01:00

115K 6K 4.9K
                                    

تجلسُ تلك الفتاة التي تبدو في منتصف العشرينات بوجهٍ متجهمٍ على طاولةِ الطعام تتأمل الفراغ أمامها..

خبر أن والدتها قد تزوجت خفيةً عنها يجعلها تشعرُ بشعورٍ مشابهٍ للخيانةِ لكن أقوى بكثيرٍ..

بالكادِ مضى على وفاةِ والدها سنة أو أكثر بقليل ربّما !
وهاهي الآن تستعدُّ لإستقبالِ أمّها العروس الجديد..

تنهدت بضيق وهي تتمعن كوب المياه الذي طلبته من الخادمة منذ ربع ساعةٍ فهو لم يبلغ شفتيها بعد ..

"بربكِ أوسل .. لا تكوني هكذا..تعلمين أنه من حقّي أن أواصل حياتي..فلم أبلغ الخامسة والأربعين بعد"

إسترسلت والدتها بنبرةٍ لطيفة لترفع أوسل عينيها تجاه والدتها .. كانت نظراتها تدل على الإنكسار..على الشعور بالتحطم والخيانة مماّ جعل والدتها تشعر بالضيق أكثر لحالة إبنتها ..

ظربت والدتها الطاولة بخفّةٍ وقد إستقامت من أمامها لتسير ناحية الدرج لكن صوت إبنتها أوسل أوقفها :

"أخبرتُكِ سابقاً أن الطبيب قد شخّص حالتي برهابِ الذكر"
أغمضت والدتها عينيها بقسوةٍ تستمِع لنبرةِ إبنتها المحطمة نفسياً لتلتفت لها بعيون دامعةٍ ونبست محاولةً تهدئتها :

"أوسل عزيزتي.."
لم تنهي حديثها لأن أوسل قد رفعت يديها في وجه أمها موقفةً إياها وقد تسللت تلك الغصةُ بحلقها بسبب كبتها لدموعها لكن ما باليد حيلةً !

"لا تُنادني عزيزتي..أنتي تعلمين بمرضي..تعلمين جيداً بمعاناتي..لكنك وبأول فرصةٍ تزوجتي لتضعيني بمؤخرةِ رأسك غير مهتمةٍ بي"

صرخت لتشهق والدتها بألمٍ..إبتلعت مافي جوفها لتجلس أمامها مجدداً.. وضعت يدها على ظهر يد إبنتها لتسحبها هذه الأخيرة وقد أشاحت وجهها للجهة الأخرى رافضةً تماماً النّظر لوجهها !

"لا تقلقي .. لقد أخبرته برهابكِ ووعدني بأنهُ لن يقتربٓ منكِ"

همست لها لترفع أوسل عينيها أخيراً بوجه أمّها بصدمةٍ وقد وترتّرت ملامحها غير مصدقةٍ لما نبست به توًا وبكلّ جرأةٍ !

"رائع..رائعٌ للغاية ! لقد تزوجتي خفيةً عني عندما كنتي في رحلة عملٍ..والآن تخبرينني أنكي قد قمتي بإفشاءِ سري الذي آمنتك عليه لشخص لا أعرفه..ومن المؤكد أنه يستغلك لمصالحه المادية.."

سخرت بنبرتها المهتزّةِ لتجهش بالبكاء أخيراً غير قادرةٍ على التّحمّل !..بعد كلّ هذه المعاناتِ طيلةٓ هذه السّنواتِ ينتهي بها الأمر هكذا !

فُٰوٰبـيِا و إِدْمـآنْ - J.JK✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن