٤

1.2K 31 0
                                    

وليد نط و دس الصورة لمن أمو دخلت ، ماكان عارف هو ليه دساها و هي كمان ما انتبهت لأنو بالها في موضوع المزرعة :
- ياوليد نوال دي قالت دايرة تبيع لي نصيبها في مزرعة الدواجن
- عاقلة ياخ ، وكان إنتي زاتك بعتيها و عملتي بيها شي نافع يكون أحسن
- يا ولد هوووي إياك تناقشني في الموضوع ده
- يمة أنا ماعارفك متمسكة بيها كده لشنو و بصراحة حكاية إنها وصية أبوك دي ماداخلة راسي
سعدى قالت بزعل :
- يعني قصدك شنو بكلامك ده ؟
- ماقصدي شي بس دايرك تفكري كويس ، نحن ممكن نستفيد منها أحسن من كده، و زي مابقولو الحي أبقى من الميت ، هو أبوك في قبرو فارق معاهو بشنو يعني تتباع ولا ماتتباع يمة خليك واقعية شوية
- اعوذ بالله منك و من تفكيرك ، لمن أنا أموت تعال بيعها
- بعد عمر طويل ماتقولي كده ، المهم الدايراهو سويهو
سعدى سرحت شوية ، وبعدها قالت بهدوء :
- إنت ماعارف شي
- قصدك شنو ؟
اتنهدت و قالت :
- المزرعة دي مابتتباع
- كيف مافاهم
- ولو قلنا نبيعها حتجينا من ورا الموضوع ده بلاوي
- يمة أشرحي لي مافاهم شي
- الحكاية وباختصار إنو الورق المسجلة بيهو كلو وهمي ساي ، لأنها في الأساس ماحقت أبوي بس وقعت في يدو بالصدفة
وليد وقف على طولو وقال وهو مخلوع :
- كيف الكلام ده ، ووقعت في يدو كيف
- خلاص دي حكاية قديمة وانتهت ، المهم إنو لو حاولنا نبيع الورق ده بتعرف
- لا أنا لازم أعرف كل شي
سعدى قالت بحزم :
- في زول أداها ليهو لكن ما سجلوها رسمي ،و مادايرة ولا كلمة زيادة في الموضوع ده
- طيب حتشتري من نوال خالتي كيف ؟
- دي بيناتنا، ورقة بنكتبها عند محمد ولد خالتك ولا أي محامي و خلاص
وطوالي طلعت خلتو محتار قبل ما يسأل زيادة …..
.
.
بعد يومين :
علا كانت بتقش في الحوش و سمعت دقة الباب ، عرفتو وليد وهو لز الباب ودخل و قال :
- أنا مش كل مرة بقول ليك ماتخلي الباب ده فاتح و إنتي بتكنسي
علا طوالي اتلفتت يمين شمال و لقت هدوم مشرورة في الحبل سحبت أقرب قطعة و ختتها فوق راسها وقالت :
- الباب كان متاكا إنت لازيهو مالك
وليد ضحك وقال :
- سبحان الله إنتي بتغطي مني أنا ؟ و أنا الكل يوم بتحايل عليك عشان ترفعي طرحة في راسك قدامي وشابكاني أخوي الصغير وشنو مابعرف
علا اتحرجت لأنها هي نفسها ماعارفة عملت كده ليه ، وقالت تغير الموضوع :
- فطرت ولا تدخل أخت ليك فطور
- لا أنا ماشي طوالي بس جيت أشوفكم إنتي و خالتي سريع كده
علا قالت وهي بتمسح العرق من على جبينها :
- طيب أدخل تلقاها في البرندة
وليد انتبه ليدها المرفوعة في جبينها و لاحظ للخاتم وقال باستغراب :
- ده خاتم روضة
علا قالت :
- والله ياوليد يومداك فجأة طلعتو ولبستني ليهو وقالت لي حافظي عليهو
و ماكملت باقي كلام روضة
ووليد فتح عيونو من الدهشة وقال :
- هي أدتك ليهو ؟ بنفسها؟؟
- قلت ليك لبستني ليهو في يدي
وليد بقى يعاين ليها بنظرات غريبة زي المابعرفها و فجأة طلع وهو بقول :
- طيب ، يلا مشيت
علا بقت تنادي :
- وليد ، أقيف ماحتسلم على أمي؟
لكن وليد ما رد وطلع طوالي وهو مخلوع ، وبقول في نفسو :
- قصدها شنو روضة بالحركة دي؟ من زمان واعداني إنو لمن أتزوج حتهدي الخاتم ده لزوجتي ، ياربي تكون فضلت علا علي أنا وأدتو ليها؟؟ ولا تكون فكرت في حاجة تانية؟؟ مستحيل روضة تفكر كده مع إنو بقولو عليها ما دريانة بشي لكن أنا عارفها فاهمة و عارفة كل شي وعارفة علا دي أختي….
نفض الأفكار دي كلها من راسو لمن وصل المكان الطلع عشانو من البيت ، اللي هو مكتب واحد سمسار بتاع عقارات كبير في السن وبقى يسألو من القصر الفي الصورة :
- والله يا ولدي أنا مابقدر أرد عليك ما لم أشوف الصورة بعيني
وليد قال بإصرار :
- ياحاج ركز معاي ، هو زي مبنى كده كبير وفيهو شبابيك شكل آرشات ضخمة و المدخل بتاع السلم فيهو عمدان كده و….
الراجل قاطعو وقال :
- ده قطع شك مافي القرية دي
وليد قال بحذر :
- تفتكر يكون وين؟
الحاج ضحك وقال :
- وأنا العرفني شنو ههههههه
- طيب تفتكر…. ممكن…. يكون… بهناك للكبري؟؟
الراجل طوالي استعدل في قعدتو و صلح طاقيتو وقال بارتباك :
- ما بعرف شي عن الموضوع ده
وليد استغرب من ردة فعلو وقال :
- طيب منو الممكن يعرف ؟
- إنت داير شنو بالضبط
وليد قال بصدق :
- والله أنا زاتي ماعارف نفسي داير شنو لكن عندي شعور إنو في حاجة غامضة لازم أعرفها
الحاج ميل عليهو وقال بهمس :
- تطلع من هنا على السوق مكان بتقيف القلابات ، بتلقى واحد اسمو هجو بلقبوهو التركي ده بجيب الرملة للمقابر ، و بجيبها من مكان قريب للكبري ده ، و سامعو عندو قصص كتيرة يمكن تلقى عندو مرادك ،وبالله تاني ما داير أشوفك هنا
وليد قام طلع بسرعة وهو متجاهل الإهانة الاتعرض ليها و مشى طوالي السوق يفتش عن التركي بتاع قلاب الرملة…..
…..
….
أول مرة تحب ياقلبي وأول يوم أتهنى
ياما على نار الحب قالولي ولقيتها من الجنة
أول مرة…أول مرة

اتقطعت الأغنية برنة التلفون وردت وهي بتواصل الأغنية بصوتها :

أول فرحة تمر بقلبي .. وأنا هايم فى الدنيا غريب
قول لي أحكي ولا أخبي .. ولا أوصفها لكل حبيب

جاها الرد :
- تحكي طواااالي تخبي ليه؟
- ياسماح حاسة إني…. ماعارفة حاسة بشنو ، بس جواي مشاعر غريبة عني أول مرة أحسها ، في فرحة و حيرة ولهفة و جنون و…. إنتي معاي؟؟
- علا… مبروك لقد وقعتي في الحب
- حب شنو بس ، أنا طول عمري مابعرف الحب ده ولا ناوية أحب لأنو أنا….. اااخ بس
- لكن الحب ما بالنية ، هو شعور قهري بنزل عليك و بتحكم فيك… وعلى فكرة أنا كنت عارفة إنك بتحبيهو بس إنتي ذات نفسك ما كنتي حاسة بكده ، وعشان كده قلت ليك إنو هو حلك الوحيد
- قصدك منو ياسماح، أوع يكووون؟؟؟؟
سماح كملت بسرعة :
- وليييد.. إنتي بتحبي وليد ولد خالتك
- لكن…. هو أخوي… أخوي الصغير
- خلاص بكون غلطانة
- لا ما كده لكن… أنا فعلا يعني لمن شفتو قبيل قلبي دق شديد ، واتمنيت إنو يفضل معاي و مايمشي و…. سماح انتي بتضحكي؟؟؟
- ههههههه لا لا لا كملي اسفة هههههههه
- إنتي وحدة عواليق ، سلام
.
.
هناك وليد وصل السوق ، و سأل على هجو التركي لقاهو قاعد تحت قلابو في بنبر وبشرب في شاي ، سلم عليهو وقال :
- دايرك في كلمتين
هجو وقف ليهو وقال :
- حبابك
- ماعارف أبدا ليك كيف لكن سمعت إنك بتجيب الرملة من جهة الجسر و إنك عندك معلومات بتتعلق بالجسر ده وأنا بصراحة مهتم بالموضوع ده من طفولتي وعندي شغف أعرف عنو
- ياخ إنت زولي تب…. أنا ياخي لمن بمشي هناك بلاقي واحد كده بقولو مجنون الزول ده بونسني و بحكي لي قصص عجيبة خلاص و أي زول أجي أوريهو كلام المجنون ده يقول لي إنت شغل المقابر ده جننك و بقيت تخرف وتصدق الخرافات
- أنا داير أسمع منك
- كدي أنا حسي طالع مشوار تعال لي بكرة زي المواعيد دي
- لا لا لا أنا حسي بركب معاك تحكي لي في السكة
- يازول عديلة
..
..
- قالو زماااان حصلت حاجة كده أنا ماعارفها شنو ، بعد داك بقت حكومة القرية هنا مانعة أي كلام يتعلق بالجسر ده و بالحتة الغادي ليهو ، حصلت لدرجة البجيب سيرتو بعدموهو طوالي و البتكلم في الإعدام ده زاتو بعدموهو ، قالو أعدمو قريب مية و سبعين زول حتى الأطفال مارحموهم….
- لاحول ولاقوة إلا بالله ، وده كلو لشنو في شنو بهناك ؟
- دي أنا مامتأكد منها والزول البحكي لي زاتو كل يوم جايب لي قصة شكل، وآخر وحدي قالها لي دي صراحة موضوع كبير وخطير وكان بقى صح تبقى مصيبة
- كدي قولها لي
..
.

.
يتبع في : الجسر
بقلمي رحمات صالح
مع حبي للجميع

الجسرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن