الجزء الثاني من الفصل الأخير

1.3K 64 15
                                    

مرت سنواتُ الكلية الحربية على عسل وإيمانها يزداد بكل خطوةٍ تخطوها نحو مستقبلها الذي أصرت أن تخطوه صحيحٌ أن العائلة رفضت في بادئ الأمر كونها ربما ستنسلخُ عن أنوثتها باختيارِ فرعٍ صعب ملائمٍ للرجال لكن مع إصرارها ما كان منهم إلأ أن يرضخوا و كان مراد على عكسِ الجميع يساندها يرى فيها تلك القوة التي لم يملكها هو ذاته أبداً
لم يكن يكذبُ حينما قال لدلال بأنه ضعيف هو انسانٌ ضعيفٌ جداً حيثُ أغواه شيطانه لاحق هواه وغرائزه سابقاً دون مقاومة.
في حين كانت عسل تحارب أن تلتقي بفهد حين إجازتها الأسبوعية، تكتفي بإرسال الرسائل والمكالمات كي لا يشغل تفكيرها عن دراستها أرادت منه الابتعاد كي تختار بهدوء وكي يتأكد هو كذلك مما هو مقدمٌ عليه، وهي تؤمن بفكرةٍ وتسعى لتحقيقها، الأنوثة لا تعني شعراً طويلاً ولا جسداً متناسقاً يغوي الرجال ولا مكياجاً صارخاً بل الأنوثة هي روحٌ وإحساسٌ مرهف، هي رقةٌ وأناقة، لسانٌ عذبٌ وأخلاقٌ وعفة وهو الجمالُ الحقيقي.

وهذا ما استطاعت عسل فعله بمساعدةٍ طفيفةٍ من فهد الذي آمن فيها وبحبه لها حيث اعترف لمراد ورضوان أنه يرغبُ بالارتباط بها كان يتصل برضوان ويقابل مراد في بعض الأحيان دونَ معرفةٍ من عسل، كن الآن كان فهد قاصداً أن يأتي بآخر زيارةٍ لها قبل التخرج لكي يراها، قاصداً أن تكون زيارته قبيل مجئيها بدقائق فروحه لم تعد تحتمل هذا الحاجز الذي تصر عسل على بناءه بينهما، ودلفت كتلةُ الإعصار المتحركة كما يسميها الجميع, بشعرها القصير وبذتها العسكرية ...بدى شكلها لطيفاً جداً على عكس المتوقع كجنديٍ عائدٍ من ثكنته العسكرية أو هي كذلك فعلا!! حدقت بفهد بارتباكٍ وصدمةٍ حقيقيين بينما مراد ينقلُ بصره بينهما وابتسامةٌ عبثت بشفاهه، تقدمت عسل بوقارٍ ومدت يدها لمصافحة فهد بعدما قبّلت شقيقها كانت يد فهد دافئةٌ جداً تغير بتلك السنوات التي لم تره فيها، ازداد نحوله فبرزت غمازتيه أكثر لتذوب بجمالهما وهي تقول بصوتٍ مرتبك : كيف حالك دكتور فهد .

وعلى الرغم من أنها لم تطلبُ منه أن يرسل لها صورةً واحدة طيلة تلك السنوات إلا أنها كانت تختلسُ النظر لصوره عبر صفحته على الفيس بوك بل وتملئ هاتفها به بنظراته وهمساته الحنونة وخوفه عليها عرف كيف يظهرُ أنوثتها رويداً رويداً، أعجبه فعلاً أن تكون معه صافيةٌ كالعسل...وأمام غيره قويةٌ كجعفر!!

تعالى صراخُ ملاك ابنة مراد ذات العامين وهبة ابنة جمانة التي قاربت على بلوغ الرابعة من عمرها وهما تركضُان بأرجاء الصالة بعدما سرقت هبة دميتها وهربت....تقدم جواد من شقيقته وهو يضم شفاهه بانزعاج وقال بنبرةٍ حادة: اتركي دميتها حالاً, لا تُبكي ملاكي"
لكن هبة أخذت طباع والدتها الشرسة وضربت شقيقها وهرولت ليلحق بها غاضباً بينما ملاك ما تزالُ تبكي فحملها جواد بين ذراعيه يهدهد لإسكاتها !! قهقه مراد وهو يتجه ليفض الخلاف كما العادة بعدما استأذن من فهد، فتقدم فهد خطوتين للأمام قائلاً بلهفة عاشق : -اشتقتُ لكِ جداً...جداً حرامٌ ما تفعلينه بي أقسمُ بالله .

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن