الفصل الثامن عشر
فرح/كيف جمعنا القدر وكيف جمعتنا الصدفة وكيف حافظ قلبي علي نفسه من أجله من أجل مديري الوسيم حبيبي من عوضني الله به بعد هذا الزمن فقدت ابي وأمي وتركني الله له
أدم
أدم/نعم ياروح أدم
فرح/هو أنا لو فضلت أاقوللك بحبك هتزهق مني
أدم/هههههه لا يافرح مش هزهق قوليها انت بس وهتشوفي هعمل ايه
فرح/بحبك
ليجذبها اليه ويغيبا معا في عالم من السعادة المحبب
سافرا معا الي باريس وقد استأجر أدم مكانا رقيقا في الريف الفرنسي بعيدا عن صخب المدينة مكانا يصلح لعاشقان لا يرغبان سوي في الوحدة والعزلة عن العالم وعن الوجود
حبيبتي
يامن بها اكتمل الوجود
وصار حبي في خلود
أهواك زهرا يملأ قلبي ورود
وحبا يروي ظمأي للحياة وللبقاء
كم أتمني أن أظل ساكنا في عيناك
لتغلقي جفونك علي الي المساء
وأستيقظ بين عبير شفتيك الوردي
لأهبك حبا وعشقا في غرامك أبدي
وأصحو من نومي
لألتمس في دفء عينيك حياة
حياة معك وبك أيتها الأميرة
علي عرش قلبي الزهري
فرح/أجمل مكان ممكن نروح فيه شوفت صاحبة البيت بتقول ايه عليا زي الاميرات
أدم/امممممممم حبيبتي أصابها الغرور
فرح/طبعا لازم أبقي مغرورة بيك وفيك وبعنيك هو انت مش حاسس بده
قلبي وبيموت فيك
عيني وبتعشق عنيك
ونومي بين ايديك
مديري الوسيم ومعايا لأخر العمر
مبقاش مغرورة ازاي يعني
وتتوالي الضحكات وتكثر البسمات ليرسمها من جديد وهي في المطبخ تطهو له وتصنع له كيكة الحب تللك الكيكة الوردية علي شكل قلب المغلفة بعجينة السكر الحمراء والمنثور عليها بعض السكر الملون لتلمع تللك الكيكة وتتناثر عليها ورود حمراء ويصورها أدم
كانت تتنقل في المطبخ كالفراشة الرقيقة تضع الدقيق وتقذف بعضه عليه
؟أدم/كده ماشي يافرح
فرح/خلاص
أدم/انا مبسيبش حقي ليقترب منا ويمسك في يده دون أن تراه بعضا من الدقيق ويضعه علي وجهها لتتعالي الضحكات
ويتركها ليعاود الرسم
وتقذف اليه بحبة الفراولة فيلتقطها بين يديه ويذهب اليها ويغمس القطعة في طبق السكر ويتناول نصفها ويعطيها في فمها النصف الأخر
كانت أوقاتهم معا حلم وخيال ضحكات وسعادة مغلفة بهمس العشاق تحدي في حبه قوانين العالم كان لها عاشقا وكانت له عشق السنين
أدم/حبيبتي خلاص لازم نرجع مصر
فرح/لا خلينا شوية كمان
أدم/ليه
فرح/هو ايه اللي ليه انت مش عارف اني هبدأ أغير عليك ووقتك اللي هتقضيه بعيد عني في الشغل ده هتحمله ازاي
أدم/معلش بقي يافرح لازم تتحملي حبيبتي وبعدين أوعدك كل سنة كده أو اجازة مناسبة نسافر نقضي يومين مع بعض ولسه ماروحنا اسكندرية الاجازة اللي جايا هناك
فرح/هو أنا هقول ايه طول ما انا جنبك أنا مبسوطة بس زعلانة هترجع الشغل وتسيبني واكيد هتقعد في الشركة من الصبح لبليل وأنا مش هقدر أتحمل ده
أدم/معلش بقي يافرح حبيبتي أنا بقالي فترة سايب الشركة لعامر لازم أرجع بقي وأستلم شغلي
فرح/خلاص يبقي تيجي تتغدي معانا في الفيلا وتبقي ترجع تاني الشركة
أدم/ماشي يا قمر ويحتضنها ليستعدا للخروج في سهرتهم الأخيرة وقد قامت صاحبة الفندق بحفل بسيط لتوديعهم أعدت فيه فرح كيكة جميلة وبعض المقبلات وقد ساعدتها صاحبة الفندق ونصحتها باعداد كتاب يضم وصفاتها فقد أعجبها الطعام كثيرا
وقد كونت معها فرح صداقة جميلة من أول يوم وصلت فيه أعجبت تللك المرأة بالعاشقان وروت لها فرح قصة حبهم ومعاناتها فتعاطفت معها كثيرا وكم كانت أيام جميلة قضتها فرح مع زوجها في ذللك المكان ليصير مكانهم الثاني المفضل
استعدا أدم وفرح للمغادرة الي مصر في رحلة العودة من شهر العسل وودعا صاحبة الفندق عائدين بالطائرة الي القاهرة
كان في استقبالهم في المطار خالد وعامر وبعد عبارات الترحيب والمباركات صعدا الجميع الي السيارة
وتحت نظرات عامر لفرح التي حملت في فحواها الغيرة أم ؟
اوصلهم خالد وعامر الي الفيلا وكان الجميع في استقبالهم جدة أدم وأمه واخواته جري الفتيان علي أدم بينما الفتاتان ارتمتا في أحضان فرح وبعد جلسة قصيرة طلبت جدة أدم منهما أن يصعدا الي جناحهم والذي خصص لهم ليرتاحا قليلا ويعاودا العودة اليهم لتناول العشاء
لم يتركها أدم لتسترد انفاسها بل حملها الي عالمه ليرتاحا قليلا من عناء السفر وتعاود فرح التطلع الي الغرفة فقد كانت كما تمنت مع أنها لم تختر منها شيء ولكن ذللك اللون العاجي المطعم بالذهبي هو ما أرادته لغرفة زواجها وقد قامت علي مهل لتستكشف غرفة زوجها وعاودت النظر اله وهو نائم لتجد أنه ما من شيء يستحق التفكير فيه وزوجها مديرها الوسيم بجانبها لتجلس بجانبه وتتطلع اليه ليفتح عيناه ويضمها بين يديه ليقول حبيبتي لسه ما نزلت عنيها عني
فرح/لا عمرها ما هتنزلها
اعمل ايه بقي ياحبيبي مش عاوزة أضيع ثانية انت معايا فيها وما تشوفك عيني
أدم وبقبلة رقيقة همس لها ببعض الكلمات التي أذهبت عقلها لتقوم خجلا من بين يديه وتسمع ضحكاته التي تزيد من خجلها أميالا
ابدلا ملابسهم ونزلا الي العائلة المجتمعة لتناول العشاء ولأول مرة في الفيلا يمر اليوم بسلام ليدخل أدم بعدها الي مكتبه وتأتيه فرح بالقهوة التي صنعتها بيدها ليرتشف قليلا منها ويضمها بين يديه ليقول كده مش هقدر اعمل حاجة ولا أكمل شغل ويأخذ بيدها خارجا من الغرفة مغلقا اياها ليصعدا الي غرفتهما
جاء الصباح وقد أيقظ أدم ضوء الشمس المتسلل الي الغرفة ليوقظ فرح
أدم/حبيبتي مش هتصحي بقي
فرح/لأ هفضل نايمة كده جنبك
أدم/بس أنا هروح الشركة
لتفتح فرح عينها وتتلألا فيها الدموع وتقول علطول كده
ادم/ايه مش احنا اتفقنا وبعدين لو عاوزة تيجي معايا قومي البسي
فرح/بجد /وتقوم مسرعة مزيحة الغطاء وتقول خمس دقايق كده وأكون جاهزة وتجري علي الحمام وفي خلال خمس دقائق تقريبا كانت ترتدي ملابسها
أدم/ايه النشاط ده ياست فرح ماشي النهاردة بس مش كل يوم تقوليلي هاجي معاك والكلام ده
فرح/بدلال كده ياأدم ماشي وتقوم لتقترب منه وتغلق له أزرار قميصه خلاص مش هاجي معاك
أدم وهو يمسك يدها ويقبلها خلاص مش رايح ايه يافرح وهو يضمها الي قلبه ارحميني شوية
فرح/وبعبوس هو أنا عملت ايه
أدم وهو يرفع وجهها اليه ايه ياحبيبتي انت مش عارفة ان قربك مني نار وأنا مقدرش علي كده انا قومت النهاردة بالعافية
كان ناقص أجيب وردة وأقعد أقطع ورقها وأقول أروح ما أروحش أروح ما أروحش
فرح/ههههههههههههههههه احنا فيها وتأخذ وردة من جانبها تيجي نشوف الوردة هتقول ايه
أدم/ههههههه أنا نازل دقيقة لو منزلتيش همشي وأسيبك
يخرج من الغرفة ويغلق بابها ليعاود النظر اليها وووويتردد ثانية ينزل بقدمه درجة من السلم ليعود فيعيدها الي مكانها الأول
ما هذا ياأدم فصغيرتك وزوجتك ستصبح شريكتك في العمل امممممممممم ألن تمل وجودها
نهرت عقلي عن تللك الفكرة المستحيلة فمعك يافرح لا أمل وجودي في تللك الحياة بأسرها وسأكون معك ومرافقا للك كظللك هذا ان أردت أيضا وأنا أعلم صغيرتي تشتاقني عيناها حتي في لحظات نومي كم أهواك امرأة مختلفة عن كل نساء الكون
الا أنه يبتسم ويذهب ليسلم علي جدته ويتناول بعض القهوة قبل أن يغادرا
وقبل أن يصل كانت وراءه تقول أنا جاهزة ليلتفت اليها وقد تعجب كيف استطاعت أن تجهز في تللك الثواني المعدودة وتظهر بهذا الجمال والروعة
أخذها بين يديه وقبلها علي جبينها ونظر لها في شوق يلا يافرح
ستي/طيب افطروا الأول
أدم/لم أعد قادرا علي الكلام فمعك يافرح ينتهي المنطق وأردت ان أصرخ بها وأقول لما أنت جميلة هكذا وكيف أحميك من عيون الناس صغيرتي لم هذا البريق في عينيك وتللك الابتسامة الأسرة أشعر يافرح أني أغار من ابتسامتك الأن لما هي قريبة منك ولست أنا
فرح/كانت نظرات مديري الوسيم تربكني كثيرا وقبلته علي جبيني تحت أنظار جدتي وزوجة أبيه تجعلني أنصهر بل وأذوب خجلا مديري الوسيم أحبك كثيرا
أدم/رفقا بقلبي يافرح وضممتها كثيرا وصغيرتي تعلم متي تبقي بين يدي ساكنة لتجعلني أنهار بين يديها وقلبي فقط هو من يتكلم لأمسك يدها ونسير الي المرسم وفي لحظات الجنون أرسمها وقد تحالفت مع اللوحات فصرت كلما أرسمها أجدني قد أتقنت الرسم جيدا وصغيرتي كما الفراشة البرية تطير بين يدي تاركة لجسدي حرية التصرف معها ولا يريد هذا الشهر شهر العسل وصدق من سماه أن ينتهي
أدم/ربما مر شهرين علي زواجي كنت قد استطعت أن أتخلص من جنوني قليلا وأذهب الي العمل وكانت فرح تنتظرني في المرسم لتبدأ رحلتنا في عالم الغرام من جديد كم تفهم حبيبتي في لغة العيون ويكفي مني نظرة لتشبع رغبتي وجنوني في احتواء الفرشاة بين يدي وتتركني لارسمها وقد صار ما خفته وهو ان صارت هوسي وعشقي كما تمنيت دوما
كنا نغادر الي الفيلا ونرتاح قليلا ونطمئن علي اخواتي وعلي سير الاحوال فيها لأعاود الذهاب الي العمل وتمر أيام اخري وشوقي لم يعد يطيق حتي أن تنام وتتركني أعمل
لأخذها معي الي الشركة وكم اكتملت سعادتي وهي امامي وتعمل معي سلمتها ادارة شئون العاملين ومسئوليات مثل استقبال العملاء وادارة مطعم الشركة ولا أكاد أصدق نفسي فرح قد أشاعت جوا من الفرح في الشركة كان الكل يتسابقون من أجل تلبية رغباتها حتي النساء وبرغم أنهن قد أتقن وضع الزينة علي وجوههن الا أني لم أعد أري في عينيها سوي ملامح الغيرة من أي انثي تقترب من مكتبي حتي وان كانت منيرة مديرة مكتبي ذات الخمسة والأربعين من العمر لتشبع صغيرتي غرورا بداخلي وتشعرني أنها لي وأنني لا أجروء حتي علي النظر لغيرها وكم كانت واثقة من نفسها ولن أجرح ثقتها أبدا
عكفت أيضا علي استثمار وقتها في انهاء رسالتها الحقيقة كان لها الف مهمة ومهمة وبرغم انشغالي في أوقات كثيرة عن التفكير بها الا أن البسمة لم تفارقني أبدا ويدي ان طالتها وكنا وحدنا طاوعتني لأروي ظمأي ولهيب قلبي من عشق ليس فقط مغرم بها بل ومتيم في حبها
يتبع