.
- لا سماح ما بتقول كده ، مهما تكون مضغوطة من أبوها وزوجها مابتقول أنا بكون سمعت غلط…. ياربي ده شنو البحصل يوم ورا التاني ده يااااربيييي
سحبت نفس عميق يمكن النار الجواها تنطفي ، كانت حاسة إنو دموعها جفت و بقت ماعندها قدرة على البكى أكتر من كده بس في طعنة و جرح عميق غاير جواها بزيد بسبب الحاجات البتمر بيها دي… سمعت تلفونها برن شالتو بسرعة ولهفة أصلا ده حالها من يوم وليد اختفى و هي كل ماتسمع رنة تلفونها بتدعي يكون هو ، لقتو رقم غريب اتوقعتها تكون سماح رجعت من رقم تاني عشان تعتذر وتوضح إنو في سبب خلاها تعمل كده ، لكن…..
- ألو…
- أيوة
- إنتي علا؟
- منو إنت؟
- أنا زول مابتعرفيهو بس دايرك تركزي في كلامي ده كويس وتحفظيهو لأني ما بقدر أقولو مرتين
- كلام شنو ده
- بلغي وليد إنو كل المعلومات الهو دايرها اتكتبت ليهو في ورق جوة صندوق و الصندوق اتدفن تحت شجرة أول مايقطع الجسر حيلقاها على يمينو بس يعمل حسابو لأنو ما كل مرة تسلم الجرة و عمر تاني مابقدر يساعدو
- ده شنو مافاهمة شي وليد وين هو؟ و إنت منو و لقيت رقمي وين؟
- بلغي الوصية و إياك تقوليها لزول غير وليد ، سلام
- دقيقة….
قفل قبل ما تكمل كلامها رجعت اتصلت في الرقم قفل فيها ، اتصلت تاني لقتو مقفول ، قلبها بقى يدق شديد لأنو دي مسؤولية فوق قدرتها وليد وين و الكلام ده شنو و كيف تسكت بيهو و هو ممكن يكون طرف خيط يوصل لمكان وليد أو على الأقل يوضح سبب اختفاءو….. اتنفست بعمق وقالت :
- يااارب تكون بشرى خير ياااارب
وقامت لبست ومشت على بيت خالاتها تشوفهم و تطمن عليهم رغم الضغط الكبير الكانت حاسة بيهو….
.
.
.
الصديقين وليد وعادل كانو ماسكين في بعض لمن وصلو بداية القرية ، و في اللحظة دي عادل انهار ووقع في الأرض ووليد حاول يلحقو ماقدر يدنقر ، اتلفت حوالينو شاف كارو شايل شوالات أشر ليهو ، جا عليهم طوالي و رفع عادل فوق الشوالات أما وليد ما كان في ليهو مكان يركب فيهو قام وصف ليهو بيت عادل و قال :
- وصلو بس لي أهلو ، وأنا بتصرف
الولد مشى و وليد بقى يجرجر رجلينو بصعوبة لغاية ما لقى نفسو قريب للسوق والناس اتلمو فيهو بعد ما بعضهم عرفوهو و شالوهو ووصلوهو البيت……
دقو الباب و هم متكلين وليد ، علا فتحت ولمن شافتو قدامها صرخت صرخة عالية :
- وليييييييييييد
روضة جات جارية ، وسعدى جات عليهم وهي بتتكا بالعصاية و لمن شافتو وقعت من طولها و بقت تبكي ، وليد حاول يدنقر عليها أو يرفعها لكن آلام الكسر منعتو ، بقى يبكي معاها ويقول :
- أعفي لي يمة ، ماكان بيدي أغيب ده كلو أعفي لي يا الحبيبة
.
.
.
بعد مرور شهرين ونص :
- وليد ، ليه ماشربت العصير ده جبتو ليك قبيل
وليد لز الكباية و قبل عكس ، وعلا جاتو بالناحية وقالت :
- إنت من يوم رجعت و ده حالك لا كلام لا أي شي ، لمتين بس
- يا علا لو سمحتي….
قاطعتو وقالت :
- أنا كل مرة بزعل من أسلوبك ده و بخليك لكن كده كتير ، قوم شوف حالك و شوف مصالحك الواقفة دي… المزرعة بقت مهجورة و أمك محتاجة رعاية و خالتك محتاجة ليك و أنا و كلنا ، في الأول كنت تعبان بس حسي اتعافيت و صحتك رجعت أحسن من أول أبقى راجل و قوم على حيلك
وليد عاين ليها مسااافة و هو من جواهو في سرو بقول :
- جسدي اتعافى لكن في كسر عميق جوة ده ما شفى ولا حيشفى ، المريت بيهو كفيل إنو يحطمني حتة حتة.. الغدر والحيرة و بريق ، التعذيب و الإهانة والذل ، الطريق البديتو وماعرفت أكملو…
- وليد ، رد علي
وليد قال بصوت مخنوق :
- حاضر يا علا من بكرة بقوم على المزرعة مش ده الدايراهو؟
- لازم ترجع زي أول ، أنا ماعارفة تفاصيل الحصل معاك وإنت رافض تقول لكن لازم تتخطى أي شي و تشد حيلك
و بلعت ريقها وواصلت :
- عشان خاطر أختك البتريدك شد حيلك
وليد اتجاهل الجملة الأخيرة و قال وهو برد على القبلها :
- الحصل قلتو بدل المرة ألف ، فضول خلاني آخد عادل و نمشي بهناك ، قبضونا و اعتقلونا و فجأة أفرجو عننا بطريقة مامتوقعة ولا مفهومة
علا سحبت نفس عميق و هي بتحاول تدفن الكلام الشايلاهو و ساكتة بيهو ، أمانة تقيلة اتختت ليها في رقبتها لكن مابتقدر توصلها ليهو لأنها شايفة حالتو و كمان خايفة عليهو يتهور و يمشي تاني و يحصل زي ما الزول حذرها إنو ما كل مرة تسلم الجرة وخافت تكلمو تبقى سبب في إنو يتحبس تاني و مايرجع، لكن بقت في حيرة و خايفة تكون المعلومات دي هي السبب في حالة وليد دي ولو وصل ليها حيرتاح و يرجع زي ما كان….. في الآخر اكتفت بكلمتين :
- الله يهون
.
.
في مكان تاني ، بهناك للجسر :
شالت البخاخ الشفاف مثبت اللون و رشتو على اللوحة بعد ما انتهت منها ، رجعت ورا عاينت ليها بفخر و إعجاب و بعدين شالتها ختتها جنب كمية اللوحات المرسومة البعبرو عن نفس المعنى و المضمون ، شالت كباية القهوة شربت منها شوية و هي بتعاين للشنطة و التلفونات الاتنين ، همست لنفسها :
- لسه الحيتعمل و الجاي كتير ، لسه يا وليد
سمعت جرس الباب برن ، اتخلعت لأنو مافي زول بجيها في المرسم ده ، مشت بخطوات خفيفة وهي حفيانة عشان ماتصدر صوت ، عاينت بالعين السحرية و شهقت لمن شافت الزول الواقف :
- ده الجابو هنا شنو
الجرس رن مرة تانية ، وهي لسه بتعاين… و بعد داك الزول طلع ورقة و كتب فيها كلام و لزاها بتحت الباب و مشى
انتظرت لمن شافتو مشى و سحبت الورقة بسرعة و بقت تقرا :
- أنا عارفك موجودة و عارفك بتتهربي مني يا بريق أنا داير فرصة أتكلم معاك و أثبت ليك إنك فاهمة كل شي غلط ، ده رقمي اتصلي علي و لو ماواثقة فيني دي حسابي على الفيس ممكن تراسليني من حساب مختلف و مافي زول حيعرف إنو دي إنتي الكلمتيني ، منتظرك أنا…..
قالت وهي بتضحك باستهزاء :
- قايلني غبية ههههههه يااا حفيد دافنشي إنت ، لكن مش عامل فيها ذكي أنا حأوريك
و طوالي مشت فتحت اللاب توب و عملت إيميل جديد و دخلت بيهو على الفيس بوك…
.
.
.
اليوم التاني وليد قام من بدري ، أخد حمام بعد ما حلق شعرو ودقنو.. و لبس و طلع ماشي على المزرعة و هو في بالو كلام علا إنو وراهو ناس محتاجين ليهو وبترن في أضانو كلمة أبقى راجل و دي أصلا الكلمة الفوقتو من حالتو ، كان حاسي إنو في زول ماشي وراهو بس كل مايتلفت مابلقى شي غريب…. طنش و دخل المزرعة وبقى لافي فيها وهو بفكر يبدا من وين و يعمل شنو و أصلا أغلب الدواجن ماتت و الباقي مريض ، كان بفكر في حلين إما يقنع أمو ويبيعو المزرعة ويعملو مشروع تاني أو يلحق باقي الدواجن تتعالج و يزيدهم و يبدا يعمرها تاني ولو إنو صعب
- وليد
اتخلع لمن سمع صوت أنثوي بنادي ، لقاها وحدة لابسة توب ولافاهو في وشها ، اتلفتت يمين شمال و لمن اتطمنت إنو مافي زول زحتو من وشها وقالت :
- دايراك ضرووري في كلمتين
وليد اتخلع وقال :
- سماح؟؟؟
- اي يا وليد أنا سماح زاتي الكنت صحبة علا و حسي تكونو بتقولو سماح باعت صحبتها و اتخلت عنها عشان عرست و….
وليد قاطعها :
- ده شنو أنا ماعارف أي شي زي ده
سماح عيونها دمعت وقالت :
- يعني علا ماقالت عني كده؟؟
- أنا ماقالت لي
- طيب أسمعني ، أنا فكرت كتيييير قبل ما أجي أقول ليك الكلام ده ، و ماعارفة نتيجتو حتكون شنو… لكن أنا متأكدة إنو مافي زول غيرك ممكن يحل المشكلة دي ، و كمان مافي زول غيري ممكن يقولها ليك لأنو أساسا مافي زول عارفها و أنا مهما بعدت من علا لكن خايفة عليها شديد و شايلة همها و بفكر في مصلحتها ، أنا مسافرة لزوجي و دايرة قبل ما أسافر أكون عملت العلي
وليد قال بقلق :
- في شنو قلقتيني
سماح بلعت ريقها ، و قالت وهي بتغالب دموعها :
- خليك زول متفهم وواعي زي ما أنا ظنيت فيك ، و الحأقولو ليك ده ما ذنبها ولا بيدها ، هي ضحية و مجني عليها… كل ذنبها إنو واحد حيوان ما فكر إنو القدامو دي طفلة بريئة ما ليها ولا عليها… الشوارع مليانة بنات ليل لكن الواحد لمن يكون قذر بتجرد من الإنسانية و ممكن ينهي و يدمر حياة بت للأبد بسبب لحظة وتعدي……
وليد بدا يفهم لكن طرد الفكرة من بالو و هو بتمنى إنو يكون الفهمو غلط…..
- وليد إنت فاهمني دايرة أقول شنو ؟
قال بسرعة :
- لا لا
- علا.. بت خالتك ، عرضك.. سمعتها و اسمها وشرفها من سمعتك إنت ، علا ما حتقبل تتزوج أبدا ، حتفضل ترفض و ترفض كده طول عمرها ، إنت الممكن تنقذها من الهي فيهو ، إنت الوحيد الممكن تحل ليها مشكلتها…. وتسترها……..
وليد شعر إنو الدم كلو بغلي في عروقو ، و براكين اشتعلت في صدرو ، قبض كفة يدو شديد و قال من بين أسنانو :
- ده منو الكلب العمل كده ؟
- نحن ما يهمنا منو ال….
- سماح… من غير ولا كلمة زيادة… ده.. منووو… العمل فيها كده؟؟؟؟؟
.
.
.
يتبع ، مع خالص حبي
رحمات محمد صالح
الجسر