تمر الايام وقد مر شهر ونصف على تعيين هدى وتتقدم هدى بعملها بشكل ملحوظ فبذكائها واهتمامها للعمل كان واضح جدا لنور وكان من داخله يزداد إعجابا بها لكن دون أن يدرى كلما كان يفكر بها كانت تظهر على ملامحه ابتسامه حالمه يفكر كيف تتكلم كيف تتصرف كيف تدير عملها بدقه متناهيه كانت هدى بدأت التعود على مزاحه واستفزازة لها الذى كان نور يستمر به لأنه يعشق رؤية وجهها الغاضب تدخل هدى إلى مكتبه وينظر نور إليها بابتسامه
هدى : صباح الخير يا مستر نور
نور : صباح الخير
هدى : النهاردة حضرتك عندك 3 اجتماعات .......
كانت هدى تتحدث عن العمل ونور مشغول بحركات وجهها وايضا جسمها كان يتأملها لا يعرف لماذا كأنه يريد حفظ ملامح وجهها وحركتها فى ذاكرته ثم انتبه حين كانت تناديه
هدى : مستر نور مستر نور هه مستر نور
نور : فيه حاجه يا هدى
هدى : انت مش مركز معايا النهاردة خالص انت تعبان
نور (لنفسه): هو انا الى شغالنى انى مش مركز غير معاكى
هدى : لا انت حالتك غريبه قوى
تقترب هدى منه وتضع يديها على جبينه ظنا منها أنه محمموم أرتجف نور من لمستها له ونظر إليها محدقا بها وبعينيها العيون العسليه لون مثل لون العسل بصفاءة
هدى : نور انت كويس نور نور
هرب نور من عينيها ونظر إلى اسفل
نور: معلش يا هدى عندى صداع مش قادر اركز فى حاجه
هدى : تحب ااجل الاجتماعات النهاردة
نور : لا مفيش داعى انا هشرب القهوة واخد معاها مسكن وابقى كويس
هدى : انت فطرت الاول
نور : لا
هدى : مينفعش تاخد مسكن على معدة فاضيه استنى
تخرج هدى من مكتب نور تتجه إلى مكتبها ثم تعود إليه وتقدم له علبه صغيرة وينظر إليها غير فاهم
هدى : اتفضل
نور : ايه دى
هدى : انا الصبح مبلحقش أفطر فى البيت فبجيب معايا سندوتشات بعد ما بخرج من عندك اعمل ليا نسكافيه وافطر كل لغايه ما احضرلك قهوتك ومعايا مسكن قوى هيريحك انا بستعمله ساعات
نور : بس دى فطارك
هدى بابتسامه ساحرة
هدى : اطمن معايا لسه جوة فى المكتب اصل عملت حساب شرين بس مجتش النهاردة أفطر وراجعه ليك
تخرج هدى ونور يرمقها بنظرة تفكير وبسمه على شفتيه ويحدث نفسه قائلاً
نور : اول مرة واحدة تهتم بيا كدة غير امى وبرغم أن شرين بتهتم احيانا بيا لكن الشعور هنا مختلف يا ترى ليه بس افهم من كدة ايه هى وقعت لالا مش بالسرعه دى وقعت انا اول مرة احاول أوقع واحدة فيا كل الى اعرفهم يتمنوا ابتسامه منى وهدى احاول اوقعها فيا بس مقصدتش اعمل كدة لالا فوق يا نور وبعدين مالك مش انت الى ناوى تلعب بيها وتقص لسانها كويس أنه حصل كدة علشان توصل لهدفك بس معقوله واحدة زى هدى تقع بالسرعه دى ولا دى تفانى فى شغلها يتنهد
نور : حيرتينى معاكى يا ست هدى
تدخل هدى حامله صنيه عليها فنجان قهوة وكأس ماء وشريط دواء وتضعها على مكتبه
هدى : وادى القهوة والمسكن
تنظر إليه وتسأله
هدى : انت مكلتش ليه
نور : معلش يا هدى مش قادر أفطر انا هشرب القهوة واخد المسكن شكرا ليكى
هدى : مينفعش يا مستر نور وبالذات النهاردة
نور : ليه
هدى : النهاردة عندك اجتماع مع شركه الذهبى وانت محتاج تركيز شديد معاهم شركه الذهبى شركه كبيرة ولو كسبتها هيبقى نجاح كبير للشركه يلا كل وانا هقفل عليك الباب وحاول تريح نفسك قدامك ساعتين على الاجتماع تكون بقيت كويس ومش هحول التليفونات ليك الا المهمه بس بعد اذنك
نور : اتفضلى
تظهر معالم خيبه الامل على وجهه وكان يحدث نفسه
نور : كنت عارف طلع كل اهتمامها علشان الشغل طب انا زعلان ليه كدة البت دى من يوم ما جت شقلبت حياتى مش ممكن مش ممكن مستحيل اهتم بيها للدرجه دى ارجع لوعيك يا نور دى ست والستات ميتأمنوش
كانت هدى تعمل بسلاسه كبيرة ويدخل عليها خالد وهى منهمكة فى عملها
خالد : صباح الخير يا انسه هدى
هدى ترفع رأسها وتبتسم له
هدى : صباح النور يا استاذ خالد
خالد : ما بلاش أستاذ دى انا مبحبش الألقاب كل الناس هنا بينادونى خالد عادى
هدى تضحك
هدى : خلاص مدام الكل بقولك خالد عادى يبقى خالد عادى وانا هدى زيادة
يضحك خالد وتضحك هدى معه
خالد : نور وصل
هدى : ايوه بس هو تعبان شويه
خالد : ماله
هدى : مصدع هياخد مسكن ويرتاح شويه عاوزة فى حاجه مهمة
خالد : كنت عاوز اراجع معاة ملف شركه الذهبى
هدى : ممكن يا خالد قبل الاجتماع بنص ساعه يكون ارتاح علشان الاجتماع زى ما انت عارف مهم جدا ولازم يكون مركز وفايق
خالد : تمام كلمينى لما يبقى كويس
هدى : حاضر
ويمر ساعه وتدخل الشركه شرويت أو شوشو كما يلقبوها امراءة أقل ما يقال عنها انها راقصه بملهى ليلى كانت تتمايل وذهبت إلى المصعد لتصعد إلى مكتب نور فهى صديقته يذهب اليها حين يكون ليس عندة مغامرة نسائيه ليسهر عندها لأنها تقيم حفلات يوميا تنظر شرويت إلى مكتب شرين وهى تتحدث مع نفسها
شوشو: كويس أن البت ام لسان طويل مش موجودة
ثم تتجه إلى مكتب نور وتفتحة وهى تصيح
شوشو: سيربرايز
كان نور يمدد جسمه على كنبه المكتب واتنفض قائما حين دخلت شوشو عليه بطريق مفاجأة
نور : شوشو ايه الى جابك
شوشو تتقدم من نور يتمايل شديد وتلف يديها حول رقبته بعد أن أغلقت باب المكتب وتتكلم بدلع شديد
شوشو: اخص عليك يا نورى دى مقابله تقابلهالى بعد الغيبه الطويله دى دى انت بقالك اكتر من شهر مجتش عندى ايه الى شاغلك عنى
نور وهو يحاول التملص من يديها
نور : مفيش مشغول
شوشو: الشغل الصبح مش باليل وكمان مهما كنت مشغول كنت بتيجى مرة على الأقل فى الأسبوع ولا فيه حاجه تانيه شغلاك
نور : قلتلك مفيش غير شغلى
شوشو: وحشتنى يا نورى
وتحاول شوشو أن تقبله وهو يحاول التملص منها وأبعادها واثناء ذلك تدخل هدى فجاءة ترى هذا المنظر فتنزل رأسها إلى اسفل وهى تتمتم بعبارات الاعتذار ونور
هدى : انا اسفه يا مستر نور مكنتش اعرف ان معاك حد
ينظر إليها نور بصدمه فإنه كان لا يريدها أن ترى هذا الوضع لا يريد أن يؤلمها أو يجرحها مهلا من هى هذة الهدى حتى يخاف هكذا عليها واستفاق نور حين سمع شوشو تتحدث بعد أن تركته
شوشو: ايه دى انتى غبيه انتى ازاى تدخلى كدة على مديرك مش فيه حاجه اسمها استئذان الاول ولا انتى متعودة تدخلى كدة
كانت شوشو تتك على كلماتها الأخيرة حتى تهين هدى رفعت هدى رأسها ونظرت إليها وهى غاضبه وتدارك الأمر نور وقرر التدخل
نور : شوشو الزمى حدك انتى ازاى تهينى المساعدة بتاعتى انسه هدى موظفه هنا وانا مسمحش لحد أنه يهنيها لان كرامتها من كرامتى مفهوم
تنظر إليه هدى بدهشه هل اقرنها به لماذا هل يريد أن يضع حدا لهذة الصفيقه الغير محتشمه ام شئ اخر كانت هدى تنظر إليه وهو ينظر إليها معتذرا
شوشو لم تحتمل هذا فردت
شوشو : انت بتزعلقى علشان حته بت لا راحت ولا جت مين دى علشان تديها الاهميه دى كلها
نور : وانتى مين علشان افسرلك تصرفاتى
صعقت شوشو فلم تنتظر هذا كان نور يمثل لها ماكينه صرف ألى حين تحتاج إلى المال تطلبه منه وهو كريم معها وكانت تعتقد أنه يحبها لذا جاءت للشركه اليوم لتطالبه بمال بعد غيبته الطويله فمنذ دخول هدى حياته لم يكترث للسهرات القديمه أو مصاحبه الفاتينات والخروج معهن وكان لا يعلم السبب كان حين يسأل كان يتحجج بكثرة العمل الذى يريد له ذهن صافى
نور : مع السلامه يا شوشو هانم ولما ابقى أحتاجك هبقى اكلمك
اكمل نور جملته تأكيدا على غضبه منها فقد جرحت فى هدى لا يعلم سبب غضبه ولكن يعلم شيئا واحدا أن من يغضب هدى يغضبه
تحركت شوشو باتجاة الباب وهى تنظر لهدى من رأسها حتى أخمص قدميها وهى تبتسم ابتسامه سخريه
شوشو : وماله هسيبك تتسلى بيها شويه زى غيرها وبعدين ترجع لحضنى من تانى مع انها مش استايلك خالص
هنا تحمر عينان هدى وتوسعمها من شدة الغضب وهى تقترب من الشوشو وتصفعها على وجهها لتتسمر شوشو من الصدمه وايضا نور
