١١

1K 28 0
                                    

     

توضيح هام : جميع أحداث الرواية بمافيها الأزمنة و الأماكن و الوقائع التاريخية والسياسية من نسخ الخيال ولاعلاقة لها بالواقع
.
….
.

كانت لحظات كده غريبة ومامفهومة ، وقت اتقبض عليهم واترفعو في عربية كبيرة و وراهم عربية تانية كأنهم مجرمين حقيقيين ، الحصل شنو و اتعرفو كيف و بريق وين و الولد الرسام وين و الخال عمر وين ، والبلغ عنهم منو دي كلها أسئلة كانت بتدور في أذهانهم الاتنين ، وأكبر سؤال إنو مصيرهم حيكون شنو…..

وصلو ونزلوهم وهم مقيدين مع بعض ووراهم عسكري موجه السلاح عليهم ، دخلوهم في ممرات طويلة و متعرجة و مدحرجة ، وفي النهاية لقو نفسهم في زنزانة واتقفل عليهم وهم لسه مقيدين ببعض….
عدت كم دقيقة و مافي واحد اتكلم مع التاني ، لغاية ماعادل قعد في الأرض و اضطر وليد يقعد معاهو ويقول :
- بريق ما بتعمل كده
عادل قال بهدوء شديد :
- كلمتك ما سمعت كلامي و لسه ما داير تصدقني ، حسي حنعمل شنو شكلنا انتهينا خلاص
وليد قال :
- نحن ماعملنا شي غلط كل الدايرنو إننا نصل لحقائق عشان نحسن من قريتنا و نرجع الحقوق ال….
- ياااااااخ إنت مالك غبي كده ، وليد أسكت ساي صوتك ده ما داير أسمعو نهائي
وليد سكت وبقى يفكر في أمو حيكلمها كيف وهو أساسا تلفونو مامعاهو ولا عادل ما خلوهو ياخد معاهو شي….
- هههههه يخواننا صلو على النبي و استهدو بالله ماتختلفو عشان حتفضلو بالمنظر ده كتير
وليد اتلفت على مصدر الصوت ويادوب انتبه إنو الزنزانة فيها تلاتة غيرهم ، والزول واصل :
- أنا و المعاي جنزرونا كده فترة من الزمن لغاية ما هو الله يرحمو مات هههه ههه واتحليت منو
عادل شعر بالرعب و قال :
- مات؟؟؟ مات كيف
- يازول كلو بأوانو حسي أها أنا قدامك عايش عاااادي لاقتلني تعذيب لا شي ههههههه زي مابقولو دقة تفوت ولا حد يموت هههههه
عادل خت يدو الحرة في راسو ، ووليد دنقر و بقى يقول :
- لا حول ولاقوة إلا بالله ، ده جننوهو كده كيف
.
.
اليوم التاني….
سعدى رابطة راسها و لافة و هي بتبكي و تنتحب ، و علا قاعدة و مدنقرة ودموعها ماوقفت ، دخل عليهم سراج و قال :
- يا خالتي استهدي بالله الشباب ديل أساسا وقت طلعو قالو ليك يمكن يطولو و بعدين التلفونات دي عادي بتتقفل بتتسرق ، يمكن مشو مكان مافيهو شبكة كدي روقي و نحن كلنا قاعدين نفتش عليهم
سعدى ما ردت ولا كأنو بتكلم معاها ، و علا قالت :
- يعني حيكونو مشو وين ديل
- ماعارف والله ، لكن بكونو بخير ماتقلقو
علا قالت بدون ما تراعي لكلامها :
- أنا أعمل شنو ياربي من وجع أمي لغيبة وليد لعقد صحبتي الماعارفة أمشي أحضرو بالهم الأنا شايلاهو ده
سراج قال بسرعة :
- صحبتك منو ؟ وعقدها متين
قالت بحزن :
- سماح عقدها الليلة بعد المغرب
سراج طوالي مشى دخل جوة ، و علا بقت تبكي أكتر…. وبعد داك مسحت دموعها و لحقتو لقتو راقد على ضهرو و مغمض ، جربت تفتح الدولاب لقتو مقفول ، قالت :
- سراج أفتح لي دولابك ده ثواني
سراج وهو لسه مغمض دخل يدو في جيبو ورمى ليها المفتاح بدون ما يسأل هي عاوزة شنو ، و هي فتحتو و طلعت من تحت الهدوم الدفتر القديم و ختتو ليهو في صدرو و قالت :
- عندك استعداد تعمل حاجة عشان حبك مايضيع منك ؟
سراج اتخلع ، و تاني زح الدفتر بعيد و قال :
- حأعمل شنو يعني ، مافي يدي شي
- ياسراج أنا لو ما كنت عارفاها بتريدك كيف ما كنت بقول ليك كده ، لكن أنا حاسة بيكم الاتنين
قال وهو بقاوم عبرة بدت تخنقو :
- هي لسه بتحبني؟
- أيوة سماح بتحبك ، خلينا نلحق نعمل شي يمكن ننقذها من الهي داخلة عليهو ده
سراج طوالي قام و زرر قميصو الكان فاتحو من الخنقة و لبس شبشبو و طلع و علا جرت شالت توب و لحقتو وهو ماشي على بيت سماح ، دخل من الباب الكبير اللي هو باب الرجال و علا وقفت برة وهي بتدعي و ترجف من الخوف ، و بعد داك دخلت بالباب التاني و جرت على غرفة سماح لقتها قاعدة و عاملة خلطة في وشها و الدموع ماسحة جزء من الخلطة ، و لمن شافت علا بكت أكتر وقالت :
- وينك من الصباح أنا محتاجة ليك شديد
علا مسكتها من يدينها وقالت :
- عايني ، أنا حأقول ليك شي ركزي معاي كويس….
- في شنو ياعلا
- سماح سراج بحبك و جا عشانك و حيحاول بس إنتي قولي يارب
- جا وين؟
- بي غادي عند أبوك
سماح طوالي قامت و لفت التوب في وشها وهي ما مهتمة انو حيتوسخ و طلعت و علا وراها بتكورك :
- أقيفي يابت ماشة وين
سماح ما سمعتها ولا وقفت و دخلت الصالون لقت سراج قاعد مع أبوها ، وقبل ما تتكلم أبوها قال :
- انتي الجابك هنا شنو يلا جوة سريع
سماح وعت لنفسها و لقت إنها اتورطت لكن وقفت مكانها ، وسراج اتشجع و قال يواصل في كلامو :
- يا عمي حسي أسألها و لو قالت إنها قبلانة بالعقد ده أنا تاني ما بتكلم
- و إنت أسااااسا منو الأداك الحق تتكلم ، البت مخطوبة ليها سنين و ده ولد عمها و أحق بيها من أي زول و إنت اتجاوزت الأصول و جيت قلت دايرها يوم عقدها ، و أنا ناس ما بعرفو للأصول ولا بحترمو الجيرة ما بلزموني و من الليلة بيتي ده ما تعتبوهو لا إنت لا أختك
.
.
في الزنزانة :
الراجل ما راضي يسكت من اليوم القبلو يتكلم و كأنو متعمد يزيدهم قلق و رعب :
- بعدين أنا ياخ ماعارف أقول ليكم أحسن هنا و لا أحسن هناك ، لو خلوكم هنا حتفضلو مجنزرين كده ببعض لا تقدرو تنومو كويس و لا تمشو حمام براحتكم و لا تعملو أي شي لغاية ماتصلو مرحلة كل واحد يتمنى أخوهو يموت ويرتاح منو هههههههه حسي شوفو إنتو يوم واااحد عينكم طلعت ، أما الاحتمال التاني فلو جو ربطو ليكم عيونكم وفكوكم من بعض و طلعوكم من هنا ، و ركبتو عربية مشت بيكم في دقداق كده وتاني نزلت بيكم تحت في الحالة دي نحن نقرا عليكم الفاتحة لأنو تاني ولا الجن الأزرق مايعرفكم وين
وليد رغم الكم الهائل من التوتر الجواهو لكن برضو استدرك وقال :
- ومدام الجن الأزرق زاتو مابعرف ولا الناس بترجع تاني ، إنت عرفت كيف؟
- أي شي بتلقى الزول البجيب ليك منو خبر ، وهنا الناس بتجيب الكلام ده و بنسمعو ، شفت المكان البحفرو فيهو داااك و قالو ده مشروع بتاع مترو يلا ده ولا مترو و لا شي دي سجون تحت الأرض البدخلها تاني مايمرق منها ولا جنازة زاتو مابمرق….
وليد اتنهد بصوت مسموع و عادل بقى يقول :
- حسبي الله و نعم الوكيل
في اللحظة دي اتفتح باب الزنزانة و دخلو أربعة ، اتنين منهم ربطو لوليد و عادل عيونهم ، و فكو جنازيرهم و لزوهم قدامهم برة الزنزانة بكل عنف… لمن بقو يقعو ويقومو…… وليد حاول يقاوم و قال :
- في شنو براحة يازول
قبل ما يكمل جملتو جاتو ضربة في مؤخرة راسو بطرف السلاح خلت راسو يلف ويقع ، و بقى سامع أصوات كتيرة متداخلة منها صوت الزول الجوة الزنزانة بقول :
- الفاتحة ياشباب هههههه … ديل خلاص مشو قداااام
.
.
يتبع في الجسر
تأليفي : رحمات صالح

الجسرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن