كان القلق ينهش فى قلب هدى والطبيب بالداخل يفحص نور وكان الوجوم يسيطر على الجميع ما هذا يتذكر الكل ما عدا هدى حبيبته عشقه زوجته لقد تبقى اقل من أسبوعان لاتمام الزفاف والان لا يعرفها وكانت هدى تبكى وشرين تواسيها
هدى : شفتى بعد كل إلى التعب إلى تعبته نسينى
شرين : اهدى يا هدى مش كدة
هدى : انا حاسه ان دى انتقام ربنا
شرين : متقوليش كدة ليه كنتى عملتى ايه
هدى : انتى عارفه يا شرين أن
لتبتلع جملتها حال خروج الطبيب ليسرع الجميع إليه لمعرفه حال نور
الطبيب : انا اسف المريض جاله حاله فقدان جزئى للذاكرة اخر سنه فاتت من حياته مش فاكرها
خالد : يعنى ايه يا دكتور طب ممكن يفتكر
الدكتور : احتمال الحالات دى مبنعرفش ليها اتجاة معين يعنى ممكن يومين ويفتكر وممكن سنه وممكن
هدى : ميفتكرش خالص
الطبيب : بس لازم تكونوا حواليه وتفكروة دايما وتحكوا له كل حاجه يمكن دى يساعدة
حسن : شكرا يا دكتور
يغادر الطبيب والدموع تنهال من عين هدى فهى الوحيدة التى لا يتذكرها نور حبيب قلبها
حسن : هدى ادخلى لجوزك متسبهوش لوحدة
هدى : جوزى مين يا اونكل دى مش فاكرنى
حسن : اسمعى الكلام وحاولى تكونى لطيفه معاة وبلاش دموع يا بنتى
هدى : حاضر يا اونكل
لتدخل هدى لنور
دولت : العمل ايه يا حسن دلوقتى والولد إلا كان فاضل أقل من أسبوعين على فرحه هنعمل ايه
حسن : انا هشوف أكبر دكتور للحالات دى وهنتابع معاه ونقول يارب
دولت : يا رب
أما فى الغرفه عند نور عندما دخلت هدى كانت تنظر الى نور وتحاول مسح دموعها
هدى : انت عامل ايه دلوقتى يا نور
نور ينظر إليها يقيمها من أصابع قدميها إلى رأسها يهز رأسه بعدم اقتناع
نور : انتى بقى مراتى انا
هدى : ايوة
نور : استحاله
هدى : ليه
نور : يعنى مراتى بجد ولا دى لعبه من خالد وشرين
تظفر هدى وتفتح حقيبتها وتخرج ورقه وتعطيها له
هدى : اتفضل
نور : ايه دى
هدى : قسيمه جوازنا
ليقراءها نور بتمعن
نور : يعنى كاتب كتابى عليكى من أسبوعين
هدى : ايوه
نور : هو انا اتعرفت عليكى ازاى
هدى : انا المساعدة بتاعتك
نور : استحاله
هدى : ليه
نور : علشان انتى مش استايلى
هدى تتكلم ببرطمه
هدى : رجعنا لنقطه البدايه من تانى
نور : بتقولى ايه
هدى : بقول ان دى نفس الكلام الى قولته ليا اول مرة اتقابلنا فيها
نور : وبعدين
هدى : مفيش لما رديت عليك ساعتها صممت انى ابقى المساعدة بتاعتك وبعد كدة اعجبت بشغلى جدا وبعدين حبتنى وفى عيد ميلادك صارحتنى بكل حاجه وطلبت تتجوزينى واتجوزنا
نور : يعنى انا متجوزتكيش علشان اصلح غلطه او حاجه
هدى بعصبيه
هدى : افندم
نور : مقصدش بس انا عارف نفسى انا اتجوز ليه
هدى : لا اتجوزت لانك حبيت حبيتنى انا
نور : يا انسه انا ما بينى وما بين الحب جبال استحاله
هدى : المستحيل اتحقق وانا اهو قدامك مراتك
نور : معقوله
هدى : تحب اديك إمارة
نور : ايه هى
هدى : عادل صاحبك و
ليقاطعها نور بعصبيه شديدة
نور : محدش يعرف الموضوع دى غير خالد
هدى : انت اخدتنى لشقتك من ايام الجامعه وحكيت لى كل حاجه وعرفتنى ازاى نور بقى بلاى بوى
نور : ياه للدرجه دى حبيتك
هدى : تصور
نور : انا اسف بس مش قادر بجد افتكر حاجه
هدى : انا عارفه ومقدرة ان دى غصب عنك وربنا يشيل الغمه دى عنك وتفتكر كل حاجه
نور : ممكن تقربى شويه
تقترب هدى منه ويطالع وجهها كأنه يريد استرجاع ملامحها من ذاكرته المفقودة
نور : عينيك حلوة قوى
هدى : دى اكتر حاجه حبيتها فيا لدرجه انك مكنتش بتقول لى غير يا عسليتى
نور : اكيد ما إلى عندها عيون شبه العسل الصافى كدة ميتقلاهاش غير يا عسليتى
لتبتسم هدى ويظل نور يطالعها
يعود الجميع إلى الفيلا ويصر حسن ودولت على اقامه هدى معهم فلقد تأجل الزفاف إلى أجل غير مسمى ولا يعلم الله ما تخبئه الايام وربما وجود هدى أمام نور دائما وتعاملها معه يعيد ما فقدة من ذاكرته وكانت هدى أخذت تعليمات من دولت أنها تهتم بشئون نور فلقد مكث أسبوعا فى المستشفى وما زال يتلقى علاجا فهى ستهتم بأكله وشربه ودوائه وايضا لبسه ستؤدى دور الزوجه سيكون لها غرفه خاصه وايضا نور أما الجناح فقد كان أوشك على الانتهاء من تأسيسه وأصرت دولت على إتمام الأعمال به وفرشه حتى إتمام الزفاف
هدى : يعنى يا طنط شيفانا خلاص الفرح على الأبواب انتى مش شايفه الحال
دولت : بت يا هدى أسواء حاجه تحصل ايه
هدى بألم شديد
هدى : أنه ميفتكرش
دولت : لو العقول نسيت القلوب مبتنساش
هدى : يعنى ايه
دولت : يعنى يا حبيبتى فكرى قلبه قبل عقله قلبه الى حبك ماليه هيفتكر وحتى لو عقله مفتكرش قلبه هيختارك ويكمل فرحتكم
هدى : يا ريت يا طنط كان عندى ربع التفاؤل إلى عندك دى
دولت : خليكى ناصحه وحاولى
هدى : تعبت
دولت : مفيش حلاوة من غير نار
هدى : هحاول
دولت : يصلح ليكى الحال يا هدى يا رب انتى وابنى
هدى : يا رب
كانت هدى تعامل نور بحب شديد وهو يتعامل معها برسميه كانت تكرهها وكان يسألها على علاقتهما وكانت تحكى كل شئ له ولكنها أخفت عنه قبلاته لها و فى يوم كانت معه بغرفته
هدى : مصمم تروح الشغل بسرعه كدة ليه مكنتش تستنى شويه
نور : الجبس وفكيته وبقيت كويس ايه إلى يقعدنى فى البيت
هدى : انا حضرت ليك لبسك إلى هتلبسه بكرة فى الشغل وانا كمان هحضر حاجتى
نور : ليه
هدى : هرجع شغلى طبعا معاك
نور : تمام
يقترب نور منها قليلا ويقف امامها
نور : قولى لى يا هدى احنا كنا ازاى مع بعض
هدى : كنا عادى زى اى اتنين مخطوبين
نور : لا اقصد واحنا لوحدنا محصلش حاجه ما بينا
هدى : زى ايه
نور : يعنى مسكت ايديك قربتك منى بوستك مثلا يعنى
تشتعل وجنتى هدى بشدة وعينيها تبتعد عن عينيه وتنظر إلى الفراغ
نور : مالك لسانك أكلته القطه
هدى تعتدل فى وقفتها
هدى : انت عاوز ايه
نور : بصراحه عاوزك
ليغمز لها
هدى : صحيح انت جالك فقدان ذاكرة جزئى لكن انت لسه زى ما انت قليل الادب ومش متربى
نور : انتى لسانك كان طويل معايا كدة
هدى : ابقى افتكر وقولى
لتخرج من الغرفه ليشاكسها وهى عند الباب بقوله
نور : افتكر ايه طوله لسانك ولا طعم شفايفك
لتنظر له هدى بشدة ثم تخرج من الغرفه وهى غاضبه
ليبتسم نور من الشرسه التى معه وتمر أيام أخرى كانت ترى نور رجل الأعمال الذى تعرفه لم يتغير أو يفقد من شخصيته شئ أما نور حبيبها كان غير موجود حتى مع محاولته من الاقتراب منها لا تعلم لما لا تشعر به تنظر وتشرد بعينيه لعلها تجدة يبرز من نظراته لكنه إبئ الخروج أو الظهور حاولت الاعتياد على نور الآخر وايضا الاقتراب منه لعل حبها الكامن بقلبه يعيدة إليها وفى يوم وكان النوم يجافيها وتتقلب على فراشها نهضت لتنزل إلى المطبخ لتشرب لبن دافئ حتى تستطيع النوم لتجدة هو الآخر بالمطبخ
هدى : بتعمل هنا ايه
نور : جعان نزلت اشوف حاجه اكلها مش لاقى
هدى : تحب اعملك ايه
نور : انتى بتعرفى تطبخى
هدى : أيوة ولعلمك دى مش اول مرة تاكل من ايدى
نور : خلاص مدام كدة انا عاوز اكل شكشوكه وحشانى قوى
هدى : اوكى هعمل شكشوكه
نور : وانتى نزلتى جعانه زى
هدى : لا مش جاى ليا نوم قلت اعمل كوبايه لبن اشربها يمكن انام
نور : خلاص اسهرى معايا أنا كمان مش عارف انام
هدى : والشغل يا حضرة المدير
نور : نتأخر بكرة شويه ولا منرحش هيحصل ايه
هدى : على رأيك
وبعد فترة
نور : ياة متعرفيش يا دودو الاكله دى وحشانى قد ايه
هدى : بالهنا يا حبيبى
نور : بس انتى مكلتيش معايا
هدى : انا مش جعانه
نور : مش جعانه ولا خايفه وزنك يزيد متخفيش يا عسليتى انتى كدة كدة عجبانى
لتبتسم هدى وتخجل ليقترب نور منها ويمسك يدها لتنتفض وتقف ليقف امامها
نور : فيه ايه
هدى : مفيش اصل
لتتوه هدى بعينيه مهلا النظرة التى انتظرتها لمدة شهر كامل بعد الحادثه نظرة حبيبها روحها قلبها نور وجدتها تطل من عينيه لتشرد بهما أما نور فكان يقترب منها حتى وضع جبينه على جبينها متقطعه أنفاسه وهو يجاهد نفسه ولكن هيهات القلب اذهب العقل وأصبح المسيطر لينظر نور إلى شفتيها وهو يبلل شفتيه بلسانه كأنه يستعد ليلتهم طبق شهى ولم ينتظر فلقد أحاط خصرها بذراعه ويدة الأخرى وضعها بين خصلات شعرها ليلتهم شفتيها بقبله محمومه كأنها بئر ماء يروى بمائه عطشه أما هدى تسمرت أمام قبلته نعم قبلته لم تتغير ليست غريبه ليست كالمرة الأولى بل هى قبله مشتاق وبشدة لينزع نور شفتيه وينظر إليها وهو يلهث ويقول
نور : وحشنى طعم الايس كريم بالمانجا قوى
لترمش هدى غير مستوعبه لتنظر له لينتبه نور ويتلعثم ويتركها
نور : انا اكتر حاجه بحبها الايس كريم بالمانجا
تداركت هدى نفسها وتحاول أن تعود لطبيعتها
هدى : اه ما انا عارفه تحب اجيبه ليك من الفريزر
نور : لا بكرة اكله
هدى : ياه الساعه بقت ٢ بعد نص الليل انا هطلع انام تصبح على خير
لتحاول هدى الخروج وهى تعطى لنور ظهرها وهو كان أمام المنضدة ويليها هو أيضا ظهرة
نور : ليه ما استغربتيش لما بوستك
هدى : مش اول مرة يعنى
نور : بس اكيد دلوقتى اول مرة ليا
هدى : تصبح على خير
وفى الصباح يستيقظ نور من نومه ويستعد للذهاب إلى العمل ولكن لم يجد هدى فلقد ذهبت إلى العمل قبله وفى الشركه كانت هدى وشرين معا بمكتب هدى
شرين : يا بنتى انتى من ساعه ما جيتى وانتى كلامك غريب يعنى ايه نور مش فاقد الذاكرة
هدى : أيوة يا شرين أنا متأكدة
شرين : متأكدة ازاى ايه إلى حصل خلاكى متأكدة كدة
هدى : فيه حاجات مش هعرف اقولها ليكى بس صدقيني نور مفقدش الذاكرة
شرين : طب فرضا إلى بتقوليه صح عمل كدة ليه
هدى : مش عارفه هتجنن معقوله يكون عرف
شرين : لا يعرف منين وبعدين يعرف يعمل كدة
هدى : اه علشان يردها لى
شرين : اسمعى مفيش غير حل واحد
هدى : ايه هو
شرين : خالد
هدى : دى بير هتقدرى تعرفى منه حاجه
شرين : سبيها عليا
لترفع شرين هاتفها
شرين : خالد انت فين الحقنى هدى منهارة ومش عارفه اعمل حاجه تعال على مكتبها حالا
لتغمز شرين لهدى لتفهمها ويدخل خالد مسرعا
خالد : فيه ايه مالك يا هدى
هدى ببكاء مصطنع
هدى : سبونى اموت نفسى وارتاح خلاص مبقتش قادرة قدامى ومش فاكرنى مش عارفنى انا بموت بالبطئ
شرين : متقوليش كدة يا حبيبتى كله هيبقى كويس
هدى : ازاى بس يا شرين أنا المفروض دلوقتى كنت ابقى عايشه احلى ايام حياتى
شرين : ولا انا كنت دلوقتى بجهز لفرحى يلا بقى هنقول ايه
خالد : استهدوا بالله يا جماعه انشاء الله خير وقريب كل حاجه تبقى كويسه
شرين : ازاى ومفيش حتى امل يقول إنه بداء يفتكر
خالد : لا فيه اكيد بس مش واخدين بالنا
هدى : خالد انت سر نور قولى نور هيسبنى
خالد باندفاع
خالد : لا يا هدى نور ميقدرش يسيبك نور بيعشقك دى انتى متعرفيش فرحته بعد ما بقيتى معاه فى الفيلا وقدامه علطول موضوع الحادثه دى فادة قوى وقربكم من بعض اكتر وصدقينى حبك فى قلبه بيزيد
لينظر خالد إلى الصامتتان المتابعتان له بتركيز شديد لتقارب شرين منه بخطوات هادئه وهى تركز على وجهه وهو يبتعد عنها حتى تلتصق بالجدار الذى خلفة و تمد شرين أناملها لتلمس بشرة خالد الظاهرة من فتحه قميصه العلويه وهى تطلق نظرات ماكرة
شرين : افهم من كلامك دى أن نور مفقدش الذاكرة وان دى لعبه
خالد بتلعثم شديد
خالد : انا قلت كدة
هدى : أيوة قلت والى كنت شاكه فيه بقيت دلوقتى متأكدة منه بس الى عايزة اعرفه ليه عمل كدة ليه
ليفتح باب مكتب هدى الفاصل بينها وبين مكتب نور لتنظر إليه وهو ينظر إلى وجهها وعلى وجهه علامات التجهم والغضب وهو يهدر بصوته
نور : علشان عرفت كل حاجه
ليعم الصمت والصدمه على الجميع