(٤)

1.5K 66 7
                                    

إذن ألن تخبريني بالذي جرى بينكما ولما فعلتِ ذلك؟

تسائلت جمانة وهي تجلس بجانب عسل على السرير والأخيرة تعبث بهاتفها تستمع لأغانٍ صاخبةٍ وتدندن معها متجاهلةً سؤال جمانة التي حدقت بها وزمت شفاهها قبل أن تقبض على الهاتف وتمسك عسل من ياقتها قائلةً بتكشيرةٍ مضحكة: أيتها القملة، هذا التجاهل قد تستطيعين فعله مع الجميع إلا أنا"

قطبت عسل حاجبيها لتهتف بها : ما الذي تريدينه الآن مني! ألم تملوا من استجوابي كمتهم بفرع امن الدولة ؟

-يا عسل ما فعلتيه لا يجوز افهمي " قالتها جمانة بحدة لتعتدل عسل كذلك بجلستها مجيبة وهي تشدد على حروفها : أنا لم أخطئ بشيء سوزان هي من بدأت، لم اتحمل كلماتها الهازئة من صديقتي بالفصل دائماً ما تتهكم على هيئتها وتتنمر عليها ...فكان لابد من أن يضع لها أحدهم حدا .

ارتفع حاجبا جمانة فيبدو أن الموازين ستقلب لصالح عسل ! لكنها تسائلت : لمَ لم تخبري المديرة بالحقيقة، أو مراد على الأقل ؟

- برأيك مع من ستتعاطف مديرة المدرسة ؟ هل ستتعاطف مع قريبة وزير التربية والتعليم ؟ أو ستتعاطف مع تلك الفتاة التي ما بحوزتها شيء ؟ لن يجلب حقها سوى عسل ..وانت تعرفين عسل جيدا..ستراني بكوابيسها لعام كامل "

تلكأت جمانة من هذه الحقائق لتربت على كتفها : ولو..أنت قابلت جريمتها بجريمة اكبر، أخطأتِ بضربك إياها بالحزام الجلدي، العقوبة لا تكون بهذا الشكل "
تعالت ضحكات عسل الهازئة وقالت بتشف : آهٍ لو رأيتِها يا جمانة، صارت تتلوى كقطةٍ انحشر رأسها في زجاجة !
ضربتها جمانة على كتفها و تعالت ضحكات الفتاتين...وفي الأسفل كان كريم يجلس مقابلاً لمراد الذي انشغل بحاسوبه للقيام بتصميمٍ ديكور داخلي جديد لإحدى الشركات..
كان مراد يدخن كمفجوع. يحاول التشاغل عن صديق طفولته وشبابه ..والآخر يتلوى غيظاً من هذا التجاهل المتعمد، يعرف الإثنان أنهما لو تكلما سينتهي بهما المطاف كقاتل ومقتول! لكن النار المشتعلة بصدر كريم لن تهدأ حتى يصرخ مراد بأعلى صوت أن مراد قد دفن مشاعره لجمانه تحت سابع طبقة من طبقات كبقات الأرض ..
قال بعد جهاد عظيم يينه وبين نفسه
-كم غيّرنا الزمن يا ابن عمي ! نطقها كريم الذي حدق بمراد بنظراتٍ مبهمة ومع أنه كان راغباً بشدة بعودة الأمور إلى نصابها، اشتاق لأحاديثه مع مراد، لسهراتهم وجولاتهم .. لأسراره التي لم يكن يحكيها لغيره.. والآن ما تمثل أمامه.. بقايا إنسانٍ يسمى مراد! لكنه لا يستطيع التغاضي كون ابن عمه يحب زوجته، مجرد التفكير بذلك يصيبه بالجنون... جنون لا يستطيع السيطرة عليه !.

جلى مراد صوته وتعلقت عيناه على عيني كريم وأجاب بوقار مؤكداً : غيرتنا الأيام يا صديق طفولتي..هذا الشعر لم يشيب من فراغ"

لاحت ابتسامةٌ متهكمةٌ على شفاه كريم وأردف : -وتعرف أننا لن نعود كما السابق، فلا تفكر بأن هذه الأساليب وارتدائك ثوب الضحية او الرجل العاقل, ستشفع لك الماضي"

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن