(٢٣)

986 58 12
                                    


راقبته حتى اختفى داخل الفيلا فوقفت وهندمت فستانها ثم مشت بسرعةٍ واجتازت البوابة وعبرت للطرف المقابل حيث يتكئ فهد على سيارته وينتظرها على أحر من الجمر .. شرد للحظاتٍ بها حين خرجت من البوابة وتأملها فأزاح ذلك القليل من الغضب تجاهها، بل أزاح الغضب ومحى آثاره!
- آسفة تأخرت .
- من كان برفقتك؟
ظهرت غيرته واضحةً فلأول مرةٍ ينطقُ أول ما يتبادر لذهنه معها
- كريم ابن عمي "
هز رأسه متفهماً فقد حكت له عن كريم وجمانة سابقاً تبسم وهو يحادثها : تبدين مختلفةً الليلة
يا عسل اللافندر.
احمرت وجنتاها بخجل ثم تداركت نفسها وسألت : كيف هو والدك ؟
اكفهر وجهه مجدداً وأجاب : ليسَ بخير أزمةٌ قلبية وهو في العناية المشددة حالياً يجبُ أن أسافر في الرابعة صباحاً ولم استطع أن اذهب دون أن التقيك.
ربتت على كفه المنبسطة على سيارته وقال بهدوء:
- سيكون بخيرٍ ان شاءالله لا تقلق.
- ان شاءالله.

************

وضع كريم ساعده فوق كتف آدم الذي حضر منذ دقائق متألقاً، همس كريم بخبث:
- ألم تصل المدام بعد؟
- ابتعد كريم لستُ أنقصُ سماجتك، وأصلاً أنا لا أنتظرُ المدام.
- أها... لهذا تألقت جداً هذه الليلة، لأجل حفل ميلاد جواد أو ربما لتنتقي لنفسكِ عروساً جديدة ؟!
- يوووه" نطقها آدم بنزقٍ من كريم الذي أبى مفارقته ثم أدار وجهه ناحية الباب مستكملاً : -قاطعتَ زوجتكَ أسبوعاً كاملاً كرد على مقاطعتها لك لاسبوع لكن ما دخل باقي العائلةِ يا أحمق! على كلِ حال وصلت عروسك، هيا اذهب وانهي ذلك الخلافَ السخيف لا شيء يستحقُ ما تفعلانه ببعضكما الموضوع تافه "
تطلع آدم بتلقائيةٍ ناحية نور التي دلفت لتوها من الباب ببسمة شاحبة مجاملة للموجودين، فأفلتت بسمة لا إرادية من شفاهه فقد اشتاقها حد الجنون، حيث أنه لم يغفو إلا قليلاً  على الاريكة في الليلة الماضية وغادر المنزل دون ان تعرف بعدما اطمئن كونها بخير،
أزاح الابتسامة فور أن تلاقت عيناهما ... لكزتها دلال مشجعةً فقد قدمت برفقتها ثم خطت للداخل تبحث عن جمانة لكن جمانة الآن تحديداً كانت بمهمةٍ رسميةٍ طلبها منها زوجها لحين أن ينشغل بضيوفه !

قبل عدة ساعات

حاولت لكنه لم يُجب على اتصالي " قالتها نور وهي تجلسُ برفقة دلال في استراحة المستشفى حيث قامت بزيارتها قبل العودة للمنزل .
-وكم مرةً اتصلتِ به؟
- مرتين أو ثلاث.
ربتت دلال على كتفها معاتبة: مرتين منذ عدة أيام وتريدين منه مسامحتك!؟ هذا حقه بالمناسبة لقد أطلقتِ الحكم عليه حتى قبل أن تتأكدي بل وطلبت الطلاق اهذا منطق! اهي كلمة سهلة حتى تنطقينها عند كل غضب ؟
- لكن الصور لخبطتني جداً ...كانت تلك البيسان ملتصقةً به !!

الصورُ ليست مقياساً وأنتِ تعرفين أنها كانت من أيامِ الجامعة أي أنها منذُ زمنٍ طويل ولا يحق لكِ أن تحاسبيه على ماضيه مهما كان المهم هو أنه لم يخنك أبداً في فترة الخطوبة والزواج .
أطلقت نور تنهيدةً عميقةً وأرجعت برأسها إلى الوراء مغمضة العينين : لقد صفعني !!
- وأنتِ المخطئة لم تري خوف الجميعِ حين انهيارك الجنوني كان الأمرُ لا يستحق مبالغتكِ بهذا الشكل، نصيحتي ..اذهبي إليه واعتذري .
اعتدلت نور بجلستها فأعقبت دلال مؤكدة:
بل يجبُ عليكِ أن تعتذري .
تنبهت اليهما اليسا فور دخولها للاستراحة للحصول على كوبٍ من القهوة لتعديل مزاجها بعدما أنهت عملها .
- أهلا نور...أراكِ هنا؟!.
تعانقت الفتاتان ثم جلستا لتجيب نور بمرح : -كنتُ أحتاجُ أن أثرثر قليلاً ... سأختنق "
ربتت اليسا على كتفها مواسيةً ثم قالت نور مجدداً : اليوم عيد ميلاد جواد، سيكون آدم هناك حتماً .
تبسمت دلال وهتفت بتصميم : اذن ستحلين مشكلتك الليلة.

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن