توضيح هام : جميع أحداث الرواية بمافيها الأزمنة و الأماكن وأسماء الشخصيات و الوقائع التاريخية والسياسية من نسخ الخيال
.
.
- عبدالله الشيخ ، علي فضل ، محمد طيفور… ديل التلاتة الكاتبهم خالك ، ممكن نسألو و نعرف منو حنوصل ليهم كيف
- خالو عمر لو كان عارف أو كان بمقدورو يقول كان قال من نفسو
- طيب حنصل ليهم كيف؟
- بسيطة..
وشالت تلفونها واتصلت :
- أسمعني ، عندي تلاتة دايرة عناوينهم في ظرف نص ساعة بالكتير … وحتلقى في حسابك مبلغ محترم بس أهم شي السرعة
و أدتو الأسماء و قفلت ، ووليد قال وهو متوتر :
- إنتي كيف بتثقي في الولد ده ، ده ممكن يبيعك و يغدر بيك
- ماتخاف طالما أنا بدفع ضامناهو في جيبي
- تعجبني فيك شجاعتك
- دي بالذات ماخداها منك ، إنت الألهمتني بيها و بحاجات كتيرة
وليد سكت ، وهي فجأة انتبهت و قالت :
- حتكون جعان و تعبان ، يلا نشوف طريقة نجازف و نمشي البيت
- ااا.. لا خليني هنا و إنتي ممكن تمشي و….
قاطعتو وقالت :
- إنت حتتحرج من أهلي ؟ ديل ناس واعيين و أوبن مايند يلا
وسحبتو من يدو بدون ماتديهو فرصة يتردد و ركبت موتر أخوها و هو وراها و بسرعة رهيبة انطلقت و دخلت بشوارع فرعية لغاية ماوصلت البيت….
….
..
في الجسر ، الأحوال هدأت شوية بعد ما شالو الجثث و جزء من الناس مشو مع أهالي المتوفيين لكن أغلبية الناس وافقين بصمود و كمان زادو عليهم أعداد جديدة ،… علا كانت واقفة وسط أخوانها و كل واحد فيهم متمسك بالقضية أكتر من التاني ، كانت فخورة بيهم و بنفسها و بوليد الاتذكرتو و بقت تفكر فيهو و في حكاية البت الاسمها بريق ، رغم إنو طمنها و وضح ليها إن بريق معاهم وفي صفهم لكن جواها شي ماقادرة تحددو شنو ، خنقتها عبرة و رفعت كفة يدها دورت الخاتم في أصبعها كأنها بتحاول تقنع نفسها إنو وليد ممكن يكون ليها….- الله أكبرررررررر الله أكبرررررررر وطننا فوووووووق بوليسنا فووووووووق
كل الناس رفعو راسهم و هم بحاولو يفهمو و يعرفو مصدر الصوت و بقول في شنو ، و فجأة بقت في أصوات زغاريد نسوان و دق على الطبول والجرادل مختلط بأصوات نحيب و بكى ، الناس الماعارفين الحاصل استغربو كيف الأجواء الحزينة بعد مقتل أخوانهم اتقلبت جو فرح كده ، لغاية ما الصوت رجع يهتف :
- يا ناس ياااانااااااس الشرطة معانا يااااا ناااااس
و النسوان بقو يزغردو مرة تانية و أصوات الهتاف علت
….
….
في بيت بريق :
وليد شرب العصير بعد ما أكل السندوتشات الجابتها ليهو ، و قال بهدوء :
- شكرا ليك على كل شي
- شكرا ليك انت الرجعت لينا إحساسنا بالوطن ، و المسؤولية ، و الحب و كل شي
وليد كرر بحذر :
- الحب؟
- إنت ظهرت في حياتي في أكتر لحظة مؤلمة و من يومها و أنا حاسة إنك السبب الأول في إني أتخطى أحزاني
- أنااا؟؟؟
- إنت ما قادر تعرف قيمتك و تأثيرك على الحواليك ، وليد خليني أنا.. شوف الناس الطلعت وراك و بسببك و بدون أي مجهود منك غير قوة الإرادة العندك و الصدق الجواك و رغبتك الحقيقية في التغيير
- يا بريق الأنا عملتو و الإحساس الجواي مفروض يكون عند أي زول
هنا تلفون بريق رن ، ملامحها بهتت و قالت :
- دي قريبتك
وليد أخد التلفون بلهفة ، رد وبريق بتراقب تعبيراتو :
- ألوو علاااا إنتي كويسة ؟ كلكم كويسين ؟
- وليد ما حتصدق
وليد لمن سمع صوتها الباكي قال :
- خيير حصل شي تاني؟؟؟
- الشرطة اتقسمت ، و الأغلب انضمو لينا ، والباقين لسه على موقفهم مع الحكومة…. و حسي أفراد الشرطة المنشقين انتشرو وسطنا و حواليننا بصورة منظمة و سريعة بتخليهم يقدرو يوفرو لينا الأمان والحماية
وليد دموعو جرت و قال :
- شكلنا قربنا يا علا قربنا…
علا بعد قفلت الخط وليد كلم بريق بالحاصل و هي فاجأتو بردة فعلها بقت تنطط زي الطفلة و هو لاشعوريا بقى يضحك عليها …..
و تلفونها الفي يدو رن ، مداهو ليها و هي ردت :
- اتأخرت أنا قلت نص ساعة
- تعبت ياخ عشان ألقاهم
- طيب هات
- أكتبي عندك العناوين دي، و أول ما أقفل منك تحولي لي القروش
بريق اتناولت ورقة وقلم من الدرج الجنبها و بقت تكتب في العناوين…. قفلت و تمت التحويل و أدت الورقة لوليد و هي بتقول :
- طبعا إنت ماحتعرف تصل براك لكن نحن لازم نتقسم… ده تلفونك حأنزل ليك فيهو شريحة تانية لأنو يمكن يكون مراقب و حأتابع معاك لمن تصل… حأديك الموتر لأنو الحركة بيهو أخف و أنا بتحرك بعربيتي..
…
.ٌ
وليد طلع حسب توجيهات بريق والوصف والعناوين ، و بسهولة قدر يصل لأول واحد من رجال الشرطة القالهم عمر… عبدالله الشيخ ، الزول استقبلو بترحيب و وليد في الأول حاول يلمح أو يجس نبضو بدون مايقول أي شي صريح ، كان جواهو شوية خوف وعدم اطمئنان لغاية ما عبدالله قال :
- شوف يا ابني إنت جيت للزول الصح ، و أنا أساسا عندي خلفية عن الموضوع ده وصلتني من عمر ، و منتظرك بس ما اتوقعت تجي بالسرعة دي… أنا حأريحكم من جانب مهم ، عندي ناس من خلالهم بقدر أخترق المعتقلات والسجون و طبعا دي أهم شريحة و أكتر فئة ممكن تبقى سبب لنجاح الثورة دي و كمان عددهم كبير جدا….
- الحمدلله ، لو غطيت الجانب ده كده حنضمن نسبة كبيرة من النجاح
- على بركة الله ، و لمن تبقو جاهزين أديني خبر قبل ٣ ساعات…..
…..
….
الوقت ده بريق كانت وصلت المتحف ، كانت لابسة لبسها المعتاد بنطلون جنز فيهو فتحات عرضية مكان الركبة و تيشيرت طويل بفوقو جاكت أبيض مبقع بالألوان و شايلة رولة كبيرة البتخت عليها الورق و علبة أقلام و ألوان ومعلقة كاميرا في رقبتها و منظرها باين إنها رسامة و هاوية.. دخلت بعد ما أبرزت بطاقتها الشخصية و بقت لافة في المتحف و أخدت صور لكل اللوحات الموجودة ، و طلعت ….. ومنها مشت السوق و دخلت محل و بقت تسأل :
- محتاجة لي برنتر كبير ، يطلع مقاس متر في متر أقل شي
- دي إلا مطبعة و نحن ماعندنا حاليا ،وعموما هي مابتتباع لأفراد إلا شركات أو محلات بترخيص… وطبعا سعرها عالي شوية
- امممم طيب أكبر طابعة ممكن أتحصل عليها مقاس كم
- مقاس A3 يعني قدر الورقة العادية مرتين
- طيب هاتها
و دفعت حسابها و شالتها و طلعت طوالي على المرسم بتاعها ، وصلت الطابعة باللاب توب حقها و نزلت الصور من ذاكرة الكاميرا و بقت تمسك كل صورة تقسمها على أجزاء و تكبرها و تطبعها ، و برة بقت تعيد تجميع الأجزاء بحيث بقت كل صورة عندها بحجم كبير جدا وواضحة… رتبتهم كلهم و لصقتهم في ألواح و ختتهم مع لوحاتها الكانت بترسم فيهم الفترة الفاتت
….
….
وليد بعد طلع من عبدالله اتصل على بريق و عرف منها كيف يصل حسب العنوان للشرطي التاني الاسمو علي فضل ، لقاهو ماموجود و عرف إنو مريض و راقد في المستشفى… و بعد صعوبة قدر يعرف المستشفى وين و مشى ليهو ، واتفاجأ إنو شاب قدرو ولا أصغر شوية كان راقد في غرفة وراسو ملفوف بشاش و موصل ليهو درب و جنبو وحدة مامعروف زوجتو ولا أختو ، وليد سلم و كفر ليهو و بعداك استأذن من الزولة القاعدة وقال إنو داير علي في موضوع خاص و بعد طلعت وليد قعد و قال بثقة و اطمئنان بناء على موقف عبدالله و إنو متوقع التلاتة يكونو عندهم خلفية وموافقين و منتظرنو :
- قبل كل شي داير أبشرك ، الناس بهناك كلهم يد وحدة وأغلبية الشرطة في صفنا ، باقي نظبط أمورنا هنا و كل شي حيمشي كويس
علي ضيق عيونو وقال باستغراب :
- ده بالنسبة لشنو ؟
وليد شعر إنو اتهور و غلط غلطة فادحة و كان مفروض يبدا بالتلميح و يجس نبضو أول ، وقال :
- أنا وليد ، ما عرفتني أو سمعت بي؟
الشرطي ابتسم بمجاملة و قال ، اي اي عرفتك.. دقايق بس :
و رفع سماعة الغرفة الكانت جنبو على الحيطة و ضغط زر واحد ، وقال :
- ألوو ، أمن المستشفى.. غرفة ١٣١ بسرعة
.
.
يتبع
مع تحياتي
رحمات صالح
الجسر