٨

1.1K 33 0
                                    

  

وليد و عادل عاينو لبعض و كل واحد منتظر التاني يقول حيتصرفو كيف في الورطة دي ، المكان كان عبارة عن حديقة كبيرة وقدامهم مباشرة طاولات بوفيه مفتوح ضخمة وهنااك كمية من الناس وفي نصهم منصة طالعين فيها عريس وعروس و موسيقى هادئة شغالة و إضاءة خافتة بألوان مختلفة بتتحرك ، القريب منهم كان الشيف بشوي في اللحوم عاين ليهم بي خلعة وقبل مايقول شي وليد أشر لعادل و جرو بمحازاة الحيطة لغاية ما دخلو أقرب مكان مقفول و وليد قفل الباب بالتأمين من غير مايعرف المكان ده شنو ، اتلفت لقى عادل مصدوم وهو بعاين لوحدة بتبادلو نفس النظرات المصدومة ، وليد شاف المغاسل وعرف مباشرة إنها حمامات… البت كانت ماسكة منديل وعيونها محمرة وأثر الدموع في عيونها و شكلها كانت بتحاول تصلح في مكياجها ، كانت أنيقة في فستان بسيط أحمر بحزام أسود ورافعة شعرها لفوق و لابسة حلق لولي بظهر جمالها… وليد عاين ليها لثواني وهو ما حصل قبل كده شاف وحدة بالأناقة و الرقي ده في قريتهم كلها ، وبعدها وعى لنفسو لمن هي قالت :
- إنتو جايين تنضفو حسي ؟ ماعارفين إنو دي حمامات سيدات يعني مفترض تنتظرو لغاية ما الأوفر نايت ده ينتهي
عادل قعد يضحك وهو مامصدق إنو بعد البحصل معاهو ده كلو كمان تجي وحدة تفتكرو عامل نضافة ، أما وليد قال ليها :
- نحن جايين هنا بالغلط و ماعارفين نطلع كيف
قالت باستغراب :
- تفتح الباب ده وتطلع طوالي
عادل بقى يضحك أكتر و وليد خت يدو في راسو وقال :
- ياريت لو كان بالبساطة دي
- إنتو دايرين شنو يعني
- بس تهدي شوية و تصبري لينا لمن نحن نفكر ونشوف حنطلع من هنا كيف
البت رجعت قبلت على المرايا و قالت بكل برود :
- أوكي
و بقت تصلح في الآيلاينر و عادل قال وهو حيتجنن :
- إنتي ماخايفة مننا يعني ؟
أخدت الروج و بقت تمررو في شفايفها و هي بتقول بنفس برودها :
- اتنين مجانين جايين مبهدلين و خايفين So what
عادل قال وهو ماقادر يخفي الذعر الحاسي بيهو :
- عايني ، نحن لا مجانين ولا حرامية ولا شي نحن بس دايرين منك خدمة كده لوجه الله تدلينا على طريق آمن ممكن نطلع بيهو من المنطقة دي كلها
وليد لكزو وقال :
- إنت مجنون ولا شنو أنا بعد التعب ده كلو ماراجع كان ماوصلت للحقيقة
عادل قال للبت :
- سيبك منو و ركزي معاي أنا ، نحن لازم نطلع من هنا دايرين بس نصل الجسر
البت شهقت و قالت :
- الجسر مرة وحدة ؟ إنتو حكايتكم شنو بالضبط ؟
وليد كان حيتكلم بس مقبض الباب اتحرك و بعدو الباب بقى يدق بقوة ، البت قالت بصوت هامس :
- أدخلو واحد من الحمامات دي واقفلو الباب كويس
وليد وعادل دخلو حمام واحد وقفلوهو والبت فتحت الباب لقت مجموعة من الناس ومعاهم اتنين من الأمن :
- في ناس أغرباء دخلو هنا؟
- في أيوة ، في الحمام ده
وليد وعادل لمن سمعوها فتحو عيونهم من الخلعة ، لكن تاني سمعوها كملت كلامها :
- دي وحدة تبع الفرقة الموسيقية دخلت هنا
- والباب ده كان مقفول ليه؟
- دايرة آخد راحتي شوية
- طيب ماشفتي أولاد اتنين كده ؟
- أولاد حيجيبهم هنا شنو ؟؟
- طيب طيب ، أرح يكونو دخلو المخزن هناك
و مشو وهي خلت الباب مفتوح و رجعت تكمل البتعمل فيهو لغاية ماشعرت بيهم بعدو ، قربت من باب الحمام وقالت :
- أطلعو من هنا يمينكم طوالي ، حتلقو زقاق ضيق نهايتو باب مقفول.. نطو الحيطة حأجيب عربيتي و أنتظركم بهناك… لما أشوف حكايتكم شنو…..
.
.
في نفس الوقت ده و في مكان تاني… علا كانت بتتقلب في سريرها زي كأنها بتتقلب على نار من كتر الوجع المالي روحها ، شالت التلفون عاينت للساعة لقت لسه الليل طويل ، عاينت لصحبتها النايمة في السرير التاني و هي ممتنة ليها و لوقفتها جنبها لكن مافي زول يقدر يشيل الحزن المتمكن منها.. في لحظة كده اتذكرت وليد و إنها الليلة ماشافتو بعد مارفعو الفراش و كمان اتذكرت وصية أمها المرحومة ليهو، لقت نفسها بتشيل التلفون و بترسل ليهو رسالة :
- في عز الليل و الوجع والحزن اتذكرت الغالي شنو الشغلو يسأل و يتطمن علينا يارب خير
- علا… مالك صاحية؟
- مافي شي ياسموحة نومي
سماح قامت و قالت :
- حبيبتي الدموع والبكا ما حيفيدوها بشي الأفضل تدعي ليها
علا انتبهت إنو دموعها مالية وشها ، مسحتها بضهر يدها و شالت التلفون تشوف وليد رد ولا لا رغم إنها عارفة في الوقت المتأخر ده ما حيرد…

الجسرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن