البارت 19 : تَنَكُّر

48 5 1
                                    


بعد شهر تقريبا ..عاد السيد مارتن مع تاليدا من رحلة العمل الشاقة تلك ، سلّم باتريك الادارة وكل ما منحه له السيد ،وقرر الذهاب لبلدته حيث وُلد ....

جال في الشوارع وهو يتأمل كل شبر فيها يتذكر طفولته ، وقف امام منزله ..كان يفكر بطريقة لدخوله حتى خطرت في باله فكرة ، وبينما هو شارد ينظر للمنزل افاقه صوت حارس البوابة ..

"عفوا ..اتريد احداً!!"..

انتبه له باتريك ملك الشرود وقال

"ه..هل مالك المنزل موجود ؟! " اجابه بنعم ..

فدخل برفقة خادم للداخل ،رأى الحديقة الامامية حيث كان يلعب فيها قد تغيرت ملامحها ،فطغى علي قلبه الحزن ..

دخل للداخل حيث غرفة الضيوف ، رائحة الماضي لم تفارق أنفه ،وقد ازدادت عندما جلس على الاريكة ، هناك أشياء تغيرت ملامحها وأشياء لازالت كما هي ، شعر بالحنين والانتماء ..

انتبه لوجود توأمين صغيرين شاهدهما قبل فترة يلعبان في الحديقة في الزيارة الاولى ، كانا مشاكسين يتشاجران مع بعضهما دوما لكنهما لاينفصلان ..

دخلت خلفهما فتاة في بداية عقدها الثاني تبدوا اكبر من ميلدا ..القت التحية عليه واخبرها انه هنا لمقابلة والده ..

"فهمت ..ستقابله عندما يُنهي نقاشه العائلي مع والدتي الذي طُرِدْنا للأسفل بسببه"

قالتها وهي تقلب عينيها وتشير بأصبعيها علي آخر كلمتين بين قوسين ، ضحك باتريك لظرافتها وبدأى بتبادل الاحاديث والتعارف ريثمها ينتهي نقاش او ربما شجار الملوك في الاعلى!! ..

تلحلح السيد وهو يقف عند مدخل الغرفة ، فقام باتريك وألقى عليه التحية ، جلسا واخبره الاخير انه يعمل مدرسا خصوصيا في الرياضيات للأطفال وسأله ان كان ابناه يحتاجان لواحد !! ..

كان سيرفض ،لكن وجود زوجته اجبره على الموافقة... واتفقوا علي تدريسهم ثلاثة ايام في الاسبوع وبراتب مناسب ايضا..في الحقيقة هو كان سيرضى حتى لو لم يكن هناك راتب ، لان مقصده منذ البداية كان دخول المنزل بسهولة متى أراد¡¡.. وقد حصل على مراده وسيبدأ العمل في الغد ...

وبينما يأتي الغد قرر زيارة الحكيم ، ذهب لمنزلهم وطرق الباب لمدة ..ولم يجبه أحد !! توقع انهم في المحل ، فتوجه الى هناك حيث رأى ألكس يلعب مع فانيلاء وجرائها الثلاثة ، صغيرين للغاية يبدو انهم ولدوا حديثا ....

توجه للداخل حيث جيمي والقى عليه التحية وسأله عن والده ، فأخبره بان حالته ساءت ونقلوه للمشفى وهما الآن يعملان بجد ليوفرا تكاليف بقاء والدهم هناك..

بقي معهم طيلة اليوم وذهبوا جميعا لزيارة الحكيم في المشفى ......

.........

The Fourfold Covenant..العهد الرباعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن