علا بتضحك بجنون :
- هههههههههه واااي قلبي حيقيف بالضحك
- مالك بتضحكي كده؟ قلت نكتة أنا ؟؟
- قال وليد قال هههههههههههه والله ياسماح باين جنيتي
سماح كتفت يدينها و قالت بزعل :
- على فكرة أنا عارفة نفسي بقول في شنو بس إنتي عنيدة ، و بتناديني و تجيبيني من بيتنا على ملا وشي و لمن أديك رايي تستهتري بيهو ، أنا زاتي ماشة بيتنا سلام
علا مسكتها قبل ما تمشي و قالت :
- أقيفي خلاص آسفة
وواصلت بجدية :
- ياسماح الأنا فيهو ده ما ليهو حل خالص
- مافي شي ما ليهو حل
- طيب خليك مني ، وريني إنتي ماعندك جديد من أيمن؟
سماح زفرت بضيق وقالت :
- دي مشكلة تكوني مخطوبة لود عمك يخليك سنين معلقة و مافي زول يقدر يسألو ، حسي لو كان زول غريب ما كان صبرو ليهو ستة سنين
- بس هو متغرب و شقيان عشانك
- يازولة بلا هم أنسيني من سيرتو التجيب الغم دي
علا قالت و هي مترددة :
- سموحة ، إنتي لسه بتفكري فيهو ؟؟
- سراج أخوك ؟؟ ما هو إنتي عارفة
علا ربتت على كتفها و قالت :
- اتذكري إنو ما كل البنحلم بيهو هو الخير لينا مرات نحن نتمنى شي وربنا يدينا الأحسن منو، ومرات نرسم و نحلم و نفكر و خطواتنا تسوقنا اتجاه تاني ، و مرات نيأس و نستسلم للواقع و تجينا أمنياتنا وتتجدد آمالنا وتتحقق رغباتنا ، كلو في علم الغيب و كلو بيد ربنا
- ونعم بالله يا علا يا أختي
والاتنين سرحو وحدة تفكر في سراج والتانية تفكر في وليد والكلام الغريب القالتو صحبتها
.
.
الوقت ده وليد كمان كان بفكر في حكاية علا و قرر يتصرف و يخت حد لتصرفاتها دي ، قام من مكانو وطلع من المزرعة و بقى ماشي على محمد ولد خالتو الكبير في مكان شغلو عشان يكلمو بالعريس المتقدم ده ، محمد كان عندو مكتب محاماة صغير كده ، وليد لقى معاهو زبون فبقى منتظرو في المدخل اللي هو ممر ضيق ، بقى يتأمل في الصور المعلقة و يبتسم ، كانت صور لأفراد الأسرة في فترات زمنية مختلفة ، وقف في الصورة الأولى كانت للأخوات التلاتة سعدى ونوال وروضة وهم أطفال وواقفات بالترتيب ووراهم أبوهم في مزرعة الدواجن ، ابتسم بحزن وهو بقول في نفسو كيف الحال اتغير و الأختين بقو كيف مع بعض والتالتة ما دريانة بشي ، مشى للصورة البعدها والبعدها ، لغاية ماوقف على صورة جدو وحبوبتو وابتسم مرة تانية بعد اتذكرهم و اتذكر بيت جدو القديم الكان لاميهم كلهم بالحنية و المحبة…. الصورة البعدها ماعرف صاحبها بقى يتأمل فيهو و فجأة اتخلع لمن سمع :
- دكتوور وليد شخصيا
اتخلع واتلفت على محمد :
- محمد ياود الخالة
- عجبتك الصور ولاشنو
وليد أشر وقال :
- صور جميلة لكن ده منو ؟
- ده جد حبوبة سكينة أبو أمها
- لقيتها وين الصورة دي أول مرة أشوفو
- تعال جوة و أنا أحكي ليك حكاية الصورة دي
وليد لقى نفسو مشدود للقصة و طوالي نزل الصورة من الحيطة وشالها معاهو ودخل ورا محمد المكتب.
.
.
في بيت نوال :
دخلت على بتها لقتها كالعادة سرحانة بعيد ، بس المرة دي ما كانت حزينة زي كل مرة ، كانت بتفكر و عيونها فيها لمعة غريبة وجديدة ، نفضت الأفكار من راسها لمن انتبهت لأمها واقفة وقالت :
- يمة إنتي مش كنتي دايرة تمشي تشوفي أخواتك؟
- يابنيتي أنا كان ما شفتهن و اتطمنت عليهن أصلو بالي مابروق
علا طوالي قامت وقالت :
- أرحكي بمشي معاك
طلعو الاتنين على بيت سعدى ودخلو شافو روضة ، وعلا زي كل مرة حاولت تتونس معاها و كالعادة مافي تجاوب ولا رد ، والوقت ده نوال قالت لي سعدى إنها دايراها براها و طلعو خلو علا مع خالتها المريضة الكانت بتلعب بي خاتمها الفي أصبعها وتلفو يمين وشمال :
- خالتو روضة خاتمك ده حلو شديد
روضة طوالي طلعتو و مسكت يد علا لبستو ليها ، علا اتخلعت لأنو كان كل همها تفتح موضوع وخلاص ، وكمان هي عارفة إنو الخاتم ده في يدها من زمن طويل و غريبة تطلعو بالسهولة دي ، بس الأغرب من كده كان إنو روضة اتكلمت و قالت :
- حافظي عليهو وعلى ولدي
علا اتخلعت شديد لأنو روضة مابتتكلم غير مع وليد و نادر جدا ، و قالت :
- خالتو قصدك شنو
- وليد
- وليد مالو ؟
روضة ماردت و رجعت سرحت بعيد و تهز رجلها ، وعلا بقت محتارة من الكلام ده و مافاهمة قصد روضة و كمان بقت تفكر في الصدفة الخلت سماح قبيل تفاتحها في موضوع وليد و تجي خالتها تقول ليها حافظي على وليد….
…
برة كانت سعدى بتقول لنوال :
- أجي يا نوال ده كلام شنو ده ، المزرعة دي وصية أبونا تجي تقولي نبيعها
- يا سعدى يا أختي الله ما أمر بالهلاك ، المزرعة دي ماخدة صحتنا و مجهودنا ووقتنا بلا فايدة و ما طايلين منها أي شي و أنا صحتي ماشة في النازل و محتاجة لقرشين أتعالج بيهن برة ، هنا الدكاترة ماعرفو مرضي شنو و أبونا براك شايفة وضعو ما زي زمان ، والأولاد شايلين البيت ، أنا كان علي خلاص فترت من الدنيا دي و منتظرة يومي يتم ، لكن لمن أشوف أولادي و بنيتي و ريدتهم لي مابهونو علي
سعدى قالت بجمود :
- خلاص أنا عندي قريشات كدي موفراهن حقاتي و حقات روضة بكلمها وبديك ليهن ، كنت دايرة أعرس بيهن لي وليد لكن صحتك أهم
نوال جرحها أسلوب سعدى ، قالت وهي بتقاوم عبرتها :
- يا أختي أنا ما دايرة حق زول ، نحن نجيب زول يتمن لينا المزرعة دي و نشوف نصيبي بجيب كم و أبيعو ليك عديل
- كلام سمح ، باكر بخلي وليد يشوف الموضوع ده وبديك خبر
.
.
وليد هناك كان بسمع في قصة الصورة من محمد ويقول :
- و البخلي جدي يدس الصور دي شنو
- والله ماعارف لكن انت عارفني في صغري كنت شقي كيف وعنيد و كل ما جدو ينهرني و يقول لي ما تدخل المخزن تاااني بسرق المفتاح و بدخل و أكتر شي لفتني الصورة دي و مستغرب ليه جدو داسيها و مرة سألتو منها أداني علقة بسوط العنج وقال لي لو قربت منها ولا سألت بجلدك تاني
وليد من حيرتو رجع يتأمل الصورة ، و قال :
- وهو ده جد حبوبة من أمها ، طيب جدي محتفظ بيها لشنو
- لأنو جدو وحبوبة بيناتهم قرابة يعني ده بكون جدو برضو
- انا عارف لكن برضو محتار
وفجأة ضيق حواجبو و قال وهو بدقق في الصورة :
- إنت يا محمد المكان المتصور فيهو ده وين ؟
محمد عاين و قال :
- ماعارف بالضبط
- ده سلم عريض وفخم كده و وراهو نخيل ، المكان ده مافي القرية دي أصلو
محمد قال :
- الناس ديل زمان كانو بسافرو كتير ورا التجارة و الشغل
- تسمح لي آخد الصورة دي معاي ؟
- شيلها لكن ماعارف مالك انشغلت بيها كده
وليد شالها وقام طوالي وطلع وهو ناسي تماما الموضوع الأساسي الجابو هنا لمحمد….
….
…
علا بعد رجعت بيتهم بقت لافة في غرفتها وبتفكر و تعاين في الخاتم الفي أصبعها ، ليه خالتها أدتو ليها و ليه تقول ليها حافظي على وليد ؟ قلبها دق شديد لمن جابت اسمو في نفسها و سحبت نفس عميق و قالت بصوت مسموع وهي بتنفض راسها :
- لا يا علا لا ، وليد ده أخوك مستحيل تفكري كده
نطت لمن الباب اتفتح :
- سراج خلعتني ، وبعدين ألف مرة بقول ليك دق الباب أول..
سراج ما رد عليها و مشى قدام مرايتها شال عطرها رش منو وشال المشط مررو على شعرو و هو بصفر ، وهي قالت بعصبية :
- أنا مابحب زول يستعمل مشطي لو سمحت
عاين ليها في المرايا وقال :
- خفي علينا يااا سبنا إنتي ، و بعدين دي شنو الحاجات الكتيرة الراصاها دي
بقى يهبش في أغراضها ويقول :
- حسي إنتي بتستعملي ده كلو في شنو يعني
- دي أمور بنات مالك دخل فيها ، غايتو الله يعينها الحتتزوجها بعدين
سراج قال بجدية :
- كانت وحدة و راحت
علا العبرة خنقتها و قالت :
- بكرة ربنا يديك التملا عينك و قلبك
.
.
وليد رجع البيت ودخل بدون مايمر على روضة زي مامتعود، و قفل بابو عليهو بالمفتاح و قعد وطلع الصورة من البرواز و ختاها قدامو و بقى يتأملها و يمرر أصبعو فيها ، و يقول في نفسو :
الصورة دي أبيض و أسود لكن رغم كده باين إنو في مطر ، و الجد ده واقف في مدخل السلم تحت مظلة ، مكتوب تحت الصورة تاريخها وزمنها ، والجد لابس تقيل يعني ده فصل الشتاء ، و الساعة اتنين و ربع يعني نص النهار ، ده نفس مناخنا بالضبط ، و القرية دي مناخها مختلف و متميزة بكده ، يعني ده هنا أكيد ، لكن هنا ماعندنا قصر أو مبنى بالفخامة دي… إلا لووووو…… بسسس دي الناحية التانية ، أكيد دي الناحية التانية ، وأنا لازم أعرف بهناك في شنو ، و حكاية الجسر الفاصلنا ده شنو…
…
…
يتبع
مع خالص الود
رحمات صالح