البارت السابع عشر

264 22 18
                                    

..في القصر مع متسلط..
كتابة بارك هان سي ~❤️
مرت ثلاثة ايام لم ترى فيها سونغ اوه اي اثر لتوب..هي شاكرة لذلك فهي ليست بمزاج لتفكر كيف ستقابله وكيف ستتحدث معه..لا ترغب بتواجده بجانبها مازالت محتارة..بدأت مشاعرها تتخبط كلما تذكرته او نُطِق إسمه امامها لا تعلم بما تشعر او اي نوع من العواطف يحتل قلبها..جل ما يُملي تفكيرها هو "الى مايرمي إليه هذا المتسلط؟!" "هل لديه انسانية بقلبه؟!" "لابد انه يعاني انفصام شخصية" او على الأقل هذا مايقوله عقلها ليوقف حبل الافكار المتسلسل..حقاً إن دماغها على وشك الانفجار فهي تقضي حياتها تفكر وتفكر..لكنها لا تنكر كونها اصبحت تحس بالوحدة دون تواجده لربما اعتادت حضوره المقيت الذي يقبض قلبها كلما رأته او ربما اشتاقت لثواني العاطفية التي يتحول اليها بعد كل موقف عنيف..هي ذاتها لا تعلم لكنه فقط كان ذا حضرة فقد مضت 10 أيام بالفعل!..
بأية حال تطورت علاقتها بلوتيان اكثر واصبحت مقربة منها!..بدأت تشفى تدريجياً وتعود لصحتها..كَون سونغ اوه لم تحصل على صديقة طوال حياتها فقد كانت لوتيان بداية جيدة لها..لكن رغم صداقتها لا تنسى أبداً كلام توب عندما اخبرها ان لا تكثر الحديث مع الخادمات!..
::::فلاش باك::::
دخلت سونغ اوه مكتب توب الذي هو جزء لا يتجزأ من المكتبة..بخطوات خجلة كانت تمشي حافية وكان النشاط بارزاً على مُحياها..حتى توب لمح ذلك فابتسم فور سماعها تدندن بهمس اغنية طفولية وهي تتجه لتوب بخطوات متحمسة ويبدو ان لديها ماتقوله..كانت تقفز على البقع البيضاء الكبيرة التي كوّنت طريق يبدأ من منتصف المكتبة وحتى مكتب توب..كان توب قد أعده لأجل سونغ اوه لأنه لطالما عرف حبّها لمثل هذه الأشياء السخيفة كما أسماها..في البداية لم ترق له الفكرة لأنه يكره التصرفات الطفولية لكن رؤية سونغ اوه سعيدة كانت قد اجبرته على الموافقة مغمض العينين..وصلت بعد عدة قفزات وهي تنظر له بانتظار مشوق حتى يزيل عينيه من اوراقه..إلاّ انه تحدث محدقاً بملفاته ببرود محاولاً اخفاء ابتسامته..
توب : ماذا لديكي!؟ اول مرةٍ أراكي هكذا!
سونغ اوه : اجعل انا ايضاً..توب كنت افكر!
توب : السيد توب!
تنهدت سونغ اوه بملل وهي تقلب عينيها : اااه ايا يكن..
توب : هيا اسرعي لدي اعمال
سونغ اوه : اممم..إن الخادمات لطيفات!..هل يمكنني ان اتحدث معهن واصبح صديقتهن؟! ارجوووك اعلم انك منعتني من ذلك لكنني وحيييدة ولم احصل على صديقة في حياتي!
كانت تطلب منه بترجي طفولي كما لو انها طفل يبتز امه عاطفياً لتشتري له الحلوى! لكنها كانت سونغ اوه تطلب من توب ان يسمح لها بمصادقة الخادمات..
توب : كلا كلا اخبرتكي أن هذا مستحيل! لا تثقي في الخادمات..
سونغ اوه : ااععه لماذااا!؟ سببك ليس مقنعاً حتى..
رمى اوراقه بتأفأف وعدم صبر حك رقبته من الخلف وزفر بعمق بعد ان ارخى ظهره على الكرسي : سونغ اوه! الامر واضح لا تثقي في الخادمات..إنهن خادمات لعينات مجرد عاهرات يأتين هنا ليعملن ويتقاضين أجراً لا أكثر إن اصبحتي صديقة لاحداهن سيستدرجنكي الاخريات وبعدها تصبحي صديقة الكل وعندها سيحصل الاسوء..قد تخدعكي احداهن وتقعين في الفخ
كتفت يديها باستفزاز ورمقته بنظرات غير مقتنعة وتنهدت : ماذا..انا حتى لا افهم ماهذا..وأي فخ؟!
وضع توب يديه على وجهه وزمجر بعدم صبر ثم وجه عينيه نحوها وهمس قائلاً " يالهي ماهذه الفتاة كيف تفكيرها"..
توب : دعيني اشرح لكي..لنقل انكي خادمة وجاءت سيدة القصر تستلطفك وعندما تصبح ثقتها بين مرماكي ما اول شيء ستطلبينه منها؟!
سونغ اوه : لحظة هل المطلوب ان امثل دور الخادمة الآن؟!..امم لحظة لحظة..زيادة راتب؟!
توب : جيد بدأتي تستوعبين!..ثم ماذا بعد؟
سونغ اوه : كنت سأطلب الاعفاء ونصبح صديقات..لكنك اخبرتني ان لا ارى الحياة بشكل وردي لذا اعتقد انه....اوه فهمت الآن ماذا تقصد...اذا فهن..ستقومن باستغلالي صحيح؟!
توب : بالضبط! أرأيتي!؟ لذا لا تثقي في الخادمات
نطق كلماته الاخيرة وهو يجزءها حرفاً حرفاً..كان يخشى عليها ان تتعرض للخداع او الأذى من قبل احدى الخادمات ..لا يريدها ان تجرب ما حدث معه في مراهقته عندما احب خادمة في مثل عمره كان يعشقها حد الجنون إلى ان اكتشف انها عاهرة صديقه وانها فقط تتقرب من توب لكونه باخساً عليها بالاموال..لا يرفض لها مبلغاً كانت تخدعه لتحصل على ماله ..كانت حبيبته في النهار ودمية صديقه في الليل..لذا منذ ذلك اليوم الذي قطّع فيه جثتهما معاً عندما كانا في الفراش وعد نفسه ان لا يثق بخادمة وان يكون وحيداً بلا اصدقاء وهذا ماحدث فعلاً!..ماحدث منذ زمن قد أثر عليه وجعل كل من هم اصدقاءه هم شركاء عمل ويجمعهم مشروع وحسب لا شيء آخر اما مع الخادمات فكان ينهي حياة من يحس انها تتقرب منه..سونغ اوه لا تعلم شيئاً عن هذا لكنه لن يخبرها..
انزلت سونغ اوه عينيها وشابكت أصابعها ببعضهما بعد ان فهمت مقصده..هو يحاول نُصحها لكنها في قلبها مازالت تؤمن بوجود إنسانية بقلب أحدهم!..هي لا تنكر انها لا تثق بهن هي فعلاً لا تثق بأحد وهذا ما كان يميزها فقد إتسمت بكونها لا تثق في أحد بسهولة لكن كانت هناك وغزة داخل قلبها تأنبها بإعطاء فرصة لاحداهن..كانت على وشك المغادرة لكنها قررأت ان تسأله شيئاً كان ببالها منذ ان دخلت..
سونغ اوه : اليوم انت هادىء ولطيف على غير العادة؟!
نعم صحيح! كان توب بارد الاعصاب اليوم!..حدّق هو بالفراغ لثوانٍ مفكراً بكلامها ثم رمقها بجدية وعينين جامدتين وبنبرة مستفزة مليئة بالسخرية قال : غادري قبل أن اغير رأيي وأبدأ بتعنيفك..
تبدلت ملامح سونغ اوه وارتسم عليها الغضب الصامت حدقتيها تطبعت بالاستفزاز وهي تشد على قبضتها..هو لا يتغير ابداً حتى بعد ان احست بنور الامل يمر يقوم هذا المتسلط المغرور بإطفاءه..غادرت وهي تزفر بِغُل شديد صارّة على اسنانها وتكاد لا تصدق لكنها تعلم انه توب لذا ما من داعٍ لأن تهتم..خرجت وهي تلعنه بكل مافي قلبها كما كل مرة..لكن قبل ان تخطو عتبة الباب جملة خطرت بتفكيرها..
بغرور وبنبرة متحدية سألته : أولست من أحضر هؤلاء الخادمات؟!
بصوته الجاد وباعصابٍ باردة : كَوني من احضرهن لا يعني انني اثق بهن..لا تترك للكلب يدك فهو سيعضك
::::انتهى::::
نظرت سونغ اوه الجالسة على الاريكة إلى لوتيان التي كانت ترتب الغرفة بنشاط..تبادلت الحديث مع عقلها متسائلة : أيعقل؟!..هل حقاً ستقوم هذه الفتاة بإستغلالي يوماً؟!..ماذا إن أسأتُ الحكم عليها وكانت فتاةً جيدة؟! من جهةٍ ما، هي لم تكن تهتم لأمري عندما اتيت ولم أكن ألمحها بتاتاً لكن..هي تبدو لطيفة نوعاً ما كما انها مرحة....ربما؟هي تمهد ذلك لتكتسب ثقتي؟..ولكن فيما ستستغلني أنا لا املك شيئاً!! تشه كما لو انني استفيد ذرة من هذا القصر او أبذر الاموال في شيء؟!..هل تستخدمني كوسط لتصل لتوب كما في احدى الروايات؟!..لاااا لا اظن ان هناك غبياً سيفعل المستحيل ليصبح بجانب تافهٍ ك توب وحتى ان ارادت سأكون شاكرة واقدمه لها على طبق من ذهب..لكن..ااعععه مللت التفكير حقاً هناك ملايين الاحتمالات برأسي لكن لا اعلم هل أثق بها ام لا؟!..
قاطع ضجيج رأسها وشجارات افكارها صوت الخادمة لوتيان وهي تقف امام سونغ اوه منادية اياها..
لوتيان : سيدتي!..في ما انتي شاردة؟
سونغ اوه : لا شيء!..كنت فقط شاردة
لوتيان : هل من شيء يشغل عقلك؟!
سونغ اوه : كلا انا بخير..
لوتيان : حسناً
سونغ اوه : امممم..لوتيان هل يمكنكي ان تتركيني وحدي رجاءاً..احتاج وقتاً بمفردي
لوتيان : ها؟!..أمتأكدة انكي بخير؟!..هل هناك خطب ما يمكنني ان اساعد
سونغ اوه : ااااهه اخبرتكي لا شيء احتاج فقط وقتاً بمفردي سأكون على مايرام
لوتيان : حسناً سيدتي إن احتجتني سأكون موجودة
ما إن خرجت لوتيان حتى ركضت سونغ اوه للنافذة وفتحتها بسرعة واخرجت رأسها لتتنفس..وضع كلتا يديها على جبهتها تغرز اصابعها في شعرها وتنظر هنا وهناك متسائلة..أيعقل؟! هل هناك شيء مريب؟! ام انه فقط قلقها الزائد وعدم ثقتها؟!....لم تعد تفهم شيئاً في هذا القصر الغريب..ليس هناك شيء ينساب بمنطقية! كل شيء غريب كما عليك ان تكون قد فكرت بكل الاحتمالات لكل ذرة تحصل في هذا المكان..حياة الاغنياء ليست سهلة كما قال احدهم!..هي بحق قد بدأت تسأم هذا الوضع السخيف لكن اكثر سخفاً هو عندما صرخ توب بوجهها قائلاً "صادقي الخادمات او تحدثي اليهن" عندما طلبت طفلاً!..ماذاا؟! اللعنة توب أولم تكن تحذرها ان تبتعد عنهن الآن بات لديك مصادقة الخادمة لها اهون من طفل؟!..ربما لحظة غضب ولم يعي مايقول....كانت سونغ اوه تشعر بالثقل الشديد يتراكم عليها.. نظرت إلى السرير رمت نفسها عليه..تقلبت مراراً وتكراراً..كانت تريد ان تنام لكنه منتصف النهار!..حتى بالرغم انها لم تنم جيداً فإن عينيها تأبى الانغلاق وذاتها ترفض الانقياد على عالم الاحلام اللاواعي..
:::سونغ اوه:::
اااععههه حقاً رأسي بدأ يؤلمني بات الوضع منرفزاً..هااااه جُلّ ما افعله هو التنهد بحيرة..اللعنة لما لا شيء منطقي في هذا المكان..أتساءل لما ذاك السافل غائب كل هذه المدة؟..هل..يشعر بالذنب لما فعله؟!..بففففف توب وذنب في كلمة واحدة ههه لا أظن إلا إذا كانت الكلمة "أفعال توب ذنبٌ عظيم" عندها سأصدق..ربما مات! اتمنى هذا بكل ذرة حقد تتجمع في قلبي..أجوما قالت ان لديه أعمالاً ينجزها..لا أذكر متى سألتها لكن..تشه هذا مايشغله عمل عمل أعمال نننن لتحل عليه اللعنة...دعكي منه سونغي..يااااالل ماذا بي لما استخدم الإسم التافه الذي اطلقه علي توب لالالالا انتي سونغ اوه..اععهه سونغ اوه ركزي علي الآن مراقبة لوتيان..تباً هناك الكثير لأراقبه إنه حقاً تجمع للمجانين..ربما لكي أفهمهم علي أن اصبح مجنونة مثلهم وانخرط في عالمهم..مرآة! لم اركز بتفاصيل وجهي منذ فترة..إكتسبت سلفاً بعض الوزن بالتاكيد هو سعيد لرؤيتي اتحول لبقرة هه..ااه هذه الكدمة لا تشفى أبداً يالجمالي المسكين المليء بالجروح والكدمات..ابن العاهرة ذاك كم اكرهه اتمنى حقاً ان..كلا سونغ اوه انتي فتاة جيدة ولن تصبحي مثله!..شهييق زفييير الآن سأنسى كل ماحولي..
.....
كانت على وشك ان ترمي بنفسها على السرير إلا ان صوت طرق الباب قد أوقفها..
سونغ اوه : تفضل!
اجوما : أنستي..الغذاء جاهز
سونغ اوه : لا شكراً..لا نية لي في الأكل
اجوما : انتي لم تأكلي شيئاً منذ الصباح!
ارخت نفسها على السرير وحضنت وسادتها ثم غطّست وجهها داخلها متحدثة أثناء ذلك : لا أرغب في تناول شيء
جلست بجانبها بهدوء وتكلمت تمسح على رأسها : السيد سيعود اليوم
سونغ اوه : هااعععه لم استمتع بغيابه حتى!
اجوما : ربما يجب عليكي..
نهضت سونغ اوه بسرعة ووضعت اصبعها على فم الاجوما لتغلقه قبل ان تكمل باقي كلامها..نظرت إليها بعينين حادتين وهزت رأسها نافية : لا لااا لا مزيد من افكارك..كل لعنة تخرج من فمك تؤدي بي إلى تلقي لكماتٍ لا داعي لها..ارجوكي لا تطرحي علي اي سخفات
انزلت الأجوما يدها من فمها ثم أخدت بيدها تطلب منها النهوض..إمتثلت سونغ اوه لها ونهضت..إقتربت منها ثم قالت : دعيني أُرِكي شيئاً..هيا إتبعيني
زفرت الأخرى بضجر وهي تتأفأف رافضة الفكرة : ماذا الآن!؟
كانت الأجوما قد سبقتها إلى الباب وهي مسرعة وتشير إليها بالقدوم : هيااا
تنهدت سونغ اوه بتعب وهي تلحقها بتململ..كانت تمشي بخطوات متعبثرة واصوات التأفأف والتذمر تتعالى منها..
سونغ اوه : اجومااااا انا حقاً لا....هذا الجناح! مررت به!
فتحت الاجوما جميع الاضواء حولها..برز جمال الجناح الغالب عليه اللون الاسود..حيث الممر ممتلىء بصور العديد من النساء بوضعيات مختلفة ثم مجموعة من صور توب منذ طفولته..كان الممر ككتاب صور تذكرية لكن على الحائط..تذكرت سونغ اوه عندما زارت هذا المكان لاول مرة..ذهبت بسرعة الى الصورة حيث يتواجد توب ومعه الفتاة الصغيرة التي غُطي وجهها بدائرة بيضاء..نظرت الى الاجوما وعلامات الاستفهام تتمالك محياها..لما قد تأخدها لهنا؟ هل من شيء؟..هذه الاجوما مليئة بالاسرار لطالما كانت تصرفاتها الغريبة يمكن وراءها سر مخيف لذا لم ترتح لها سونغ اوه بتاتاً..بدأت تحس بالرعب يدب في قلبها إلا انها تحاول تمالك اعصابها بالرغم من اضطراب تنفسها..
سونغ اوه : ماذا..يحدث؟!
اجوما : إهدئي!..سأطلعكي على شيء..انه أمر كان يجب ان تعرفيه منذ زمن..
سونغ اوه : يا الهي..ماذا يجب ان اعرف ايضاً!؟
اجوما : سونغ اوه اششش.....تعلمين..صحيح ان السيد لا يعاملك بالطريقة المثلى التي حلُمتي بها..حسناً إنه فقط لنَقل..لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره لك..صدقيني سونغ اوه لو علمتي مابقلبه ومايقبع بكيانه ستشفقين عليه..فقط عليك ان تفهميه..حاولي أن تلتمسي جانبه الآخر وتتعرفي عن أعماقه
كانت سونغ اوه تنصت بسخرية وهي تحاول كبح نفسها..عمّا تتحدث هذه المختلة؟!..اي شخص يعامل فتاةً هكذا وكلا بحجة انه لا يستطيع التعبير عن مشاعره! اي حُمقٍ هذا؟!..
سونغ اوه : تشه..بحقك هل تتوقعين مني ان اصدق هذه التفاهة؟ هاه؟!..هل تعلمين ماذا حلّ بي في آخر مرة حاولت ان افهمه فيها؟ انتهى بي الامر مرمية في السرير وطفلي يموت..انا لست مستعدة لأن أخاطر بنفسي مرة أخرى او اضحي بحياة مسكينة ترتمي على عاتقي..فهمتي؟!
كانت الاجوما تنظر إليها بحسرة..تعلم انها على حق لكنها تريد أن تنير لها الجانب الآخر من الذي يحدث..إن سونغ اوه تنظر من شقٍ واحد وهي تريدها ان ترى الصورة كاملة!..اتجهت بهدوء نحو صور النساء ..قررت أن تحكي لها خطوة بخطوة..
اجوما : دعني أبدأ لربما تفهمين أكثر..ترين هؤلاء النساء صحيح؟!..معظمهن مشهورات وكلهن ذوات نفوذ..لكن ما لا تعلمينه أنهن كانوا مقرباتٍ من توب..عن طريق والدته تعرف بإبنة الوزير..في معظم الحفلات التقى ببعضهن..وفي ملهى ليلي التقى بعارضة الازياء هذه..و
قاطعتها سونغ اوه وهي تزفر بعدم صبر : اجوما ارجوكي توقفي عن تمطيط الكلام فأنا حقاً اكره المقدمات لذا اختصري رجاءاً
تنهدت الاجوما بدورها وفركت يديها : حسناً..الحقيقة كل هؤلاء كانوا زوجات لتوب..
صدمة إعتلت وجه سونغ اوه!..هي حقاً لا تهتم ان كان متزوج ام لا لكن كان عقلها يفكر..هي لم تلتقي بهن بتاتاً لذا ايعقل انها زوجة سرية؟! او ربما هو يمتلك العديد من الزوجات وسونغ اوه جزء من هذه التشكيلة؟! ليس الأمر وأنها تغار عليه بل لم تملأها هذا النوع من المشاعر قط..بنبرة متسألة مع شيء من الصدمة : وأين هن الآن؟!
اجوما : في الواقع..المعروفات كإبنة الوزير وامثالها معظمهن تطلقن لأنهن لم يحتملن البقاء معه..اما العارضة فقد انتحرت لسوء المعاملة..هاتان الإثنان قُتلتا بسبب غسل اموال توب وهذه تمت تصفيتها لتسريبها معلوماتٍ عن مافيا العائلة وهذه اختفت ولم يسمع عنها شيئاً..ليس الأمر وكأنني أحاول إخافتكي سونغ اوه أنا فقط اشرح لك..
وضعت سونغ اوه يدها على فمها وهي تشعر بقلبها يدق بسرعة غير منتظمة وتستطيع الاحساس بارتعاش اطرافها..بصوتها المهتزة تساءلت : هل..هل..هل سيكون مصيري مثلهن؟! هل سأموت أنا ايضاً؟!
ضحكت الأجوما بخفة واضعة يدها على فمها ثم نظرت إليها بعفوية : كلا كلا أنتي بالذات مميزة بالنسبة له..مالا تعلمينه ياصغيرتي أنه تزوجهن ظنّاً منه انه سينساك لكن يبدو أنكي كنتي قويةً على تفكيره فلقد بقيتي في ذهنه فترة طويلة..حتى حصل عليكي أخيراً
نظرت إليها سونغ اوه بفراغٍ والجمود يعتليها تكاد لا تصدق صدمتها وهي تستمع لتفاهاتها أصرت على اسنانها ودمعتها جمدت في مقلة عينيها : ولكن ماهذا الهراء الذي تهذين به؟!
كان ناظريها يجوبان حول صورهن..ذاتها مرتبك!يتساءل بذعر "أي مجنونٍ هذا ليحتفظ بصورهن؟" نعم؟! لما قد يحتفظ بهن؟! من أجل ماذا ومالذي يمنعه من التخلص من الصور؟!..لكن دعها من هذا كله..ماجعلها تشعر بالدوار هو نهاية كلام الأجوما..عما تخرف به هذه العجوز؟! ينساها؟! ماللعنة التي تحدث بالجوار؟! متى رآها لينساها..بقيت في ذهنه قوية على تفكيره ؟! لا بد وأنكم تمزحون..بحقكم مضى على وجودها سنة و4 أشهر!!..لالا شيء خاطىء بالتاكيد يجوب محيطها..
تنفسها بدأ يفقد توازنه تساءلت بنبرة صارمة وهي تطالب بمنطقيةٍ في هذا الوضع احكمت قبضتها : إذا كان يريدني كما قلتي..فلما لم يتزوجني من البداية بدلاً من تعذيب هؤلاء النسوة؟!
اجوما : كان ينتظر الوقت المناسب..حينما تكونين جاهزة!..لا تفهمي بشكل خاطىء سونغ اوه إنهن من تقربن منه طمعاً وشجعاً ولكنهن دفعن ثمن افعالهن!
بدأت تشهق وتزفر بعنف واضعة يدها على رأسها بصوت مهتز قالت : منذ..منذ متى يراقبني..ما مالذي يريده مني..انا حتى لا لااعرفه..ماهذه اللعنة التي بكم وبه؟!!
نطقت اخر جملة بصراخ..تشعر وكأن عقلها سيستقيل من شدة الضغط..الادرينالين بدأ يجري في دماءها من شدة الموقف..قلبها يصرخ قائلاً "لاشيء جيد! لا شيء جيد!" وحدسها متأكد بأن أمراً سيحدث لن يكون في الحسبان..
تنهدت الاجوما بصبر وأمسكت بيدي سونغ اوه..استشعرت ارتعاشها..عضت شفاهها السفلى ثم زفرت وهي تنظر إليها بجدية : الآن ساخبرك ماكان يجب أن تعرفيه..حان الوقت لتعرفي كل شيء..بداية منكي..
اجوما : سونغ اوه..أنتي..كنتي حب توب الاول والوحيد..منذ اول مرة رآكي..صحيح انكي كنتي لا تزالين صغيرة جداً على ان تتذكري كل ذلك لكنه أحبكي حباً نقياً وصافياً..كما لو انه عاهد قلبه بعدم حب اي أنثى سواك..ظل يفكر بك لأكثر من 17 عاماً منذ نعومة أظافركي..بالتأكيد لا تذكرين الأوقات الذي قضيتها معه كنتي طفلة على ان ترتسغ بعقلك هذه الذكريات لكن هو! مازالت بذهنه حتى اليوم..انتظركي حتى تكبرين ليتزوجكي وتصبحي ملكه..لقد انتظركي وقتاً طويلاً! طويلاً جداً لذا اعتقد انه من الذوق أن تتفهميه..!
كان كل ماتسمعه سونغ اوه شيء لا يدخل دماغها البتة..كما لو ان كلامها كالدخان يتبخر بعيداً عن تفكيرها..دفعتها بعيداً عنها وبحثت عن كرسي لتستند عليه..اصبحت كالممسوسة وهي تهز رأسها يميناً ويساراً وضحكة هسترية إلتبستها ودموعها تنزل قهراً..بدأت تصفق بعشوائية بعد أن رفعت رأسها لأعلى..حدقت بالاجوما واثار الضحك لا تزال تلازمها : ماهذه النكت الساذجة التي تقولينها؟!..تغيرت نبرتها واصبحت تصرخ ببركان غضب : هل تتوقعين مني واللعنة الملعونة ان اصدقك وهراءك الفراغ؟! هل جننتي ام تخططين لجعلي اصبح مجنونة؟! ما هذه الغباوة؟!
ارتمت بظهرها على الكرسي وهي تحاول أن تبحث عن اي كلام منطقي يقبله العقل السليم في كل ماسمعته..نظرت إليها باستحقار وبنبرة حاقدة تحدثت : كيف يعقل انني اعرف توب مذ كنت صغيرة؟ أنا عشت مع عائلة فقيرة ومكانها بعيد عن هذا المكان رحلة طويلة! اضيفي الى ذلك انه كيف يمكن لتوب ان يحب طفلة اصغر منه..كيف تسندون حكايتكم من حب اطفال؟!..لا اصدق ايا مما تقولينه ولا اثق في مصادرك الخيالية ماتتفوهين به ماهو الا هراء آخر من صنعك..
تحولت ملامح الاجوما الى جدية واعصابها بدأت تتحرك رغم كبح نفسها ضغطت على اسنانها وهي تراقب تصرفات التي أمامها..اقترب منها وصرخت بوجهها : لا تصدقين؟! اذاً اليكي الدليل!...
أمسكتها من ياقتها واتجهت بها الى تلك الصورة حيث يقف توب المراهق بجانب طفلة صغيرة وجهها مغطى..أشارت إليها الاجوما باصبعها على الفتاة الصغيرة وهي تصرخ بوجها قائلة : إنها أنتي سونغ اوه! إنها انتي..أنتي هي الفتاة ذات الدب..واذا كنتي لا تصدقين فهذا الدب هو اكبر دليل..انه يشبه دبّكي اللعبة الهدية من والديكي..لا يمكن ان اكذب الآن؟!
كانت سونغ اوه بفاهها المفتوح اقسى الاتساع ودموعها تنساب لا شعورياً وهي تنظر لذلك الدب..إنه حقاً يشبه دبها..هي لاحظت ذلك لكنها اعتقدت انه مجرد دب وربما به نسخ كثيرة لكن!! أيعقل؟! سونغ اوه تعرف توب منذ نعومة اظافرها؟! لكن كيف؟!
انهارت سونغ اوه على ركبتيها وتنظر لبقعة فارغة عقلها متخبط ونيران تلتهب بقلبها اما دموعها فكانت نهر منساب..هزت رأسها بالنفي وهناك ملايين الاسئلة تحوم حولها..رفعت رأسها بذل وبنبرة مترجية تستجديها باجابة مقنعة : كيف ذلك؟! كيف حصل هذا ومتى؟!

في القصر مع متسلط (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن