الفصل الخامس
نامت عيوني قليلا وهي أمامي أشعر بألمها اتمني أن أخفف عنها اتمني لو وضعت كل ألامها في زجاجة ورميت بها من أعلي قمة في العالم لا لتختفي وأنما لتتحطم تللك الألام فلا تعود لها أبدا كانت نائمة وأناتها تسبق أنفاسها لتبدأ في الاستيقاظ وأسمع صوت الدمع منها
فتحت عيني فرأيت تللك الدموع صغيرتي تبكي ولا امللك لها شيئا
أدم/ حاسة بحاجة
أشاحت بوجهها عني لا ياصغيرتي لن أتتحمل أن أكون سببا في ألمك يكفيني ما عانيت طوال عشر سنوات وأنا لست بجانبك فقدت والدك فقدت أمك كنت وحيدة وانا برغم قربي كنت بعيدا
أدم/سأستدعي الطبيب
فرح/ كنت أتمني ان أستطيع أن أقول له من فضللك يابشمهندس روح أنا مش عاوزاك هنا لو سمحت لو أنت اللي في بالي كفايا كده عشر سنين بفكر فيك ومشغولة بيك عشر سنين بتمني أشوفك وبفكر لو شفتك هعرفك ولا لأ
عشر سنين وأنا نفسي أمسح دموعك بس مكنتش أعرف انك مديري الوسيم غير امبارح أو لما كنت قريبة من عينيك وتللك النظرة الغالية لا يمكن أن تكون لاثنان انت كنت فين من عشر سنين وليه تكون مديري الوسيم وليه تكون غني ومعاك فلوس وساكن في قصر أنا حبيتك ودلوقتي مليش حق
أدم/أيوه ياخالد فاقت
اقتربت منها وقلت الدكتور جاي وأوشكت أن أمد يدي لأمسح تللك الدمعات منها وتراجعت فالقرب منها نار تحرق قلبي فما سيحدث ان لمستها مرة ثانية
دخل خالد والطبيب
خالد/انت عارفة انه كسر ولازم راحة كاملة يافرح وهحددللك مواعيد المتابعة وياريت تاكلي كويس عشان الأدوية دي
وتقدري تخرجي دلوقتي لو حبيتي
فرح/متشكرة يادكتور
خرج خالد والطبيب بعد أن أوصوها عدة توصيات أنا أعلم أنها لن تنفذ معظمها
ادم/سلامتك يافرح
حاولت النهوض فاقتربت منها ومددت يدي لها لتستند عليها
قالت/انا عاوزة الممرضة
تراجعت وفتحت الباب وناديت الممرضة لتدخل لأسمع صغيرتي تقول لها لو سمحتي ساعديني عشان أقوم أروح
أدم/ هستناك بره وخرجت حتي تساعدها الممرضة لنخرج من المشفي
أه من تللك الصغيرة عندما تغضب من شخص لا تسامحه بسهولة وأنا أعلم ذللك
صغيرتي غاضبة مني ولكن هناك شيء فيها تللك النظرات لي تخبرني أكثر مما تظهر أم أن سهرك ليلة بكاملها بجانبها أفقدك وعيك انها تخفي شيء وليس الغضب منك
أين ستذهبين ياصغيرتي من سيعتني بك لن تقبلي أن تعودي معي للفيلا الان
وبأي صفة ولكني لن أتركك أبدا ما حييت
خرجت فرح ولم تنظر الي مازالت غاضبة مني أعلم ذللك من تللك النظرة
أدم/يلا يافرح عشان أوصللك
فرح/أه طبعا هتوصلني أمال هروح مشي
ادم/لا يافرح هوصللك لحد باب البيت وأطمن عليك كمان مش هسيبك غيير لما أطمن عليك
فرح/لأ لحد باب البيت وكفايا كده هكذا فكرت الن أقول له كلمة شكر لا لا يستحقها
كيف أكلمه بتللك الطريقة ويرد علي بهدوء هكذا أين صوته العالي أتراه اختفي مستحييييييييييييييييييل
خرجت مني تللك الكلمة ليلتفت الي ويقول/ المستحيلات معك يافرح باتت كثيرة
لا هو يستحق الكثير من كلمات الشكر لماذا أنت أنت ؟
ساعدني مديري الوسيم لأركب السيارة وكنت لأول مرة سأراه يقودها واستراح جسدي في ذلك المقعد الفاخر لتصدر مني أهة عندما بدأت السيارة في التحرك فينظر الي ويقول بتللك العينان كم مرة سأقول أسفا لك يافرح
أدم/ العنوان يافرح
فرح/حاضر العنوان ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أدم/مين ساكن معاك يافرح؟
فرح/ ليه
أدم/هو ايه اللي ليه ,, مين هيهتم بيك ولا يعمل ليك اكل وانت مش هتقدري تستعملي ايدك غير لما تفكي الجبس
فرح/ مفيش أنا هعمل ده
أدم/يعني مفيش حد ساكن معاك في البيت ده كله وأغلقت فمي فماذا ستظن وهي تتعلم اني لااعرف عنها شيء وأنها أول مرة لي سأعرف أين تعيش
تللك الصغيرة يختفي معها المنطق
فرح/وقد استوعبت كلماته قليلا البيت ده كله أتراه يعرف بيتي الذي ورثته عن أبي ذللك البيت الكبير والذي أسكن فيه وحدي أم ما قصده بتللك الأسئلة
وأوقفت السيارة علي جانب الطريق
فرح/انت وقفت ليه
أدم/شوفي يافرح الاصابة اللي حصلتللك دي بسببي
فرح وأرادت التكلم فأسكتها بإشارة من يدي
أدم/اسمعيني انت مش هترضي ترجعي معايا الفيلا فلازم تسمحيلي اني أساعدك
انت لازم حد يبقي معاك ويهتم بيك علي الاقل لحد ما تخفي وترجعي الشغل في الشركة
فرح/بس أنا مش هرجع الشغل في الشركة
أدم/ هترجعي
فرح/لأمش هرجع
ادم وقد صارت نظرته أكثر حدة وعلا صوته ثانية حتي صوته العالي بت أشتاقه بس اسكتي بقي وأوشكت دموعها أن تنزل
يا الله
اهدي يافرح معلش أنا مش قصدي أعلي صوتي بس اسمعيني ولو مرة واحدة في حياتك وافهمي اللي بقوله من غير ماتقاطعيني أنا منمتش بقالي يومين والصداع هيموتني
فرح/معلش أنا أسفة نزلني هنا وأنا هروح لوحدي أنا مش عاوزة أكون السبب في صداعك أكتر من كده
ليس المنطق فقط هو ما يختفي معها ولكن الصبر ايضا
ماذا لو أسكت فمك بطريقة أخري ؟
أنا هجيب واحدة من الفيلا تقعد معاك وتخلي بالها منك لحد ما تبقي كويسة ده حقك يافرح انت اللي حصللك ده بسببي قصدي يعني بسبب الأولاد
فرح/هما مين دول يا بشمهندس أنا سمعت انك مش متجوز يبقوا مش أولادك
ادم/لا يافرح مش أولادي دول أخواتي نور ونادين وعمر وعلي
فرح/بجد
أدم /بجد
فرح/ربنا يخليهم
أدم /شكرا يافرح خلاص اتفقنا
فرح/علي ايه
وأنا أتحرك بالسيارة أه منك يافرح كيف تتغيرين في الثانية الواحدة لتتركيني في تللك الحالة من الهذيان
اتصلت علي الفيلا وأخبرت جدتي أن ترسل لي احدي الخادمات الجيدات مع السائق للعنوان الذي سبق وأحضر منه فرح أمس وقد طلبت جدتي استفسارا ولكني أخبرتها أني سأكمل كلامي معها بعد عودتي
وقفت بالسيارة وفتحت لها الباب واشارت الي حقيبتها ففتحتها لها لتخرج المفتاح وأخذه منها لأفتح بوابة البيت
ولاول مرة سأدخل الي بيت صغيرتي بعد أن كنت أمر عليه في السنوات القليلة الماضية
فتحت بمفتاح أخر باب الشقة لتضيء بعض الأنوار وتقترب من النافذة لتحاول فتحها قليلا
رقيق مثللك منزللك يافرح
كان أثاثا قديما نسبيا ولكن لمسات فرح باتت واضحة تللك الألعاب وتللك الورود وهذه صورة التخرج وحفلة الماجيستير
وبعض الصور لوالدها ووالدتها
فرح/اتفضل يا بشمهندس وهي تشير الي أحد المقاعد
بعد اذنك
هتعملي ايه
هجيبللك حاجة تشربها
ادم/لا يافرح مش عاوز حاجة تعالي اقعدي هنا
فرح / طيب هجيب ميه
أدم/ قوليلي اجيب منين وانت اقعدي ارتاحي
وقد كنت بدأت أشعر بالألم مرة ثانية فأشرت الي المطبخ من هنا ونظرت الي الساعة أنتظر الدقائق تمر لأخذ الدواء واسترحت علي الأريكة
اتصلت بجارتي خالة فاطمة وقد كانت سيدة كبيرة في السن لها ولد مسافر الي لبنان وبنت هي صديقتي مروة ولكنها قد تزوجت منذ عامين وباتت لقاءاتنا قليلة وقد ذهبت اليها أمها لتقضي معها بعض الوقت وقد كنت أهتم بها وهي هنا فاعدت السماعة عندما تذكرت ذللك فليس من أحد هنا لأتصل به واخبره عما أصابني لتتثاقل جفوني مرة ثانية
أدم/عدت فوجدتها نائمة وضعت كوب الماء علي الطاولة وجلست أنظر اليها
اتصلت علي السائق ليخبرني أنه في الطريق وقد كنت أخبرت جدتي أن ترسل بعض الطعام معه فصغيرتي لم تتناول الطعام منذ أمس وقد رفضت طعام المشفي في الصباح
وصل السائق والخادمة وفتحت لهم الباب
أدم للخادمة/ هتفضلي مع فرح اليومين دول لحد ما ايديها تخف اوعي تخليها تعمل حاجة وكل طلباتها تعمليها وروحي بقي جهزي الاكل
الخادمة/حاضر يابشمهندس ويشير لها علي مكان المطبخ
جلس علي الكرسي أمامي يتطلع الي بتللك النظرات أتراه قد يتذكرني أن قلت له أني من رأيته أتراه سيغضب مني ويداري عينه عني ثانية أتراه سيختفي كما حدث منذ سنوات قليلة أتراه سيصدقني ان قلت له أني تمنيت أن أتلقي الصفعة عنه
تركته لأدخل الي غرفتي قليلا وأنظر الي وجهي في المرأة لأري مدي شحوب وجهي وضعف بنيتي وارهاق عيني
نعم حتي وان تذكرني فماذا سيكون ؟
أه يافرح للأحلام أيضا نهايات
تساقطت مني تللك الدمعات ثانية لفراق ثالث في حياتي
أبي
أمي
فتي أحلامي (مديري الوسيم الغني)
نادي علي ذلك الصوت كم سأشتاقه فرح
طرقت الخادمة باب غرفتي لأقول لها أتفضلي ولم أكن قد تعودت بعد علي من يدخل منزلي ويتحرك فيه كيفما يشاء بل ويخدمني
الخادمة /البشمهندس بيقول لحضرتك اتفضلي الغدا جاهز
ولأول مرة سأجلس علي مائدة طعامي منذ وفاة أمي كان واقفا ينتظر مني أن أدعوه للطعام ذللك المدير يعرف أداب المنزل
فرح/اتفضل يابشمهندس وأشرت الي كرسي المائدة الرئيسي فجلس وأنا عليي يمينه
كانت يدي اليمين هي من أصيبت بالكسر ولم أعرف كيف سأكل
نظر الي وقد عرف المشكلة فأمسك طبقي وقطع ما به من لحم الي قطع صغيرة ووضع قطع الخضار بجانبه وقال هتعرفي تاكلي دلوقتي؟
فرح/شكرا
ولأول مرة اشكره في هذا اليوم وكانت وجبتنا الثانية معا وربما الاخيرة هكذا ظننت وجبة ليس فيها من طعام حار وانما الأحلام المنتهية
أدم / كنت يتعيطي ليه
فرح /مفيش تعبانة شوية
أدم/اتصل بالدكتور
نظرت الي وقالت لأ هتغدي واخد الدوا وأنام شويه
ادم/أنهيت الوجبة وقد توقفت فرح عن الطعام قبلي لتحضر لها الخادمة الدواء وأصررت علي أن أعطيه لها بعد اعلام الخادمة بالمواعيد أيضا
قامت وعادت بعد قليل بحبتين للصداع وقالت أسفة
أخذتهم وتناولتهم وقلت لها أكل ما يأتي منك لذيذ هكذا حتي طعم المرارة في الدواء يحلو بك يافرح..
فرح/ان شاء الله هتبقي كويس
أدم /وانت كمان هتبقي كويسة
خرج مديري الوسيم وأمير أحلامي من بيتي وكما دخل بسرعة غادر بسرع
أغلقت صغيرتي الباب وودعتها وقلبي في بعدها صار كالجمر ينتظر الاشعال وغضب العاشق في صدري بدأ النهاية
يتبع