الفصل السادس والعشرون
فرح/خالد ممكن نأجل الموضوع ده أرجوك أنا عاوزة أفضل مع بنتي شوية عاوزة أفرح بيها وأشيلها وألاعبها
خالد/وبعدين معاك بقي يافرح أنا عارف ان سعادة أدم هي العائق قدامك بس عشان خاطر فرح وأدم اعملي العملية بسرعة وهيبقي عندك كل الوقت تعملي كل اللي انت عاوزاه وأنا متأكد يافرح ان ربنا مش هيسيبك انت انسانة جميلة وقلبك كبير وتستحقي تعيشي بسعادة مع أدم وبنتك
احنا هنسيبك شهر بس شهر تستعيدي توازنك تاني وبعدين نقرر ميعاد العملية وأنا يافرح عمري ما أجبرت مريض انه يتعالج بس انت غير وأدم كمان يافرح محتاجك
فرح/ماشي ياخالد بس ما تقول لأدم دلوقتي ممكن تجيبلي تليفوني بقي انت من يوم ماأخدته مارجعته ليا بس ادم بقي بيسيبني وأكيد هيقلق لو ما رديت عليه وهيسالني وممكن يعرف أنا عارفه انه له تأثير علي دماغي بس انت قلت تأثير بسيط
خالد/ماشي يافرح تحت أمرك
وتخلينا نخرج من المستشفي وبعد شهر أنا هرجع تاني وياعالم ايه اللي يحصل بس أوعدك عشان خاطر أدم وفرح هعمل العملية
خالد/اتفضلي التليفون وخلي باللك من نفسك في البيت وصدقيني يافرح أنا مشفتش أعند منك في حياتي
فرح/وبابتسامة شكرا
ادم/ وهو يدخل الي الغرفة ايه الجميل بيشكر صاحبي ليه
فرح/لازم أشكره الدكتور خالد مسبناش من زمان قوي ودلوقتي قرر يديلنا افراج
خالد/زهقتي مننا بسرعة كده
فرح/بسرعة دول شهور يادكتور
أدم/يعني فرح هتروح معايا النهاردة
خالد/ايوه ياسيدي خد فرح وفرح وأشوف وشكم علي خير
ادم/ربنا يخليك ياخالد
فرح وقد فتحت تليفونها لتبتسم علي مضض وهي تقول: ليه كده
أدم/ايه ياحبيبتي
فرح/مفيش ياأدم وتغلق تليفونها لتتطلع الي زوجها في حب يلا عشان نمشي ياحبيبي
وينادي خالد الممرضة لتساعد فرح وأدم وابنتهما لمغادرة المستشفي
عامر/عملتي اللي قلتللك عليه
هدير /ايوه
عامر/امتي
هدير/من يومين بس الظاهر الموبايل كان مقفول
ودلوقتي جات لي رسالة استلام الرسالة
عامر/كويس قوي
هدير/أنا خايفة ياعامر ادم ما رد عليا ولا بعت أي رسايل تفتكر رد فعله هيكون ايه
عامر/الصور هي اللي هيكون ليها رد فعل وانت متخافيش الحق معاك واحدة تعبانة والبني أدم اللي المفروض أمنته عليها عمل كده وستغللك أنا يكفيني اللي اخدته احنا ما كنا هنقدر ناخد حاجة منه غير بالطريقة دي كفايا عليه كده
ويضحكان تللك الضحكة الباردة ليستمع مرة ثانية الي التسجيل الذي معه
جدة أدم/حمدا لله علي سلامتكم سامحيني يافرح اني مكنتش معاك ياحبيبتي بس مقدرتش اسيب خالتك ياادم وخصوصا ان مفيش حد جنبها وعيالها طلباتهم كتير
أدم/ولا يهمك ياستي المهم انكم بخير وفرح وفرح حبيبة قلبي شوفي بتضحك وقد كانت نائمة بين يديه
فرح/وريني كده وتقوم لتنظر اليها ايه ده ياأدم دي نايمة علي فكرة مروة بتقولي انتو كده مدلعينها قوي لازم لما تنام ننيمها علي السرير
أدم/ مروة حرة في ابنها انما بنتي حاجة تانية وان فرح ما اتدلعتش مين يدلع يعني
جدة أدم/طيب ياأولاد أستأذن منكم بقي انا هطلع أرتاح شوية
أدم/اتفضلي ياستي
ستي انت كويسة
جدة أدم/اطمن ياابني بس تعبانة شوية من السفر وهرتاح شوية وهبقي كويسة
فرح/هاتها شوية بقي ياأدم
أدم/لأ ياحبيبتي انت بتشيليها كتير يافرح هي هتحبك أكتر مني وبعدين أنا طول اليوم في الشغل سيبهالي شوية
فرح/وانا
أدم/انت اللي في القلب ياقمر
فرح/بتحبها
أدم/لأ بحبك
فرح/لا بجد قول الحقيقة
أدم/علي فكرة سؤاللك ده بيجنني عشان انت عارفة أنا بحبكم قد ايه
فرح/لأ بتحبها هي ؟
أدم/وهتفرق ايه يافرح
فرح/عشان ابقي مطمنة عليها لو سيبتها
أدم/وهتسيبيها وتروحي فين بقي
فرح/هروح الشغل
أدم/وقد شعر بغصة في حلقة وعقله يردد مالها فرح ليه بتتكلم كده استغفر الله العظيم يارب
أدم/أنا هدخل المكتب اخلص شوية شغل خدي ياستي بنتك وبقبلة علي وجههما يتركهما ليدخل الي مكتبه ليري كم الانهيار الذي وصل اليه عمله في الفترة الاخيرة ويتصل بعامر الذي يفاجئه أنه رحل الي أمريكا وللأبد
تمر الايام وأدم يحاول استيعاب ما يحدث في الشركة وعقله يصور له أن ما حدث مستحيل لا يمكن أن يفعل صديق عمره به هكذا ليحاول مع المديرين والعمال انقاذ الشركة وقد أدرك ما فعله عامر بالشركة ولكنه ظل يبرر أنه اهمل العمل لظروف خارجة عن ارادته
وفرح تعلم ما حدث في الشركة الا أن ظروف تعب جدته قد حلت عليهم واهتمام أمال بالأولاد صار مستحيلا فهي لم تخلق لتكون اما أبدا كانت فرح في خضم ذللك تصارع ألما وحبا
جدة أدم وعمله وابنتها ومرضها واخوته متي سأرتاح قالتها بعد يوم مرهق شديد الارهاق ولكن ما يطمئنها هو وجودها في أحضان زوجها ليلا تستمد منه قوتها ليوم أخر
ليفاجأ في اليوم التالي بما وصله ذللك المغلف الذي يفضه ويفتحه
أدم/كانت الكلمات علي الورقة كطعنات متتالية لا يدري من أين تأتيه
تفتكر لما زوج يسيب مراته في المرسم لوحدها ايه اللي ممكن يحصل بينها
وبين..... صديق عمره
علي فكرة اعتبر ده رد فعل علي اللي عملته في أختي ومتنساش تبعت هدومي اللي في المرسم ولا أقوللك دا لو لقيتني أصلا خليهم لفرح أكيد هي محتفظة بيهم ذكري
وفلاشة ليفتحها أدم ويسمع محتواها وهو غير مستوعب لتللك الكلمات
حبيبي عامر
سامحني أنا مش هقدر أكمل معاك كده
جوزي قرب يرجع وأنا مقدرش أربي اللي في بطني بعيد عن أبوه
أنا حبيتك قوي بس انت لازم تبعد
وياريت أقدر أنسي أيامنا الحلوة مع بعض ومش هنسي
بس أنا عارفة انك حبيتني وحبيتني بجد
والايام اللي قضيناها سوا كانت أسعد أيام في حياتي
كان صوتها
لم يصدق لم يستوعب عقله لم يتحمل انهار باكيا صغيرته وصديق عمره كيف ومتي لا
هدير وصورت له صورا معها دون ان يدري ولكن عامر
فرح
أنا في حلم
فرح بتخوني مش ممكن ده أكيد حلو وهفوق منه
لينطلق علي مرأي منهم ومناداة فرح له الي المرسم
يصل وينطلق كالقذيفة يفتش في ملابسه والملابس التي تقع عينه عليها
كان هناك قميص معلق علي الشماعة ووسط ملابسه
لا فرح لن تفعل بي هذا متي وكيف؟ ولله الأمر من قبل ومن بعد
سقطت علي السرير لأنتفض من مكاني هل ما يحدث حقيقة لماذا يفعل بي صديق عمري وفرح تحبه ما هذا ؟ ودخلت في نوبة بكاء شديدة
التليفون نعم تليفوني انه يرن انها الخائنة
فرح/أدم الحقني ستي تعبانة قوي
أدم/ستي ازاي ماذا يحدث لي أغلقت التليفون وخرجت من المرسم كأن هناك ضبابا يسير حولي ركبت السيارة واتصلت علي خالد
خالد /ايوه ياأدم أنا في الطريق
لادخل الي الفيلا ولأصعد الي غرفة ستي لأقترب منها تقترب مني فرح وترتمي بين يدي لأبعدها قليلا ولأنظر اليها صغيرتي
ستي/أدم معلش ياابني أنا خبيت عليك بس أمر الله بقي ياأدم مكنش ينفع اقوللك اني تعبانة
ادم/لا ياأمي انت كويسة
ستي/خلي باللك منه يافرح دا كان أغلي حاجة في حياتي وانت هتخلي باللك منه مش كده
فرح/ربنا يشفيك ياستي وان شاء الله هتبقي كويسة ليدخل خالد وهو يطلب من أدم الابتعاد الذي يبتعد في هدوء
فرح/رفقا بنفسك ياحبيبي وتقبل قدر الله
جدتي وفرح في نفس اليوم من أنا هل يمكن ان هذا حلم صراخ صغيرتي الصغيرة والخادمة تحملها لتهدأ حلم لا انه الحقيقة في أبشع صورة لها
غادرت الغرفة لأنهار باكيا علي الارض جاءت لتضمني وتبكي في صدري لا أيتها الخائنة كيف طاوعك قلبك سأقتص لحبي منك يافرح كيف تفعلين بي ذللك انه صوتك تللك الكلمات والصوت لا يمكن أن يكون لاثنان
والأن غادرتني جدتي ليخرج خالد ويتركني أدخل اليها بكيت بين يديها كثيرا امي أنت الأخري تتركيني واليوم
خالد/البقاء لله ياأدم وربنا يصبرك
أدم/مرت الساعات وليس من قلب حان أرتمي عليه تركتني ماتت أمي التي ربتني
انتهت مراسم الدفن لأعود الي الفيلا كانت بجانبي تنتفض مثل ورقة الشجر أشعر بألمها ودموعها ولا قدرة لي علي الوصول اليها كم هي بعيدة أو من هي؟
خالد/معلش يافرح هي هتبقي صدمة صعبة ليه وانت خلي باللك من نفسك حاسة بتعب ولا حاجة
استغفر الله العظيم امال لما يعرف انك لسه تعبانة ياحبيبي ياأدم دا اختبار من ربنا ليك ياصاحبي
أدم لم أدري ما السبب في برودة الجو تدثرني بأغطية لأعود فأقبعدها عني تمسك يدي لأسحبها تتكلم ولاأسمع لها صوتا وتظلم الدنيا في عيني لتتساقط دموع قلبي نارا تحرقني
احد المديرين في الشركة
المدير/أستاذة فرح احنا عارفين الأزمة اللي بيمر بيها البشمهندس بس البشمهندس عامر دمر الشركة وللأسف كلنا كان عندنا ثقة فيه بس للأسف الشركة اتورطت في ديون والتزمات كتير واحنا مش عارفين نتصرف ولا نقدر نتكلم مع البشمهندس دلوقتي
فرح/طيب يابشمهندس القسم الخاص بيا في الشركة أخباره ايه
المدير/أنا كنت عاوز أتكلم مع حضرتك في الموضوع ده بالذات
لحسن الحظ مبيعات القسم ده تقدر تنقذنا من انهيار الشركة بس لو سمحتي لينا وكويس انه ما قدر يتصرف في الجزء الخاص بيك
فرح/انت بتقول ايه طبعا انا لا يمكن أتردد في حاجة زي دي وشوف كل المطلوب واعمله
المدير/يبقي محتاجين توقيعك علي بعض الاوراق يصعب علينا كلنا اللي حصل واللي عمل الشركة يقدر يرجعها تاني بس يفوق من الصدمة كلنا عارفين قد ايه هو كان بيحب الحاجة الله يرحمها
هبعت لحضرتك الأوراق أو اسمحيلي أجيبها بنفسي المحامين أخدوا اجراءاتهم ووقفوا أي تعامل من ناحية البشمهندس اللي الواحد لحد الان مش عارف هو عمل كده ليه
فرح/ان شاء الله الامور تتصلح
فرح/أدم ياحبيبي لازم تتماسك شوية وتقترب لتضع يدها عليه ليبعده بقوة ويقول ابعدي عني
فرح/أبعد عنك حاضر ياادم بس وتنهار بالبكاء فلأول مرة منذ أن عرفته حبيب تراه أو تسنعه يصرخ بها هكذا لماذا تفعل ذللك ياحبيبي ؟
أدم/فرح لمي هدومك عشان هنروح المرسم
فرح/طيب ياحبيبي بس مش نستني لما تبقي كويس
أدم/وبصوت عال اسمعي الكلام اللي بقوللك عليه
فرح/هجهز فرح ونمشي
أدم/لأ فرح هتفضل هنا هي مش محتاجة رضاعة والدادة معاها
فرح/وقد اعتقدت أنهما سيغيبان لبعض الوقت فلم ترد أن تتناقش معه ولأول مرة ستبتعد عن صغيرتها ولا تدري لما احتضنتها بتللك العاطفة لتبعدها قليلا عنها وتقول لها هتوحشي ماما يافرح وتنظر للدادة وتقول خلي باللك منها
أدم/يلا
فرح/طيب
تركب فرح السيارة وتري علامات غضب زوجها هي تعرفه وتشعر أنها مريضة جدا ولكنها ستصمت الان
ادم/يلا انزلي وينزل ليفتح باب المرسم ويمسكها من يدها بقسوة ليثبتها الي الحائط ويقول هنا كانت خيانتك يافرح وهنا برضه هتكون نهايتك من قلبي
أدم/ايه اللي بتقوله ده خيانة أنا ياأدم وانت ازاي بتكلمني كده ابعد عني انت أكيد فيك حاجة
أدم/دلوقتي أبعد عنك لقيتي البديل مش كده
أوشكت أن تصفعه الا أنه كان يثبت يدها علي الحائط
فرح/ليه ياأدم بتقول كده ايه اللي جراللك انت بتشك فيا ياأدم ومن امتي حرام عليك
ليتركها ويصعد الي الاعلي ويحضر قميص عامر ويرميه في وجهها
فرح/ايه ده ده قميص عامر
ادم/طبعا هو انت هتوهي عنه
فرح/أدم انت مش فاهم حاجة وكريمة
أدم/أنا مش هسمع مبررات ولا هسمحللك تدافعي عن نفسك ولا تتحججي بأي حجة بس زي ما حبيبتك يافرح هعرف انساكي
وزي ما كنت بحافظ عليكي حتي في الكلمة هتشوفي أدم تاني وأدم اللي حبك وخلاكي فرح عمره كله هيموت الحب ده بايده وبرضه مش هسيبك ليه وهيكون أخر يوم في عمرك لو لمسك تاني انت بتاعتي وبس ويفعل ما لم تتخيله في يوم من الايام ليتركها جسدا بلا روح أو بالأحري نزع من قلبها الحب وبأبشع طريقة
قام وجلس علي السرير ينظر اليها كانت جالسة بجانبه تبكي ماذا حبا ضائعا اعتداء علي جسدها
سلب لكرامتها
من فعل بها هذا زوجها نظرت له ودموعها في قلبها دما وقالت بينها وبين نفسها دلوقتي أموت وأنا مطمنة عليك ياأدم كرهتني يبقي هتقدر تعيش لو جرالي حاجة وأنا مش هعمل العملية
لتسحب الغطاء عليها وتذهب في نوم عميق لتفيق علي محاولة اقترابه منه تركته يفعل بها ما أراد فقد فقدت روحها وهو لن يرحم ألام جسدها وان أحياها في يوم من الايام فليتقبل موتها بين يديه
يتبع