وليد ندم على تسرعو لكن شعر إنو فات الأوان على الندم ، في اللحظة دي ما فكر في نفسو ولا في مصيرو الحيواجهو لو اتقبض تاني ، كل الجا على بالو الناس الواقفة بهناك و منتظراهو و مأملة فيهو و حق الناس الاتقتلو المفروض ياخدو و بريق الختت يدها في يدو وعلا و كل أهلو ، بقى ماعارف يفكر ، مفروض يجري بسرعة ولا يستسلم ولا يعمل شنو لكن كلو اتحسم لمن اتفتح باب الغرفة و دخل بتاع الأمن و وراهو ممرض ، و قال :
- في مشكلة ؟
علي أشر على وليد وقال :
- الزول ده قاعد يقول لي شرطة في صفنا و ناس يد وحدة وشنو مابعرف
بتاع الأمن أشر لوليد :
- تعال معاي برة
وليد طلع وراهو باستسلام و لحقهم الممرض و قال :
- معليش يا أستاذ الزول ده مما وقع و اتضرب في راسو بقى كلامو بس ياهو كده و حتى مابعرف الناس كويس
وليد اتنفس بي راحة و قال :
- ياا سااتر الله يشفيهو…
و بسرعة مشى وهو مامصدق إنو طلع منها لكن عرف إنو كده خسر واحد من الناس الكان ممكن يساعدوهو ، و منها طوالي فكر يمشي للشخصية التالتة على أمل إنو يتعاون و يطلع منو بشي…..
طلع تلفونو بالشريحة الركبتها ليهو بريق و كان حيتصل عليها لكن قبل كده لقى نفسو بتصل على علا يتطمن و يشوف الحاصل شنو ، علا فتحت الخط :
- ألو منو معاي ؟
- أنا وليد
- وليد اتصلت في وقتك أسمع الخالة دي بتتكلم
" حسن ولدي اتقتل غدر بسبعة رصاصات تلاتة منهم في راسو ، ولدي العمرو ما أذى زول ولا غلط في زول ، طول عمرو رزين وهدي ورضي بخاف ربو و بخاف الله فيني و في أخواتو الماعندهم غيرو ، ولدي المرق عشان يجيب الحقيقة و يرجع الحقوق المسلوبة مننا ، مرق فارس و أسد و جاني جنازة … و "
هنا تلفون علا قطع شحن و وليد حاول يتصل لقاهو مقفول و من الحسرة الجواهو طوالي اتصل على بريق وقال :
- يلا أنا ماشي على محمد طيفور وريني أتوجه على وين
- يا وليد إنت تعبان و ما نمت تعال البيت أخد نومة و بعدين أ….
قاطعها بعصبية :
- أنوم ؟ و هناك الناس واقفة بالتعب والجوع و الحر و كمان قلوبهم مولعة نار و حسرة…. مستحيل عيني تغمض في وقت زي ده…
- أوووفف طيب إنت حسي وين
وليد وراها مكانو و بقت هي توصف ليهو لغاية ما اتأكدت إنو وصل بيت الشرطي محمد طيفور….
دق الباب و سأل منو نادوهو ليهو… وداك أول ماشافو قال :
- إنت وليد صح؟
- أيوة
- مرحبا بابننا الشاب المناضل صاحب المبدأ و العزيمة مرحبا اتفضل…
وليد ماعرف يتطمن ولا لا لكن قرر ياخد حذرو لغاية ما يتأكد منو
- طبعا أنا منتظرك بفارغ الصبر ، إنت أسطورة إنت فخر لينا عملت المافي زول قدر يعملو إنت وقود حرك الناس كلها و ألهمتهم و….
هنا تلفونو رن ، استأذن من وليد و رد :
- ألو… نعم ؟؟ ده كلام شنو ده ؟ متين حصل كده ؟ إنت متأكد ؟؟ طيب طيب… بلغني لو في أي جديد
وقفل وقال :
- قالو قوات الشرطة اتحركت على الجسر تحسبا لأي تظاهرات ممكن تحصل ، و عشان يمنعو متظاهرين القرية إنهم يدخلو هنا…
وليد قال :
- بس العارفو أنا إنو الشرطة هناك بقت في صفنا و طالما حكومتنا وحكومتكم وحدة يبقى ممكن نكسب الشرطة الهنا بسهولة
- يمكن إنت تكون ماعارف إنو عندنا هيئة خاصة دي المتحكمة في زمام الأمور و عنيفة جدا و تقريبا هي المحركة الشرطة
- طارق الجزار
- نعم ، الظاهر كده إنو ده هو رئيس هيئة الأمن السرية الخاصة
- يبقى لازم نبدا من عندو
- بس كيف حنصل ليهو
وليد قال :
- نحن عندنا موقع الهيئة دي بس كيف حندخلها
- طيب خليها علي ولو الأمور مشت كويس أنا ممكن أخترقها عن طريق الناس المعاهو بس فيها مجازفة
- بس ماتنسى إنو أهم شي عامل الزمن
سكت شوية ، و بعد داك قال :
- الفتنة
وليد مافهم و قال :
- دي الحاجة الممكن تشق الهيئة دي أو تفصل بينها و بين الشرطة
- مافاهم قصدك
- الخطة كالآتي ، حأختار مجموعة من أبناء الشرطة الوطنيين المخلصين وتقريبا جاهزين عندي ديل أولادي نشأو على يدي.. حنبلغ عنهم الهيئة إنهم حاولو يعملو انقلاب.. حيتقبضو حالا ، هنا حنطلع وسط الشرطة إشاعة إنو الهيئة خافت من انقسام الشرطة زي ماحصل في القرية وبقت تقبض على أفراد الشرطة بدون وجه حق… لو توقعاتي ضبطت كل الشرطة حتنقلب على الهيئة لأنهم مسبقا حاسين إنو الهيئة بتمارس سلطة ماحقتها و قمعت دور الشرطة ، و طبعا في جزء كبير من الشرطة ماعارفين أصلا بوجود الهيئة دي فلو عرفوها في الوقت ده حيبقى من صالحنا….
وليد قال :
- خطة محبوكة لكن فيها مجازفة
- يا ابني هي الحكاية كلها مجازفة في مجازفة ، يلا نتوكل و ربنا معانا
- طيب أنا عندي زول جاهز يقتحم المعتقلات و يفرج عن المساجين، ده لو اتزامن مع هجوم الشرطة على الهيئة حنكون كسبانين كتير
- على بركة الله….
….
.ٌ..
هناك بريق كانت قاعدة في المرسم ، ثبتت ورقة بيضاء جديدة على اللوح و بقت تفكر ممكن تضيف شنو على الرسومات الرسمتها ومجهزاها ومنتظرة وقتها يجي ، ابتسمت لمن جاتها فكرة و فتحت تلفونها قلبت في الاستديو طلعت صورة لوليد كانت ماخداها ليهو بالدس لمن جا عندها هو وعادل و كانت ماخدة حذرها منهم عشان كده صورتهم ، ختت التلفون جنبها و بدت ترسم بقلم الرصاص ، مع كل خط بتعملو كانت بتحس بسعادة ممزوجة بفخر و تفاؤل و حماس لدرجة إنها ما حست بالزمن المشى وهي بترسم بدون توقف ، و ما حست كمان بالحركة الكانت برة ناحية الشباك الاتفتح و نط منو زول و بقى جاي عليها من ورا بخطوات خفيفة…..
شهقت لمن شعرت بيد بتحاوطها من ورا و حاجة مثبتة في راسها باين إنو مسدس… و صوت هامس بقول في أضانها :
- اتصلي حالا بحبيب القلب خلي يجي ، و إيااك يحس بشي و إلا الرصاصة دي حتفجر مخك ، مفهوم ؟
.
.
يتبع
في الحلقة الأخيرة
من روايتي : الجسر
رحمات صالح