شمس الليل الفصل الثالث عشر

25.9K 628 3
                                    


الحياه ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض.. ف كثيرا تاتي قاسيه مع دروسها تلك ككل مره وتاخذ معها قطعه من الروح.. ولكن كل ما انا مؤمنه به انك انت من تستطيع ان تيسرها ع نفسك.. كمثل العجين ف ايد امراءه تخطت الخمسون من عمرها.. تتشكل كما تريد.. حسنا اعترف ليس كثيرا.. ولكن ان اردت ان تمر بسلام ككل مره... فقط تجاهل اعطي لها ظهرك قليلا.. تاكد بانك سوف تلقي طعنه به.. ولكن ليس بالمهم ففي النهايه لن يدوم كثيرا..دعها تاخذ تلك القطعه المتبقيه من روحك وتذهب..اعدك انك بعدها لن تشعر بما يؤذيك.. كانت تلك الاخيره التي سوف تشعر بها..بعد ذلك مع كل الم سيمر بداخلك.. لن تلاحظه حتي..سيمر مرور الكرام.. وكانه لم يتواجد.. فقط اغمض عينيك واستسلم لشعور الهدوء بداخلك واعدك لن تراه

:مر اليومين بسلام بفرح ع البعض وبمشاكسه مع البعض وحزن ع البعض ثم اتي اليوم التي تتجهز فيه العرائس ذهبت نور الي الفندق المقام به حفل الزفاف حتي يتجهزو وكل من نور وريم قد انتقي فستانه منذ فترة مع شريك حياته اما ورد ظلت بالبيت فهي لم تنتقي فستان لها ولم تفعل اي شي من التجهيزات..كانت تحاول الفتره السابقه ان تكون بخير حتي لا تنقص من فرحه ريم ولكن لا انها ليست بخير طوال حياتها تمتثل الخير ولكن اليوم هو يوم ضعفها هو اليوم الذي من حقها ولو قليلا ان تبين ضعفها حتي لو امام نفسها.. اول مره تشعر بذلك الجرح ف قلبها ينفتح شي ف شي اصبحت خاويه من داخلها وكانها جسد بلا روح.. طرق باب المنزل مسحت دموعها سريعا وفتحت للطارق لتجد مجموعه من الفتيات وف يدهم فستان باللون الابيض ومساحيق التجميل خاصتهم وبالطبع ليث من بعتهم..استسلمت لهم بقله حيله لقد وعدت نفسها ان اليوم ستكون مطيعه لابعد الحدود حتي يمر مرور الكرام
===
نائل:بص كدا البيبيون معدوله ولالا
مالك:والنبي سيبني ف حالي انا مش عارف اربط الكرافته دي ولا عارف انيلها.
نائل:هو احنا متوترين لي كدا هو احنا العرايس
وضع مالك يده ع كتف نائل بدراميه:اوعي تقلل من نفسك ي نائل كلنا لها
نائل:ف اي ي عم متخضنيش عليك ما تحضرنا ي ليث
ليث:ها بتقول اية
مالك:والنبي سيب ليث دلوقتي عشان ف ملكوت تاني من الصبح وش الخشب لابسه مش راضي يقلعه ولا كان فرحة النهاردة
ليث:هروح اجيب ورد واجي.. سلام
منذ متي وليث لا يتشارك مزحاتهم معا منذ متي قد انفصل عنهم هكذا..وكان هناك ثقل ع قلبه يقنع نفسه بشيئن قد ملل منهم هذا الزواج لارضاء والده ولعقاب منفلته اللسان هذه ع تماديها معه دائما ف كل مره.. ولكنه يشعر ان هناك يشي اكبر يجزبه من عنقه نحوها وكان عجله قلبه بدات ف الدوران دائما يشبهها بالحوريه الممتلكه لنظراته الخاطفه تعود دائما ان ينظر لها من بعيد يراقبها يطمئن عليها احس وكانها مسؤله منه وكان حمايتها فرض عليه..ولكن عندما يراها يتصرف عكس شعوره وكانه يتحول الي شخص اخر ..لم يكن بحياته القاسي المتجبر كما يصفه والدة.. ولكن دروس الحياه ثمينه للغايه وقد دفع تمنها بضيق صدر كبير
الشئ الاكثر الما ع صدره غياب محمود رفيق دربه اصبح يعلم سبب فعله هذه التصرفات ولكن اقسم انه ليس بيده
===
محمود:النهارده
الرجل:اي..النهارده انا متفقتش مع حد
محمود:اعتبر نفسك اتفقت معايا
الرجل:يعني ايه
محمود :انا الي هنفذ
===
ذهب ليث لياخذ ورد صعد درجات البيت ثم طرق ع الباب حتي خرجت له فتاه وكان قد انتهي الجميع من عمله مشي ف المكان يدور بعينه عليها ما ان ابصرها حتي فتح فمه وظل محدقا بها دقائق كثيرا لا يعلمها لقد اصبحت امرأته.. خرجت له بفستانها الابيض وكان رقيق للغايه فهو ذو حمالات رفيعه ديق وينزل بنفشه بسيطه من بعد ركبتيها مزين ببعض الفصوص التي زادته روعه تاركة شعرها الاحمر القصير منسدل حول رقبتها وقد لملمت بعضه بدبوس لامع يعطي لشعرها جاذبيته الخاصة وبعض الخصلات الحائره منسدله ع جبينها.. وقد زينو الفتيات وجهها ببعض المساحيق القليله التي لم تزيدها سوي جمال ممسكة بيدها باقه ورد بلون شعرها تنظر له بخجل من نظراته المتفحصه لها..فابلنسبه له كانت تغوي القديس
ليث بعدما افاق:احم..لو جهزتي يلا عشان منتاخرش
.. اومات له ثم خرجت من الغرفه ومرت من امامه وهو نظره مسلط عليها اينما تحركت كانت عيناه تتتبعها
===
دخل نائل الي غرفه نور التي تجهزت بها الخاليه من الجميع وقف ع بابها يتطلع بحوريته الصغيره التي ملكته وملكت قلبه منذ زمن ليس بقريب.. كانت نور ترتدي فستان ذو اكمام طويله شفافه ذو فتحه صدر ضيق من الخصر ثم ينزل بنفشه بسيطه طوله يتعدي ركبتيها ببعض السنتيمترات
ورفعت شعرها للاعلي مع تاج بسيط وطرحه طويله تلفها حول يدها ومساحيق التجميل الهادئه فقط تبين بها ملامحها لا اكثر
نائل:اي دا
نور بضحكة:ايه
نائل:اي ااقمر دا.. لا لا ثانيه واحدة.. احنا بنتجوز صح.. اصلي مش مصدق
ضحكت نور اكثر حتي ظل جمالها فالتزايد:اه بنتجوز.. تخيل

ركض لها نائل بخطوات سريعه حتي حملها من ع الارض وظل يدور بها في المكان وسط ضحكاتهم العاليه ودموع نور السعيده التي بدات ف الهطول تدريجيا.. انزلها من بين يداه وظلو ينظرون لبعضهم قليلا حتي انحني بجزعه عليها يقبلها من خديها قد خدرت او انها بحلم لا تريد ان تفيق منه
مالك متدخلت:اه ي ولاد ال... بقي انا واقف بره مستني اشوف اختي وهي عروسه وحضرتك واقف هنا تحضن اوعي ي سافل
نائا:سافل اي دي مراتي
مالك:لما تبقي تكتب الكتاب ابقي افتح صدرك اوي كدا وابعد بقا شويه لو سمحت..
ثم أخذ نور ف احضانه قليلا وظل يقبل راسها وجبينها بحنان أبوي دائما يبث ذلك الشعور بها انه ابيها لا اخيها..
مالك:احلي عروسة شافتها عيني ي قلبي من جوه
نور:ربنا يخليك ليا ي حبيبي
نائل بابتسامه رقيقه تظهر ع فاهه:طب يلا بقي ليث بعتلي مسدج أنه جه.. يلا قبل ما اعيط
خرج ثلاثتهم من الغرفه بعد حلول الليل عليهم وابتداء الزفاف خرج نائل مع نور اولا ثم ليث مع ورد يرقصون ع الاغنيه الاولي للحفل
ع بالي حبيبي.. ليله ال البسلك الابيض
وصير ملكك والدنيا تشهد.. واجيب منك انت طفلك انت متلك انت.. ع بالي حبيييبي
ظلت ورد تنظر للفراغ وكم تمنت ان تكون سعيده ف يوم مثل هذا ولكن لا نعلم لربما القادم يتحسن..اما ليث ظل ينظر لها يرسم حدود وجهها باعينه ينظر الي العيون التي جذبته من المره الاولي وكان بها مغنطيس يسحب من امامه اليها..يكرة فكرة ان يكون قد نظر اليهما رجل اخر فمن اليوم اصبحت امراءته حقه هو فقط لا يسمح باي رجل النظر اليها حتي انه كره ذلك الفستان شبيه الاميرات هذا الذي يبرز مفاتنها اراد لو يخبئها من تلك العيون حولهم ولكن فاليصبر لابد لليوم ان ينتهي ويذهب لذلك الجالس الناظر اليها ويقتلع عينه بنفسه..
فظلت نور ونائل يتبادلون الانظار بحب كبير وكانهم يتعرفون ع عيون بعضهم لاول مره ينظر لها نائل بحريه وكأنه يتعرف ع معالم وجهها للمرة الاولي. . نظره تشوبها جميع معاني الاطمئنان ف العالم يخبرها انه اخيرا قد امتلكها امام الجميع فقد اصبحت زوجته بعد طول انتظار دام لاعوام منه والذي لا يعرفه انه اييضا دام لاعوام منها فهو كان فتي احلامها منذ زمن

..عبالي تكملني.  واسمك تحملني.. بقلبك تخبيني.. من الدنيا تحميني.. وتمحي من سنيني كل لحظه عشتها بلاك..

انتهت الاغنيه حتى حمل نائل نور وظل يدور بها الكثير من الوقت تحت نظرات ورد المدمعه فكم تمنت كاي فتاه ان يفعل زوجها هذا ايضا كم تمنت ان تكون مثلها.. ولكن حتي هذا الحق قد حرمت منة.. وظل ليث ينظر لها بتعابير خاويه لا تدل ع شي
للحظه ظنت ورد انها صماء بسبب ذلك الصراخ الذي دوي حولها واطلاق النيران الاتي من جميع الاتجاهات حولها
دوي صوت ليث بالمكان وهو يكلم حراسه الذين اجتمعو حوله:روح بسرعه وراه هو لوحده جري من هناك انا هروح من هنا يلا يلا بسرعه.. ركض ليث بعدما اخذ سلاح من حراسه ف وسط ركضه وقف كمثل الصنم بلا حراك ينظر لورد بفاه مفتوح نظرت هي ايضا له باعين ع وسعهما واضعه يدها ع معدتها والآم يستمر ف التزايد حتي نزفت الدماء من فمها ووقعت مغشيا عليها ع الارض مستسلمة لشعور الظلام ان يتسلل بداخلها...
القي ليث السلاح من يده وذهب لها بخطوات بطيئه حتي جلس بجانبها:ورد..ورد.. ووووووردددد..

شهد_اكرم
#شمس_الليل

شمس الليل بقلم شهد اكرم (كامله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن