الفصل السابع والعشرون
أدم/طوال الطريق الي المستشفي أشعر أن روحي تحترق وأنفاسي تضييق فجأة فقدت الأمل والرغبة في الحياة
كان خالد يتحدث في التليفون بجانبي ولكني لا أسمع كلمة مما يقول لماذا شككت فيها ربما هي لعبة من ألاعيب الحقير
ربما ولكن كيف يمكن تلفيق الصوت هو صوتها
الان ستتركني هي كانت تخطط لذللك كانت مريضة واخفت عني مرضها هي لم تحبني يوما لذللك ستتركني الان
ماذا أقول ؟أخبرتك يوما ياصغيرتي أن المنطق يضيع معك وها أنا ذا أصبت بالغباء لأفكر فيك بتللك الطريقة البشعة وللك الله ياقلب
خالد/أدم يلا وصلنا
أدم/نعم
خالد/انزل ياادم وصلنا المستشفي
أدم/فاقت
خالد/لسه
ادم/وهو ينزل من السيارة ويفرك بيده وجهه وجبينه عله يستيقظ من تللك الغيبوبة التي يسير فيها عقله لتقابله نسمات الهواء الباردة فيستنشق أنفاسا مجهدة وينزل من السيارة
أدم/دخلت الي المستشفي تكسرني الخطي صغيرتي الان في غيبوبة أنا السبب فيها هي ترفض العيش وستتركني برضاها
لأجد يوسف جالسا علي باب الغرفة رأسه بين يديه مستندا بها علي ركبته ويبدو أنه شعر بي ليرفع رأسه وينظر الي تللك النظرة المحملة بأقصي وأبشع الاتهامات ليفتح خالد الباب بجانبه
ذللك الجسد أمامي لقد قتلته بغبائي دخلت الي الغرفة وأنا أبحث عن فرح وقد وجدتها ترقد في سريرها متصل جسدها بتللك الانابيب ويخفي قناع الاكسجين وجهها لأقترب من السرير أكثر وألمح تللك الدمعة المتلألئة بجانب جفنها
طاوعتني قدماي وجلست بجانبها أتلمس الارض بقدمي لأمسك يدها الصغيرة وأطبع قبلة علي تللك اليد التي عاملتها بقسوة في يوم من الأيام ولا أتذكر حبيبتي ألا أنك لم تقابليني في أش دلحظات ألمك الا بالحب
لم أكن أدري كيف يبكي الانسان الا من يوم أن عرفتك عندما توفت أمي أجبرت دموعي علي عدم النزول يوم مات أبي كنت كذللك يوم وفاة جدتي بكيتها وبكيتك لم يعد هناك فرق حبيبتي فدموعي صارت علي تححالف معك لتنزل وتحرق عيني وبقسوة
خرجت الكلمات من بين شفتي سامحيني صغيرتي ولا تتركيني وسأنتقم والان
خالد/اهدي ياأدم مش كده
أدم/لما تفوق هتقدر تعمل العملية
خالد/أيوه
ادم/طيب سيبي لوحدي ياخالد ممكن
خالد/طيب بس لو حسيت باي حاجة أنا موجود بره وغادرنا لأقوم وأضمها الي جسدي حبيبتي دعيني معك وبجانبك الان فلن تتركيني أبدا لم أدري ما الوقت الذي مر ولا أعرف ان كان مر اليوم أو لم يمر
كنت أري خالد يدخل ويوسف أيضا يلمسان صغيرتي يحقانها يالأدوية ولا أجد طاقة لأبعدهم عنها هم يتركوها في أحضاني لأنها ما زالت تتنفس اما أن فغادرتني روحي وظل يحرقني مكانها تللك الروح التي ضمت صغيرتي في قسوة في يوم من الأيام لأجدها تتنفس بجانب وجهي أنفاسها الطيبة لأفيق كالمصعوق وهي تقول أدم .....
أدم/أنا هنا صغيرتي أنا معك حبيبتي ثم أتركها فربما تغضب الان لأني بجانبها
فرح/رايح فين
أدم/هأقوم يافرح مش عاوز أضايقك
فرح/لا ياحبيبي خليني في حضنك
أدم/بكيت كما لم أبكي من قبل هي تحبني وبرغم قسوتي معها ترفض أن أتركها صغيرتي انا الان لا أستحقك
لاقوم بعد قليل وأنادي خالد ويوسف ويدخلان ليفحصاها مدت يدها الي لأقترب منها وهي تنظر إلي تللك النظرة المعاتبة
وما تللك الدموع في عيني متي يتتوقف اتركيني للحظات ايتها الدموع القاسية فقط لأري صغيرتي
يوسف/الحمد لله يافرح انك فوقتي وان شاء الله بس يستقر الوضع نعمل العملية
فرح/فرح
أدم/هبعت أجيبها حبيبتي
فرح/بجد
ادم/طبعا خالد وينظر اليه ليخرج من الغرفة وقد فهم أن أدم يطلب منه أن يأتي بفرح ويوسف معه
فرح/بجد حبيبتك
ادم/فلترحمني يارب من ذلك العذاب اقتربت منها وضممتها الي قلبي وقلت سامحيني يافرح هل سيجد الحب طريقا الي قلبك بعد ما فعلته معك سامحيني ياصغيرتي لتسعل بين يدي لأبعدها قليلا وتقول أنا مخنتكش ياأدم
أدم/يكفي صغيرتي أنا أعلم ذللك سأنتقم للك وللك فقط يافرح
فرح/أنا مخنتكش والله
أدم/بس مش عاوز أسمع حاجة أنا أسف سامحييني والله يافرح لهدفعهم التمن
فرح/أوعي تغلط مع الناس دول ياأدم أرجوك عشان خاطر بنتك ومتنساش اخواتك
ادم/فرح انت وبنتي واخواتي ممنوع الاقتراب وهما اللي بدأوا ومش عاوزك تقولي حاجة بس قولي انك مسمحاني
وانك بتحبيني وسيبي كل حاجة وأنا هعرف أخد حقك مني الاول اني فكرت في لحظة انك ....ومنهم
وزي ما جرحتك مش هخليك تسامحيني غير لما أسامح نفسي الأول ياحبيبتي
فرح/أدم عشان خاطري
أدم/خلاص يافرح انتهي الكلام المهم تبقي كويسة وترجعي لبيتك وبنتك
ادم/وقد توقفت الان دموعي وكأنها تخبرني ان موعد الانتقام بدأ لأقول لها حتي اسمي لا تنطقيه من بين شفاهك الطاهرة فهي لا تستحق أن تلفظ اسم من شك فيك للحظة ودعيني لأقتص من نفسي ومنهم
خالد/أدم الدكاترة مستعدين
أدم/ربنا معاكم وتأتي فرح الصغيرة ليحملها أدم ويقبلها ويعطيها لأمها
طفلة غالية جميلة تنفست عبيرها وضمت جسدها الي جسدها وقبلت جبينها وهمست لها بكلماتها الرقيقة كوني دائما بخير صغيرتي ولينجني الله للك
أدم/ولي حبيبتي
ليحملها أدم ويعطيها للخادمة
وتأتي الممرضات لاعداد فرح للعملية وأدم لا يفارقها للحظة وهو يدعو الله أن ينجيها ويدعو الله ان يمد في عمره ليقتص لها
وأجري بعد ان ذهبت فرح تللك المكالمة ليعود فينتظر علي باب غرفة العمليات ويذهب أحيانا الي الغرفة التي فيها ابنته ليستمد منها بعض القوة
وكم كانت فرح في تدبيرها صادقة وهي تعلم انه لن يقوي مديرها الوسيم سوي فرح صغيرة ابنتهم الغالية
مرت الساعات والكل في انتظار
وصل عم فرح وابنة عمها وبعضا من أقاربها دعا الجميع لها مروة ونيفين يتناوبون الاعتناء بفرح الصغيرة ومعهم بسمة يصلون ويقرأون القران
أدم غاضب واحساس ألمه أكبر من أن يوصف هو الان لا يخشي أن يفقدها فلقد فقدها يوم أن اعتدي عليها واستباح زوجته بقسوته معها
هو يكره نفسه ورجولته المزعومة علي كائن ضعيف وسيلوم نفسه العمر كله
فهي ان كانت زوجته فقد علم الان أنه ما من رجل يستحق أن يؤمنه الله علي امرأة ويعتدي عليها بتللك القسوة جسدا وروحا
هو لم يكن اعتداء كانت علاقة زوج بزوجة ولكنها كانت في موضع غضب لم تكن تستحقه انثي كانت في يوم السعادة بين يديه
وليس هذا فقط بل الشك الذي جعل عقله يفقد توازنه ويشك في حبيبة عمره وصغيرته التي عرفها روحا قبل أن يلمسها جسدا هي ستسامح وستسامحه بجنون الحب ولكن ستبقي الذكري يوما تطارد روحه ذكري عنف في مقابل قلب
مروة/أدم هيموت نفسه يانيفين هو بيحبها وهي كانت مخبية علينا تعبها بس شكله مش طبيعي أنا عمري ما شفت أدم في الحالة دي وحتي نظراته لبنته بقت كلها حزن وألم
نيفين/الله يكون في عونه ويارب فرح تبقي كويسة والعملية متأثرش عليها وتقوم منها بالسلامة
ادم/هاتي فرح يامروة
مروة/اتفضل ياادم انت كويس
ادم/وبابتسامة لأ يامروة
ليأخذ ابنته في احضانه ربما ليلتمس منها الامان ربما يحب أن يتنفس الأمان فعلا ولكن لا هو أخطا وسيظل يلوم نفسه طوال العمر
انتظرني ياحقير بس أطمن عليها
مروة/نيفين شوفي ادم شكله فيه حاجة ياخبر البنت وتجري لتلتقط البنت بين يديها وتقول اقعد ياأدم انت كويس
ويأتي عم فرح وزوج ابنة عمها بسمة ويسنداه حتي يجلس ويبدو أنه سيفقد الوعي لينادي زوج بسمة احد الأطباء والذي كان في القرب ويأمر بنقله الي الغرفة المقابلة الا أنه يرفض فيعاينه ويقيس له الضغط ليراه ارتفع كثيرا
فيأمر ببعض الادوية لتهدئته الا أنه يرفض ويقوم ليدخل الي الحمام ويضع راسه تحت الماء عله يخفف من حرارتها قليلا
يعطيه الطبيب حبوبا ويخبره أنها فقط لخفض الضغط فيتناولها وهو يتماللك نفسه ليخرج خالد ويخبرهم ان العملية انتهت وعندما ييراه صديقه يقترب منه ويقول ان شاء الله هتبقي كويسة
أدم/وهو يوميء له برأسه ان شاء الله
ليتركه ويعاود الدخول الي غرفة العمليات وبعد ساعات قليلة تخرج فرح
أدم/كانت تمر من أمامه تللك الغمامة الضبابية تلتف من حوله تجعله يختنق ليقول لخالد لو كان جرالها حاجة وهي زعلانة مني كنت هعمل ايه يا خالد أنا تعبان قوي هي هتسامحني وينخرط في بكاء عميق ابكي من كان موجودا
جلس خارج غرفتها عينه معلقة بها ينتظر أن تفيق وتفتح عينيها لتمر الساعات قليلة كانت أو كثيرة
يتابعها من خلف الزجاج ما بين وقوفه وما بين صلاته ليقف وينظر اليها لتفتح ببطء عينيها وتلتقي بعينيه ويبدو أن رباط الحب قد صار أقوي لتبتسم له تللك الابتسامة الواهية ويجري الاطباء لاطمئنان عليها
كانت أنفاسها معلقة به وليست عيناها فقط فهي تتنفسه لتحيا وما أجمله من حب
مرت الايام وفرح في تعاف وأدم لا يفارقها لا يجرؤ علي اغماض عينه لا يجروء علي تركها لتنتهي الازمة بسلام ويغادران مع ابنتهم الي الفيلا ليعيشا أوقاتا لو رسم الحب ملايين القلوب ما استطاع أن يرسم سعادتها لا وصفا ولا محتوي
حبيبها عاد اليها وهي الان مع ابنتها ادركت من يكون؟عاشق وبجنون
أمير أسطوري
مدير وسيم يقتحم الحب ليظفر في النهاية بها
ندمه واعتذاره ليس كلمات وانما اهات من فم عاشق وبامتياز وأب لا يتوان لحظة عن الاستيقاظ من نومه لضم الصغيرة الي قلبه لتهدأ فيعيدها الي سريرها ويتوسد وسادة أمها في حب وامتنان
فرح/أدم حبيبي انت فين
أدم/تعالي يافرح أنا في المكتب
فرح/فرح صحيت وعاوزة تسلم عليك
أدم/هاتيها القمر دي ويأخذ ابنته ليقول حبيبة بابا لتضحك ضحكتها المميزة
وتجعل الابتسامة ترتسم علي وجهه ليضم صغيرتيه في عناق جميل تاركا فرح تفكر في هذا الشخص القريب منها جسدا البعيد عنها روحا ولو علمت أين تفكيره الان لغابت عن الدنيا فهي لن تتحمل فقده مرة ثانية
وهناك من يخطط وبامتياز لاغتيال حلم عمرها وحب قلبها ومديرا وسامته لها فقط
يتبع
![](https://img.wattpad.com/cover/203076993-288-k872995.jpg)