لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))

(٦)

جفف هشام جسده بالمنشفة بعد خروجه من الحمام وارتدى بيجامته واستلقى على السرير، وضع يده تحت رأسه..والأخرى أمسك بها الهاتف وصار يلهو به ويشقلبه بين أصابعه....يقولون أن الحياة بلا حب كمنزل موحش، الحب هو بسمة الحياة، هو هذا النور الذي يشع ليبدد العتمة التي تلتهم فراغ الروح، لكن عشقه لإليسا لم يزده إلا أوجاعاً مذ عرفها لم يذق سوى الصد والأرق والانتظار....الانتظار لتبدأ معه صفحة جديدة بعيداً عن ماض لا يعرف تفاصيله عنها،
أغمض عينيه ونظراتها لا تغادران تفكيره، حينما كانت قريبة منه إلى ذلك الحد وهي تختبئ بجانب الصندوق الكبير في غرفة المستودع الذي صار معتزلها السري...وهذا الظلام الذي يغرق فيه تحديداً أعاد له رسم عينيها ولون عينيها اللوزيتين اللتين تلتمعان بدفئ في الظلام.. بات يلاحق طيفها حتى بداخل أحلامه قبل يقظته، تردد قليلاً قبل أن يتصل فيها هناك حاجة ملحة لأن يسمع صوتها وهو يتأمل القمر من نافذة غرفته.. القمر الذي عكس صورة وجهها..استجمع شجاعته أخيراً واتصل ولا يهم ما السبب الذي سختلقه للحديث معه وما التبرير الءي سيقدمه لاتصاله بهذا الوقت...
انتشلها من شرودها صوت هاتفها وهو يرن،
فأجابته باستغرابٍ لاتصاله بهذا الوقت المتأخر :
-ألو" نطقتها ليغيب عن هذا العالم لثوانٍ وهو يستمع لبحة صوتها الفاتنة مجاهداً لإخفاء اضطراب فؤاده ويقول بمرحٍ كعادته :
-كيف حال طبيبتنا النشيطة.
- بخير دكتور ...وأنت .
- بخير..حقيقة صرت الآن بخير .
- أيقظتك؟
-لا كنت مستيقظة، تفضل ...هل هناك شيء؟
-كنت مستلق أحدق بالسماء ورأيت أن القمر مكتمل الليلة...شدني منظره جداً و شعرت بأنني أريد أن أتشارك رؤياه مع أحدهم .
ابتسمت اليسا باستغراب : وكنت أنا الأحدهم! .
- افتحي النافذة وانظري إلى القمر ...إنه رائع الليلة .
رفعت رأسها ناحية القمر وطالعته ببهائه وأجابت : أنا اجلس في الشرفة فعلاً منذ مدة وأراه أمامي....
- حقا! إذا ما رأيك بهذه المناسبة أن أهديك أغنية أحبها....
- أحقا...تغني؟!
- لا ...وصوتي بشع وكل من سمعه يبصم بالعشرة أنه بشع لكنني رأيت فجأة أنني بحاجة إلى الغناء لنفس الأحدهم الذي أردته أن يرى القمر معي.
قالها باسما لتضحك إليسا وتهز كتفيها :يا لحظ هذا الأحدهم! لا بأس غني .
فانطلق صوته وهو يحدق بالقمر وصار يغني بطريقة أقرب للكلام

Fly me to the moon

Let me play among the stars

طر بي إلى القمر...
ودعني العب بين نجومه

Let me see what spring is like
On Jupiter and Mars
دعني أرى ما هو الربيع
على المريخ والمشتري

- أليسا...أتقبلين دعوتي على العشاء ؟هناك ما أريد إخبارك به.
انفرجت عيناها وقالت بارتباك: -دكتور...أنا....أريد أن أغلق.

فاعتدل هشام بجلسته مستفهما.. فردت بلعثمة تقاطعه من جديد:

- والدي يتصل .