جزء ٣

5.6K 146 8
                                    

الفصل الثالث

أنا لن أعمل في البيوت هذه مهنة غريبة علي ولكني سأطهو علي كل حال سأبقي حتي أسدد لهذا المغرور ثمن بذلته اه خمسة الاف جنيه أيها في جاكيت أيها ال(شتيمة) لن أنطقها
أرسل الي مديري العزيز سائقه وانطلقت بنا السيارة وكنت أركب في الكرسي الخلفي وقد وضعت يدي أتحسس تللك المقاعد الجلدية الناعمة من نوع تللك السيارات التي نراها في الافلام وقد كنت أخشي أن تدخل الي حارتنا فتصيب أحلام البسطاء فيه في مقتل نعم فتللك السيارات لنا أن نشاهدها فقط في أكبر أحلامنا جموحا
فإذا بيدي تصطدم بتللك العلبة الصغيرة ونظرت لأمسكها فإذا بها علبة من القطيفة الحمراء يبدو أنها تحتوي علي شيء ثمين فتحتها لربما تكون خالية ونظرت فيها فإذا بها جوهرة من أجمل الجواهر التي رأيت بلون سماوي رائع تتوسط خاتما محاطة بفصوص من الألماس اللامع فيه إضاءات متماوجة تأخذ العقل
أيها المهمل كيف تترك شيئا ثمينا كهذا في سيارتك وتلومني علي إتلاف بذلة بخمسة الاف جنيه أقصد جاكيت ربما البنطلون أيضا بخمسة الاف والقميص بخمسة الاف وتللك الكرافت خمسة الاف
اه مديري يخشي الحسد لا إنه ليس من ذللك النوع وقبل أن أنادي السائق لأسأله عن العلبة وكيف أنه لا يهتم هو أيضا بالسيارة بعد نزول مديري الوسيم فينظفها أو يبحث عن شيء تركه مديري دون علمه
ونظرت فإذا به قصر مهول أه تللك القصورموجودة في بلدنا الحبيبة إنه يشبه قصر باكينغهام ولكن بصورة مصغرة ربما يمتلكه أحد أجداد مديري الوسيم الاقطاعيين أو انه قد اشتراه من أحد الفراعنة وهل كان لديهم قصور افيقي يافرح ولا تدعي المظاهر تخدعك ماذا اذا كان هذا قصر دراكولا مصر أحب الاثارة ومديري يرتدي تللك العباءة السمراء لا لن أتخيله في صورة دراكولا بعد
سرحت بخيالي ثانية فرأيته وقد ارتدي تللك العباءة الحمراء المزينة بالخيوط الذهبية التي يرتديها الأمراء وفي جانبها يختبأ السيف وبجانبه ذللك الحصان الاسود وتللك القبعة علي رأسه أمير حتي في مخيلتي
أه انه هنا في استقبالي لا لا يمكن
أهلا يافرح في ميعادك مظبوط هكذا قال
وأنا أفتح باب السيارة الشغالين هيوروكي المطبخ وعاوز عشا مظبوط مش زي كل مرة واقترب ليدخل الي السيارة ذللك المستفز وقد اعتقدت أنه ينتظرني وأردت أن أصرخ به لأسأله كيف يتركني في أول يوم ويذهب هكذا دون أن يعرفني بالمكان حتي او يخبرني ماذا أطهو له
ورفعت يدي فإذا بالعلبة فيها قلت وانا أمسك الباب قبل أن يفتحه له السائق ليركب استني العلبة دي كانت في الكرسي اللي ورا
أخذها ولم يتكلم ولم يشكرني أني وجدتها له وأعطيته إياها (استفزني بصراحة) وهم أن يركب السيارة فلم أستطع حينها السيطرة علي لساني
إنت إزاي تسيب حاجة زي دي في العربية مش عارف إنها كان ممكن تضيع وامبارح تلومني إني حطيت اللبن علي الجاكت وبوظته ووووضعت يدي علي فمي (أوبس) فقد قلت الكثير
أغلق باب السيارة في عنف وأمسك يدي ذات الكدمة الزرقاء وجذبني اليه في عنف
يعني كنت متعمدة اللبن توقعيه علي الجاكت مش صدفة ولا غصب عنك ااااااااااه تمام يافرح
هكذا سمعت تللك الكلمات بصوته العالي ثم تركني في عنف أكبر وهو يزيحني من أمام السيارة ليركب دون كلمة وينطلق السائق
تحسست يدي فإذا بالكدمة تتحول للون البني الذي سيتحول ثانية للون الأزرق متي سيتوقف عن إمساك يدي بتلك الطريقة وكيف يسمح لنفسه ذلك ال(شتيمة) سيعاقب بشدة
طيب حتي كان يمسك إيدي التانية وطاردتني تللك الخيالات مرة ثانية
أميري الوسيم يركب حصانه ويرفعني أمامه ونسير في تللك الحقول الخضراء ممسكا بخصري ضاما جسدي اليه في رقة تاركا إياي أغمض عيني وأتخيل نفسي أميرة أسطورية في زمن جميل وبجانبي أميري الوسيم الذي طالما رأيته في أحلامي مع فارق التوقيت ليهاجمنا اللصوص
أقصد الخادمة التي قالت انت المسئولة عن المطبخ
أيقظتني من تخيلاتي تللك المرأة
وكويس انها بتقول المسئولة عن المطبخ مش الخدامة الجديدة ولا الطباخة الجديدة ما هو الماجستير اللي أنا عاملاه ده هيزعل بصراحة كلية وماجستير وبحضر للدكتوراة وأبقي طباخة
أه لو ماما كانت عايشة كان زمانها مبهدلاني أني قبلت بكده بس معلش ياماما ياحبيبتي كلية الاقتصاد المنزلي مش ناقصة دكاترة ولا معيدين أنا عارفة مكنتش جبت مجموع عالي ليه ودخلت حقوق
كان زماني محامية قد الدنيا مش طباخة حاجة غريبة
لأ وزمايلي بقي لو عرفوا وفيها ايه مش أحسن ما أتسول ولاأقف بعربية كبدة في الشارع ولا استني ابن الحلال اللي يصرف عليا ويأكلني المش بالشوكة وبعدين يتأمر
اتفضلي يافندم من هنا
الست بثينة وفاطمة هانم في انتظارك
دخلت وراءها وأنا لاأعلم من هي الست بثينة ومن هي فاطمة هانم
يبدو أنهما جدة مديري وأمه هو قال لي أمس أنهما بالمنزل
فتحت الخادمة باب البيت وبصرير كبير جعلني أضغط علي أسناني الأمامية انفتح قصر الرعب أقصد قصر دراكولا ذلك السقف العالي الرخام المائل للون الأخضر وتللك الشرفات الطويلة المزينة بستائر سميكة تحجب ضوء الشمس جزئيا وكأنني دخلت من نور الشمس المتوهج الي ظلام الليل النسبي لأنظر لأسفل قليلا وأري أمامي أربعة أزواج من العيون المتشابهة تنظر الي تراجعت للوراء بسرعة ليصرخ معي الصغار صرخة رهيبة غريبة مريبة وينطلقوا ليمسكوا بقدمي وأقع علي نفس اليد ذات الكدمة الزرقاء مطلقة صرخة دامية مرتطمة رأسي بحائط صلب تاركة رأسي تذهب في غيبوبة طويلة بل قصيرة لم أعد أعرف
اممممممممم تللك الصغيرة تحتال علي وتنتقم مني لاطعامها الطعام الحار ولصراخي عليها في الأسانسير مازال شغف الطفولة المحبب بداخلها منذ أن كانت صغيرة بتللك الخصلات الطويلة المتطايرة حول وجهها تلعب في الشارع كمن تملكه في حين أني كنت أتمني ولو لحظة واحدة أقضيها بين دفتر رسوماتي لأهرب بقلمي من عالم عشت فيه لسنوات عالم مؤلم بكل ما فيه تللك الصفعات والشتائم من أب لم ينل من اسمه نصيب أبدا تللك المرأة التي تسمي زوجة أبي وأولاده الرائعين الذين لم أجد في الدنيا كلها كيف يمكن للشر أن ينجب براءة بهذا القدر هؤلاء الأطفال الرائعين كم أعشقهم وتللك الصغيرة نور بكلماتها المتكسرة وهي تقول لي آدم ياه كم هي لذيذة ستحبيهم يافرح أنا متأكد من ذللك أه يافرح لو تعلمين كيف بحثت عنك منذ سنوات حتي وجدتك الان ما زلت جميلة
ما زلت تللك الطفلة وهي تنظر الي بتللك العينان الرائعة أمامي وقد وجدت في نظرتها دفئا لم أعرفه منذ خلقت وكنت أنت هناك تنظرين الي ورايت في عينيك الحزن علي ما أصابني
وكأنك سنو وايت كل ما تكبر أكتر تحلي أكتر وأكتر

يتبع

من تكون ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن