حسمت جمانة أمرها وانطقت برفقة نور وعسل إلى منزل إليسا لزيارتها، جلست الفتياتُ في حديقة المنزل وقد رحبت بهن أليسا بحبور حيثُ كانت النسيماتُ الباردةُ تزكي أنوفهن فالتحفت كلٌ منهن بشالٍ صوفيٍ تقيهن البرد وشرعنَ بالثرثرة حيث كانت اليسا قد استعادت حيويتها وتناست حزنها قليلاً غادرت بعد دقائق لتحضر مشروباً ساخناً فأخرجت جمانة فوراً الوشاحَ من حقيبتها وقالت تحادث دلال :
-خذيه إنه لكِ لقد طلبَ مني مراد أن أعيدهُ لكِ فقد نسيتيه بسيارته.تسلمت دلال الوشاحَ من جمانة ووضعته على حجرها وشكرتها وبعد أن عادت اليسا ووزعت عليهن أكوابَ الشاي الدافئ رن هاتفُها لتتبسم مجيبةً شقيقها ساهر فتنفرجُ أساريرها بفرحٍ عارم وهي تحادثه أغلقت الخط وقالت بسعادة : سيأتي أخي من أميركا يا بنات.
تبسمت الفتياتُ بسعادةٍ في حين قالت دلال : إذن حانَ الوقتُ كي أنتقلَ لمسكنٍ آخر يا اليسا.
- لا طبعاً، لن تنتقلي لأيِ مكان، زيارته لن تتعدى الأسبوعين فلديه عملٌ وعائلةٌ خارجاً.هزت دلال رأسها برفضٍ مجيبة: لا تنسي أني محجبة سأحرجهُ وأحرجُ نفسي كما أنني بكافةِ الأحوالِ يجبُ أن أستقلَ بمنزلٍ خاصٍ بي لن أبقى عندكِ دائماً ما فعلتيهِ معي كافٍ جداً حتى اللحظة.
تطلعت جمانة ناحية نور بنظراتٍ مطولةٍ لتفهم الأخيرة ما ترمي إليه وقالت مباشرةً لدلال: إذن ستنتقلين للسكن الملحقِ الخاصِ بمنزل خالتي عبير يا دلال إنه فارغٌ منذُ زمن ما رأيكِ يا نور.
تطلعت فيها نور وقالت مؤكدة: طبعاً فكرةٌ جميلةٌ جداً لقد سبقتني باقتراحِكِ يا جمانة.
صفقت عسل بمرح: نعم وبذلك يكونُ لي صديقةٌ تسليني فأنا أشعرُ بمللٍ كبيرٍ مساءً وحدي.
- شكراً لاقتراحكِما لكني لا أستطيع أريدُ الاستقلالَ بمنزلٍ خاصٍ بي لن أتنقل طوالَ عمري .رحبت اليسا بالفكرةِ بعفويةٍ وقالت تحثها على الموافقة : تحتاجينَ الآن للنقودِ يا دلال قبل أن تستقري امكثي في المُلحقِ لعدةِ أشهرٍ على الأقل وبعدها بإمكانكِ الاستئجار براحةٍ أكبر على الأقلِ مبدئياً إن تهجمَ والدكِ عليكِ مجدداً كما فعلَ بالمستشفى يتصدى له أحدهم ويحميكِ.
هل ما زالَ يتواصلُ معكِ ويهددك؟ تساءلت جمانة فقد باحت لهن دلال سبب انتقالها للمعيشة برفقة اليسا لتهز رأسها مؤكدة :
-لا أظنه سيتهجم علي مجدداً، سيتزوج قريباً ويحتاجُ مني مساعدةً ماليةً أخيرة على حد قوله.تغضن جبينها بانزعاج من والدها المتصابي لتربت نور على كتفها : أرأيتِ لذلكَ يجبُ تدخري النقود وانتقالك لمسكن خاص سيكلفك الكثير .
فوافقتها الفتياتُ مما دفع دلال لتقول بهدوء: إسألي والديكِ قبلاً يا نور وبعدها نرى ما علينا فعله.
- طبعاً ولن يرفضا الأمر إن شاءالله. بل سيرحبانِ بكِ الملحق فارغ بكافة الأحوال ولا نستفيد منه في شيء .*******
جلسَ كريم برفقةِ مراد كأيامٍ خلت وانضم إليهما آدم لآن نور لديها مناوبةٌ في المستشفى، أخرجوا أوراقَ اللعبِ بعدما استدعوا ضياءَ الدين زوجَ رهف_ شقيقة كريم_ للعب برفقتهم لتمضيةِ الأمسيةِ بلعبةٍ خفيفة، كان كريم يتطلعُ به بين حينٍ وآخر، تلكَ النظرةُ المُنطفئةُ بعينيه أتعبته كما أتعبت الجميع يحتاجُ تغييراً جدياً بحياته فعلاً، لم يدع الشكَ هذهِ المرةَ يُسيطرُ عليه، وربما جمانة التي قررت أن تروي له القليلَ مما نوته بالاتفاق مع نور، أخبرته حينها أنه التقته بالطريقِ صباحاً حينما كانت تركض خارجاً، أخبرتهُ بأنها تتألمُ لأجله وتريدُ مساعدته، وعلى الرُغمِ من غيرته الشديدةِ إلا أنه استمعَ لها بانتباه على الأقلِ اعترفت لهُ أنها تريد مساعدة مراد بطريقةٍ غيرِ مباشرة، وعن فكرتهما هي ونور فرحبَ بتلكَ الفكرةِ ووافقها بشدة، على الأقل سيضمن ابتعاده النهائي عن جمانة، تعالت صيحاتُ الشبابِ والضحكاتِ من آدم وضياء الدين الذين احتدا باللعب لينطلق من ألسنتهما السبابُ البذيء لتصل أصواتهم لعبير قبل أنت تغفو بجانبِ زوجها وهي تدعوا لابنها مُراد بصلاحِ حاله ....
أنت تقرأ
لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))
Romanceالجزء الثاني .... من يراني من بعيد... لربما يؤمن بسعادتي....لا يدركون أني أبكي كل يوم.. والجرح الذي بداخلي ينزف دائماً وأبداً....أصبحت حياتي مجهولةً كلحنٍ أثيري مبعثر ..ويستمر الليل الطويل دون أن تشرق شمس الأمل...أضحت نيراني رماداً ومن بين الرماد خر...