(٢٦)

1K 52 26
                                    

أهلاً أخي أتيت!! قالتها عسل بمرح لكن مراد تجاهلها وخطى ناحية غرفته ليصفق الباب خلفه بغضب لتفاجئ عسل من تصرفه لكنها انشغلت بمساعدة عبير لتحضير العشاء، جلس على فراشه وهو يضغط بيده مكان الجرح حانقاً من كونها قد فهمته بشكلٍ خاطئ ولم تعطه حتى مجالاً للتفاهم متألماً من جراحه، خلع قميصه عندما استبان ظهور القليل من الدماء ودلف للحمام ليمسحها بهدوء بيديه ولم يفهم سبب ثورتها الغير مبرر فلم يفعل شيئاً !طرقت عسل الباب ودلفت للداخل تناديه : أخي العشاء جاهز.
- لا أريد "
- لكن أخي!! أنت بخير؟
- عسل قلت اخرجي " صرخ بها مراد وصفق باب الحمام بعنفٍ ليرتج الزجاج فانصاعت عسل على مضض وهرولت  للأسفل
وبعيداً عن فيلا المنصور كانت اليسا قد خرجت برفقة هشام الذي كانت ضربات قلبه تعلن تمردها وهي بجانبه يتمشيان بحديقة المستشفى،  كان البدرُ شامخٌ وحوله تتألقُ النجوم وكأنه تلمعُ خصيصاً لهما، قالت ضاحكة : خطوبةٌ في مستشفى يا مجنون! كم تمرنت على ذلك !؟
تبسم مجيباً وهو يمسك بيدها ليجلسا على الكرسي: طرأت لي بغتةً بعدما شعرتُ بالملل بالمحاضرة فقررتُ أن أرحم نفسي والأطباء "
- أها! والخاتم ؟.
حك أرنبة أنفه مجيباً بقلة حيلة : كنتُ مُقرراً أن أتقدمَ لكِ الليلة رسمياً  بعد وجبة عشاءٍ فاخر ادخرتُ تكلفتها لشهر، لكنهم ألقوا بمقرراتي عرض الحائط بعدما أعلنوا عن ذلك الاجتماع المفاجئ ! 
تعالت قهقهاتها وهي تنهض وتسحبه : وبذلكَ وفرتُ عليكَ بضعة آلالف ...هيا  الواجبُ ينادينا "

****** 

كانت الليلةُ طويلةٌ جداً بالنسبة  للجميع وكلٌ منهم منشغل البال باتجاهٍ مختلفٍ عن الآخر، بعدما اعتكف مراد بغرفته ولم يخرج حتى بعد انتصاف الليل، دلفت عبير للاطمئنان عنه وقد أيقنت أنه منزعجٌ من شيءٍ ما وما إن دلفت حتى لاحظت تلك الدماء التي لوثت قميص مراد المرمي على الكرسي بإهمال  فهتفت فيه وهي تخرج إلى الشرفة وتديره إليها: ما هذا مراد... ما الذي جرى!
- لا شيء مهم، لا تشغلي بالك" 
- مراد إن جرحك عاد ينزف أرني إياه بالحال " صاحت به وهي ترمي القميص مجدداً على الأرض وتكشف عن صدره الذي غطاه بقطعة شاشٍ أزاحتها وتمتمت: يجب أن يتم تعقيمه حالاً " أمي ...اخبرتك أني بخير لا تضخمي الموضوع ! قالها وهو ينزل قميصه مجدداً
حدجته بغضبٍ وخرجت من غرفته  لتجري اتصالاً بآخر من يريد مراد رؤيته حالياً، رن هاتف دلال وهي تجلس على السرير تكفكف آخر دموعها، تنبهت على اتصال عبير التي حادثتها بهفة :
-انزلي حالاً يا دلال أحتاجك"
نهضت بسرعةٍ بعدما شعرت بالقلق من طريقة حديث عبير ولفت الشال لتغطية شعرها وهرولت  للأسفل حيث فتحت لها عبير الباب من فورها وقالت بقلق : جرحُ مراد عاد ينزف، لا أعرف ألقي عليه نظرة أخاف أن تكون الخياطة قد تأذت"  
توقفت للحظاتٍ وقد تذكرت بأنها من قامت بلطمه على صدره هذا المساء، بان الانزعاج على وجهها وقد شعرت بالحرج مما أقدمت على فعله وتبعت عبير حتى دلفتا لغرفة مراد وكان مستلقٍ على سريره يعبث بهاتفه بضجر  نهض من فوره عندما دفعت  عبير الباب ليقف وقد تدلى فكه ببلاهة ! بان الانزعاج على وجهه وقال مغتاظاً :
- ألم أخبرك أنه أمرٌ بسيط أمي،ما الداعي لإزعاجها بهذا الوقت!
- اصمت واخلع قميصك " قالتها عبير بحدة لينصاع لها على مضض وهو يجز على أسنانه بغيظ بينما تقدمت دلال يخجلٍ مما أقدمت على فعله وقامت بفك الشاش وقالت بأسف : أحتاج حقيبة الإسعافات والقليل من الماء الدافئ بعد اذنك خالتي.
انصاعت لها وذهبت لإحضارهم بينما رجع مراد وجلس وارتد جالساً على الكرسي فجلست قبالته وبدأت بمسح الجرح بعدما بللت القطن بالماء الذي أحضرته عبير، تطلعت ناحيتها عبير فقالت تطمأنها : لا تقلقي خالتي لم تفك الخياطة كما ظننتِ يبدو أنه حرك يده بطريقةٍ خاطئة ليس إلا"

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن