الفصل الرابع والعشرون
هدير/ادم متسيبنيش انا تعبانة انا هموت
أدم/كان جالسا في اخر الغرفة سمع همساتها اقترب قليلا بعدما أوصي صديقه أن يبقي معه وأخبر حارس البناية أنها مريضة وأنها قريبته من مصر وسوف يعتني بها
أدم/أنا موجود ياهدير متخافيش شدي حيللك بقي كده وقومي حاولي تاكلي حاجة
هدير/معلش ياأدم أنا تعبتك معايا تقدر تمشي انت
أدم/ولا تعب ولاحاجة عيب كده وبعدين انا مش همشي غير لما اطمن عليك واشوف مبتاكليش ليه وتخلي باللك من نفسك
هدير /وتتساقط دموعها ويعلو بكاءها من فضللك مشي من هنا
أدم/طيب علي الاقل قومي كلي وخدي الدوا
ويعلو بكاءها لتقول أدم أنا ........... طيب خلاص انا هاكل عشان تمشي
أدم/علي فكرة لو قلقانة من وجودي هنا وده حقك ففيه واحد صاحبي قاعد بره
وحارس البناية كمان عرفته انك قريبتي وانك تعبانة واني معاك لحد ما تخفي دا غير ان عامر معايا علي التليفون كل شوية وكلمت مامتك وهما مستنيين يطمنوا عليك
هدير/لأ طبعا ياأدم انا عمري ما أقلق من وجودك جنبي انت عارف انت عندي ايه
ادم/طيب أنا هطلبلك عامر وهروح اسخن الأكل شوية عشان أجيبهوللك
استدار ادم وغادر الغرفة لتتمتم صاحبك بره وايه يعني المهم انا وانت لوحدينا والايام جايا ياأدم معلش انا سيبتك للعبتك الصغيرة كفايا وايه يعني بتحبها ماانت كمان ممكن تحبني
ولا انت نسيت انك خطبتني وكنت علي استعداد تتجوزني في يوم من الايام
أدم/ماهذه الورطة لم أتحدث مع حبيبتي منذ ساعات أشعر أني أختنق الان وللمرة الثانية في يوم واحد ارتفع ضغطي
أمسكت التليفون واتصلت عليها كم كانت راسي تؤلمني
أدم/فرح أنا عاوز أقوللك علي حاجة
فرح/خير ياحبيبي ومال صوتك انت كويس
ادم/كويس بس عندي شوية صداع المهم هدير هنا
فرح/هنا فين
ادم/في امريكا
فرح/طيب وايه المشكلة ياحبيبي
ادم/هي فعلا مشكلة علي الاقل بالنسبة ليا انت عارفة ان عامر مقصرش معايا من يوم ماعرفته وانا مقدرش اعرف انها تعبانة وما اكون معاها
فرح/وماله يا ادم روح ياحبيبي اطمن عليها بس هي عندك بتعمل ايه
ادم/ هي بقالها فترة هنا جت تكمل دراستها وانا معرفش غير امبارح لما عامر قالي انها تعبانة وأنا عندها دلوقتي
فرح/عندها طيب ماشي وتنتابها نوبة غثيان فتتعجل بانهاء المكالمة وقد شعر ادم بما حدث فأنهي المكالمة واتصل علي خالد
أدم/خالد فرح عاملة ايه وايه الحالة اللي هي فيها دي اوعي تكون تعبانة ومخبي عني
خالد/ايه اللي حصل ياأدم
أدم/كل لما أكلمها تقفل معايا وتقريبا مبتكملش دقيقتين وتدخل الحمام أنا عارف الحمل صعب بس ما تكون تعبانة وحالتها خطر
انا خلاص تقريبا بخلص الشغل وفي وقت قياسي مش عارف انا خلصته ازاي بس الحمد لله كلها فترة بسيطة وارجع
خالد/متقلقش ياأدم احنا معاها كل يوم تقريبا يا أنا يايوسف كل يوم بنشوفها والحمد لله الاوضاع ماشية تمام هي ممكن بس والله مش عارف أقوللك ايه
أدم/قول ياخالد
خالد/أنا شايف انها لو في المستشفي هيبقي حالها افضل وهتلاقي عناية اكتر بس لما توصل للسادس علي الاقل
أدم/طيب ياخالد اعمل اللي تشوفه
وانت أرجوك خلي باللك منها أنا مش عارف ايه اللي أنا فيه ده بس بجد أنا تعبان وخلاص فاضلي شوية وأتجنن
مراتي تعبانة وأنا بسخن الأكل لهدير ويحكي لخالد ما حدث
خالد/خلي باللك ياأدم بس يعني حاول ما تكون معاها كتير انت عارف لو واحدة تانية كان الموقف هيبقي عادي بس دي كانت خطيبتك وانت فاهم أنا قصدي ايه
أدم/فاهم ياخالد وأنا قلت لفرح بس حاسس انها اتضايقت بس يوم ولا حاجة تقدر تقوم من السرير وهيبقي السؤال علي أضيق الحدود بس انت عارف ما أقدرش أتأخر عن عامر ومرات أبويا برضه
خالد/ربنا معاك ياادم خلي باللك من نفسك وربنا يقوم فرح بالسلامة
فرح/لم أبكي في حياتي مثلما بكيت اليوم أشعر أن أجلي قد حل
وأشعر أني سأترك أدم وابنتي مع من هدير تللك التي لم تتحمل أولاد عمتها
لقد أخبرتني جدة أدم با لسبب الذي جعل أدم يخطبها وهو أنه قد وجدها الزوجة المناسبة ربما هو أحبني وربما الان يعشقني وقد فكر أنه كيف لي أن أتحمل أو أقبل برعاية اخوته وأنه أصبح مسئولا عنهم
وربما خطب هدير وندم ولكن حبيبي لمن أترككم أرجوك يارب احفظه وابعد شرها عن مديري الوسيم وزوجي وأبو ابنتي لأفيق علي وجود عامر في غرفتي وقد صعد وكان يجلس بجانبي قال لي أنه سمع بكائي وقلق أن يكون حدث لي شيء
كنت جالسة علي الكرسي وربما بعد أن دخلت كريمة ولم أسمعها نادته
أحضرت لنا العصير ولا أدري كيف وقع الكوب علي قميصه ورأيت قميصه قد أفسد تماما
ما هذا الدوار الذي يكتنفني الان اشعر أن روحي تحترق
عامر/همشي ازاي كده أنا عندي اجتماع مهم ومش هلحق أروح أغير
كريمة/ست فرح ممكن حضرتك أخد القميص وأغسله
عامر/مش هلحق أنا قلت أعدي أطمن عليك يافرح وألحق الاجتماع
فرح/جاءتني فكرة أن هناك بعض القمصان لأدم فقلت لكريمة أحضري واحدا ونزلت ولا أدري متي انصرف
فرح/تتصل بمساعديها في الشركة اللذين أبلغوها أن العمل يحتاجها وأن العمل الذي بدأته في الشركة قد بدأ يأتي ثماره وحرصت علي متابعته والاجتماع بهم في المرسم
وان كان العمل تحت ادارتها وخاص بها كما طلب أدم الا أنه كان عملا ناجحا وله أصداء كبيرة وبرغم أن هذا العمل لها فقط ولمساعديها بعيدا عن العمل الأساسي في الشركة الا أنه قد يصل بالشركة الي بعد أخر خاصة وأن فرح قد ابتكرت كثير من الوسائل التي تعين المرأة علي أداء عملها في المطبخ وجعل وقت الطبخ وقتا ممتعا
كم كان في عملها وانشغالها به فرصة لها لابعاد هذا القلب المرهق من شدة الاشتياق عن التفكير بأدم
يمر شهران اخران وصلت فرح للشهر السادس ليأتي يوسف لزيارتها ولم يجد مانعا منها لنقلها الي المستشفي وقد بلغ بها التعب مبلغه حتي انها بكت وطلبت أن يأتي لها أدم لتعود فتتراجع بعد أن هدأت الامها قليلا
عامر بدأ يخطط في الجانب الاخر ولم يكن توقف عن التخطيط بتدمير أعمال الشركة في مصر وقد بدأ عمله يأخذ نتيجة فتراجعت مبيعات الشركة الخاصة به
في حين أعمال فرح وحرص مساعديها علي الوقوف بجانبها في محنتها وهي قد اختارتهم من المصممين المبتدأين اللذين يملكون حسا فنيا ورغبة في النجاح وفي استمرار العمل في تقدم وأكثر
الا أنه وقبل انتقال فرح الي المستشفي قد حدث أمرما في المرسم لا أدري كيف سيكون رد فعل العاشق ان علم به ولم تكن تدري عنه شيء لألامها الشديدة التي عصفت بها في الفترة الاخيرة أو لم تتخيل أن انسكاب كوب العصير علي قميص عامر سيسبب لها الألم في يوم من الأيام
هدير في أمريكا تحرص علي استمالة ادم اليها بكل مكر واغراء الانثي وذكاء المرأة فهي وان كانت بعيدة عنه فاشتياقها في رسالة ترسلها اليه وفي بوكيه ورد وفي تيشرت هدية وفي وجبة افطار في محل عمله وفي دخول عليه في غرفة نومه وهو نائم
حاصرته وكانت محاصرات بسيطة وموجهة لن يلتفت لها عاشق لصغيرته ولكنها محاولة هادئة لامرأة تعرف كيف تخطط لاستمالة رجل وايقاعه في شباكها كما الصياد يلقي بقطع الخبز واحدة تلو الأخري لتلتقطها الفريسة لتقع في الشباك
عامر/كده كويس قوي ياهدير وأنا كده عملت اللي أنا عاوزة وبس هو يرجع مصر أكيد هيلاقي مفاجأت أعتقد كده حقك رجعللك
هدير/عملت اللي قولتلي عليه
عامر/بالحرف طبعا انت عارفة أخوكي
هدير/مستنياك ياحبيبي وخلي البشمهندس يفرح بقي باللي حصل وبالست هانم
خالد/ادم عاوز أقوللك علي حاجة وياريت تقدر او تتماسك مش عارف بصراحة..................
أدم/قول ياخالد
خالد/فرح كويسة بس احنا نقلناها مستشفي و......وانقطع الخط
بعد ساعات كان في مطار القاهرة وفي استقباله السائق بسيارته
أدم/نفس المستششفي
خالد/أدم بقالي ساعات بتصل عليك
أدم/هي فين
خالد/ وقد علم بأن أدم عاد اليها يمليه العنوان ليذهب اليها
أدم /توقف الان عقلي وأنا بالفعل انسان غاضب من كل شيء ذهبت الي أمريكا في رحلة العمل وفاء لصديق ساعدني في بداية حياتي رأي في ما أنا عليه الان قال لي ذات مرة ونحن في مصر أنا أجدك فنانا شرقيا وأتمني أن تصمم بيتي وتضع فيه لمساتك الشرقية كنت اتابع المصممين طوال خمس سنوات في بناء هذا المنزل أو هذا الصرح المعماري لأحد صانعي المال في أمريكا
لتقوم تللك التحفة الفنية وأذهب طوال اربعة شهور بعيدا عن حبيبتي عن صغيرتي كم اشعر أني وفيت دين صديقي الذي تركته الان يعد منزله لاكبر لقاء في صحف العالم الخاصة بامنازل شهرة وليتركني أوقع علي باب المنزل بكلمة من تصميم المهندس المصري أدم كامل..
ربما كان حدثا كبيرا ونجاحا عظيما ولكن ما المقابل أشعر بالغضب من نفسي الان وعلها تسامحني اني لم أكن معها
خالد/سامحيني يافرح بس هو عمره ماهيسيبك واستعدي بقي لأي كلمة يقولها والحقيقة أنا نفسي اختفي من قدامه دلوقتي
فرح/وبابتسامة واهنة مستعدة لأي حاجة بس أشوف بنتي والحمد لله انه رجع وأسفة لأي حاجة ممكن يقولها بس بلاش تقولوا عشان خاطري
خالد/فرح
فرح/أولد الاول وأشوف بنتي وهعمل كل اللي تقول عليه وتتساقط دموعها
خالد/ولا يهمك خلاص اللي انت عاوزاه
فرح/أكد علي يوسف لو سمحت
خالد/بايماءة من رأسه حاضر
أدم /يفتح الباب لتقع عينه عليها وقد كانت حاللته أسوأ منها بكثير وربما من يراه يظنه قد فقد عزيزا أو أوشك أن يفقده
اقترب منها ملقيا نظرة نارية علي خالد الذي تتطلع للأرض واستدار خارجا من الغرفة مغلقا الباب
ليأخذها بين يديه في شوق جارف وتفكير عاصف وارتفاع لضغط دمه لم يجد له أبدا طريقا للتركيز سوي في هذا الجسد المنهك بين يديه والدموع التي لن يوقفها ولا ايتسامات العالم أجمع
شوق لصغيرة أنهكها الشوق ولصغيرة يلوم نفسه أنه لم يكن معها ولحب قد وعده أنه معه للأبد
شوق لفرح زوجته
أدم/وقد خنقته العبرات
فرح/ لتتمتم من بين يديه انا كويسة بس أعمل ايه في بنتك مش عاوزة تيجي غير لما تقلقنا كلنا جنبها
ويبكي بين يديها أو هي بين يديه فالجسدان قد الغيا وجودهما وصارا جسدا واحدا مشتاقا متألما عاشقا محبا هو كان يحتاجها في حياته دواء لجسده وروحه أما الأن فصار يتنشق عبيرها لتحيا روحه
وانتهت المسافة لتتحول الي صراع صراع في قلبه للارتواء من عشق من يدري كيف بعد اللقاء يكون الهجر
وكيف ان اجتمعت الدنيا لتنال من انسان تاخذ وبقسوة
ولكن لا يعنينا الان الا أن نستمع لنداء القلب عندما يعلن الحب وليقول حبيبتي أنا الأن ....معك
وماذا ان كان اللقاء
بعد الفراق
وماذا ان كان الحب
ألم واشتياق
وماذا ان كان بعد الهجر
حب ورواء
كم أعشق عينيك التي
حار في وصفها الشعراء
ولن يبلغوا مقدار حبي لامرأة
هواها القلب المسافر والمقيم
دعيني صغيرتي وعشقي الاليم
دعي قلبا يستقي من وجودك الحب الرحيم
ودعي أنفاسي تتلذذ من عبيرك المستكين
وأنا ان كنت غبت فغيابي ليس لسنين
ولن يكون حبيبتي
فأنا الأن معك
والي اخر السنين
عاشق وكفي
يتبع