جزء ٩

2.7K 68 2
                                    

الفصل التاسع

أدم/ جاء الصباح واستيقظت علي تللك النسمات الرقيقة وشعاع الشمس يعانق السماء ما هذا اليوم الجميل ؟
قمت من نومي ولم أكن نمت سوي ساعات قليلة ورأيت الريشة تداعبي أصابعي أمسكتها ولاأدري لما بدأت تخط اسمها علي الورقة تحركت الريشة ومعها الألوان لاكتب بها (فرح) وعندما أنهيت اللوحة رأيت في منتصفها سماء تشرق بلون الصباح الأبيض وطائر مغرد علي فرع شجرة تتساقط الألحان من فمه للتتجمع في يدها مكونة اسم فرح
ستكونين ياصغيرتي ملاكا أن ظهرت علي احدي اللوحات فالريشة لا تخطيء اظهار ملامحك أبدا وصارت تحفظك أكثر مني
ولكني أصر علي أن أرسمك في مرة وأنت أمامي وللعلم حبيبتي فتللك الصور لي ولي فقط فلن يشاهدها غيري فليس من أحد له الحق بالتمتع بهذا الجمال غيري
أبدلت ملابسي واتصلت عليها
فرح/صباح الخير يابشمهندس
أدم/عاملة ايه النهاردة
فرح/ خايفة
أدم/وقعت الكلمة في قلبي كما يقع الخنجر في قلب مجروح
متخافيش يافرح ان شاء الله خير وهتكوني كويسة وخالد قال انه فحص بسيط وأشعة بس عشان يطمنا
اجهزي بس وأنا ثواني وهكون عندك
فرح/حاضر وخلي بالك من نفسك
أدم/حاضر سمعت صوت بكائها وأغلقت التليفون وظللت ممسكا به ونظرت اليه لفترة خائفة أه يا صغيرتي ولأول مرة أراك هكذا أكنت تكتمين خوفك منذ أيام مثلي ليتني أستطيع أن أضمك الي قلبي يافرح وامسح بيدي دموعك مما تخافين ياصغيرتي أكثر مما اخاف أنا ؟؟؟
أدم/ أبدلت ملابسي بسرعة وانطلقت بالسيارة الي الفيلا فيجب أن أنهي علاقتي بهدير يكفيني منها ما رأيت حتي الان فأنا لأ أريد أن أكون مخادع كان قرار انفصالي عنها أخذته منذ أن أتت فرح الي شركتي وعلمت أن ارتباطي بفرح وان لم يكن حبا في البداية ولا غرام وعشق بل كان ارتباط بمشاعر طفولية تحولت بمرور الزمن الي حب سيطر علي قلبي كنت أجد فيها الصداقة ربما الأخت التي لم أحظي بها الأم التي حرمت منها علمت فقط منذ أن دخلت صغيرتي الي شركتي أنه الحب كان يمكن أن أقضي حياتي مع هدير ولكن تللك الصور الأخيرة لها في نوادي مصر أذهبت عقلي وهي لم تبررها لي ولا تعتذر عنها ولكنها قالت أنها حياتها وستعيشها بالطول والعرض
كنت أعتقد أنه يمكن أن تتغير من أجلي وتترك عالم اللهو المحبب الي قلبها وتتنازل من أجل الصغار قليلا لاأريدها إلا أن تحبهم تعطف عليهم أمهم لا تنشغل بهم إلا لأعطاء الأوامر أحضرت لهم خادمتان في البيت لتقوما علي خدمتهم فهم صغار لم يتعدي كبيرهم خمس سنوات ولكن صبري كبير إلا أن له نهاية
اتصلت علي صديق لي وأوصيته بشيء سأمر عليه بعد قليل لأخذه
حبي لفرح كان كبير ولكنه كان ارتباط بنظراتها الطفولية أكثر منه عشق لامرأة ولكن القلوب بيد الله يغيرها كيفما يشاء وينمو الحب لصغيرتي ليتحول الي عشق وما أسهل أن ينسي القلب حب أما العشق فدواؤه مستحيل إلا بالقرب
فأنا عاشق لصغيرتي حتي الموت ولن يبعدني عنها شيء الان فكنزي الصغير سيكون لي ولي وحدي
دخلت الي الفيلا وسلمت علي جدتي فكان من عادتها الاستيقاظ باكرا أخبرتها بقراري وأخبرتني بأنها تدعمني فيه
طلبت زوجة أبي والتي لم أجد طريقة للتحدث معها إلا بأن أقول لها أمي فماذا سأناديها وهي أم لأغلي وأجمل إخوة في العالم
أدم/أنا عارف اللي هقوله ده هايضايقك بس لازم تعرفي الأول أنا قررت اني أنفصل عن هدير
أمي/ايه ليه كده ياأدم دي البنت بتحبك وكانت جايا تقعد معانا يومين عشانك ليه كده تكسر بقلبها يا ابني
أدم/بس متعيطيش عشان خاطري الجواز قسمة ونصيب وهدير أنا حاولت أتقبلها وأبني حياتي معاها بس هي الحقيقة ما حاولت تتنازل ولو مرة عن انها تعمل اللي يرضيني
ومعلش يا أمي ده قراري ومفيهوش تغيير
أدم/تركتني زوجة أبي ولم أعرف أن كنت جرحتها أو ما هي ردة فعلها أكثر مما قالت
ورأيت هدير تأتي الي بعدها ولم ألمح في وجهها أي نظرة حزن أو ألم لتقول ماشي يا أدم انت اللي هتندم مش هدير اللي هتسمح ليك انك تسيبها وتسكت
وتترك الفيلا لتغادر تاركة اياي أستوعب كلماتها قليلا أراك مجروحة ياهدير ولكن ليس ذللك الجرح الذي يتركني في حالة ضيق
أدم/استفزتني تللك الهدير ماذا ستفعلين ياهدير أردت أن اخبرك الأمر في بيتك ما الذي دفعك للاستماع من وراء الباب تللك حركة أكرهها كثيرا
تركت الفيلا أنا أيضا وتوجهت الي صغيرتي بعد أن رأيت الصغار وجلست معهم قليلا ودعت لي جدتي وغادرت القصر
ذهبت الي صديقي الذي طلبته قبل قليل وأحضرت من عنده ما طلبته منه
فرح/افتحي الباب يا كريمة ده أكيد البشمهندس
أدم/صباح الخير فرح فين
كريمة/اتفضل يابشمهندس
أدم/دخلت الي غرفة الصالون في انتظارها وجاءت حبيبتي وكأن الشمس تشرق للمرة الثانية في ذللك اليوم وأردت أن أضع يدي علي عيني قلت في سري ما شاء الله كيف يجتمع الجمال مع الرقة والوجه الحسن كم أنت رائعة صغيرتي الجميلة ؟
ويبدو أن الابتسامة منك لها فعل السحر في قلبي يافرح فبحثت عن الكرسي ورائي لأجلس قليلا لألتقط أنفاسي وسامحني ياقلب أنا أعلم أني أرهقك بحبي لها ولكنها لا تترك لي المجال لأتعامل معك برفق تللك الصغيرة لا تفعل في غير أنها تجعلني أراها في كل مرة أجمل من الأولي ليس بوجهها ولكن بتلك الهالة المحيطة بها وبابتسامتها التي لو علمت تأثيرها في لخافت مني الان ولركضت بعيدة عن متناول يدي متي أضمك الي قلبي ياحبيبتي؟
أصبح ضغط دمي مرتفعا ويبدو أني لم أتناول دوائي فقد شعرت أن عروق رأسي ستنفجر
فكلمات هدير قد أغضبتني كثيرا من هي لتهددني؟ لاسمع فرح تقول
فرح/شوف يا بشمهندس أنا ان شاء الله هبقي كويسة والمرة دي بس هسمح إنك تيجي معايا للدكتور بس بعد كده انت من طريق وأنا من طريق حضرتك خاطب وأنا لو مكانها عمري ما هقبل ان خطيبي يحب واحدة وأنا موجودة في حياته
أدم/تتجوزيني يافرح.................
فرح/ قام من علي كرسيه وأخرج تللك العلبة من جيبه وقد عاودني دوار رأسي فبحثت عن الكرسي ورائي لأتلمسه وأجلس عليه فأراه أميري الوسيم يفتح العلبة ويمد يده بتللك الجوهرة الرائعة الجمال تتوسط الخاتم تللك التي وجدتها في زيارتي للقصر سابقا في السيارة وأعطيتها له ومعها تللك الحلقة الذهبية اللامعة وأخرجها من العلبة ليعطيني اياها ويشير الي الخاتم لأنظر اليه كان مكتوبا علي حلقته الداخلية ..أحببتك دائما
فرح/ قرأت الكلمات وكررتها أحببتك دائما ولت بصوت سمعه متي دائما ياأدم؟
سحب الكرسي برقة وجلس أمامي دائما منذ عشر سنوات عندما كنت تلعبين في ذللك الطريق وتأتي عينك في عيني عندما كنت مارا في سيارة أبي أمام بيتك هذا
فرح/تتساقط دموعي فارس أحلامي تذكرني أه ياقلب مديري الوسيم علم من أنا,,
أدم/نظراتك يافرح ما زلت أتذكرها حتي الان تمنيت وقتها أن أنزل من السيارة وأبكي بين يديك وأن أتركك تمسحين دموعي أه ياصغيرتي البريئة كم كنت رقيقة منذ تللك اللحظات...
فرح/أدم انت كنت عارف أنا مين؟
أدم/بعد اليوم ده رجعت وعرفت بيتكم وعرفتك ومن زمان وأنا عارفك يافرح بس ما كنت لاقي فرصة اني أدخل في حياتك وهمومي كتير ومشاكلي أكتر كنت في الاول الانسانة اللي نفسي بس أبكي بين ايديها وتمسح دموعي كنت عاوز أنزل من العربية وأفضل بس جنبك
لحد ما دخلتي الشركة حسيت اني مش هقدر تكوني في حياتي غير حبيبتي ومراتي
عمري ما فكرت غير إني أبقي جنبك بس مافكرت غير انك تبقي مراتي غير لما كنت في الشركة
حسيت وقتها إن أي يوم في حياتي من يوم ما شوفتك كنت بحبك فيه اكتر من اليوم اللي قبله كنت في الاول نفسي تكوني أختي صديقتي أمي
بس لما جيتي القصر حسيت ان ده بيتك وان ده مكانك انت ولا يمكن واحدة تانية تكون قريبة مني
أدم / فرح انت عرفتي أنا مين مش كده وقد استوعبت كلماتها أيضا
فرح/انت أجمل ذكريات طفولتي ياأدم كل السنين اللي فاتت وانت بطل أحلامي الطفل اللي كان في العربية اللي قعدت اعيط سنين لما شوفته بس مكنتش طفل بقي كنت كبير وقتها بس لما شفتك في العربية كان نفسي اجري وراها وأزعق للي كان عمل فيك كده كان نفسي أشوفك تاني كان نفسي أشوف ضحكتك كنت بقعد أتخيل شكللك وكبرت وملامحك ونظرات عنيك كنت كل يوم لازم أفتكرها كنت دايما بقول لنفسي اني لو شوفتك تاني هعرفك لما اشتغلت في الشركة كنت حاسة اني في حاجة بتربطنا كانت بتخليني أضايقك وأعرف ان حتي لو حطيتللك الشطة في الأكل انك مش هتزعل
أدم/كنت لاأصدق ما تقوله صغيرتي كنت أشعر أني في حلم لاأتمني ولو للحظة أن استيقظ منه
فرح/لحد ما جيت عندكم القصر وكنت تعبانة وانت شيلتني وقربت من عنيك ياااه
ساعتها عرفت ان النظرات دي والعيون دي لا يمكن تكون لاتنين وان القدر بعد سنين جمعنا تاني
بس ما كنتش عارفة ءأقوللك ازاي وأقوللك ايه وليه وامتي وانت خاطب
ادم /خلاص ياقمري أنا فسخت الخطوبة ومن النهاردة مفيش غيرك في حياتي
فرح/أدم أوعي تكون ظلمتها أنا لا يمكن أسامح نفسي أبدا ومش مستعدة أكون السبب
أدم /شوفي يافرح القلب ده بإيد ربنا ممكن نحب ونكره في ثانيه بس احنا بشر ولا يمكن نضيع عشق أقوي مننا وأنا لا يمكن أظلم حد وفيه مقدمات لأي حاجة بتحصل في حياتنا بس لازم لو غلطنا نصلح الغلط ده وأنا خطوبتي بهدير كان ليها أسباب وهي اللي بأنانيتها ودلعها عجلت بانفصالنا وأنا مش مستعد إلا انك تكوني في حياتي زوجة وحبيبة وأم وأخت وعشق لكل سنواتي معاك
أدم/لم تترك لي الصغيرة كلمة لتقال بكت عيوننا.,, فقط كانت الدموع
وتركتها لتبكي وتركت دموعي حرة فصغيرتي حبيبتي كانت مثلي تبحث عني وتشتاقني مثلما فعلت طوال عمري منذ أن رأيتها
فرح/عارف كنت مسمياك ايه. مديري الوسيم

أدم/ممكن بقي تديني ايديك
فرح/ليه
أدم /مددت يدي بالعلبة التي فيها الخاتم
فقالت لي الخاتم ده كنت جايبه لمين؟
أدم /ليك طبعا وعلي فكرة انا سيبته في العربية عشان أشوف رأيك فيه يوم ما قررت انك تيجي الفيلا كنت قررت اني خلاص مش هتكوني لحد غيري
نزلت أجيبه واشتريته وكنت عاوزك تلبسيه وتشوفي اذا كان علي مقاسك بس انت فاجيأتيني بردك وكلامك واني مهمل وبنسي حاجات مهمة في العربية كنت هخليك تقيسيه وبعدين أأقدمهوللك نسيتيني بصراحة كنت عاوز منك ايه
ولما ما عرفتش وديته للمحل تاني يكتبلي عليه وقلت أنا وحظي
فرح/وايه اللي عرفك اني كنت هلبسه
أدم أهي محاولة وخلاص وريني ايدك بقي
فرح/مكسورة
أدم/ وبنظرة لوم سحبت يدها السليمة ووضعت خاتمي في اصبعها والي الأبد ياصغيرتي

يتبع

من تكون ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن