تنبيه : جميع أحداث وشخصيات الرواية و الأماكن و الأحداث التاريخية والسياسية من نسج الخيال ولا علاقة لها بالواقع
وليد بعد سمع القصة من التركي بقى مندهش جدا و في نفس الوقت شعر بحسرة كبيرة ، الحكاية السمعها كانت منطقية نوعا ما و فيها أجوبة لتساؤلات كتيرة كانت بتدور في ذهنو مما كان صغير لكن لسه في حاجات غايبة عنو ، جاهو صوت من جواهو بقول ليهو إنت مالك ومال الحكاية دي ، لكن شغفو بالموضوع ده كان أقوى و كان حاسي بالمسؤولية تجاه نفسو وتجاه الحوالينو وتجاه القرية كلها….
….
طول الليل كان بفكر و يحاول يربط المعلومات العندو مع القصص المتفرقة السمعها ، ماقدر ينوم أكتر من ساعتين و أول ما الصباح أصبح قام وجهز و هو طالع من البيت اتذكر روضة ، رجع ليها لقاها نايمة مسح على راسها و قال :
- استودعتك الله الذي لاتضيعه ودائعة
روضة طوالي صحت و مسكت يدو قبل ما يزح ، وقعدت و قالت :
- اقعد
وليد قعد جنبها وهو مامصدق يسمع صوتها ، وقالت ليهو :
- عندي طلب
- تأمري إنتي
- تنفذ؟
- عارفاني مستحيل أرفض ليك طلب
- تتزوج علا
وليد قلبو نط من مكانو لأنو الفكرة بالنسبة ليهو مامنطقية و مستحيلة أصلا و طوالي رد عليها :
- لكن هي أختي
روضة سكتت و بقت تهز في رجلها و سرحت ، وهو عرفها انها رجعت لحالتها وتاني ما حتتكلم….
….
…
علا بهناك عملت الشاي و رمت اللقيمات وطلعتو في الحوش وكلهم قعدو لكن لاحظت لسراج أخوها مافي دخلت تناديهو لكن ما لقتو جوة ، لفت نظرها إنو دولابو كان مفتوح مع إنو حريص يقفلو دايما ، كانت حتمشي قبل ماتتنبه لدفتر صغير كان طرفو طالع من تحت الهدوم و اتذكرتو مباشرة لأنو لونو بنفسجي مميز ، وكان جواهو اوراق و قصاصات … اتلفتت حوالينها و بقت تنازع فضولها ، في الاخر شالتو و جرت بسرعة على غرفتها ، وبقت تقلب فيهو ورقة ورقة
{بعمق البحار و بعدد ذرات الرمال بحبك}
علا ضحكت بحزن ، كانو صغار و حبهم نقي و بريء بس الظروف بقت أقوى منهم ، رفعتها لقت تحتها قصاصة على شكل قلب مكتوب عليها
{من س إلى س أحبك للأبد}
بقت تقلب في الذكريات و في الجوابات المتبادلة بين أخوها وصحبتها و الأساسا أغلبها كانت هي البتوصلها ، مسحت دموعها و شالت الدفتر رجعتو و هي متحسرة على حبهم الضاع بسبب شي خارج عن إرادتهم الاتنين….
.
.وليد كان ماشي وهو ما حاسي بطول المسافة لأنو بالو مشغول بالأفكار المتزاحمة في راسو… و بعد مشوار طويل بدى يحس بالخوف لمن لقى نفسو طلع من حدود القرية و بدا يشوف الجسر من بعيد ، قلبو دق وهو بتذكر الحصل معاهو في طفولتو و الكابوس البقى مستمر معاهو بعدها لكن فضولو و إصرارو إنو يعرف الحقيقة كان أقوى من رهبتو…..
وصل بداية الجسر الكان ما اتغير من سطاشر سنة ، نفس المكان المهجور و الكراكيب و الأحجار و الأسلاك الشائكة و الأوساخ المتجمعة ، وقف بحيرة و هو بفكر ماعارف يبدا من وين و يلقى الزول المجنون القالو ليهو عليهو داك كيف ، وفي اللحظة دي شعر بصوت خطوات وراهو ذكرتو الموقف القديم ، لكن المرة دي هو أكبر و بنيتو أقوى ، وطوالي اتلفت وهو جاهز يصارع ويقاوم لكن اتفاجأ لمن لقاهو عجوز عمرو فوق التسعين سنة ، لابس شوالات خيش و رابط حبل حول رقبتو ومنظرو مقزز ، وشعرو ودقنو طويل و مليان شيب وغبار...
وليد لمن شافو بزحف على ضهرو كأنو حيقوم ويهرب طوالي ثبتو وقال :
- أقيف ، أنا بس جاي أتكلم معاك
المجنون حاول يضربو بس وليد مسك يدو وقال :
- أنا صاحب هجو… التركي…. بتاع القلاب البجي يشيل الرملة ، هو قال لي أجي و أتكلم معاك
الزول هدأ شوية وقال :
- تتكلم معاي في شنو يا ولد
- كدي تعال معاي نقعد هناك ونتكلم
العجوز اتردد بس وليد مسكو من ايدو و أخدو وقعدو فوق صخرة وقال :
- أنا عارفك ياحاج زول ماشاءالله يعني موسوعة وعندك معلومات كتيرة بس مافي زول بسمع منك وبصدقك غير هجو لكن أنا مصدقك وعارفك بتقول الحقيقة
المجنون عاين ليهو شديييد ، و وليد واصل :
- دايرك توريني بهناك للجسر ده في شنو ؟ وليه هو مقفول كده
الراجل بدا يرجف وصوتو الأصلا مهزوز بسبب الشيخوخة بقى مخنوق أكتر ، وقال :
- شايف السراااب داااااك
وليد عاين مكان ماهو بعاين وقال رغم إنو مافي أي سراب :
- اي مالو؟
- ديك الحقيقة ، مجرد سراب حتجري وراها وماحتصل لشي
وليد بدا يفقد الأمل لكن قال :
- الحقيقة عمرها ماتكون سراب ، ممكن تكون بعيدة بس الواحد الداير يصل بصل
- ههههه زماااان القالو كده أعدموهم ، شايف الحبل الفي رقبتي ده؟؟
- ده شنو الحبل ده
- هم ربطوهو لي كانو حيعدموني زيهم ، لكن هربت
- كانو حيعدموك ليه
- عشان قلت الحقيقة ، مع إني ما كنت فاهمها… في واحد عمرو ستة سنين بفهم كلام زي ده؟ ويقولو سيف الدين مجنون ياخ هم المجانين
- طيب ياحاج سيف الدين دايرك تحكي لي وحدة وحدة
عاين تجاه الجسر وقال :
- ياريت لو ما كان اتبنى ، التقول لعنة ونزلت على البلد دي شقتها على اتنين
- هو اتبنى ليه ؟
- بسبب فاطمة السمحة و فاطمة الشينة
وليد افتكرو بدا يخرف لكن قال يطول بالو :
- و ديل مالهم ؟
- فاطمة السمحة كان دايرها ود خالتها لكن أبوها مابريد خيلانها قام بالجبر عرسها لود عمها و أصلا ود عمها كان معرس فاطمة الشينة اللي هي بت خالو
وليد بدا يشعر إنو دي ما مجرد تخاريف والكلام ده فعلا أساس الحكاية ، بقى مركز معاهو :
- وبعدين
- اها قامو الخيلان حلفو يدوروها حرب ، وهم كتاااار قامو نزلو في الاعمام ضرب و حريق بيوت
- ياساتر ، وبعدين
- بعدين قامت الحكومة…….
و سكت و أشر :
- الحكومة جاتهم زي ما جاتك حسي ههههههه يازووول إنت انتهيت خلاص الفاتحة على روحك
ورفع يدو وبقى يقرا الفاتحة وهو بضحك ، و وليد قايلو بتكلم برة راسو قال يسايسو :
- لا أنا مافي شي بجيني كدي كمل
في اللحظة دي سمع صوت عربية وبسرعة اتلفت يمينو ، و شاف بوكس باللون الأسود فيهو قوات نظامية جاي عليهم عديل ، ووقف قدامهم مباشرة…يتبع
مع كل الودرحمات صالح
الجسر