الفصل الثاني عشر
ذهبت الي الشركة ووصل صديقي العزيز عامر وقد كان يعمل معي في الشركة منذ ان أسستها وبرغم انفصالي عن هدير الا أننا ما زلنا أصدقاء فهو أيضا كان يعلم عن حبي السري وعندماأخبرته أنها فرح جزن في البداية أو هكذا ظننت ولكني أرجعت ذللك الي حزنه علي أخته ولكنه دعا لي بخير وقد تعجب كثيرا يوم أن خطبت هدير أو طلبت يدها ولكنه قد تناسي ولو قليلا غرامي بمحبوبتي واعتقد أني فكرت كثيرا قبل أن أخطب هدير وربما حاول أن يثنيني قليلا عن طلب يد أخته الا أنه قد شاءت الظروف أن أخطبها في ذللك الوقت
أنهينا بعض الاعمال العالقة واتصلت علي جدتي وزوجة أبي لأننا سنذهب لمقابلة عم فرح عندها في البيت وبعد أن اتصلت علي فرح وأخبرتها أننا سنصل في الساعة السابعة توجهت الي الفيلا لأستبدل ملابسي ولا اعلم لما شعرت ولأول مرة أن فرح يمكن أن تكون في يوم بعيدة عني وأنه ربما يكون هناك من يبعدها عني
كانت جدتي وزوجة أبي جاهزتان وفي انتظاري لنذهب الي صغيرتي
جدتي/بسم الله ما شاء الله ألف مبروك ياحبيبي ياه أخيرا جه اليوم وشوفتك عريس ياروح قلبي
أدم/تسلميلي ياستي يارب وربنا يخليك ليا وما يحرمني منك أبدا وتشيلي أدم الصغير بقي
أمال/ان شاء الله ياأدم ألف مبروك ياابني وربنا يوفقكم وووووووووووو
أدم/ويشفي فرح يا أمي ان شاء الله وعقبال ما تفرحي باخواتي وأشوفهم أنا كمان أحلي عرايس وعرسان
وكتمت الألم في صدري فمنذ اليوم سأحرص علي سعادة فرح وأن تكون البسمة دائما علي شفتيها
ذهبنا الي بيت محبوبتي ووصلنا في الميعاد المحدد
فرح/امتلأ المنزل ولأول مرة في حياتي بهذا الجمع الجميل لقد جاء عمي وابنه يوسف واكتشفت ابنة عمي بسمة وكم كانت دهشتي عندما علمت أن أبي من أسماها وقد قال لعمي لدي فرح وأنت ياعلي لديك بسمة وسيملأن حياتنا فرح وبسمة
وقد كانت تكبرني بعام واحد ومتزوجة ولديها ابنة اسمها جني وقد حضرت معها
جاءوا منذ الصباح بعد انصراف ادم حبيبي
أما يوسف فقد كان يكبرنا بأعوام قليلة وهو طبيب مخ وأعصاب مشهور وقد تزوج مرة وانفصل عن زوجته لانشغاله بعمله وأبحاثه ودراسته مما عجل بانفصاله اخبرني ربما عرسي سيجعله يفكر مرة أخري في الزواج
جلسنا كثيرا وحكينا كثيرا وبكينا أكثر فقد أخبرني عمي أنه كان يحب أبي كثيرا وبان أبي قد غادر الي القاهرة بدون رضا جدي وأن جدي رحمه الله كان يريد أبناؤه بجانبه ولكن طموح والدي قد منعه من أن يكمل في قريته مشوار حياته القصير وبعد وفاته وانشغال أمي بي وبعملها وتربيتي قلت العلاقات وبرغم سؤاله المحدود عنا في الفترة الأخيرة الا أني قد سعدت بهم جدا وشعرت أني وسط عائلتي فعلا وسعادتي ستكتمل بأدم حبيب عمري
بسمة/تعرفي انك حلوة قوي يافرح وطيبة قوي انا كنت فاكراك هتبقي زي بنات المدينة أو معظمهم يعني المتكبرين واللي واخدين في نفسهم مقلب كبير
فرح/أنا بقي اللي مبسوطة أكتر اني عرفتك وعرفت جني العسولة دي ويارب نفضل علي اتصال دايما
بسمة/ اكيد طبعا وخصوصا بعد ما يوسف نقل شغله هنا أو اتنقل لأكبر مستشفي في القاهرة وأكيد هنبقي نيجي نزورك ونزوره دايما وعندما أخبرتها بسمة عن اسم المستشفي تفاجأت كثيرا فقد كانت نفس المستشفي التي يعمل بها خالد والتي أجرت فحوصاتها فيها
بسمة/يلا بقي هتلبسي ايه
فرح/هلبس الفستان ده
بسمة /الله لونه حلو قوي وهيبقي عليك أحلي
بس قوليلي بقي هتلبسي الفستان ده ازاي دلوقتي وايدك
فرح/هلبسه يعني هلبسه دا أنا شارياه من زمان قوي عشان المناسبة دي ومش هتصدقي لو قولتللك اني ما قسته من يومها بس لو فيه ايه هلبسه برضه
بسمة/ طيب يلا أنا هخرج أستني العريس لحد ما تلبسي وهاجي أحطللك شوية ميكب خفيف كده ألا هو اسمه ايه يافروحة
فرح/أدم مديري ال وتضحك فرح فكم كانت سعادتها كبيرة لدرجة أن ايتسامتها أخبرت الكثير والكثير والكثير
ارتدت فرح الفستان وكأنه قد صنع خصيصا لها حضرت بسمة والحاجة فاطمة وظلوا يغنون ويرقصون حتي سمعوا صوت الجرس فصمتوا في سعادة
الحاجة فاطمة/انتو اقعدوا هنا ولما أنادي علي فرح تيجي وتقدمي القهوة وتقعدي شوية وتقومي
ضحكت فرح وبسمة كثيرا حتي دمعت عيناهم
فرح/طيب عاوزة أشوف العريس ياخالتي مشوفتوش من الصبح عشان خاطري ياخالتي أشوفه بس
الحاجة فاطمة/بنت بقوللك ايه سته وأمه معاه مينفعش ايه تشوفيه دي اصبري ياحبيبتي وتدخلي تسلمي كده علي الحاجة الاول وبعدين أمه بطلي الهزاروالضحك بتاعك ده.... وتصمت ثم تضحك وتحتضن فرح سيبيني يافرح أمارس أمومتي معاك بقي لحسن ما عملتش كده من يوم ما بنتي اتجوزت ياه كانت أيام
تعاود الفتاتات الضحك وتجلسان في انتظار أن تنادي عليهم الحاجة فاطمة وكريمة علي استعداد لصنع القهوة
الا أن فرح قد تسللت ونظرت الي أدم او اطمان قلبها قليلا وقد تلاقت اعينهم في سعادة وفرحة وعادت الي غرفتها
لتفأجا فرح بتللك الرسالة من أدم/ هو التحقيق ده هيخلص امتي عاوز أشوفك بقي ما أنا قلت جواز علطول ما سمعتيش كلامي
دا أنا لو بقدم في الحربية مش هيعملوا فيا كده
وحشتيني
تري فرح الرسالة لبسمة وتضحك الفتاتان كثيرا فكم كانت سعادة فرح كبيرة
بعد فترة جاء ت الحجة فاطمة وأخبرتها أن جدة العريس تريد أن تراها وجهزت كريمة القهوة لتأخذها فرح كما العادات وتناسوا أن ذراع فرح مكسورة فأدخلتها كريمة بعد أن ضحكت فرح والحاجة فاطمة وبسمة
دخلت فرح الي غرفة الصالون تتقدمها الحاجة فاطمة التي قالت سلمي علي جدة أدم يافرح ومامته
فرح/سلمت علي جدة أدم وعلي زوجة أبيه
جدة أدم/ما شاء الله يافرح اسم علي مسمي ياحبيبتي ربنا يوفقكم ويفرح قلبكم يارب وألف سلامة علي دراعك واعذرينا ياحبيبتي
أمال/ربنا يتمم علي خير ياعروسة ما شاء الله ياأدم زي القمر
فرح/شكرا ياستي والله يبارك فيك والحمد لله دراعي بقي كويس شوية
ونظرت الي زوجة ابيه وقالت تسلمي حضرتك وعقبال الولاد ان شاء الله
وقف أدم عندما رأها وسعادته أكبر من أن توصف فلقد وافق عمها علي الخطبة دون اعتراض بعد أن سمع عنه من فرح وبعد تللك المقابلة القصيرة الا أنه لم يجد ما يعيبه جلست فرح بجانب جدة أدم وفي الجهة الثانية حبيبها ومديرها وأمير أحلامها بعد أن نظرت وابتسمت عيناها له وقد أسرتها عيناه منذ اللحظة الأولي التي رأته فيها وطالت النظرات ولم تعد تستطيع الشعور بمن حولها وكانها قد غابت في عالم من السعادة الجميل وهو وقد فقد الاحساس بالزمن والوقت للحظة يتراءي له مستقبل لا يعرف عنه شيء وليس كما خطط له منذ البداية الا أنه قد شعر بالسعادة التي طالما حلم بها وكم كانت نظراتهم تحكي الكثير والكثير
عم فرح /الف مبروك يافرح وان شاء الله ربنا يكمل ليكم علي خير أدم مصر انه يكتب الكتاب علطول يشوف هو هيبقي جاهز امتي واحنا موجودين ياحبيبتي لو ما عندكيش مانع
أدم/وقد تكلم بسرعة دلوقتي
عمها/ دلوقتي كده علطول
أدم/انا قولت لحضرتك ياعمي اني عاوز الفرح دلوقتي بس لما دراع فرح يخف انما كتب الكتاب المأذون جاهز ومستنينا زي ماقلت لحضرتك في التليفون
عم فرح/خلاص ياابني لو فرح موافقة يبقي نتوكل علي الله قلت ايه يافرح
فرح/اللي تشوفوه
جدة أدم/ ألف مبروك يافرح وربنا يفرح قلبك ياأدم يارب
فرح/الله يبارك فيك ياستي
أدم/خلاص أنا هتصل عليه وبالفعل يتصل علي خالد ليحضر المأذون الذي وصل بعد قليل ليكتب الكتاب
وصل المأذون وقد قامت فرح والحاجة فاطمة وجدة خالد وأمه وبسمة وانتقلوا الي غرفة أخري وبقي الرجال معا للاتفاق علي كل شيء
أرسل لها رسالته الثانية:
ولو كان العشق رسولا لأرسلته الي عينيك
ولا مس بحب شفتيك
وأخبرك عني أني في حبك متيم
وفي غرامك أسير بحبك
فرح/أرسلت له:
يكفيني غرام في قلبي بك تعدي الحدود
وبك ياقدري ملكت الوجود
وبيننا مسافات
وبعد لحظات
تنتهي القيود
ليصير قلبي وروحي مللكك
وقد كانوا منذ بداية الوجود
أهواك
وفي انتظارك سيكون الخلود
تم كتب الكتاب وتعالت المباركات والتهنئات وعلت الضحكات والابتسامات وارتبط القلبان برباط أبدي من العشق الممزوج بنقاوة الأمل والغرام
انتهي الفراق وصار اجتماع العشاق وكتب القلب علي جدرانه أن الصدفة ربما تكون خير من ألف ميعاد وأن في الحياة تقديرات قد تفوق أحلامنا جموحا ولكن ارادة الله أقوي وأعظم
ترك الجميع العروسان قليلا مع بعضهم لينعم كل منهم بالاخر في صمت كم هي جميلة لغة العيون بينهم كم هي رائعة تللك اللحظات التي تصبح فيها نظرات العشق والغرام أقوي من كل كلمات اللغة تتذكر فرح كل أحلامها كل ألامها كل دموعها ويتذكر أدم حبه السري واللحظة التي تمناها كثيرا ويعزف القلب أجمل التغريدات
اجتمع اليوم قلبي وقلبك يافرح قلبي وعمري
اقترب أدم منها وجلس بجانبها وأدار وجهها اليه ورفع يدها الي فمه وبقبلة رقيقة عليها شعرت فرح بكل حب العالم في قلبها
أدم/مبروك يافرح
فرح:وقد ارتسم الخجل ألوانا علي كل خلية من جسدها مما زادها جمالا ورقة
الله يبارك فيك ياأدم
أدم/أدم بس
فرح وقد سحبت يدها ونظرت تللك النظرة التي جعلته يقف وينظر الي الجهة الأخري لتدمع عيناه قليلا وهو يتذكر المها المحتمل أو مرضها والتفت مرة اخري
ليطيل النظر اليها ويقترب ليأخذها بين ذراعيه جعلت فرح دموعها حرة فاشتياقها اليه قد فاق كل الحدود
همس لها بحبك
فرح /ولأول مرة تقولها بكل حب ووضزح وأنا كمان بحبك ياأدم
تركها أدم ولم يشأ ذللك ليقول لها أنا هنادي الجماعة بقي وبقبلة علي جبينها تركها لتسترد أنفاسا هي تعلم أنها قد سلبت منها منذ ان رأته منذ سنوات
جاء الجميع وقد حضروا عشاءا اجتمعوا ولأول مرة كعائلة وكم كانت سعادة فرح كبيرة فهي ولأول مرة في حياتها تجلس في بيتها وتشعر بتللك السعادة الرائعة
تحدث الجميع وتفاجأ خالد وأدم بمهنة يوسف وقد قال خالد/
معقول انت الدكتور يوسف اللي هتشتغل معانا ياه سبحان الله وكمان تطلع ابن عم فرح
يوسف/فعلا أنا اتفاجأت برضه لما عرفت انك دكتور وقلت أسئللك كده عن المستشفي اللي بتشتغل فيها مكنش في دماغي انها نفس المستشفي اللي هشتغل فيها
خالد/هتنورنا أكيد يادكتور كلنا في انتظارك وسمعنا عنك كل خير
يوسف/وانا يشرفني اني أشتغل مع كادر بالكفاءة دي يادكتور
أدم/هو تخصصك ايه يادكتور
فرح /وقد جعلت قلب ادم ينهار في لحظة / مخ وأعصاب
وأكمل يوسف عن تخصصه الخاص بالأورام جاعلا أدم في حالة من اللاوعي والرغبة في انهاء حياته والغضب الذي كتمه منذ أيام أوشك علي الانفجار
ولكنه أمسك يد فرح بجانبه والتفت اليها وابتسامة علي شفتيه وهو يقول بحبكيتبع