الفصل الاول
أحيانا يسير بنا الزمن الي مكان لم نتمني أبدا أن نكون فيه ولم يطاوعنا خيالنا اطلاقا أن تقترب منه
ربما مررنا عليه بأعيننا في جريدة أو طالعنا المكان في زاوية شاشة الكمبيوتر أو كتبت أصابعنا تللك الحروف علي لوحة المفاتيح لنري ذللك المنزل أو تللك الثياب اللامعة
ونعود لطبيعتنا بعد أن نتذكر أننا لن نحصل علي شيء مما رأينا وتللك الطبيعة نفسها تأبي أن نستسلم وربما يتحول ذللك المكان من مكان يصيبنا بالاحباط والكابة الي مكان نستمد منه قوتنا ونأخذ قلوبنا وعقولنا معه الي عالم من الأسرار الجميلة أو الذكريات المريبة
نذهب الي ذللك المكان فتحيط بنا الألغاز من كل مكان جريمة غموض أسرار رعب
أساطير قصر مهجور جدة كبيرة في السن لها مظهر أرستقراطي وشعر فضي لامع بنظرات مبهمة خالة أو قريبة
في مكان علي أطراف بعيدة وفي خضم ذللك نراه
شاب في عنفوان الشباب
طويل الي أن يصير الطول زينة
وسيم الي أن يكون مقياسا للوسامة
نظراته العميقة تدرس في أقوي لغات العيون
ولكن وصفي له تعدي كل مقاييس الطبيعة وتحدي كل كلمات اللغة
ليكون في قاموس مرادفاتي والوصف الأول له && غامض &&&
وتتوالي الصفات رأيت معه الكوميديا الفانتازيا الرعب الاثارة الشغف الاكشن التحدي الغموض الدراما البداية السيئة
وتعدي الوصف ليصل الي بعد أعمق وأقوي من كل مرادفات اللغة انه في وصفي && الحياة &&
استيقظت في صباح اليوم وأنا اشعر ببعض النعاس ينتابني الارق كل ليلة من تللك الاحلام المزعجة التي تراودني وقد تذكرت يوم أن كنت ألعب في الشارع من عشر سنوات
ورأيت تللك السيارة التي تمر من أمامي وتللك العيون الباكية لطفل ربما يكبرني بسنوات وذللك الرجل الذي بجانبه وهو يسحبه بعنف ليدير وجهه اليه فيصفعه تللك الصفعة التي لم تنجح أصوات السيارة والمارة في التخفيف منها لتقع رأس الطفل امامه وينظر الي بتللك النظرات وكأنه يلومني علي أني نظرت اليه في تللك اللحظة ورأيت صفعته
اه لو يعلم كم تمنيت أن أتلقاها عنه ولا يظن أني أشمت فيه
منذذ ذللك اليوم وأحلام كثيرة تراودني عن ذللك الطفل وقد ظللت أتخيل في كل حلم كيف سيكون مصيره وكيف هو شكله وهل عاش عمره كله حزينا أم أن دموعه قد جفت ولكن كان دائما ما يراودني الشعور اني ساراه ثانية وشعور أخر وهو هل ان رأيته سأتذكره ربما نعم وربما لا
اليوم هو ميعاد أول يوم لي في العمل او المقابلة الرسمية فقد تقدمت للوظيفة منذ شهر وكم أتمني أن أري رئيسي في العمل الذي أذاقني المر في الاختبارات الأولي ولم يتنازل حتي أن يبلغني رأيه بل كان يرسل لي بعد كل اختبار ورقة مكتوب فيها جيد
طعامي أنا جيد ذللك المتعجرف الغامض أكرهه
نسيت أن أخبركم أن الوظيفة هي عاملة في البوفية لطهو الطعام وتقديم الوجبات نعم هي وظيفة بسيطة ولكني لم أحب الظهور في التليفزيون ولا العمل في المطاعم لوقت متأخر بحثت الي ان علمت أني سأغادر في السادسة كل يوم وهذا مناسب لي فبرغم أني أسكن بمفردي بعد وفاة أمي الا اني أسكن بين أفراد طيبين يحبونني ويداومون علي الاعتناء بي
وعليه فان أول ما أتمني أن أفعله لرئيسي في العمل هو أن أذيقه الملح في كوب العسل وليختبر المذاق (شريرة أنا)
وصلت الي الشركة في ميعاد الحضور المطلوب مني تماما وعندما دخلت اذا بي أمام ثلاث أسانسيرات لم أعتد علي ركوب الأسانسير ولكني سأجازف بحياتي هذه المرة
دخلت وقد قيل لي أن المطعم في الطابق الاخير ولكني نسيت فقد ذكر لي من أجري معي المقابلة من اي أسانسير أصعد فقد قال لي كل مجموعة من الموظفين تصعد من أحد الأسانسيرات وأحدهم مخصص لرئيس الشركة وزواره ولكن أيهم
أه من ذللك العقل في رأسي أين يهرب عندما أحتاجه
حسنا كلها يوصل لنفس الطابق سأركب أحدها ودخلت الي ذللك الاسانسير وعندما دخلت ابتسمت فتللك الرائحة فيه رائعة رائحة تختلف عما ساقابله بعد قليل رائحة الثوم والبصل
وقبل ان أضغط الزر دخل امممممممممممممممم
وفجاة انت مين ؟
نطق هذا الشخص وياليته لم ينطق كان عليه أن يدعني أنظر اليه والي بذلته السوداء المتقنة الصنع والتي ليس فييها أثر لكسرة واحة وكانه قد خرج بها من تحت المكواة وتللك الرائحة العطرة الرقيقة النافذة ما بال الروائح في تللك الشركة رائعة قلت وعلي وجه السرعة وكأن صاروخا قد انطلق وانفجر وعاني الشعب ويلاته وانتهت الحرب
أنا عاملة البوفية وبعدين انت ماللك وايه الصوت ده كان بيتكم ولا كان بيتكم وبعدين لما تتكلم بعد كده توطي صوتك نقصاك انت كمان ايه محدش قاللك توطي صوتك لحقت تصحي من النوم وتعليه امتي استغفر الله العظيم يارب
الناس تقول السلام عليكم مش انت مين اييييييييييه هكون مين يعني
نظر لي تللك النظرة والتي شعرت أني سأذوب وأصهر بسببها ووجدته يفتح الباب ويشير بطرف اصبعه وكأنه يقول لي بره ولم يتنازل حتي وينطقها
خرجت وجسدي يرتجف ليس من الغضب وانما من سيل الكلمات الذي أنطق به في وقت الغضب فانا أعاني في أذني من مشكلة أني لاأرغب في سماع أي صوت عالي فذللك يسبب لي ألما وحساسية يمكن أن زادت الضوضاء من حولي تصيبني بصداع مزمن أقضي يومان في التعافي منه ولن يكون بسبب ذللك المتعجرف
صعدت الي الطابق المخصص من أسانسير اخروقد كانت مهمتي تتلخص في تقديم وجبة الغداء لموظفي الشركة وفي الساعة الثانية بالتمام
للرئيس الغامض وجبته ولباقي العمال نفس الوجبة ولكن بتقديم مختلف قالوا لي التقديم للرئيس خمس نجوم وباقي العمال نجمتان (ههههههههههههههههههه)
وكأن الطبق الذي للرئيس سيقبله فرحا لأنه تنازل وأكل منه (متعجرف)
بدأت التجهيز للوجبة وكان تحت أشرافي شابان ماهر وسعيد وليس ماهر بماهر وسعيد من أتعس المخلوقات التي رأيت يكفي عندما طلبت منه فنجان قهوة وزاد من السكر قليلا قلت له سعيد قلل السكر قليلا فبكي أأأأأأأأه قلبي لن يحتمل ولم أصرخ فيه بعد
ولم يكتفي اليوم بماهر وسعيد ويبدو أن صاحب الطبع السئء مديري الغامض قد أرسل عليهم بعضا من وساوسة فباتت الشركة وكأنها بيت للأشباح حتي النساء فيها وكأنهم تماثيل الشمع الأمريكية لنجوم ونجمات هوليووووود شعر ذهبي مكياج صارخ ميني جيب وملابس رسمية راقية وأحذية يتعجب من يشاهدها كيف ارتدتها تللك النسوة أو ان كانت أحذية من الاساس كم هو طويل هذا الكعب الاحمر في قدم تللك الفتاة وياله من لون يعلوه جيب اصفر
نسيت أن أقول لكم أنه ربما وقعت في حاوية من الالوان فالشركة هي شركة عالم الألوان التي تعني بالديكور وبالفن الحديث والكلاسيك
بدأت التجهيز للوجبة وحرصت علي اتقان أول يوم لي ويبدو أن مديري يعلم بمهارة ماهر وسعيد فأرسل من يخبرني أن أزيد من كمية الوجبة فهناك ضيوف سيحضرون الغداءوعددهم يفوق عدد موظفي الشركة بخمسون
تقدروا هنا بقي تتخيلوا شعوري وأنا لسه في أول يوم ومعلش ان كنت هتكلم ساعات بلغة عامية بس الوضع بيحتم عليا اني اتعامل مع الموظفين بطريقة ليس فيها من رقي
جاءتني تللك المرأة التي ترتدي قميص ابنتها الصغيرة ياالهي هناك ملابس تتسع لها كيف تأخذ ملابس ابنتها هكذا وترتديها ألا تخجل من تللك الثياب الضيقة وذللك المانيكير الأخضر بلون الفلفل الاخضر في يدي وقالت انت أكيد عرفتي نظام الاكل بس الليي هطلبه منك يكون أكل صحي مفيهوش زيوت ولاسمن وكتري السلطات
قلت لها /هو انت بتعملي ريجيم مش كده وكأني قد صفعتها فتغير وجهها واستدارت وانصرفت عني طعام بلا زيت ولا سمن
متيجي تطبخ بدالي ايه الناس دي ناقص كل واحد يكتبلي الممنوعات والمسموحات وأعمل لكل واحد وجبة علي مزاجه كان شغل المطعم أرحم بقي
وبدات في تحضير الوجبة وجاء وقت التقديم ولكم أن تتخيلوا معي ما حدث جيش من الافواه الراغبة في الطعام يصطفون في صفوف للدخول للمطعم وطاولاتهم علي استعداد لا ستقبالهم
وطلب من العاملين المسئولين عن الطعام تقديم الوجبة ونظرت فاذا ماهر يقول/يلا يا فرح جهزي الوجبة بتاع الرئيس
وجاء موعد الانتقام ولمعت عيني بتللك الفكرة سأضع له الطعام الحار ولكن لا سوف أؤجل الانتقام لوقت لاحق لا لن أؤجله وبدأت في تجهيز الأطباق لترحل مع العمال وقد أشفقت علي الطبق وانتظرت قرار انهاء أول يوم عمل لي أقصد قرار الرفديتبع