الفصل الثالث والعشرون
أدم/مر شهران بدأت أعتاد فيه علي غياب فرح لم يكن يلهيني عن الاشتياق اليها سوي رؤيتها عبر شاشات الكمبيوتر
وان كانت لا تحملها الي جسدا فروحها تصل الي وان كنت علي بعد أميال
تعودنا كل ليلة أن نترك لدموعنا الطريق الي قلوبنا أشعر معها أن المسافة بيننا صارت معدومة لأعود فأتذكر اشتياقي اليها
كانت تحكي لي تفاصيل يومها بداية من استيقاظها الي ان أغلق الخط لأادعها تنام
أرتني في احدي الليالي صورة رسمتها كانت عبارة عن طفلة صغيرة تحملها فرح كان رسما طفوليا وكتبت أسفله اتراها جميلة
ادم/ من أجمل منك حبيبتي
فرح/ابنتك
أدم/بنت حامل في بنت يافرح
فرح/هسميها فرح
أدم/مريم ولا فرح
فرح/فرح
أدم/فرح وفرح الله عليك يافرح ياأم فرح ايه السعادة اللي أنا فيها دي
فرح/وبضحكة جعلتني أقوم من مكاني أوشك أن أكسر ذللك الحاسوب الذي يبعدها عني أو هكذا فكرت
أدم/خلاص بقي يافرح قلتللك بطلي تعذبيني وأنا بعيد عنك
فرح/ليه هو أنا عملت ايه
ادم/الهمسة منك عذاب ياصغيرتي فما بال الضحكة
فرح/أخجلني للمرة المليون حبيبي حبيبي هتحبها قد ايه
أدم/هي مين
فرح/وهو انت ممكن تحب مين غيري
أدم/اممممممممم طبعك الناري صغيرتي أوشك أن يظهر
فرح/لا بجد قولي ياأدم هو انت ممكن تحب مين غيري
أدم/مش ممكن هحب حد غيرك يافرح
فرح/لا ياأدم عشان خاطري حب فرح
أدم/حاضر
فرح/تمام كده وتتركني لتنام صغيرتي كم اهواها وأشتاق عبيرها
قلبت نهارها ليلا من أجلي كانت تفتح الخط لتفتح روحي للحياة معها تخبرني عن حركة طفلتي بداخلها نعم انها طفلة صغيرة رأتها عند الطبيبة أخبرتني أنها ستسميها فرح وليس لي اختيار في الاسم ...هه
وماذا اذا فلتسميها قمرا فالاسماء ان كانت جميلة فليست بقدر من اطلقت عليه فصغيرتيي صرت أشتاقهم منذ الان وماذا ان اسمتها فتللك امنية بسيطة لمن ستحمل تسعة اشهر في اجمل امنياتها
فرح/لم تتركني ألام الحمل فقط بل عاودني تغير في حالة رأسي صرت وقت راحتي أتحدث مع حبيبي أما باقي الاوقات ما بين غثيان ونوم صارت زيارات يوسف لي كثيرة وزيارات عامر أكثر لم أكن أستوعب معظمها كانت كلماته غريبة واهتمامه أشعر أنه مبالغ فيه
زيارات يوسف وخالد كأطباء لا تستغرق وقتا أما هو
أمس لملمت كثيرا من لوحات رسمها أدم لي واحتفظت بها في غرفة الحفظ أما باقي اللوحات فيكفيني أنها تبعث في نفسي الراحة لاشغل نفسي باي عمل
مروة/حبيبتي عاملة ايه النهاردة
فرح/كويسة يامروة بس دايخة علطول
مروة/معلش اتحمي انت في الشهر الرباع دلوقتي وكلها كام شهر وتقومي بالسلامة
فرح/عاوزة أخد رأيك في موضوع
مروة /أؤمري ياقمر
فرح/فيه عريس لنيفين
مروة/عريس مين ياعروسة هههههههههههه
فرح/لا احنا راحت علينا بقي قوليلي هي عندها استعداد نفتح معاها الموضوع ولا لسه قافلة الموضوع ده من ساعة وفاة زوجها
مرووة/مش عارفة والله يافرح أنا نفسي اطمن عليها كمان وبابا من كتر زعلها معدش بيفتح معاها الموضوع ده من زمان بس هي بدأت تغير مود شوية من كتر العرايس اللي بتعمل ليهم فساتين
فرح/طيب خلاص خدي رأيها والعريس مش غريب وهي يمكن شافته في فرحي
مروة/مين
فرح/يوسف ابن عمي
مروة/الدكتور يوسف ياه يافرح هو انسان ذوق جدا وخالد بيشكر فيه من يوم ما عرفه
فرح/أنا لسه ما قولتله علي العروسة بس قلت أقوللك الأول وتشوفي نيفين ولو كده يبقي ان شاء الله خير وأول لما يرجع مديري قصدي حبييبي
يوه بقي
مروة/خلاص فهمتك لما يرجع أدم هههههههههههههههه
معلش حبيبتي ان شاء الله يرجع بالسلامة خلاص هكلمك لما أاقولها
فرح/ماشي ياحبيبتي وخلينا نشوفك انت وادم بلييييييييييز
بموت فيه وهو بيقولي فين ابيه أدم
مروة:حاضر ياحبيبتي خلي باللك من نفسك وكلي كويس
فرح/وقد أصابها الغثيان من مجرد ذكر الطعام فقامت سريعا الي الحمام
يوسف/خالد أنا عاوز أتكلم معاك
خالد/خير يايوسف
يوسف /أنا عارف انك هتزعل مني بس متنساش اننا دكاترة والحفاظ علي سرية المرضي وملفاتهم قسم احنا أقسمناه
خالد/خير يايوسف اتكلم ده أكيد طبعا
يوسف/انت لو جاللك مريض وقاللك مش عاوز حد يعرف بمرضي حاجة ممكن لو المريض ده هيموت تخالف رغبته
خالد/انت قولت اننا أقسمنا يايوسف لأ طبعا مش هخالف رغبته بس هحاول علي قد ما أقدر اني أخليه يغير رأيه
يوسف/أنا محتاجك جنبي الفترة دي لأني خلاص مش عارف أتصرف وحاولت كتير أخليها تغير رأيها رفضت
الموضوع لو كنا بدأنا علاج كان هياخد سنين وهي أصرت علي موقفها
خالد/هي مين دي أنا مش فاهم قصدك ايه مريضة ومش عاوزة حد يعرف بمرضها ولا مش عاوزة تتعالج
يوسف/ ...............فرح
خالد/كان ممسكا بفنجان القهوة ولا يدري أوقع من يده عندما وقف أم أن يده فقدت وظيفتها الاساسية في الامساك بالاشياء أم أنفاسه التي توقفت في صدره أم خط القهوة الذي لون أرض الغرفة الابيض هو من جعله يفيق من صدمته هذا الاسم لمريضة اخري غير فرح
ليجلس منهارا تاركا لدموعه الطريق الي عينه وكانت تللك ردة فعله صمت ودموع
خالد من وسط دموعه/ليه تعمل كده وأدم وحملها معقول يافرح حبك ليه ولبنتك أقوي من ألمك أنا لما شوفتها امبارح كنت هطلب منها أنقلها مستشفي بس لم كلمت أدم قلت انها بقت كويسة
يوسف/أنا مش عارف أتصرف ياخالد ويمكن أول مرة في حياتي أقف عاجز عن اني حتي أقنع مريض بحاجة
هي ممكن تتعالج بس خوفها علي ذكرياتها أقوي من خوفها علي نفسها العملية هي الطريق الوحيد لشفاءها ورغم خطورتها الا أن فيه أمل هي مش عاوزة تشوفه غير لما تولد رفضت ان ادم يفضل متعذب بمرضها رفضت انها تأجل الفرح لحد ماتخف انهارت وهي بتقولي وتترجاني أخبي عنه كان نفسها تفرحه
أكيد ربنا كريم بيحبها انها حملت بسرعة ويمكن كمان تولد بسرعة لأن طاقتها بقت ضعيفة جدا ولازم نقنعها بالمستشفي دي محتاجة عناية 24 ساعة يا اما أنا وانت يوميا عندها وهي عاوزة كده بس أدم هيبقي رد فعله ايه
أنا كلمت دكتورة النسا وتقريبا في أول فرصة انها تولدها مش هتتردد بس فرح ضعيفة وبرغم انها بتتابع تعليماتنا الا اني خايف وأدم انت أكيد عارف هو بيكلمك ازاي وحالته ايه تقريبا مش بينام بس من اشتياقه ليها ما باللك لو عرف بتعبها
خال\/أنا الحقيقة مش عاوز حتي أتخيل رد فعله لأنه هيبقي مدمر ليه وليها وانت ممكن متعرفش أدم كويس بس للاسف هو صعب في التعامل مع أي حد غير فرح ويمكن بس قدر يتعامل معاها انما حياته وقسوة أبوه عليه غيرت منه كتيير وهو مش هيعديها والحقيقة أنا كمان مش عارف هيبقي رد فعله ايه اننا طاوعناها علي كده
وينظر الصديقان الي بعضهم ليتراجع يوسف في كرسييه وخالد أيضا وقد صارت الافكار في رأسهم طبولا تقرع وبعنف
فرح/كريمة هاتيلي شنطة الميكب دي والفستان الاحمر اللي في الدولاب
كريمة/ست فرح انت تعبانة
فرح/أيوه ياكريمة انت شايفة بس عشان خاطر أدم مش لازم يحس بحاجة سبحان الله السفرية دي جات في وقتها هاتي بس الحاجات دي هو هيكلمني كمان ساعة ومش عاوزاه يحس بحاجة
كريمة/حاضر ياست فرح ربنا يقويك يارب
عامر/في اتصال بادم أدم الحقني انا مكنتش عاوز أكلمك بس مش قادر أتصرف
أدم/خير ياعامر في ايه
عامر/هدير تعبانة وقلقان عليها وأمي هتموت نفسها من العياط عليها
أدم/طيب اهدي بس وودوها مستشفي انت مستني ايه
عامر/مستشفي ايه ياأدم دلوقتي هو أنا لو طايلها كنت هتأخر
أدم/ليه ياعامر بتقول كده هي فين
عامر/عندك في أمريكا
أدم/معقول طيب بس فهمني كده من الأول هي فين اديني عنوانها لو قريبة مني لو مش قريبة هتصرف واسافر لها
عامر يعطيه العنوان وبالطبع أكبر صدفة مخطط لها أن تكون جامعتها التي تأخذ منها تللك الشهادة في نفس المكان الذي يقيم فيه أدم تللك الشهادة التي تكلف عامر ثروة لا بأس بها والتي لم يكن لها لزوم في حياة هدير الا أنه قرر أن تسافر أخته وماذا سيكون المبرر وهو الخبير في تللك الاعمال المشبوهةةالتي يتخذ من عمله مع رجل االاعمال المشهور ادم وبالطبع لن يغلب في انفاق بعض المال في سبيل حبيبته
ادم/أنا رايح ليها دلوقتي بس مقولتليش هي هنا من امتي
عامر/من شهرين
أدم ولسه فاكر تقولي دلوقتي ايه ياعم يعني أنا سايب مراتي أمانة معاكم وانت مش هاين عليك تعرفني ان أختك هنا
هطمنك عليها وأبقي أكلمك بس ابعتلي رقم تليفونها كمان
ادم/قد ايه الدنيا صغيرة وكويس انك فكرتي تكملي تعليمك ياهدير
عامر/كان توقيت ذهابها ممتاز وكده دوري خلص عندك ياأدم وهتبتدي هدير في التنفيذ وشوف بقي هدير تقدر تعمل ايه
أدم/فرح حبيبتي مشغول دلوقتي هكلمك بعدين عاملة ايه كويسة
فرح/كويسة ياحبيبي خلي باللك من نفسك بحبك
أدم/بحبك
هدير/أيوه ياعامر خلاص أنا بقالي أسبوع مكلتش أهو ومش قادرة أصلب طولي
طيب طيب خلاص هعمل اللي قلت عليه
لأ مش ناقصني حاجة
مع السلامة
ويطرق ادم الباب
هدير/كانت في حالة اعياء شديدة لتفتح لأدم الباب وعندما تراه تقول بضعف شديد أدم وترتمي بين يديه ويسقط مغشيا عليها أو هكذا ظن ادم
أدم/ هدير هدير فوقي ويحملها ليضعها علي الكرسي ويمددها ويتصل بأحد أصدقائه الذي قال له سابقا أنه سيكلمه ليحضر الطبيب ان احتاج لذللك
الطبيب/الحمد لله بس واضح انها ما بتاكل عندها ضعف شديد وارهاق عصبي ولازم راحة وتاخد وجبات طعام بانتظام
ادم/شكرا يادكتور
ويتطلع اليها بينما ذهب صديقه ليحضر بعض الطعام والادوية التي أوصي بها الطبيب
كانت نائمة متدثرة بغطاء خفيف يظهر أكثر مما يخفي وذللك القميص الذي ترتديه ليبحث عن غطاء اخر وينثره عليها ليتصل بعامر ويخبره انه احضر لها الطبيب وانها عندما تستيقظ سيجعلها تتحدث معه
أدم/ماذا تفعلين هنا ياهدير وكيف التصرف معك
فرح حبيبتي كيف حاللك الان
اتركك وحدك صغيرتي وأعتني بهدير
كيف أقول للك هذا؟
أو كيف أقوله حتي لنفسي
يتبع