا يدرك مايفعل!..
في تلك الأثناء كانت سونغ اوه جالسة تحدق في المرآة بتصنم وعقلها يفكر بينما انقسمت ذاتها لشخصيتين..الاولى تحرضها على ان تكمل اللعبة والاخرى تقنعها بالعدول للفرصة الاخرى...لا تصدق هذا رغم انكارها ولكن هناك مقولة تقول "إن المرأة تحب عندما تتآلم" ولابد أنها أصيبت بالهوس حتى اثرت بها هذه المقولة!!...هل ستسلم وتحبه؟ ام ستلعب لتنتقم؟ كرامتها تصرخ يميناً وعواطفها تصرخ يساراً لا تعلم مع من تقف؟..هل ستنتظر أيضاً وتراقب ما سيحدث ككل مرة؟..هل سيقدر لها الرب الرحمة بأن يتغير ويصبح على كامل هواها؟ لكن هل ستسامحه؟ ماهذا الكثير من الأسئلة تجتاح عقلها كالفيضان ولا تملك اي اجابة..لقد تبعثرت..انتفضت بفزع خارجة من شرودها عندما سمعت الباب يُفتح..إلتفتت إليه كان يرتدي منشفه يغطي بها نصفه السفلي بدلاً من روب..منشفه اخرى يحملها بيده يجفف بها شعره بينما كانت اشعة الشمس تنعكس على قطرات الماء المنسابه على صدره..كانت تحدق به غارقة في التمعن احست كأنها أول مرة تلاحظ هذه الملامح أحست به كشخص جديد وكأنه دخل شيطاناً وخرج ملاكاً..طوال تلك المدة كان تكرهه حتى انها كانت تحارب لألّا تنظر اليه واليوم هي تحدق به كما لم تفعل من قبل..وضع المنشفه على رأسه باهمال وهو يقول ببلاهة : امم اعتذر لم اسرد القصة بشكل جيد لست من النوع الذي يروي القصص..فقط اردت اخبارك بما يجب ان تعلميه؟ ربما؟
اقتربت منه بخطوات لم يعهدها عليها..وجهت رأسها بجانب اذنيه تهمس بجمود : أتتوقع مني ان اسامحك؟
ظلّ ينظر إليها بثبات وملامحه مخفية ثم تحدث بعد زفير : انا..اعدك انني سأتغير..حسناً؟
ابتسمت بخبث فهذا ما كانت تريد سماعه كما لو انها اصبحت مثله..تقتاد خطواتها للخلف مبتعدة عنه لا تبعد ناظريها عن سودويتيه..ابتسم برضا بينما عينه قد اخذت نظرة عميقة في انحاءها وتحدث بصوت هادىء يكاد يُسمع : يالهي كدت اخسرها!
ارخى جسده المتعب على السرير تاركاً ازرار قميصه مفتوحة واضعاً ذراعه خلف رأسه..ينظر اليها تغير فستانها تتآلم من جروحها..كانت على وشك خلعه لكنها نظرت اليه وقالت بصوت عالٍ : هل تمانع؟!!
توب : نعم أمانع!
تنهدت بعدم صبر : إنسى سأغير في الحمام
كانت على وشك فتح باب الحمام حتى استوقفتها نبرته الآمرة بصوت عالٍ : عودي ادراجك!
التزمت بغصب وهي تنظر إليه بغيظ..ماذا! هل سيعود لهذه التصرفات!؟
سونغ اوه : توب ظننت انك..
قاطعها واضعاً اصبعه على فمه محدثاً : أشششش...صحيح انني قد اتغير لكن أوامري لن تفعل! تذكري ! افعل ما أريد!!..
سونغ اوه بنبرة مهددة : أنت تخالف الاتفاق!
توب : تنص البنود ان اعطيكي الحب لا ان اوقف رغباتي في النظر لزوجتي..! هذه سياسة الاعمال لو درستيها قليلاً لفهمتي!
سونغ اوه : انا حقاً اكره مزاحك بقدر كرهي لك..
لم تعد تقوى على الجدال معه فهي حقاً لا رغبة لها في تحديه اليوم لذا نزعت فستانها غير مباليه سواء أن يرى ام لا كما لو انه لا يعرف تفاصيل جسدها فهو يحفظه اكثر مما يحفظ تفاصيل منزله..ما أن اردت فستانها الآخر حتى اشمئزت من نبرته عندما تحدث برجولية ممزوجة بسخرية..
توب : لم ارى يوماً مومياء مثيرة لهذه الدرجة!
تنهدت بسخرية تامة تتمتم بملل : انت السبب!
.
.
.
.
.
.
انيوغ!
اعتذر لم انشر هذا البارت لقد حاولت ترتيب الافكار وجعل المشهد يبدو منطقياً لخلق اجواء صافية واخشى انه لا يزال هناك الكثير من الغموض الذي اسعى جاهدة لكشف ثناياه بالاضافة الى ان اشتراك النت خلص🌚💔
انا حقاً اعتذر لانكم انتظرتم وقتاً طويلا وعوضاً عن هذا لقد كتبت العديد من البارتات والتي سانشرها بتتالي عندما احصل على اشتراك نت جديد واتمنى ان تعجبكم البارتات...وجدياً لم ارد التوقف هنا لكن ساكمل الباقي في البارت الثاني المهم انا اسفة لان فكرة هذا البارت كانت سيئة وغير مفهومة 😔💔

في القصر مع متسلط (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن