الفصل الثامن
أدم/عدت الي الشركة بعد انصرافي من بيت صغيرتي وقررت العمل ليلا فلقد هرب من عيني النوم كانت الصغيرة في بالي أفكر فيها وفي كلماتها هي أيضا تحبني نعم فقد تخلت عن حذرها وصرحت عيناها بحبي أه ياملاكي الصغير أكنت تريدين أن أبتعد عنك وأنت تشتاقين الي ليتني معك في كل لحظة
أنهيت بعض الأعمال والتي طلبت بعض الموظفين ليلا ليفعلوها وأتممت بعض الأمور العالقة في الشركة وتفاجأت بأمور كثيرة لم أستطع أن أشغل بالي بها ربما يكون هناك بعض المشاكل ولكن عقلي لا يسعها الان سأنتظر حتي أعرف نتيجة الكشف علي صغيرتي وبعدها أتفرغ لتللك المشاكل ولكني اتصلت علي عامر صديقي وأخو هدير وقد كان يعمل في قسم من أقسام الشركة ليتابع تللك الأمور
واستعددت للعودة الي الفيلا لم اشأ أن أنام هناك اليوم فقررت الذهاب الي مرسمي والنوم هناك كم أتمني أن أبقي قريبا منها الي الأبد
أمسكت التليفون واتصلت علي جدتي نظرت فإذا عشرون مكالمة من هدير وكنت قد وضعت موبايلي علي الصامت فلم أرد أن يعطلني أحد عن عملي فلم أتصل بها فلي معها تصرف أخر واتصلت علي جدتي
جدتي/أزيك ياادم ايه ياحبيبي كل ده في الشركة
أدم/معلش يا ستي مشغول شوية فيه حاجة
جدتي/انت عرفت ان هدير جابت هدومها وهتقعد في الفيلا معانا يومين زي ما بتقول
أدم/تقعد معانا ازاي يعني يا ستي لأ طبعا معرفش وهو ايه اللي خلاها تعمل كده دي مكنتش طايقة الفيلا دلوقتي جايبه هدومها وعاوزة تقعد فيها
جدتي/معرفش والله ياأدم دي جتي اول لما جات مرات ابوك قالتلي ان هدير عاوزة تاخد علي جو الفيلا كده قبل ما تتجوزوا
أدم/طيب ياستي أنا هشوف الموضوع ده بعدين أنا تعبان ومرهق أنا قلت أعرفك اني هبات بره النهاردة
الأولاد كويسين
جدتي /أيوه ياحبيبي الحمد لله
أدم/معلش ياستي خلي باللك منهم
جدتي/في عنيا ياحبيبي خلي بالك انت من نفسك وحاول ترتاح شوية
وفرح عاملة ايه النهاردة أنا عاوزة أكلمها وأطمن عليها
هي بخير الحمد لله وهبقي أديك رقمها ياستي لما أجي بكرة تصبحي علي خير
جدتي/وانت من أهل الخير ياحبيبي مع السلامة
أدم/أغلقت التليفون وخرجت من الشركة وركبت السيارة وذهبت الي مرسمي تلمست الطريق الي سريري هناك ونظرت الي صور محبوبتي التي تحيط بي من كل مكان وارحت جسدي علي السرير وقبل أن أنام أردت أن أسمع صوتها ربما تكون استيقظت الان
فرح/ازيك يابشمهندس
ادم/ازيك انت ياااااااااااااااااااا حبيبتي
فرح/الحمد لله وفي عقلي استدركت أنه قال حبيبتي أه من ذللك المدير الوسيم كم تخرج من فمه الكلمات وكأنها قد خلقت له وله فقط تللك الكلمة لها فعل السحر في قلب كل عاشق
أدم /ايدك عاملة ايه
فرح/الحمد لله
أدم/بكرة هعدي عليك عشان نروح المستشفي عند الدكتور خالد ونعمل الفحوصات اللي طلبها
فرح/مفيش داعي تتعب نفسك يا بشنهندس أنا عارفة العنوان هطلب تاكسي وأروح
أدم/حبيبتي لما أقول هعدي عليك يبقي تقولي حاضر
فرح/لأ مش هقول
أدم/أخدتي الدوا
فرح/وقد عرفت أنه ايضا لن يتراجع عن كلمته فقررت إغاظته أكثر
أدم/لأ ما أخدتوش وانت ملكش دعوة بيا وووووووووووسمعت صوت إغلاق التليفون
ماشي ياأدم بتقفل التليفون في وشي وأنا أصلا اللي سمحتللك بكده انت فاكرني مين تقولي بحبك أجري علطول أقوللك وأنا كمان وتقولي هاجي أوديك المستشفي هقوللك حاضر
أنا عارفه طبعك بس أنا كمان عقلي أصغر من عقللك ومش واخدة الدوا... هه
ودخلت الي المطبخ فقد شعرت أني لم أكل منذ سنوات إنه يستفزني ذلك المدير الوسيم
بدأت في اعداد الطعام مع كريمة طلبت منها أن تطهو لنا بعض اللحم مع الخضار مثل الشاورما وقد كنت أحتفظ بقطع اللحم في الفريزر أخرجتها وبدأت أقول لكريمة ماذا تفعل وعندما أنهت تحضير اللحم وتركته علي نار هادئة لينضج قليلا طلبت منها إعداد بعض الخبز للساندويتشات كانت كريمة فتاة مجتهدة وكانت سعيدة بالعمل في المطبخ تثني علي اختياري للادوات والمكونات التي فيه
هذا مطبخ والدتي أرادت أن يكون المطبخ مكانا ملائما للعمل فيه حتي أنها استغنت عن غرفة في المنزل وضمتها للمطبخ فأعطاه ذللك الاتساع
بالأضافة الا أنها قد باعت جزءا من ذهبها لأحضار أحدث الألات والمكونات حتي اعمل فيه رحمك الله ياأمي أنت وأبي
أنا الان أفكر في كتاب للوصفات يجمع بين الوصفات الحديثة للطعام والسريعة وذات القيمة الغذائية في نفس ذات الوقت ولكن هذا مشروع يحتاج مني الي جهد فأنا لن أنقل في الكتاب مجرد وصفات وانما سأحرص علي تصوير كل خطوة وكيف تنجح الوصفة وما الاشياء التي قد تفسدها أو تؤثر علي عدم نجاحها
كنت أتحدث مع كريمة بتللك الافكار وقالت لي أنها فكرة جيدة وخصوصا أن أدم يحب الطعام الجيد والجديد وأنه يطلب منهم في بعض المرات بعض الوصفات التي يجربها في المطاعم وأحيانا يعجبه ما يحضرونه في المنزل ولكن أكثر وجباته كانت في الشركة وأنا أفسدتها عليه
ربما فكرت في العودة الي الشركة ولكن بعد أن قال أنه يحبني فالقرب منه صار نار أتمني ألا أحترق بسببها كيف يحبني وهو خاطب لاخري ذللك المدير الوسيم بلعب بعقول الفتيات اه منك يا أميري كم من فتاة حطمت في حبك أيها الوسيم؟
رن جرس الباب فذهبت كريمة لتري من ربما أحد الجيران يريد شيئا ولكن هذا مستبعد فبعد وفاة والدتي أغلقت الباب علي نفسي ولم أرد أن يكون لي أي علاقات بالعالم الخارجي حتي أعمامي وخالاتي ونظرا لوجودهم في محافظة غير محافظتي قررت الاقتصار في التعامل معهم فلا أحد في هذا الزمان يتحمل مسئولية أحد
نظرت فوجدته أمامي مديري الوسيم يقف علي باب المطبخ ينظر الي بتللك العينان الرائعة ونظرات التوعد تشع منه
أدم/كانت ابتسامتها دليلي كنت سأصرخ بها ولكن تبخرت الصرخة في حلقي سحبت الكرسي بجانبها وجلست
كريمة قالتلي انكم بتعملو عشا قلت أجي أتعشي معاكم
فرح/لأمبنعملش حاجة
أدم/أنا ماأكلتش من امبارح يمكن فنجان القهوة اللي شربته الظهر هنا وخلاص
فرح/انت بتهزر مش كده انت ازاي تفضل لحد دلوقتي من غير أكل الناس بتاكل 3 مرات في اليوم وانت ما أكلتش من امبارح لي كده ياأدم ووضعت يدي علي فمي
اه منك أيها اللسان ألا تفكر قبل أن تنطق اهدي شوية يافرح مش كده هيقول ايه وايه أدم ده اسمه البشمهندس
أدم / تخافين علي يافرح وماذا أيضا ياصغيرتي والله ماأكلت من امبارح وكنت هنام من غير عشا وبعد ما وصلت وهنام حضرتك تقوليلي ما أخدتش الدوا أعمل ايه يعني أسيبك عشان تتعبي تاني
فرح/كان صوته هادئا ويبدو عليه الارهاق الشديد التفتت الي كريمة وقلت لها ضعي الطعام الان وبدأت في تجهيز الساندويتشات وضعت أمامه بعض الخضار المطهو علي البخار والمقلب في ملعقة من الزبدة وقدمت كريمة الساندويتشات أحضرت له بعض العصير كان يأكل ووجهه في الطبق ونظراته بعيدة عني
ذلك الهدوء المحيط به يثيرني أكثر
خففي من حدتك معه يافرح فمديرك الوسيم في صراع وأنت تزيدين الأمر سوءا كان معك أمس وتناول الغداء معك
ولم يتناول شيئا ليلا واليوم منذ الصباح هنا ويبدو أنه قد جاء من الشركة متي يأكل وأنت تشغلين باله وعقله منذ أن شاهدك؟
ظللت أقرب منه الطعام ورأيته يمد يده الي بأحد السندويتشات فأخذته وتناولته
أنهي الطعام ليتراجع في كرسيه ويقول لكريمة هاتي لفرح الدوا بتاعها
ونظر الي وقال وتاني مرة ما تعانديني في صحتك عشان خاطري يااااااعمري
فرح/اطرقت برأسي الي الارض فقد تكلف عناء المجيء الي هنا ليطمئن أني قد اخذت الدواء دون أن يعلم أني لم أكن لأتحمل ألم ذراعي وكنت ساخذه ولكنه العند كما قال أه يافرح أصبحت واضحة وضوح الشمس لدي أميرك الوسيم
أسفة
أدم/علي ايه
فرح/انك جيت يعني وشكللك تعبان
أدم/خلي باللك من نفسك
فرح/علي فكرة أنا كنت هاخد الدوا بس
أدم/حبيتي تعانديني مش كده
فرح/وبإبتسامة خجلي مثل الطفل الذي قد فعل شيئا خاطئا ويطرق برأسه الي الأرض أيوه
أدم/بس أنا مبسوط بقي إني شفتك وكمان عشان اتعشيت كنت هنام النهاردة كمان من غير ما أكل
أنا همشي وخلي باللك من نفسك وهعدي عليك بكرة
أوصلتني الي باب المنزل تللك الصغيرة تمشي بجانبي نظراتها تثير في قلبي نارا وحركاتها في المنزل ولأول مرة تشعرني أنه بيتي أنا أعلم أن الليل معها سيكون أحلي
أغلقت الباب جيدا وعدت الي مرسمي ولم أدر بنفسي إلا وأشعة الشمس تداعب وجهي في رقة ليتك هنا الان يافرح كانت الاستيقاظ علي وجهك سيصير هو الأخر أحلي وأحلي
يتبع