الفصل التاسع والعشرون
أدم /كانت جالسة أمام المرأة بعد أن وضعت الصغيرة في سريرها توجهت الي حبيبتي الاولي والأخيرة اشتياق يعصف بي ويدمر كل حنايا جسدي أشعر بالوهن لتخذلني دموعي فأسقط علي السرير لأنهار بالبكاء
فرح/أدم مالك ياحبيبي انت كويس
ادم رد عليا
بكيت اليوم جدتي ويوم وفاتها
بكيت ما فعلته بصغيرتي
كانت جالسة أمامي علي الارض تدمع عيناها تللك اللهفة فيهما اقتربت مني رفعتها الي جانبي وأخذتها بين يدي
مر شهر كامل منذ تعافت فرح في كل مرة اقترب منها كانت بين يدي ترتجف
مترددة متألمة لا تظهر لي ولكني أشعر بأنفاسها حتي وان كانت غاضبة نعم أخفتها منذ أخر مرة كنا معا
فرح/أدم حبيبي ماتقلقني عليك عشان خاطري أنا كويسة وفرح كمان وانت حبيبي بتحبني ايه اللي مزعللك بقي
أدم/اللي مزعلني اني حاسس انك خايفة مني يافرح
فرح/أنا
أدم/مش انت فرح اللي اتجوزتها وعشت معاها أجمل لحظات عمري مش هقول أيام بس كانت الدنيا بالنسبة ليا
فرح اللي كانت أول لما تشوفني تجري وتستخبي في حضني أنا عارف اني عاملتك وحش
ومش اني شكيت فيك هو اللي وجعك لأنك واثقة ان الغضب اللي كان مالي قلبي من أن واحد حقير يستحلك حتي ولو في تفكيره
بس صدقيني يافرح انت عارفة ان حبي ليك بقي جنون مكنتش شايف قدامي و.....
فرح/تضع يدها علي فمه وترفع يديها الي رقبته وتنظر في عينه هو أنا قلتلك حاجة ما أنا معاك وأنا مش خايفة منك بس.... غصب عني ياأدم
ادم/أنا عارف ان فرح حبيتي هترجعلي وأنا مش مستعجل بس أنا اللي نفسي وأنا معاك ما تبعدي عني يمكن هو احساس جوايا
بس أنا مليش غيرك يافرح
فرح/وقد لمست بيدها قلبه وقالت /والله ياأدم قلبك ده هو اللي اداني القوة اني أكمل يمكن كنت خايفة من الموت
يمكن كنت خايفة من اني أسيبك
بس لما كنا أخر مرة مع بعض في المرسم... كان قلبك ده بيدق نفس الدقة وهمساتك ليا ما اتغيرت
عاوزني أخاف وأنا حتي في أقسي لحظة عشتها معاك كان نفسي أفضل في حضنك
خلاص ياأدم انت أنفاسي اللي بتنفسها واللي بيتنفس حب لا يمكن يخاف من اللي بيحبه
أدم/يعني سامحتيني
فرح/لتقترب منه أكثر هامسة له مديري الوسيم كم أعشقك......................
ادم/ليميل اليها بقبلة حملت لها اعتذارا قبل أن تحمل في طياتها حبا ............حمل لها في لمساته كل الود والاحترام لزوجة أحبت وأعطت وسامحت
ولم تطلب منه أبدا أن يعتذر لها لتأتي الليلة منه كلها اعتذار ولكن من نوع خاص..
أدم/ الان.......... عادت لي فرح
أدم/كم أشتاق الي صوتها في الصباح
فرح/حبيبي الساعة 7
أدم/وايه يعني هو الواحد ميعرفش ينام في البيت ده
فتحت عيني لأري تللك النظرة من صغيرتي تحذرني
أدم/خلاص بس مش عاوز أصحي هنام شوية كمان وصحيني
فرح/شوف أنا لبست هشوف فرح والاقيك جاهز
أدم/ليه
فرح/عشان أجي معاك الشغل خمس دقايق لو مجهزتش همشي وأسيبك عندنا شركة لازم ننقذها وموظفين عاوزين مرتب الشهر كفايا عليهم كده
ومدير وسيم وحشني قوي وهو قاعد علي مكتبه
بس أنا عملتله مفاجأة مش عارفة هيشكرني عليها ازاي بوسة...امممممممم,,,, أو حضن أو.....وتتركه
وهو يستيقظ علي يوم كان كأنه اليوم الاول بعد العودة من شهر العسل أو أنه شهر عسل من يدري؟
أدم/وقبل أن تخرج كان واقفا أمامها طيب ما تيجي لما أديللك المكافاة دلوقتي
فرح/لو سمحت يابشمهندس عندي شغل وتحركه من أمام الباب لتمر وهي تقول مستنياك
أدم يضحك تللك الضحكة الرقيقة لتمر من جانبه وتعود فتحتضنه ثانية أعمل ايه بقي مش قادرة أبعد عنك
أدم/يحملها ليغلق الباب ثانية وهو يقول مفيش شغل فيه أنا وبس
فرح/وفرح
أدم/فرح بس
بعد ساعات يستيقظان ويذهبا معا الي الشركة
الموظفين/أهلا ياأستاذة فرح نورتي وحمدا لله علي السلامة
فرح/الحمد لله ياجماعة وشكرا لذوقكم
ادم/شكرا مني كمان ليكم انتو عملتوا اللي عليكم وزيادة
احد الموظفين،سامحنا يابشمهندس انت تعبت في الشركة بس ماكان فيه أبدا أي انتباه مننا للي بيحصل
أدم/خلاص ياجماعة والموضوع انتهي وان شاء الله كل حاجة ترجع زي ما كانت
أدم/اتفضلوا علي شغلكم وأي جديد هبلغكم بيه
انصرف الموظفين ليسير ادم مع فرح الي مكتبها المقابل لمكتبه الا أنها تشير الي مكتبه وتقول هندخل مكتبك الاول
ادم/طيب
ادم/يدخل الي المكتب ليفاجأ بذللك المكتب امام مكتبه في الطرف الاخر من الغرفة وقد كان أقل وأكثر ما يوصف به بأنه بينك
ادم/بينك يافرح زي قميص النوم بتاع امبارح هه
فرح/بس ايه ده.. انت مش هتبطل ..لأ بس عشان لما فرح تيجي الشركة تبقي مبسوطة ومتحسش انها في مكان غريب
ادم /هههههههههههههههههههه يسلملي القمر لأ مش كفايا عليا فرح واحدة وتجيبيلي حبيبة أبوها كمان لا ما تيجي ننقل المكتب في الفيلا أحسن
قرح/بجد الله ياأدم فكرة هايلة
أدم/ضاع المنطق مني للمرة المليون لأقتنص قبلة من صغيرتي وأبدا عملي فلتحيي بقربي ياصغيرتي عمرا طويلا
بدأت عملي ونظرتاليها أيضا عادت فرح بكل شغفها وبراءتها واتقانها للعمل كانت تعرف متي تلقي الي بنظرة ومتي تاخذ مني الاهتمام ياصغيرتي من أين تخرجين من قلبي لتحتلي عقلي وتعاودي في نفس اللحظة وتستوطني انفاسي احبك ياأغلي ماسة في قلبي لأقوم اليها ثانية وأجذبها الي لتتركني حتي أروي ظمأي لها وتقول:
فرح/لا هنا مكان للشغل بس بجد مش هقدر ابقي في مكان وانت في مكان تاني بس لو اجتماع مهم
تقف فرح بالقرب من فاصل غير مرئي لتضغط علي زر فيخرج بابا ليفصل الغرفتان عن بعضهما منعا للازعاج ولكنه باب من زجاج من في الطرف الاخر يستطيع أن يري الجانب الاخر بدون أن يراه من في الجانب الاخر
هي ستري ما يحدث عنده ان تم الضغط علي الزر
ادم/أهو ذللك العقل في رأسك ياحبيبتي من يقربك مني أم ذللك القلب حبيبتي كيف تفعلين ما أفكر فيه؟
عاود أدم العمل وتم عقد عدة اجتماعات تبين له فيها مقدار الضرر الذي كانت الشركة قد وصلت اليه
ولولا جهود فرح والمال الذي أمدت به الشركة وكانت أموال ميراثها وبيتها الذي باعته وأموال أرباحها من الشركة لكانت دخلت الشركة في ديون ليس لها حصر
وكم تفاجأ مما فعلت فرح ففي الوقت الي كان يعاملها فيه بقسوة حتي في تفكيره كانت تسعي لانقاذه كم هو كبير قلبها وفقط
ليجري ذللك الاتصال بصديقه في امريكا
ديفيد/انت ماتقلق ياأدم الامر ده أنا هعمله بنفسي وصدقني الشخص ده هجيبهوللك يبوس جزمتك
أدم/ديفيد أنا مش عارف أشكرك ازاي بس انت عارف كويس اللي أنا طالبه هو حلال فيه القتل بس أنا عمري ماأفكر كده
ديفيد/لا ياعم قتل ايه هو بس هيتأدب تأديبة عمره سيبك انت وطمني علي الشغل
أدم /الحمد لله والشحنة وصلت وكله تمام مش عارف ربنا بيحبني ولا عشان خاطر فرح سبحان الله
أخر مرة كنت في أمريكا جورج عرفني علي الجماعة اليابانيين واتفقت معاهم علي الصفقة دي وحطيت فيها تقريبا كل الفلوس اللي معايا لولا كده كان زماني بعت كل اللي حيلتي دلوقتي دا غير طبعا اللي مراتي عملته
ديفيد/انت تستاهل كل خير وأنا مبسوط اني أقنعتك تسيبلي الحقير ده وأنا هعرف أرجعللك كل مليم أخده منك
أدم/شكرا ياديفيد مع السلامة
أدم/فرح وقد عادت الي المكتب بعد لقاء خارج الشركة أخيرا قدرنا نقف علي رجلينا تاني تسلميلي ياحبيبتي مش عارف من غيرك كنت عملت ايه
فرح/أوشكت أن تفتح فمها ليسكتها بقبلة ويقول مش عاوزك تقولي حاجة تعالي معايا ليخرجا من الشركة ويركبا السيارة
فرح/هنروح فين ادم مش عاوزة أروح ال,,,,,,,,,,,,,,,,المرسم
أدم/ولا أنا يافرح هنروح مكان تاني ليمسك يدها ويقبلها ويعاود التطلع أمامه
وهو يتذكر لوحاته التي اشتاق اليها وكيف أنه هو الاخر لا يجروء علي الاقتراب من تللك المنطقة لتصرخ فرح وقف ..
أدم يقف علي جانب الطريق ليقول ايه يافرح فيه ايه ماللك انت كويسة؟
فرح/انا عاوزة أروح المرسم
أدم/ايه لأ يافرح
فرح/لا هنروح ودلوقتي لو سمحت ياأدم ومش هكلمك لو ما وديتني وهزعل منك وهنزل من العربية
أدم/فرح
فرح/لتنظر له تللك النظرة المتحدية وتضع يدها علي باب السيارة لتفتحه
ادم/خلاص بس أنا ممعييش مفتاح
فرح/انت مش بتكذب ياأدم انت عمرك ما هتشيل المفتاح من ميدالية مفاتيحك
زي ما ده وتضع يدها علي قلبه
زي ما ده فيه فرح فيه المرسم
ليمسك تللك اليد ويقبلها فرح أنا أسف
فرح/يلا ياحبيبي لوحاتك اشتاقت ليك
ابتسم أدم ويحرك السيارة ويستدير بها الي الطريق المؤدي للمرسم
فرح/كانت تعلم أن اللوحة والريشة شغفه وعشقه الابدي لا يستطيع أن يتخلي عنهم
كانت تعلم أن المرسم وأن حمل لها يوما الألم فذللك لن يتكرر لن يبتعد عنها ثانية هي تعلم ذللك ولا تستطيع اجباره علي ترك شغفه وعشقه الاول
كما لم تكن ستجبره أبدا أن يتخلي عنها حتي وأن طلب وكما كانت عشقه الاول ستظل الي اخر العمر
ادم/وصل الي المرسم لم ينزل من السيارة ولم يتحرك من مكانه لتنزل فرح وتدور حول السيارة لتصل الي مقعد السائق وتفتح الباب وتمسك يده كان مثل الطفل وجهه في الارض لتقول أدم احنا في الشارع مش هينفع أقنعك انك تنزل بطريقة تانية يلا يحبيبي
أدم/مش عاوز
فرح/خلاص خليك هنا لوحدك وتسحب المفاتيح من السيارة وتمشي الي باب المرسم لتفتحه وتقف لتجده وراءها فيأخذ المفاتيح ويغلق السيارة ليدخلا
هنا تركها جسدا متألما روحا معذبة أخر مرة كانا معا هنا ليعود فيجدها في المشفي
دخلت فرح الي المرسم وتطلعت الي أركانه وهو ينظر اليها يقرأ تعبيرات وجهها ليجدها تكتم أنفاسا ثم تظفرها بقوة لتنظر اليه وتقترب منه وترتمي بين يديه
أدم/خلاص يلا نمشي انت اللي صممتي معلش انا أسف
فرح/تمسح دموعا قد سالت ورأت نظرته فقالت لأ خلاص تعالي
وتصعد أمامه الي الأعلي وتمسك ريشته وتعطيها له هترسمني ياأدم والمرة دي بحب العاشق اللي جواك وأنا زي الريشة دي
ملك ايديك
حبيبتك وروح قلبك وعنيك
ودنيتك وابتسامة شفتيك
ونغم أصيل شوقي بيرسله اليك
قلبا محبا وزوجا علي مر السنين
أشتاقه لسنين وسنين
أميرا علي عرش قلبي
ومديرا وسيم
هويت حبه وغضبه ولا فرق
فقلبي ان أرسلته الي أبعد مكان
سيعود ويشتاق اليك علي الدوام
فدع مامضي حبيبي
فقلبي كله غفران
وارسم بيدك فرحا جديدة
كما يراها أدم العاشق الفنان
أدم/أمسكت اللوحة وجلست أمامي فرح لتأخذ قلبي وعقلي الي أبعد مكان
مكان جامح بتفاصيله
أرضا صحراوية ورمال صفراء ذهبية
واحة خضراء
تقف بجانبها معشوقتي الابدية
مثل فينوس في زمن الالهة اليونانية وعلي رأسها تاج من اللؤلؤ
يحيط بخصلاتها الذهبية
معشوقتي عادت الي لوحتي الأبدية
لأرسم غزلا من نوع أخر اسمه
سامحيني حبيبتي وصغيرتي الغالية
يتبع