البارت الرابع عشر

264 17 10
                                    

..في القصر مع متسلط..
من كتابة بارك هان سي ~❤️
كبيرة الخدم -بهمس- : عودي الى النوم سيدتي..
سونغ اوه : لكن..
غطت كبيرة الخدم فم سونغ اوه وهي تشير باصبعها بالسكوت وهمست من جديد : لسلامتكي عودي الى النوم..
هزت رأسها بالموافقة وعادت بخطوات هادئة الى حيث كانت والفضول يغمرها..لم تستطع النوم..كانت واقفة امام النافذة تراقب ضوء القمر والافكار تتداعك داخل عقلها وهي تفكر..ماذا يحدث؟! لماذا توب يصرخ؟! ولما كبيرة الخدم تمنعها من الدخول؟!..فضول سونغ اوه كان اقوى منها لكنها سرعان ما سمعت صوت خطوات تخطو بهدوء وانفاس متعبة..ماهي الا لحظات حتى احست ذراعيه تحيط خصرها وهو يغمر وجهه في رقبتها..يحضنها كوسادة دافئة..كانت هذه لحظة غريبة لسونغ اوه ولم تعتدها من قبل..قلبها مضطرب وانفاسها تتسارع لكنها تحاول السيطرة..اكتشفت ان له جانب عاطفي حنون او هذا ما اعتقدت..كانت يطبع قبلات خفيفة على كتفها العاري ورقبتها..ثم اسند رأسه بهدوء ورِقّة على كتفها وتحدث وسط حضنه..
توب : لما لم تنامي بعد؟!..
سونغ اوه : لا اعتقد وسط هذا الصراخ!..
توب : آه..هل كان صوتي عالياً؟
سونغ اوه : لما برأيك مستيقظة؟!
همهم بضحكة عفوية....حسناً هذا جانب جديد من توب!..عادة هو ليس عاطفياً هكذا!!..لكن الأجواء كانت مناسبة..هدوء الليل وقمر مكتمل وزوجين ..حسنا ربما مع عدم توافر الحب الغامر إلا ان حب توب كان كافياً لخلق اجواء عاطفية...هي لم تعتده بعد..لا تزال تكتشف شيئاً جديد به كل يوم..ومع كل اكتشاف تزداد حيرة وخوف..يصدمها بجوانب شخصيته..الوضع لم يكن مريحاً لسونغ اوه فهي تشعر بقدميها يرتعشان لكنها تبيّن نفسها قوية ومسيطرة..تحاول تنظيم تنفسها وهي تضع يدها على صدرها لتهدىء قلبها..لا تعلم بما تشعر أهو خوف؟ ام حماس؟ ام فقط شيء جديد في حياتها وهذه مجرد ردة فعل؟؟..
....
نائمان على السرير والجو كاتم..لم تستطع سونغ اوه النوم..كانت تتقلب في الفراش وتدور حول نفسها ولكن لا فائدة..التفتت لتتحقق من توب وكان يغط في نومٍ عميق..
::::سونغ اوه::::
إنه نائم!..يبدو متعباً..ااه محظوظ!..انا ايضاً متعبة لكن النوم قد هرب..انه بسبب ماحدث قبل ساعة!..تباً...لا اعلم لما قلبي كان على وشك الخروج!..نهضت من السرير ووقفت قبالة النافذة..فتحتها برفق وشاهدت الحديقة..هذا الاكتتام كان رائعاً! اجواء هادئة وضوء القمر مبهر..منظر الحديقة في الظلام كان جميلاً..اردت كوب ماء..هناك بالفعل اكواب جاهزة على المنضدة بجانب السرير!..لكنني لا اريدها..لن اشرب منها..سانزل لتحت وادخل المطبخ وآخذ كوباً كعذر وثم ساجلس في الحديقة..خطة جيدة..فعلت ذلك بالفعل ونزلت ودخلت المطبخ..ذهلت لكبر حجم المطبخ اشفق على الخادمات بالتأكيد هن متعبات..لكن قبل خروجي سمعت صوت ضحكات..انتبهت لكون الصوت يعود للخادمات بالتاكيد!..أتساءل لما يسهرن وهن يعملن كثيراً لو كنت مكانهم لكنت احلم الآن!!..اشعر بالفضول لمعرفة كيف هي شكل غرفتهن وماذا يفعلن لكن ماذا عن الحديقة؟!..ااععه أأذهب للخادمات؟ام الحديقة؟.....قررت..سأذهب للحديقة..لا اهتم ليس الأمر وكأنني سأدردش معهم وأكوّن صداقات فهن لئيمات على اية حال..مازلت لا انسى نظراتهن يوم زفافي! تشه يظن انني سعيدة لتحل عليهن اللعنة......اااه الحديقة الهااادئة..كم احب سماع لاشيء..لو كان كوب الماء هذا قهوة لكان الامر مثالياً..إن المشهد افضل من غرفتي في العلية..هه لا اصدق أنني مازلت اذكر العلية على لساني..تجاوزي الامر سونغ اوه عليّ حذف ذلك الماضي اللعين من دماغي حتماً لا اريد تذكر اي شيء يربطني بالسفلة..هاااه من اخدع تلك الغرفة كانت صديقتي الوحيدة مهما كان..من الجيد أنني احضرتك معي مستر فلافي! انت حقاً صديق جيد لقد بقيت معي فترة طويلة ولم تسئم..رغم كونك دب لعبة إلا انك كنت بمثابة شيء حي..تتذكر مركز الشرطة؟ هههه اووه مستر فلافي لدي معك افضل الذكريات رغم انها مؤلمة..على الاقل انت الشيء الوحيد الذي بقي من اسرتي..انت بحاجة الى الاستحمام تبدو متسخاً قليلاً..ااه دموعي تنزل مجدداً..امي..ابي..
.......
تذكرت سونغ اوه بعضاً من الذكريات التي تربطها بوالديها عند احتضانها للدب مستر فلافي كما اسمته..لم تعد دموعها تتحمل الاختباء وانهارت كشلالاتٍ على خديها..دموع حارقة تعبر عن اشتياقها..كانت في حالك يرثى لها..انها حقاً مسكينة..حتى احتضان لعبتها لم يهوّن عليها قليلاً..تبكي باقسى مالديها..استلقت على العشب وهي تكمل بكاءها..عمّ كل شيء باللون الاسود بعد ان وضعت يدها على عينيها لتكمل عزاء نفسها........استيقظت على اشعة الشمس التي ارسلت ضوءها مباشرة على عينيها..استيقظت مذعورة..نظرت هنا وهناك وكل ماتراه هو العشب!..نامت في الحديقة دون ان تدرك بنفسها ..لا تعلم ماذا يجري ولا تستوعب!..متى نامت هنا؟..يبدو انها غفت دون ان تشعر!..لا تعلم كم الساعة الآن لكن الشمس قد بدأت تشرق..بدأت تركض نحو المدخل واكملت ركضها حتى وصلت لغرفة النوم..لم تعلم هل تدخل وتواجه ماسيحدث؟!..ام تتراجع وتفكر بخطة اخرى؟..لا تعرف ما العمل وقلبها يدعو ان لا يحدث شيء سيء..فتحت الباب بهدوء ونظرت عبر الفتحة..وفجاءة ظهر لها توب وهو ينظر لها عبر فتحة الباب!..انه مستيقظ!!..فزعت لدرجة انها سقطت..قلبها بدأ يتسارع خوفاً وتوتراً اما عقلها فبدأ يجهز الحجج.. دموعها بدأت ترتعش في عينيها..فتح توب الباب على مصرعيه..وضع يديه في جيبه وانحنى الى مستواها وتحدث برعب جامد : أين كنتي؟
توترت سونغ اوه ولم تعرف الاجابة..ولكن ماذا ستخبره؟!..تلعن نفسها وغباءها واليوم الذي خرجت فيه..كان الغضب ظاهراً على توب ولكن لسانها خانها ونسي الكلمات...صرخ توب مجدداً : اين كنتي!!؟
تحدثت وسط شهقاتها المكتومة : في الحديقة..
هز توب رأسه بتهديد وابتسامة ساخرة تعلو وجهه وقال : في الحديقة!..في الحديقة..
..هذه الحركة كانت سونغ اوه تعرفها جيداً..لم ترضه الاجابة..سيحدث شيء اسوء....وبالفعل امسك توب رقبتها بعنف..في هذه اللحظة سونغ اوه خائفة حتى انها بدأت تبكي حقاً..انه يطالب باجابة منطقية!..تحاول ابعاد يده لكنه كان اقوى منها..لم يأبه لبكاءها بتاتاً..
سونغ اوه : اقسم لك..كنت في الحديقة
توب : ومالذي تفعلينه هناك؟
بعد شهقتين قررت ان تخبره ماجرى بالتفصيل...
سونغ اوه : لم استطع النوم فذهبت للحديقة لكنني غفوت دون ان اشعر بنفسي..اقسم لك انها الحقيقة..ارجوك اتركني..لا اكاد اتنفس..
ارخى رقبتها..واخيراً استطاعت التنفس..تسعل بقوة وهي تستنشق الهواء بصعوبة..تحاول تهدئة شهقاتها لكنه مستحيل..نظرت اليه ودموعها تغلف مرئاها..مر بجانبها وكأن شيئاً لم يحدث تحديداً بعد ان قال لها : "هذه آخر مرة تغادرين بدون اذني..المرة القادمة سأكسر رقبتكي..اي مكان تخطاه قدماكي يجب ان يكون اذني معك..مفهوم؟"
غطت وجهها بيدها وراحت تبكي..ياله من صباحٍ سيء..بعد دقائق هدئت ودخلت الغرفة..واتجهت مباشرة الى الحمام..وقفت امام المرأة ونظرت لشكلها..عيناها انتفختا من كثرة البكاء..هاااه المسكينة تبكي كل يوم بسببه..تنهدت بعمق شديد بعد ان غسلت وجهها بالمياه الباردة..المياه الباردة التي تشبه دماء توب..كما لو ان ما يجري داخل عروقه هي مكعبات ثلج بدلاً من خلايا الدم!..نظرت لدبها المتسخ وتحدثت بحسرة وآسى..
سونغ اوه : أيقوو مستر فلافي أنا حقاً آسفة لأنك اضطررت لمشاهدة هذا...على كلٍ هذه حياتي..بدأت اعتاد هذا..هيا لنغسلك!
بدأت تغسل دبّها اللعبة.. حتى وسط حسرتها وتعاستها كانت سعيدة..تلهو بالماء والصابون وهي تحمم لعبتها كالطفلة..الفقاقيع بكل مكان بينما هي تستمع..طفولتها التي ضاعت منها تستردها مع لعبتها دائماً..مهما عانت من تعاسة فإن تلك اللعبة البسيطة كانت كافية لأن تنسيها كل شيء..لطالما احبتها!..اخبرها والدها عندما كانت صغيرة انها كلما اشتاقت اليهما فعليها ان تحضن اللعبة عندها سيكونان بجانبها لهذا هي تهتم بتلك اللعبة اكثر من اهتمامها بنفسها....احياناً الاشياء الثمينة لا يجب ان تكون دائماً شيئاً غالياً فحتى الاشياء البسيطة تعد ثمينة..
........
اجتمعا على طاولة الافطار..لم تنبس سونغ اوه ببنت شفة..فقط الهدوء..لم تتناول شيئاً فقط تعبث بطعامها بالملعقة..قطع توب شريط الصمت..
توب : آه بالمناسبة سونغ اوه..اشتريت مجموعة كتب جديدة تفقديها قد تعجبك
ردت سونغ اوه بجمود : حسناً سافعل
توب : يمكنك أيضاً الدخول للمكتبة متى أردتي انا اعطيك الإذن
ردت بسخرية واضحة : أشكر عطاءك!..
لم يزح عينيه عنها..يعلم انها ترغب بالتحدي..كل ماتفعله كان يقوده لجنون! اصرارها وسخريتها وجرأتها تعجبه وتجعله يرغب فيها اكثر فأكثر.....أتت كبيرة الخدم ووقفت بجانب توب كما تفعل دائماً..
توب : انا قد لا أعود اليوم لا تنتظروني على العشاء
كبيرة الخدم : حسناً!..انتبه لنفسك..هل احضرت كل شيء
توب : نعم تأكدت من كل شيء
نظر الى سونغ اوه التي لا تزال على وضعيتها..وبينما كان على وشك المغادرة اتجه الى سونغ اوه واقترب منها كثيراً..امسك فكها بعنف ولف رأسها باتجاهه..حدّق بعينيها وبسرعة خاطفة قبّل سونغ اوه قبلة عميقة ثم تركها وذهب في طريقه...كانت سونغ اوه متقززة ومفزوعة..تشعر ان جسمها انتفض بالكامل..ما باليد حيلة تنهدت بعدم صبر ومسحت شفاهها بالمنديل لكن اثرها كان قوياً على قلبها وعقلها وسيكون صعباً ان تمسحها الآن! ستحاول تخطي الامر..نظرت عبر النافذة وهي تراقبه يركب سيارته ويغادر وفي لحظة غضب قالت : اتمنى ان لا ترجع ابداً..
صعدت الطابق العلوي ودخلت غرفة النوم..
.
.
.
.
اتمنى ان يعجبكم واعتذر على تأخيري😭
رأيكم🌚 + اتقبل اي افكار جديدة💓

في القصر مع متسلط (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن