(٢٧)

952 59 19
                                    

بعد عدة أيام خطت اليسا لداخل فيلا رضوان المنصور بعد ترددٍ بليغ، كانت عبير تحتسي الشاي برفقة رضوان بالصالة  وما إن لمحاها تقترب حتى تسللت ابتسامٌ عذبةٌ لشفاههما، قابلاها بحبورٍ كما العادة وجلست وعيناها تبوحان بالكثير ، لم تتغير هذه الفيلا طوال تلك السنوات، وكأنها فعلاً تركتها بالأمس ولم يتغير رضوان أو عبير بقلبهما الكبير ومساندتهما لها كانت عسل منشغلةً بدارستها أما مراد فلم يحضر بعد من الشركة  تنحنحت اليسا أخيراً  بعد عدة مواضيع دارت بينهما لتقول بخجل :
-  تعرفُ يا عمي مقدار الاحترام والحب الذي أكنه لك ولماما عبير،  بعد وفاة والدي لم يتبق لي أحد  أحتاجُ مساعدتكما بشيءٍ ما وأتمنى ألا ترداني خائبة"

تبسم رضوان وقال بصدق :
-وانتِ كذلك تعرفين مقدار الحب الذي نكنه لك يا بنيتي ..منذُ سنواتٍ وحين انتقلتِ لمنزلنا أخبرتك أنكِ أصبحتِ جزءاً من هذه العائلة وحتى بعد كل تلك الأحداث التي طرأت لن يتغير شيء ستبقين ابنتي مثل نور وعسل تماماً "
ربتت عبير على فخذه وأردفت مؤيدةً كلام  زوجها : أنتِ بمنزلِ عائلتكِ يا اليسا  اطلبي ما تشائين ونحنُ بالخدمة"
التمعت عيناها بدموع فرحٍ وقالت بخجل: لا أعرف إن كان سأطلبه مناسبٌ لكما أو لا، لكن إن...إن والدة الدكتور هشام زميلي بالمستشفى تريدُ مقابلة أحدٍ من أهلي...لقد تقدم لي للزواج.

تطلع عبير ورضوان لبعضهما يحاولان استيعاب ما تنطقه اليسا بخجل ولعثمة وهما يشعران بالحزن عليها... أردفت تحادثهما بأسف : وساهر.. لن يقبل به، تحدثتٌ معه سابقاً لكنه يراه غير مناسب لأنه ليس من عائلة معروفة أو ثري ! لن يعود لأجل هذا الموضوع حاولت التواصل معه كثيراً  وإقناعه لكن دون فائدة لكن هشام فعلاً رجلٌ مُحترم وخلوق  "

شعرت عبير بالألم للحظاتٍ وهي تتبادل مع رضوان النظرات...فكيف لهما أن يزوجا زوجة ابنهما السابقة إنه أمرٌ صعبٌ جداً ومربكٌ لهما لكنها حالياً وحيدةٌ وتحتاجُ من يساندها !! ران الصمتُ على الجميع فنهضت اليسا بعدما تفاقم خجلها لتقول بسرعة : -آسفةٌ جداً...أعرفُ أن مطلبي غبي"
نهض رضوان بدوره مجيباً: على العكس يا ابنتي، ليسَ مطلباً غبياً، اجلسي "

صمت رضوان للحظاتٍ ثم تابع: ومن قال بأن الثراء والنفوذ أهمُ من الأخلاق، لا أعرفُ صراحةً كيف يفكرُ أخوكِ لكن... لكلٍ منا آرائه، المهم يا اليسا  نحنُ نصاهر رجلاً يُعتمد عليه ليصونكِ ويرعاكِ...وأنا  أعرفُ دكتور هشام إلى حد ما  يبدو رجلاً محترماً ذا خلق، حددي له موعداً وإن شاء الله لن تكوني سوى راضية، لن تخرجي من منزلك إلا معززة مكرمة "

تسللت ابتسامةٌ صافية لشفاهها وهرولت تجاه رضوان وقبلت كفه بامتنانٍ شديد فمسح على شعرها بحنان ابوي .. 

- الله الله...ما سرُ هذا الاجتماع اللطيف!؟ قالها مراد وهو يدخل من باب الصالة لتعتدل اليسا بينما تطلعت عبير بابنها بارتباكٍ ووجل خوفاً من أن ينزعج، قال رضوان بثبات:  اليسا ستتزوج، الن تباركَ لها "

لحن الحب ((جنوني بعينيك انتحار 2 ))حيث تعيش القصص. اكتشف الآن